الحمد لله رب العالمين. قيوم السماوات والاراضين ورب الخلائق اجمعين اله الاولين والاخرين. والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين خليل رب العالمين المبعوث بخير دين الهادي الى صراط الله المستقيم وعلى اله واصحابه اجمعين. وما حلقة جديدة من برنامجكم اشارات اود ان اقول لماذا؟ هذا عنوان الحلقة نعم لماذا؟ ولكن لماذا ماذا؟ الكثير منا يحفظ الكثير من نصوص الكتاب والسنة وذلك عبر مراحل التعليم المختلفة منذ المراحل الاولى في مقرر التربية الاسلامية ومقرر القرآن الى ان امتحنا الشهادة السودانية ودخلنا الجامعات واختلف الناس بعد ذلك في التخصصات وهنالك حد ادنى من المعرفة. ثم بعد ذلك يرجع كل شخص الى بيئته والى القسم البيئي والده والقسم التربوي وما وجد من مكتبة وما اطلع من كتب وما سمع من محاضرات حتى ولم يكن تخصصه في الدراسة تخصصا بحثا يعني تخصص شرعي بحتا كعلوم الشريعة الرائعة من القرآن والتفسير والاحكام والفقه والاصول والاداب والاخلاق والاذكار والى غير ذلك فتلقينا جرعات كبيرة جدا عبر المساجد عبر الكسب الفردي حلق العلم عبر الاطلاع المباشر عبر شبكات الانترنت عبر السماع في الفضائيات ايضا. ولكن اسمحوا لي ان اقول ما هو الحد والقدر الذي اخذناه واستمسكنا به واخذنا وعملنا به من كل هذه النصوص وكل هذه العلوم والمعاني الاسلامية التي اطلعنا عليها بشتى انواع سبل المعرفة المختلفة. هذا سؤال خطير. وهذا السؤال حقيقة يؤرقني. دائما اسأل نفسي لماذا لم نستفد هذا عنوان الحلقة لماذا لماذا لم نستفد من رصيدنا المعرفي والعلمي الذي تعلمناه عبر مراحلنا المختلفة وعبر كسبنا ووسائل المعرفة المختلفة من النواحي الشرعية لماذا نجد ان الاستمساك ضعيف وان العمل قليل. وان الاخذ بجادة الطريق ليس بمقدار ما تعلمنا اين تكمن الاسباب ساجيب على هذه المسألة بكلمة ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي يقول هل يمكن ان يتخلف العمل الصالح مع يقين العبد في الاخرة وفيما عند الله كل الناس يقولون نؤمن بالقيامة وفي قيامة ولكن القليل منهم هو الذي يعمل القيامة يقول ابن القيم نعم يمكن ان يتخلف العمل الصالح مع ايمان العبد بالله وباليوم الاخر قال وذلك عندما يضعف استحضار الايمان بالله ويضعف استحضار مراقبة الله في القلب والنفس عنده عند العمل. وعندما يكون الايمان بالاخرة والغيب لم يصل الى درجة اليقين ونحن نؤمن باليوم الاخر لكن هل نؤمن بذلك ايمانا قاطعا ويقينا جازما ان القيامة قائمة واننا لا محالة سنلقى الله عز وجل ونقف بين يديه يا ايها الانسان انك كادح الى ربك فتحا فملاقيه. هذا شيء عجيب. اذا ينبغي ان نقول بان يقيننا في الاخرة بيقين الجازم وايماننا القاطع الذي لا يتطرق اليه ادنى شك ولا يخالجه اقل هو الايمان الذي يرقى بصاحبه فيكون مستحضرا في كل لحظة لهذه المعاني فتجده الى العمل الصالح مسابقا ومسارحا يقول ابن القيم نعم عند الف العوائد يألف الناس العوائل وعند غلبات الهوى وعند ضعف الايمان وعند قلة اليقين انه لا يمسك الايمان في القلب الا الذي يمسك الارض والسماوات ان تزولا. اذا ستكون الاجابة على سؤال لماذا نجد ان كمنا من المعارف والعلوم والمعلومات الاسلامية كثير وان حظنا من العمل قليل هذه ازمة حقيقية ليست في بلادنا فحسب بل اعتقد واظن ان هذه الازمة في العالم الاسلامي كله طيب اول شي اعتدنا على الماديات في حياتنا. وتركنا الشعور والاحساس بما يحيينا يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم نصوص الكتاب والسنة وحي الله الروح والنور لانها تحيي حقيقة او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات خارج منها اعتدنا على الماديات وركنا الى المشاهدات والمحسوسات وقل ايماننا بالغيبيات وضعف يقيننا بالاخرة نمرة اتنين نحن نستقبل الايات ونتعامل مع الاحاديث كغيرها من المعلومات الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية بل حتى والرياضية تركنا هذه المعلومات في منطقة اللا شعور من ادمغتنا وعقولنا. فبالتالي لم نحرك هذه المعلومات لتفجر ينابيع الخير في حياتنا نعم لتفجر ينابيع الخيل في حياتنا. لذلك صار بعض الناس يتعامل مع الدين في اطارين. الاطار الاول اطار الشعائر التعبدية المحضة الصلوات والحج والعمرة والصوم والاطار الثاني في اطار الاشواق والامنيات الواحد يقول والله انا نفسي اصلح من حالي والله انا نفسي اقوم الليل. انا نفسي اعمل كده. انا نفسي اخلي الانا فيه انا نفسي اجاهد انا نفسي والى غير ذلك من الاشواق والى غير ذلك من الامنيات فقط هي مجرد اماني ومجرد اشواق لا حظه ولا حقيقة لها في واقعنا ايضا من هذه الاسباب وهذي مهمة في غاية الاهمية اننا لم نخاطب بهذه النصوص انفسنا. خاطبنا بها غيرنا. وما ظننا ان هذه النصوص تعنينا. وهذه مشكلة الواحد يكلمه عن صلة الرحم يقول قاصدين فلان الواحد يتكلموه عن حاجة تانية يقول قاصدين في علان وقس على ذلك فلا تكون النجاة الا اذا خاطبنا بالعلم انفسنا واذا تعلمنا العلم لغير الله جل وعلا فانه لن يفيدنا نحن نريد علماء لا معلوماتية ومثقفاتية في الدين اذا جاء مجلس من المجالس وذكرت فيه معلومات دينية تجده يمسك المجال ويتفسح في الناس ولكن حظه من التدين ومن الاستمساك بالنصوص قليل. لماذا اوحى الله القرآن الينا؟ فاستمسك بالذي اوحي اليك من ربك انك على صراط مستقيم. وانه لذكر لك قومك وسوف تسألون. وايضا خذوا ما اتيناكم بقوة. اتاكم الله الكتاب والسنة. وبالتالي هذه من المشكلات عدم الاخلاص في العلم وفي نفس الوقت عدم مخاطبة النفس بهذا العلم للاسف الشديد واخذ العلم كمعلومات واخذ الدين كثقافة بدلا من ان نأخذ الدين كثقافة وكمارسة وكسلوك راشد يوجه حياتنا غار المعاصي والذنوب ولا سيما الصغائر وعدم المبالاة. لذلك كان انس رضي الله عنه يقول للتابعين لانتم تفعلون اشياء هي في اعينكم ادق من كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. يعني اشياء لا تكاد تساوي امام اعيننا شيئا طيب ما هي الحلول؟ ما هي الحلول؟ طيب الحل الاول الدعاء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ثم اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ثم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ثم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم ثم اللهم اهدني باحسن الاخلاق فانه لا يهدي لاحسنها الا انت اذا اردت ان تأخذ بالدين كله واسأل ربك العون واسأله الاستقامة واسأله الدعاء والهداية. يقول مطرف بن عبدالله بن الشخير لو ان الله اتاني قلبي في شمالي والهدى في يميني ما استطعت ان اولج في قلبي من الهدى شيئا الا شيء اراده الله لي. الامر الثاني علينا ان نجتهد في بيئة صالحة والالتحاق بافراد طيبين وبخلة معينة على طاعة الله في عصر قل فيه الناصر وعز فيه المعين ثالثا من المعينات على اخذ العلم مصاحبة العلماء الربانيين والقدوات الصالحة الذين ترى فيهم الخير فتفعل بفعلهم. وتقتدي باثارهم وتنتهي الى رأيهم رابعا من الاشياء المعينة على اخذ العلم ابتداء اصلاح النفس. لان العلم كالغيث فلابد ان يصادف ارضا الا ترى ان الغيث اذا صادف الارض غير الطيبة او الارض الزلقة لا ينبت شيئا ولكنه اذا صادف الارض الطيب انبت طيبوا قلوبكم هيئوها بان تفعلوا الخير. ثم لابد من المجاهدة لا بد ان نتفقه في ديننا. وان نتفاعل بهذا الامر وكل ما سمعت شيء من الدين فخذ به بغير تردد وبغير خوف خذ به وسوف باذن الله تنجو اقول بذلك قد اشرت اليكم اشارة في قضية من القضايا المهمة سائل الرب جل وعلا ان يوفقنا وان يعيننا بما يحبه ويرضى وان يأخذ بنواصينا الخاطئة الكاذبة الى البر والتقوى بارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته