قل هذه سبيلي بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الامي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم شخصيات اندلسية وهذه الحلقة هي الحلقة الثامنة هيتحدس فيها عن شخصية جليلة عالم كبير بذل جهدا كبيرا جدا في تدارك الاوضاع هنا في الاندلس اراد ان ينقذ هذه البلاد اراد ان اه يقلل من الخلاف الكبير الذي كان بين الحكام وسعى في ذلك واجتهد اجتهادا كبيرا رحمة الله تعالى عليه في وقت كان اكثر العلماء خامدون لا يتحركون منعزلون عن المجتمع آآ غاية هم احدهم ان يؤلف او يكتب او يدرس لكن صلته بالمجتمع من حوله تلمسه لاحوال خوفه على الاسلام والمسلمين ما كان آآ ظاهرا ولا باديا. بينما هذه الشخصية الجليلة تعت وبذلت كل ما تستطيع من اجل انقاذ الاسلام في هذه البلاد آآ وعالمنا الذي نتحدث عنه اليوم بمزيد من الفخر والاعتزاز هو الامام الكبير الباجي ابو الوليد الباجي سليمان بن خلف بن سعد رحمه الله تعالى. الامام القرطبي الكبير ولد سنة ثلاث واربعمئة وتوفي سنة اربع وسبعين واربع مئة. يعني قبل الف سنة تقريبا لمن نسي التاريخ الهجري فقد عاش اذا اإحدى وسبعين سنة رحمه الله تعالى وغفر له ورضي عنه درس في الاندلس في بداياته ثم ارتأى ان يرتحل الى المشرق فارتحل الى المشرق في رحلة طويلة استمرت ثلاثة عشر عاما ام ضمنها ثلاث سنوات الحجاز في السراء سبحان الله آآ وحج في الثلاث سنوات هذه اربع حجات اتى قريب الحج وتمكن من الحج اربع من الحج اربع مرات وذهب الى السراة ليخدم ابا ذر. عالم اسمه ابو ذر الهروي في السراء يعيش كان انذاك والسراة هي اليوم بلاد غامد وقحطان وبالقرن وآآ شمران وزهران الى اخره مكث فيها ثلاث سنوات ثم تحول الى مصر ومكث فيها مدة ثم الى الشام مكث فيها مدة ثم الى بغداد مكث فيها مدة طويلة ثم الموصل ايضا مكث سنة درس الاصول فيها على السنان وعاد محملا بالعلوم الى الاندلس بعد رحلة طويلة استمرت ثلاثة عشر عاما واشتهر هو في المشرق اشتهر وطار ذكره في الاندلس وترقب الناس مجيئه هذا العالم الكبير صبر على فقر وفقر شديد حتى انه كان يؤجر نفسه. اسمعوا يا اخوة اسمعوا اسمعوا كيف هذا العالم كان عصاميا كان مجتهدا على فقر فيه وشدة تعتريه رحمة الله تعالى عليه اجر نفسه في بغداد لحراسة الدروب بحيث تستفيد من اجرة الحراسة النفقة على نفسه والاضاءة يستفيد من اضاءة الدرب لان الدروب كانت تضاء في بغداد بغداد كانت عاصمة الدنيا انذاك فكانت دروبها كلها مضاءة فيجلس يقرأ تحت ضوء مصباح في الدرب ويستفيد من الاجرة ان يفق على نفسه وايضا كان يعمل آآ حتى في الاندلس رجع في اوائل حياته بعد رجوع كان ايضا يعاني من الفقر فكان الطلاب يقولون كان يخرج علينا وفي يده اثر المطرقة من العمل كان يطرق بالمطرقة ويجتهد ويعمل وكان ايضا يكتب الوثائق من اجل المال. ينفق على نفسه و اه كان يعمل في الغزل يعني الى هذا الحد كان يعاني من فقر رحمه الله تعالى. الى ان عرف الحكام قدره وآآ واسوه بالمال بعد ذلك ومات وهو غني رحمة الله تعالى عليه الرجل كان عالما اديبا فقيها الا كتبا عديدة كان لها اثر كبير في الاندلس واهتم طبعا انه كان مالكيا تهتم بكتب المالكية وعني بها اي ما عناية رحمه الله تعالى وعني بشروح موطأ ما لك كان للرجل اثر عظيم جدا بل ان اعده اعظم اثار حياته كما قلت في بداية الحلقة في محاولة انقاذ الاسلام والمسلمين في الاندلس كان الحكام يستقبلونه في الظاهر يكرمونه ويظهرون له التأنيس والتقريب وهم في الباطن يستجهلون نزعته ويستثقلون طلعته ويستبردون وجهته يعني هو يأتيهم ينصحهم يعظهم خاصة عندما ابتدأ الحصار لتليطله طليطلة هذه المدينة الرائعة حوصرت سنوات ايها الاخوة سنوات سبع سنوات حصرت طليت انا تصوروا اين المسلمون اين حكام المسلمين اين حكام الولايات الاندلسية لكن الاندلس كانت انذاك في زمن ملوك الطوائف فكانت ضعيفة نكد الغريب الحكام الذين كانوا حول طليطنة ما نصروها سبع سنوات ما استشعروا الخطر الغريب من سهب الاندلسي انهم كانوا يعيشون ويعرفون ان اخوانهم محاصرون ويأكلون الكلاب والقطط والفئران بل من مات منهم يأكلونه بل كانوا كان الواحد منهم يقتل اخاه من اجل ان يأكله من الجوع الشديد اضطرار وكانوا ينادون على الطبيب يقولون في بيتنا مريض وليس في بيت مريض فاذ دخل طبيب البيت قتلوه اكلوه كان حصار هائل اين اين اهل الاندلس؟ كيف ما ثاروا على حكامهم؟ كيف ما طالوا بايصال المعونات وفك الحصار؟ انا متعجب وما اشبه ليلة بالبارحة اخواننا في غزة آآ يجوعون اليوم ويحاصرون رابع سنة من الحصار. ونحن نعيش في ترف ونعيم ودعا ولا يكاد اكثر المسلمين يهتم بحالهم وانا لله وانا اليه راجعون فلما اشتد الامر وبدأ الحصار تحرك ابو الوليد الباجي يريد ان ينقذ اخوانه يريد ان يحرك الحكام يريد لكن الرواية يقولون كان الحكام يكرمونه في الظاهر ويظهرون له التأنيس والتقريب لكنهم كانوا يستجهلون نزعته ويستبردون طلعته ويستثقلون كلامه وانا لله وانا اليه راجعون ويقول احد المؤرخين يقول لقد قام فيهم اي في الحكام مقام مؤمن ال فرعون لو صادف اسماعا اه واعية وقلوبا ذاكرة ولكنه عرج على اطلال دارسة والى اخر ما قال المؤرخون رحمة الله تعالى عليهم يعني امر مزعج جدا استمر رحمه الله تعالى من دخوله الاندلس. رجع من المشرق سنة اربعين واربع مئة توفي سنة اربع وسبعين واربعمئة. يعني بقي ثلث قرن ثلث قرن يدور على العلماء يدور على الحكام والرؤساء يعظهم يذكرهم. ينبههم وكأنه يرى مصير ما الت اليه الاندلس لكن الله تبارك وتعالى لم يذهب جوده هباء كلها فاثمرت بعد موته رحمه الله بسنة او نحوها عن معركة جليلة عظيمة معركة هائلة جرت في الاندلس وهي معركة الزلاقة التي دخل فيها من المغرب امير المسلمين الحاكم الكبير الزاهد يوسف ابن الكاشفين رحمه الله تعالى لينصر اهل الاندلس في موقعة عظيمة سميت بالزلاقة جرت سنة تسعة سنة تسع وسبعين واربعمئة يعني قبل تقريبا تسع مئة من هذا الوقت الذي نعيشه الان وهذه المعركة التي اخرت سقوط الاندلس اربعة قرون اخرى بعد ذلك واليه بعد الله تعالى اي الى ابي الوليد الباجي. يرجع الفضل الكبير في تذكير الحكام وتخويفهم من مغبة اتباع النصارى. انه ما الذي كان يجري ايها الاخوة وانا لولا هذه الحلقات هي لبث الامل في النفوس وان هذه الحلقات من اجل تذكير الناس بعز الاسلام والمسلمين وتأمينهم بانهم سيكون الى خير ان شاء الله سنكون الى خير والى مستقبل افضل من الان لذكرت ما تبكي له العيون القلوب من احوال المسلمين في الاندلس بعد اخذ بلادهم. ماذا كان يصنع بهم؟ بقتل رجالهم وسبي نسائهم. لاتيت على ذلك بالتفصيل لكن القلوب لا تحتمل القلوب لا تحتمل ايها الاخوة والاخوات هذا ولا يمكن ان نحتمله ابدا لكن اه حاول معهم الحكام للاسف الشديد كانوا يتفقون مع النصارى مع الفنس من اجل بيع البلاد الاسلامية الى الى النصارى يعني يذهب الى الفونس يتفق معه يقول له ان حميتني من فلان المسلم انا اكون معك في المعركة ضده اين كذا؟ ثم بعد ان ينتهي من فلان هذا يدور نصراني ويأخذ بلاده ما يستفيدون ما يتعظون ما يعتبرون عجيب وما اشبه الليلة بالبارحة يوم اه دار وفد اتحاد علماء المسلمين في غزة وما جرى عليها قبل سنة ونصف داروا على حكام المسلمين لكن لم يوفي الدوران هذا شيئا ولم يخرجوا بشيء فما اشبه الليلة بالبارحة تتكرر الاحداث التاريخ يعيد نفسه لكن هل من متعظ هل من معتبر هل من مدكر والعالم ابو الوليد البازي هذا العالم الكبير هل من علماء اليوم يسلكون مسلكه ويقومون ببعض الحكام وتنبيه الحكام الى الخطر الصهيوني. الخطر الصهيوني الصليبي اليوم والعراق في قبضة الصليبيين وفلسطين الغالية المقدسة في قبضة اخوان القردة والخنازير. هل من عالم يقوم وينبه يعمل كل ما في وسعه كما عمل ذلك العالم الكبير وبقي ثلث قرن يدور بين حكام الاندلس ويعظ وينبه هل من علماء اليوم يقومون بمثل ما قام به ذلك العالم الكبير؟ وظيفة ذلك العالم كان تفكيره تنبيه الحكام يدورون اه مع الحكام ينبهونهم فلا يكون هم العالم آآ ان يأكل ويشرب وينام وينال من المناصب والمدارس بل يكون همه اعظم واكبر من ذلك اسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيد الى علماء المسلمين رشدهم وان يعيد لهم عزهم مجدا وقوتهم اه ان يكون منهم مثل ما كان من ذلك العالم الكبير ابو الوليد الباجي الى اللقاء. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته