بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلوات ربي وسلامه على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الامي الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة ايها الاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة التي اتحدث فيها ان شاء الله تعالى عن امام كبير من ائمة المصريين ومن عقلائهم وعظمائهم وكبارهم وكم في مصر من ائمة وكم في مصر من رجال وامامنا اليوم رجل صحب الامام الشافعي طويلا ولازمه وحدث عنه واعجب به ايما اعجاب وهو آآ امام وائمة المصريين الكبار ويسمى يونس بن عبدالاعلى الصدفي رحمة الله تعالى عليه ليه وقل من الناس اليوم من يعرف يونس لكنه امام يستحق ان يعرف وان تدرس سيرته وان يرفع ذكره رحمة الله تعالى عليه. ولد لاب صالح وهو عبد الاعلى كان صالحا عاقلا ايضا ولدت سنة سبعين ومئة اي سنة مئة وسبعين في مصر وتوفي سنة اربع وستين ومائتين. فعاش اربعا وتسعين سنة. رحمة الله تعالى عليه ودرس الحديث والفقه والقرآن كعادة اترابه انذاك وبرز جدا في علم الحديث. فكان علامة في الحديث وفي الاخبار يرويها ولما جاء الامام الشافعي الى مصر ونحن نعلم ان الامام الشافعي جاء الى مصر قرابة سنة مئتين. بعض قال دخل مصر سنة وتسعين ومئة وبعضهم قال اكثر من ذلك. فنقول قرابة سنة مئتين جاء الامام الى مصر فاعجب به المصريون بسنته وهديه ودله وفصاحته ووقاره وهيبته وحلاوة منطقه. فكان ممن اعجب بي هذا الامام الكبير يونس بن عبد على صدفي على انه كان قرابة ثلاثين في من عمره لما دخل الشافعي مصر. فلازم الشافعية الى ان مات الشافعي. والشافعي توفي سنة اربع ومئتين. بعد ان مصر بقرابة خمس سنوات فقط توفي رحمة الله تعالى عليه فلازمهم ملازمة طويلة وحدث عنه واعجب به طويلا وكان الامام الشافعي يوجهه وهكذا هذه هي الفائدة من لقاء العلماء الكبار ان يتوجه الانسان الحياة بنصائحهم وارشاداتهم. آآ فكان الامام الشافعي يقول له ناصحا يا يونس لابد لك من الناس ولابد للناس منك. فالانقباض عن الناس لا يصلح والانبساط اليهم لا يصلح. فكن بين هذا و ذاك وهكذا ويقول سمعت من الشافعي كلمة لا تسمع الا من مثله. يقول قال الامام رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما يصلح امر دينك ودنياك فالزمه. لان الانسان لو جرى وراء رضا الناس لا ينتهي. فيقول له الشافعي ناصحا مجربا رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما يصلح امر دينك ودنياك فالزمه ولا عليك بعد ذلك يعني باحد من الناس. وهنا حادثة لطيفة محمد ابن الليث كان قاضي مصر فعزل وجاء بكار ابن قتيبة من العراق قاضيا عوضا عنه. فتقابلا في الطريق. فقال اه بكار ابن قتيبة بن محمد بن الليثي القاضي المعزول قال اني رجل غريب عن مصر ولا اعرف احدا فيها سمي لي رجالا اشاورهم واجري ويجلسون الي واجلس اليهم. قال عليك برجلين يونس ابن عبدالاعلى صاحبنا وصاحب الترجمة اليوم. وآآ آآ سمى له رجلا اخر فدخل الى مصر وجلس في المجلس هو كان سأل بكار آآ سأل محمد ابن عيس قال ما هي صفة آآ الرجلين؟ فوصف له يونس ابن عبد الاعلى لا رجلا طويلا ابيض فدخل المجلس آآ رجل طويل ابيض فظن القاضي انه هو يونس بن عبدالاعلى فرفع من شأنه واقبل اليه وقربه اليه وسار يسار وهو يقول له يا ابا موسى ويا ابا موسى ويوسع على اسمه ابو موسى او كنية ابو موسى فبينما هم كذلك اذ قيل للقاضي جاء ابو موسى يونس ابن عبدالعال فقال له لجليسهم ويلك من انت وكيف تسمح لنفسك ان تجلس الي وانا اقول لك يا ابا موسى يا ابا موسى وانت ساكت؟ كذا كذا لو افشيت اليك سرا لي يعني ما يصلح فكيف تسكت وانا اقول لك يا ابا موسى ظننتك رجلا اخر يونس هذا له عند وفاته آآ حادث عجيب كان عند الاحتضار عند الاحتضار يبكي ودخل اليه اصحابه وهو امام المصريين وعالمهم الكبير وقد تقدم في سنه جدا ويبكي فقال له يا امام ما يبكيك؟ ما يبكيك يا امام؟ فنظر الى قدميه وقال رجلاه اية لم تغبر في سبيل الله. الله اكبر فانظروا الى الائمة الاعلام الكبار هذا رجل عظيم العلم متين الورع كبير الديانة كثير التعبد امام وائمة المصريين. صحب الشافعية طويلا. وافاد الناس من علمه كثيرا ومع ذلك يبكي وهو على فراش الموت. وعندما قال واصحابه ما يبكيك يا امام؟ نظر الى قدميه وقال رجلاي لم تضر في سبيل الله. الله اكبر. ماذا يعني هذا؟ يعني انه لم يكتفي ما قدمه في طويل عمره وقد عاش اربعا وتسعين سنة بل انه مع ذلك تحسر على ان قدميه لم تغبرا في سبيل الله على انه لم يجاهد في سبيل الله تعالى. لم يقاتل في سبيل الله تعالى. انظروا الى الائمة كيف يحزنون ان فاتهم شيء كيف يغضبون في اواخر عمرهم ان ظنوا انه قد فاتهم شيء وهذا من طلب الكمال في الحياة وان للانسان الكمال. وهذا من طلب العلو والرفعة في الدرجات العالية في الجنة ما قدر له هذا رحمة الله تعالى عليه. وهذا يدلنا كيف ينبغي ان نحرص نحن على الاعمال الصالحة جميعها؟ كيف ينبغي ان خذ من كل عمل صالح بطرف. وقد كان الائمة السابقون حريصين اعظم الحرص على الجهاد رحمة الله تعالى عليهم. ومن عجائب ان يونس هذا الامام الكبير بقي بعد الشافعي ستين سنة. سبحان الله العظيم. يتوفي الشافعي سنة اربع مئتين وهو توفي توفي سنة اربع وستين ومائتين فبقي بعد الشافعي يعلم الناس ويفتيهم ويدلهم ويرشدهم ستين سنة. وهذه منقبة عزيزة. قل ان وجدت لغيري هذا الامام الكبير رحمة الله تعالى عليه. وهو فخر للمصريين. وامام لهم عظيم والمصيبة كل المصيبة اننا اليوم في اكثرنا بل النسبة العظمى الغالبة لا تعلم من هو يونس ابن عبدالاعلى الصدفي الامام المصري الكبير العابد الثقة الحجة الدين آآ الراوي العالم صاحب الامام الشافعي فوالله ان هذه فاقرة من الفواقر وادعو جيل ان يقبلوا على هذه التراجم الرائعة وان يتعلموا وان يدرسوا حتى يستفيدوا. اسأل الله تعالى ان يلحقنا به على احسن حال. وان يرفع درجته في انه ولي ذلك والقادر عليه. والله اعلم واحكم. والى لقاء مع شخصية اخرى من شخصيات المصريين العظيمة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته