ب الثاني وقد ذكر بعض اهل العلم كالحافظ ابن حجر رحمه الله انه لا ينال هذا الثواب الا من حفظ القرآن واتقن اداءه وقراءته كما ينبغي له ثم اورد سؤالا الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد قال الامام الاجري رحمه الله تعالى الا ترون رحمكم الله الى مولاكم الكريم كيف يحث خلقه على ان يتدبر كلامه؟ ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل وعرف عظيم سلطانه وقدرته وعرف عظيم تفضله على المؤمنين. وعرف ما عليه من فرض عبادته الزم نفسه الواجب فحذر مما حذره مما حذره مولاه الكريم. ورغب فيما رغبه فيه. ومن كانت هذه صفته عند القرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء. فاستغنى بلا مال وعز بلا عشيرة. وانس بما يستوحش منه وكان همه عند تلاوة السورة اذا افتتحها متى تعظ بما اتلو؟ ولم يكن مراده متى اختم السورة وانما مراده متى اعقل عن الله الخطاب؟ متى ازدجر؟ متى اعتبر؟ لان تلاوته للقرآن عبادة والعبادة لا تكون والله الموفق لذلك. وعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لا تنثروا نثر الدقن ولا تهذوه هز الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب. ولا يكن هم احدكم اخر السورة. وعن مجاهد والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فتلاحظون ان بعض الجمل والعبارات قد كتبت بلون مغاير او بحرف مغاير محبر هذه جمل مهمة عبارات او مقاطع مهمة من اجل انك اذا طلبتها او اردتها تقف عليها بسهولة ميزت عن بقية الكلام هكذا في سائر المواضع وقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لا تنثروه نثر الدقن والمقصود الدقن يعني التمر الرديء اليابس ولا تهزوه هدا بالشعر بمعنى ان القرآن يقرأ بطريقة لائقة به. هذا كلام الله تبارك وتعالى وهو اصل الهدايات فيتعامل معه على هذا الاساس هذا اشرف الكلام واجل الكلام نعم وعن مجاهد رحمه الله تعالى في قوله عز وجل يتلونه حق تلاوته انه قال يعملون به حق عمله. لاحظ هنا ما ذكرته هناك بالتلاوة بمعنى التلاوة يتلون كتاب الله بمعنى القراءة وبمعنى العمل والاتباع والامتثال. هذا نموذج مثال من كلام السلف رضي الله تعالى عنهم. في تفسير مثل هذه المواضع بالعمل. يتلونه ثم اخذ هذا تلا بمعنى تبع فلان يتلو فلانا بمعنى يتبعه التالي بمعنى التابع فهولا يكون تلاوتهم بمعنى القراءة بتلاوة يتلون الحروف والالفاظ وكذلك ايضا بالعمل والامتثال نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله وقبل ان اذكر اخلاق اهل القرآن وما ينبغي لهم ان يتأدبوا به اذكروا فضل حملة قرآن ليرغبوا في تلاوته والعمل به والتواضع والتواضع لمن تعلموا منه او علموه باب فضل حملة القرآن عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس اهل قيل من هم يا رسول الله؟ قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته. نعم. وفي رواية اهلين ونلاحظ ان هذه الصيغة صيغة جمع اهلون او اهلين وهذا مشعر بالكثرة انهم كثير وفسر هؤلاء بانهم اهل اهل القرآن ومتى يكون ذلك صفة صادقة على الانسان اهل القرآن اهل اذا كان حافظا له مقبلا عليه مشتغلا بتلاوته مكثرا من ذلك يقرأ كتاب الله تبارك وتعالى اناء الليل واطراف النهار مع العمل به هكذا حمله بعض اهل العلم من اجل ان يتأهل هذا الانسان ليكون من اهل القرآن. فالحافظ الذي لا يتدبر ولا يعمل لا يكون من اهل القرآن والذي يقرأ ويتدبر لكنه لا يعمل لا يكون من اهل القرآن فهذه الامور تكون تكون مجتمعة فهؤلاء هم اهل الله اهل الله اي اولياؤه وخاصته من خلقه فهذا يدل على مزيد من الاختصاص كاختصاص اهل الانسان به. فهم اقرب الناس اليه هذا يدل على قرب هؤلاء من ربهم تبارك وتعالى وعلى قربه تبارك وتعالى منهم ومن كان بهذه المثابة ايها الاحبة فلا تسأل عن حاله وعن نزول الالطاف به وعن حفظ الله ورعايته وهدايته وتوفيقه وتسديده وعنايته بهذا العبد فهو يتقلب في الطاف الله عز وجل. الطريق الى ذلك هو هذا القرآن ام اهل القرآن كما قال صلى الله عليه وسلم وذلك يدل على تشريف بلا شك وتعظيم لهؤلاء وقد قال بعض اهل العلم بانه لا يتأهل لذلك الا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا وتزين بالطاعة فعندها يكون من اهل الله واما من لم يكن كذلك كان قلبه مدنسا المقاصد الفاسدة من الرياء والسمعة او العلل والاوصاب القلبية وكذلك المدنسات في الاعمال فان مثل هذا لا يكون بهذه المثابة لا يصلح ان يكون من الخواص الذين هم اهل الله وخاصته فهؤلاء الشاردون عن الله تبارك وتعالى عن طاعته هم ابقون على ربهم تبارك وتعالى خارجون عن حد العبودية عبودية الاختيار. فكيف يكون الواحد منهم من اهل الله وخاصته ولو كان حافظا للقرآن حفظا تاما لا يخرم منه حرفا يقيم حروفه ولكنه يضيع حدوده ومثل هذا لا يصدق عليه مثل هذا الوصف وقد اتخذ الهه هواه والله عز وجل يقول ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق فهؤلاء مصروفون عنها. اما من كان قائما بما يجب نحو هذا القرآن فيما ذكرته من حفظه وتلاوته وتدبره والعمل به فهؤلاء هم اهله على الحقيقة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدم اهل القرآن في المواطن كما هو معلوم قدمهم يوم احد في القبور حيث انهم دفنوا الرجلين والثلاثة في القبر الواحد فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول قدموا الى القبلة اكثرهم قرآنا. لاحظ هم مقدمون في الدنيا وهم مقدمون ايضا في قبورهم وهم مقدمون ايضا في اخرتهم فهؤلاء هم اهل هم اهل الله والله تبارك وتعالى يقول الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به. لاحظ حكم بالايمان اولئك يؤمنون به يتلونه حق تلاوته فالعمل لا شك انه داخل في ذلك مع الايمان يعملون به فالتلاوة نوعان كما سبق تلاوة لفظية وهذه تكون للبر والفاجر كما في حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه في المنافق يقرأ القرآن والمؤمن يقرأ القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم مثل حال المنافق الذي يقرأ القرآن بالريحانة ريحها طيب وطعمها مر. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج كما سيأتي انهم يقرأون القرآن لا يجاوزه حناجرهم او تراقيهم فهؤلاء يقرأون لكن هذه القراءة ما نفعت اذا ليست القراءة بمجردها هي التي تنفع وترفع ولكن القراءة التي يحصل معها التدبر وذلك لا يحصل الا بحضور القلب مع حياته مع ما يحتف بذلك فان كان ذلك على الوجه المطلوب فانه لا شك يورث الاعمال الزاكية والاخلاق الصالحة وكذلك ايضا يصحح القلب فلا يكون في قلب العبد ادنى التفات الى غير الله تبارك وتعالى. فيكون القلب عامرا بمحبته والخوف منه ورجائه والتوكل عليه ويكون قلبه عامرا بذكره وشكره و ما الى ذلك مما يطلب في القلوب فتنطق الالسن بما رسخ في هذه القلوب فلا تسمع منه الا القول الطيب والكلام الطيب وكذلك تزكو الاقلام وهو اللسان الاخر فلا يكتب الا ما يرضي الله تبارك وتعالى وتزكوا هذه الجوارح فلا يصدر عنها الا ما يرضيه فهؤلاء هم اهل القرآن وما عداهم فقطاع الطريق وان قرأوا القرآن فالتلاوة الثانية ايها الاحبة هي التلاوة الحكمية تلك تلاوة لفظية وهذه تلاوة حكمية. التلاوة اللفظية هي التي لا يجاوز حناجرهم وهذه تلاوة حكمية فتقتضي العمل اعمال القلوب واعمال الجوارح وهي التي عليها المعول وهي التي تحصل بها السعادة الابدية فهي تلاوة الاتباع نعم وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأ نعم لاحظوا هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الوصف يقال لصاحب لصاحب القرآن هذا يقال له عند دخول الجنة توجه العاملين الى مراتبهم بحسب اعمالهم ومكاسبهم او يقال له اذا دخل الجنة فيرتقي في الدرجات العلا كما يقوله طائفة من اهل العلم يقال لصاحب القرآن من هو صاحب القرآن هو الذي يلازمه تلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرأ القرآن والقرآن يلعنه نسأل الله العافية فهذا ابعد ما يكون عن هذه الصفة. يقال لهذا لصاحب القرآن ولا يمكن ان يكون ممن يصح ان يقال له صاحب القرآن الا لشدة الملازمة والمصاحبة لابد من هذا اما الذي لا يكاد يقرأ القرآن او اذا جاء رمظان بحث عن مصحف هنا وهناك او جاء الى امام المسجد او قال اريد ان استعير مصحفا من المسجد اللي اقرأ في البيت القرآن هذا يدل على ان هذا الرجل طول العام يعيش بعيدا عن القرآن ولا ادري كيف يعيش من كان بهذه المثابة نسأل الله العافية. كيف يأكل وكيف يشرب؟ وكيف ينام؟ وكيف يعمل؟ وكيف ينجز اعماله وهو بعيد عن مصدر النور والهداية ومصدر الحياة الحقيقية بعيد عنه وهو جاف لا تسأل عن وحشته وحسرته وظلمة صدره وقلبه لبعده عن هذا الكتاب الذي هو المنهاج الذي يوصل الى كل خير في الدنيا والاخرة فهنا يقال له اقرأ وارتقي يعني الى درجات الجنة او الى المراتب العالية ورتل نعرف جميعا معنى الترتيل يعني انه يقرأ على ترسل قراءة يراعي فيها ما ينبغي مراعاته ليؤدي ذلك بطريقة صحيحة كما كنت ترتل في الدنيا لا تعجل وتريث ويراعي في ذلك تجويد الحروف ومعرفة الوقوف والترسل في هذه القراءة فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. عند اخر اية تقرأها عدد ايات القرآن بالاجماع تزيد على الستة الاف بمئتي اية ويبقى في ذلك ما زاد على ذلك يختلف فيه العادون باعتبارات معينة لا ان هذا عنده اية غير الاية التي عند الاخر لا هم متفقون لما بين دفتي المصحف لكن يختلفون في بعض المواضع هل هذه اية واحدة؟ او ان كما في الفاتحة مثلا على البسملة اية منها او من كل سورة عدا براءة وكذلك الاية السابعة اين هي؟ ان لم تكن البسملة منها اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ما هذا غاية ما هنالك يعني ليس عند الاخر اية اخرى فزاد العدد؟ لا والبسملة على الارجح من اقوال اهل العلم والى هذا ذهب خاتمة المقرئين ابن الجزري وقال به طوائف من اهل العلم ومن المتأخرين الشيخ محمد الامين الشنقيطي وذكره صاحب المراقي ان ذلك بالنظر الى القراءة ففي بعض القراءات هي اية من الفاتحة او من كل سورة عدا براءة وفي بعضها ليست منها فيرجع في ذلك الى الرواية كما قال صاحب المراقي مراقي السعود وبعضهم الى القراءة اتي نظر وذاك للوفاق رأي معتبر وهذا ذكرناه في اخر مجلس من درس التسهيل لابن جوزي فالمقصود ان مثل هذا ايها الاحبة يقال له اقرأ وارتقي. يعني اكثر من ست الاف ومئتي اية. اذا هذه درجة يتفاوت فيها هؤلاء القراء ويرتقون بحسب ما معهم من القرآن بحسب ما معهم من القرآن فظاهره ان الدرجات تكون بحسب ما معه من الحفظ فيقرأ حتى ينتهي ما معه من القرآن الى اخر اية كان يحفظها فتكون درجته عند ذلك ثم ينتهي هذه درجته في الجنة وبعض اهل العلم وذكره بعض الشراح كالطيب رحمه الله بان المقصود بذلك الترقي الدائم بمعنى انه لا يقال له ذلك عند دخول الجنة لاول وهلة مثلا لتتحدد مرتبته في الجنة. كما يقوله الاولون وانما يكون ذلك على سبيل الدوام فهو يقرأ الجنة ليس فيها تكليف والقراءة تعبد يقال انهم يلتذون بذلك ويلهمونه كما يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس كما تلهم الملائكة التسبيح فيكون ذلك من نوع الالتذاذ فيبقون في الجنة يقرأون القرآن يلتذون بذلك وهم في ارتقاء دائم مع هذه القراءة بلا توقف بلا توقف ارتفاع مستمر متجدد فاذا توقف عن القراءة توقفت تلك العطايا والهبات اذا عاود القراءة عاد الى الترقي والارتفاع وجاءه من الالطاف ما لا يقادر قدره وهكذا فاذا ختم عاد من جديد ولا يكون ذلك من قبيل الكلفة والمشقة وانما يكون من قبيل النعيم واللذة الذي يكون لهم بمثابة النفس الذي لا يجدون معه ادنى مشقة فهذا ذكره بعض اهل العلم ويترقون في المنازل التي لا تتناهى على هذا الاعتبار يعني ترقي غير متناهي لا يتوقف عند حد فهذا القول لا شك انه اعلى ويدل على الطاف اكبر واعظم يكون ذلك كتسبيح الملائكة لا تشغلهم هذه القراءة عن لذاتهم ونعيمهم وما هم فيه من الالطاف والنعم بل يكون ذلك من اعظم اللذات وذكر اخرون المعنى الاول وهو انه يتوقف عند اخر اية. وعلى كل على كل تقدير فان ذلك يدل على منزلة اهل القرآن وعلى رفيع مراتبهم سواء قيل بالاول او قيل بحمل ذلك على الحافظ دون الملازم للقراءة من المصحف يعني لماذا لا يقال ذلك صاحب القرآن الذي كان يلازم قراءته من المصحف فاجاب عنه بان الاصل في الجنة بما يكون فيها انه يحكي ما في الدنيا يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي فهذا هو الحافظ لا يقال له ذلك على سبيل الاطلاق الا ان يكون كذلك هذا بالاضافة الى امر اخر وهو الملازمة لصاحب القرآن مع مع العمل والامتثال وقد جاء في رواية عند احمد يقال لصاحب القرآن اذا دخل الجنة اقرأ واصعد اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل اية درجة حتى يقرأ اخر شيء معه هذا في اسناده ضعف لكنه يتقوى غيره وهنا ظاهر هذا الحديث يدل على المعنى الذي ذكره عامة اهل العلم من ان المقصود بذلك هو ان درجته في الجنة تكون بحسب حفظه ويدل ايضا على ان المراد بذلك الحفظ الى اخر اية كانت معه معه اي محفوظة كما هو ظاهر اللفظ والله تعالى اعلم واما الذين حملوا ذلك على المعنى الاخر فانهم يقولون بان هذه المنزلة فان منزلتك بمعنى ما يكون له من الكرامة ونحو ذلك بحسب حاله من الحفظ والتلاوة التي يشتغل بها وهو بالجنة وعلى كل حال المعنى الاخر اشهر والقائل به اكثر لكن كما سبق ان ذلك يراعى فيه العمل والتدبر الملازمة وما الى ذلك ليصدق عليه انه صاحب القرآن ولا يكفي الحفظ وحده مع الاعراض عن العمل به وتدبره امتثال ما امر الله تبارك وتعالى به هذا حاصل ما ذكره اهل العلم والعلم عند الله عز وجل نعم وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال تعلموا القرآن واتلوه فانكم تؤجرون به. ان بكل اسم منه عشرا. اما اني لا اقول بالف لام عاشور ولكن بالألف عشر وباللام عشر وبالميم عشر نعم هذا الحديث وفي لفظ عند الترمذي من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم وميم حرف فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله ما المقصود بالحرف هنا الحرف يطلق باطلاقات متعددة يطلق على حرف التهجي وهي التي يقال لها حروف المباني تبنى منها الكلمات وكذلك ايضا يقال لحروف المعاني مثل حروف الجر على ومن والى ونحو ذلك. قال لها حروف ويقال ايضا ذلك لي الكلمة كيف تقرأ هذا الحرف هنا يحتمل ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله هل المقصود به حرف التهجي او المقصود به الكلمة سواء كان ذلك من قبيل الاسم او الفعل او الحرف الذي جاء لمعنى حروف المعاني كما يقول النحات كما قال ابن مالك رحمه الله كلامنا لفظ مفيد تستقم يعني كفائدة استقم واسم وفعل ثم حرف اذا هو اسم وفعل وحرف. ولهذا يقولون الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى يقول انا لسه ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمن زيد والفعل ما دل على معنى في نفسه واقترن بزمن ذهب بالماضي يذهب في المضارع اذهب في المستقبل والحرف يقولون بانه اليس له معنى في نفسه ولم يقترن بزمن وانما هو عندهم التعدية او الربط او نحو ذلك بين اجزاء الكلام مع ان شيخ الاسلام رحمه الله يخالفهم في هذا ويقول الحروف لها معان في نفسها ففيه تدل على الظرفية وعلى تدل على العلو والارتفاع ونحو هذا وهم يريدون بذلك شيئا اخر المقصود ان الكلام عند النحات هو هذه الثلاث فحروف التهجي هذه من قرأ حرفا هل المقصود به حرف المبنى او ان المقصود به الكلمة سواء كانت اسما او فعلا او حرفا جاء لمعنى لاحظوا ان النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال لا اقول الف لام ميم فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بلفظ الحرف فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اسمه. ذكر اسماء الحروف اسم الحرف يعني حينما تقول مثلا زا اذا نطقت باسمه زاي فازاي هذا اسم الحرف مكون من ثلاثة احرف فالنبي صلى الله عليه وسلم نطق باسماء الحروف الف تلات احرف لام ثلاثة احرف ميم ثلاثة احرف فهذا اسم لي الحرف وبناء عليه فانه قد اختلف اهل العلم في المراد بهذه الاحرف ذهب بعضهم الى ان المراد حروف التهجي وهذا الذي عليه الجمهور طروف المباني فاذا قلت مثلا زيد فهذه مكونة من ثلاثة احرف اولا من ثلاثة احرف وبعضهم يقول المراد بالحرف هي الكلمة وليس المقصود به حرف التحجي جاء في رواية عند ابن ابي شيبة والطبراني وغيرهما من قرأ حرفا من القرآن كتب له به حسنة لا اقول الف لام ميم ذلك الكتاب ولكن الالف واللام والميم والذال واللام والكاف هذه رواية لا تخلو من ضعف في اسنادها ولو صحت لك انت رافعة للخلاف كانت صريحة يعني اذا كان قول النبي صلى الله عليه وسلم الف لام ميم يحتمل المراد به حروف التهجي او ان النبي صلى الله عليه وسلم نطق باسماء الحروف فيكون المقصود بالحرف الكلمة يعني لكن ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم لو صح عنه هذا فذكر هنا قال والذال واللام والكاف ذلك يدل دلالة صريحة على ان المقصود حروف التهجي لكن هذه لا تصح وكذلك في رواية للبيهقي لا اقول بسم الله ولكن باء وسين وميم. ولا اقول الف لام ميم ولكن الالف واللام والميم. الجزء الاول منه بسم الله اذكر الباء والسين يدل على ان المقصود حروف التهجي هذا لو لو صح فاهل العلم مختلفون بناء على وجود الاحتمال والذي ذهب اليه اكثرهم الى ان المقصود بالحرف حرف التهجي. وهذا الذي مشى عليه ايضا ذهب اليه الحنابلة وانما ذكرت الحنابلة لاني سأذكر قول شيخ الاسلام رحمه الله وهو في عداد الحنابلة فهو يخالف في ذلك وله قول مشهور في هذه المسألة وقد قال الامام احمد رحمه الله في رواية رواية حرب اذا اختلفت القراءة لاحظوا العبارة اذا اختلفت القراءة قراءات فكانت في احداها زيادة حرف انا اختار الزيادة ولا يترك عشر حسنات هذا معيار في الترجيح عند الامام احمد والاختيار في القراءات انه يختار ما كان اكثر حروفا يعني من الكلمات فيقول اختار الزيادة ولا يترك عشر حسنات مثل فازلهما فازالهما ازلهما ازالهما ووصى واوصى لاحظ زيادة حرف تهجي قطعا. هنا ليس الكلام في زيادة كلمة انما هو زيادة حرف من حروف المباني في الاول الالف فازالهما وفي الثاني اوصى واوصى قيادة الالف. فهذا واضح في ان الامام احمد رحمه الله كان يرى ان الحرف يراد به في هذا الحديث هو حرف التهجي. فيختار في القراءة بناء على ما كان اكثر احرفا ليزداد الاجر ليكون له بالحرف الواحد عشر عشر حسنات اما شيخ الاسلام رحمه الله فكان يرى ان الحرف بمعنى الكلمة سواء كانت اسما او فعلا او حرفا جاء لمعنى او نحو ذلك و يحتج بنفس الحديث فيقول ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اسماء الحروف ولم ينطق بالفاظها وبهذا الاعتبار يكون في الف لام ميم يقول لو كان المقصود احرف المباني احرف التهجي فالف كم فيها حرف من حروف التهجي ثلاثة فهذه ثلاثون ولام فيها ثلاثة وهذه ثلاثون وميم ثلاثة احرف حينما ننطق باسم الحرف كما نطق النبي صلى الله عليه وسلم فهذه ثلاثون فيكون مجموع الف لام ميم تسعين وليس بثلاثين. النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال في هذا الحديث؟ قال الف عشر ولو كان المقصود كما يقول شيخ الاسلام حروف التهجي فقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة احرف الف هذي كيف صارت كيف قال بانها عشر وتكون الف لام ميم بتسعين حسنة وليس بثلاثين لو كانت تلك حروف حروف التهجي حروف المباني الحديث جعل فيها ثلاثين حسنة وشيخ الاسلام رحمه الله يقول بانه يعني كثرة استعمال الحروف مرادا بها حروف التهجي حمل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم وسبق الى الاذهان هذا المعنى وانه ليس هو المراد كر عن الخليل ابن احمد انه سأل اصحابه عن نطق بحرف الزاي من زيد هذا حرف مبنى الان وليس بحرف معنى كما قلنا حروف المعاني مثل حروف الجر فقالوا زاي فقال جئتم بالاسم يعني اسم الحرف وانما الحرف زاء ثمان النحات كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله اصطلحوا على ان هذا المسمى في اللغة بالحرف يسمى كلمة وان لفظ الحرف يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها يعني هذا عند النحات واما الفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده انه هكذا في لغة العرب شيخ الاسلام يقول انما سبق الى الاذهان اطلاق الحرف حمل الحرف على حرف التهجي لان هذا صار استعمالا شائعا عند الناس ولكنه يحتج لكلامه بما سبق على ان المقصود بالحرف الكلمة وعلى هذا عند شيخ الاسلام رحمه الله اذا اردت ان تعد ما يكون لقارئ القرآن من الحسنات فعليك ان تعد الكلمات بانواعها الثلاث سواء كانت من قبيل الافعال او الاسماء او حروف المعاني لا حروف التهجي واما على قول الجمهور فانك تعد الحروف والحرف المشدد بحرفين ولا شك ان هذا سيكون اضعاف العدد وفضل الله وفضل الله واسع لا يحد فضل الله واسع وعلى كل حال هذا يدل على فضل قراءة القرآن فضل قراءة القرآن فلو احصيت عدد حروف القرآن وقد احصاها اهل العلم احصوها احصاءا دقيقا لو نظرت في مثل كتاب فنون الافنان لابن الجوزي تجد عدد الحروف الى النصف وفي جميع القرآن بل يذكر عدد كل حروف التهجي بورودها في القرآن يعني ابتداء من حرف الالف الى الياء كل حرف كم ورد من مرة في القرآن كم تكرر احصل ذلك جميعا وتفننوا في احصائه فاذا ضربت ذلك بعشرة عدد الحروف حروف القرآن بمجموعها فانه يظهر لك عدد الحسنات وهذه الحسنات قد تزيد الى سبعمائة ضعف الله يضاعف لمن يشاء وهذا بحسب ما يقوم بقلب العبد وبحسب ما يكون ايضا من حضور القلب والاخلاص وايضا الاتيان بالعمل على الوجه المشروع يعني ان يتحقق فيه ما يطلب شرعا ان كان تلاوة او غير ذلك فيعظم الاجر فيكون للعبد اكثر من عشرة اضعف ومن ثم فان العبد يجتهد ويجد في استجماع ما ينبغي استجماعه عند القراءة ليتضاعف اجره ويعظب نعم تفضل احسن الله اليك باب فضل من تعلم القرآن وعلمه. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال شعبة قلت له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم انه قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال ابو عبدالرحمن فذلك الذي اقعدني فكان يعلم من خلافة عثمان الى امرة حجاج. نعم. قوله هنا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال شعبة قلت له شعبة وشعبة من الحجاج الامام المعروف وهو احد رواة اسناد هذا الحديث يرويه عن شيخه علقمة ابن مرفد ويوجه السؤال اليه. يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني ليس بموقوف على عثمان رضي الله عنه من كلامه فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم يعني ان هذا من قبيل المرفوع خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال ابو عبدالرحمن والمقصود به السلمي التابعي الامام المعروف الذي اخذ القرآن عن عثمان رضي الله تعالى عنه وغيره فكان يقرأ القرآن وهذا غير ابي عبد الرحمن السلمي الصوفي الذي له تفسير او كلام في المعاني الاشارية والتفسير الاشهاري ونحو ذلك وتجد بعض العبارات المنقولة عن الصوفية يقال قال قال ابو عبدالرحمن السلمي ذاك يختلف عن هذا وهو متأخر عنه مع ان ذاك محدث ومع ذلك وقع في شيئا من كلام الصوفية خيركم من تعلم القرآن وعلمه يقول ابو عبدالرحمن فذلك الذي اقعدني مقعدي هذا فكان يعلم من خلافة عثمان الى امرة الحجاج قد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله ما بين خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه وولاية الحجاج على الاحتمالات يعني لا يدرى متى كان جلوسه للاقراء فذكر الحافظ ابن حجر ان ذلك يكون ان كان من بداية خلافة عثمان رضي الله عنه الى اخر ولاية الحجاج يقدر باثنتين وسبعين سنة الا ثلاثة اشهر واذا قدر من اخر خلافة عثمان رضي الله عنه الى اول ولاية الحجاج يعني للعراق فذلك يبلغ او يقرب من ثمان وثلاثين سنة الا ثلاثة اشهر المقصود انها مدة طويلة عشرات السنين وهو يقرئه عالم وامام كل ذلك رجاء لهذا الاجر والثواب ثم هذا الحديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه. يكفي مجرده ان يكون سائقا دافعا لتعليم القرآن ولتعلمه ايضا ان يجمع العبد بين هذا وهذا ولذلك العلماء رحمهم الله وقفوا عند هذه الجملة طويلا واختلفت توجيهاتهم فيها لان قول النبي صلى الله عليه وسلم خيركم بمعنى انا خير افعل تفضيل لان خير واخير كما قال ابن مالك وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منه واشر فهي صيغة تفضيل افعل تفضيل خيركم يعني اخير الامة اخيركم من تعلم القرآن وعلمه وفي رواية ان افضلكم من تعلم القرآن وكلاهما عند البخاري في الصحيح والمعنى متقارب او متحد فان قوله صلى الله عليه وسلم خيركم بمعنى الاخير والاخير هو الافضل والمعنى يا معاشر القراء او يا ايها الامة ان افضلكم من تعلم القرآن وعلمه تعلمه يعني حق تعلمه وعلمه يعني علمه لغيره واهل العلم قالوا خيركم من تعلم القرآن وعلمه ابو بكر رضي الله عنه لم يعرف عنه انه كان يقرأ القرآن ولا عمر فهل هذا الذي يعلم ويتعلم القرآن يكون افضل من ابي بكر وعمر وهؤلاء الكبار من فقهاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم فمن هنا وقع السؤال والاشكال وتنوعت اقوال اهل العلم في توجيهه والجواب عنه لكن كما قلت بان ذلك يكفي شرفا في بيان فضل تعلم القرآن وتعليمه فبعض اهل العلم يقولون بان قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه انه لا يتمكن من هذا الا الاحاطة بالعلوم الشرعية اصولها وفروعها مع ما يحتف بذلك وما لا تصلح معه هذه المرتبة الا به من العمل والامتثال في ظهر اثر القرآن على عمل الانسان وسلوكه وينصبغ به قلبه وجوارحه ولسانه وبهذا يكون كاملا مكملا من كل وجه قالوا واكمل الناس في هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم ثم الاشبه فالاشبه فهذا يحتاج الى فقه فان هذا التعليم تعلم القرآن فكانوا يتعلمون الفاظه كما يتعلمون معانيه مع العمل به وهكذا في تعليمه فان ذلك يكون بتعليم الفاظه وبتعليم احكامه ومعانيه وهداياته فهذا لا يكون الا لمن كان فقيها عالما له بصر معاني القرآن وما دل عليه فحملوه على هذا قالوا هؤلاء هم اكمل الامة فعلماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم هم الاحق بهذا الوصف وليسوا بمنأى عنه فان التعليم لا يكون بمجرد تعليم الالفاظ بل تعليم المعاني والاحكام والهدايات وما اشبه ذلك وبعضهم خصه بباب معين قالوا ان قوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه خيركم يعني في باب التعلم والتعليم خيركم في هذا الباب وهذه الشريعة كما قال شيخ الاسلام بمنزلة الشرائع المتعددة فباب التعلم والتعليم باب واسع وكذلك ايضا هناك ابواب اخرى من انواع العبادات قربات من الصدقات والذكر والعبادات البدنية وما اشبه ذلك فبعضهم خصه بهذا وبعضهم قال هذا يحمل على ان المراد بقوله خيركم من تعلم القرآن يعني من خيركم من تعلم القرآن وعلمه فهذا على هذا المحمل والتقدير عند هؤلاء مع ملاحظة العمل والا فانه ان كان بعيدا عن العمل به فلا يكون له هذا الفضل والوصف بحال من الاحوال ومن عصى الله تبارك وتعالى فهو جاهل ثم ايضا هل يختص هذا باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ او يكون لعموم الامة يعني بالنسبة للصحابة رضي الله تعالى عنهم قال اهل العلم بان الذين خوطبوا بذلك كانوا يتعلمون الفاظه ومعانيه. ولهذا كان الواحد اذا حفظ البقرة وال عمران جد في اعينهم يعني يكون له قدر ومنزلة يكون قد عرف كثيرا من الاحكام والهدايات فيكون عالما بذلك. فما كانوا يحفظون الالفاظ بمجردها بعيدا عن الفقه في معانيه ولهذا جاء عن عمر رضي الله تعالى عنه انه بقي في سورة البقرة يحفظها ثنتي عشرة سنة ثم نحر جزورا ودعا الناس يتفقه في معانيها وكذلك ايضا جاء عن ابن عمر رضي الله عنه انه بقي فيها ثمان سنين فكانوا يتفقهون بمعاني القرآن وعلى هذا الاساس يكون قوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن يحمل على هذا انهم كانوا يتعلمون الالفاظ والمعاني في ان واحد فيكون هؤلاء هم الاشرف والاكمل والاخير والافضل في الامة ثم بعد ذلك لما تغيرت الحال بعد زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وصار الناس يحفظون القرآن في الغالب يحفظون الفاظه بعيدا عن معانيه فان ذلك لا يصدق عليهم عند هؤلاء القائلين بذلك من اهل العلم. قالوا الصحابة رضي الله عنهم الحال قالوا تختلف عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحينما ويخاطبهم بمثل هذا فكانوا فقهاء واذا ازداد اخذه من القرآن ازداد علمه وعمله وفقهه. فخيركم من تعلم القرآن. فاذا حصل النفع المتعدي بتعليم غيره ايضا فتلك اجور متتابعة واعمال واصلة من عمل غيره قد ترتبت على تعليمه اشرف العلوم وهو القرآن فهذا قول لبعض اهل العلم اذا كان افضل الكلام هو كلام الله تبارك وتعالى فكذلك خير الناس بعد النبيين ما يتعلم القرآن ويعلم القرآن لكن على المأخذ الذي ذكر ليس مجرد تعليم الالفاظ على قول هؤلاء من اهل العلم النووي رحمه الله عقد مقارنة بين تعلم الفقه وتعلم القرآن. فبالنسبة للقدر الواجب من تعلم الفقه وتعلم القدر الواجب من القرآن يعني الذي يصلي به سوى بينهما وما زاد عن القدر الواجب الامام النووي رحمه الله يرى ان الافضل هو تعلم الفقه لانه يعرف به كيف يعبد ربه للحفظ المجرد وهذا ليس محل اتفاق بين اهل العلم فبعض اهل العلم رد هذا لكن اذا استحضرنا هذا المعنى وان الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا فقهاء وان زيادة الحفظ تعني زيادة الفقه بالنسبة اليهم فلا اشكال ان يقال خيركم من تعلم القرآن وعلمه لكن هل هذا خطاب لجميع الامة فيكون من تعلم القرآن وعلمه مجرد الالفاظ يدخل في هذا هذا احتمال لكن انا اقول خلاصة ما يمكن ذكره في هذه المسألة ان ذلك يمكن ان يحمل على هذا المعنى ان المخاطبين اما ان يكون قد خطب في معينة يعني قوم عند النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبهم بذلك وليس المقصود عموم الامة ولا عموم الصحابة يعني كان في حضرته صلى الله عليه وسلم جماعة من الناس فخاطبهم بهذا وقال لهم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. هذا احتمال. الاحتمال الاخر ان يكون ذلك باعتبار ما ذكر من ان العمل بالقرآن وفهم معانيه والتفقه فيه كما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وهذا واضح لا شك ان من كان بهذه المثابة فهو خير الامة هناك محمل اخر وهو ما ذكره بعض اهل العلم من تقدير من من خيركم ويمكن ان يستغنى عن هذا والله تعالى اعلم بان يقال بان خير قد تأتي افعل التفضيل مرادا بها مطلق الاتصاف وليس معنى التفظيل مرادا بها مطلق الاتصاف وليس معنى التفظيل وسيجنبها الاتقى. الاتقى هل المقصود به؟ الاكثر تقوى كما قالوا هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه او المقصود التقي كما ذكرت في البيت انفا تمنى رجال ان اموت وان امت فتلك سبيل لست فيها باوحد يعني لست فيها بواحد فخيركم يعني من يوصف بالخيرية خيركم انه لا يقصد بها افعل التفضيل. هذا وجه. الوجه الاخر وهو انه يقال ان افعل التفضيل باعتبار انها افعل تفظيل لا تمنع التساوي ولكنها تمنع الزيادة ان يزيد احد على هذا ولذلك تجدون في كتاب الله تبارك وتعالى ومن اظلموا يعني لا احد اظلم واظلم افعل تفضيل ومن اظلموا ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها هذا اظلم الناس وفي اية اخرى ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها لا احد اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها. وفي موضع اخر ومن اظلم من افترى على الله كذبا لا احد اظلم فمن هو الاظلم؟ هل هو الذي منع مساجد الله؟ او الذي ذكر بالايات واعرظ عنها؟ او الذي افترى على الله الكذب فالعلماء يجيبون عن هذا بجوابين. الجواب الاول او ان يقال ان كل واحدة من هذه الايات هي في بابها. ففي المانعين لا احد اظلم ممن منع مساجد الله. وفي المعرضين لا احد اظلم مما ان ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها. وفي المفترين لا احد اظلم ممن افترى على الله الكذب الجواب الاخر وهو الذي يعنينا هنا ان يقال بان افعل التفضيل لا تمنع التساوي ولكن تمنع الزيادة فهؤلاء كلهم قد بلغوا في الظلم غايته استووا في المرتبة العليا بلغوا الغاية العليا وهذه الغاية العليا يمكن يصل اليها كل احد من هؤلاء ومن غيرهم من الذين يفعلون الجرائم العظام ويبالغون في الظلم فيصلون غايته فيكون هؤلاء جميعا قد بلغوا الغاية في الظلم فافعل التفضيل لا تمنع التساوي ولكنها تمنع الزيادة لا احد اظلم منه لكن يمكن ان يوجد ماء من يساويه ولهذا قد تقول انت في بعض المناسبات فلان اكرم الناس في مناسبة اخرى تذكر رجلا اخر وتقول فلان اكرم الناس. وفي مناسبة ثالثة ترى رجلا اخر ثالث وتقول هذا اكرم الناس وليس ذلك بتناقض وانما هؤلاء جميعا قد بلغوا في الكرم الذي يصل اليه البشر قد بلغوا فيه غايته فيكون بهذا الاعتبار وهذا من احسن الاجوبة واوضحها واقربها وهو يتفق مع هذه القاعدة من قواعد التفسير والله تعالى اعلم بهذا يمكن ان يوجه هذا الحديث والله تعالى اعلم ونعرف الجواب بذلك ايضا عن السؤال الذي يرد وهو ايهما افضل؟ الفقيه او المقرئ فاولئك كانوا فقهاء كما هو معلوم والله تعالى اعلى نتوقف عند هذا ونكمل بعد الصلاة ان شاء الله