ويتحول هذا الى سائق اجير عنده بل لربما تحول الى خادم يذهب به ويجيء ويحضر له ما شاء من المطالب او يطلب منه منافع اخرى ان يحققها له ونحو ذلك فقال انه ينبغي للحبر ان يعظم ويشرف وكذلك جاء عن الشعبي ان زيد ابن ثابت رضي الله عنه صلى على جنازة ثم قربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فاخذ بركابها الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد قال الامام الاجوري رحمه الله واحب لمن كان يقرأ الا يدرس عليه وقت الدرس الا واحد ولا يكون ثان معه. فهو انفع للجميع واما التلقين فلا بأس ان يلقن الجماعة نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فهذا الذي ذكره الاجري رحمه الله بان التلقين يكون لواحد هذا الذي عليه العمل عمل القراء سلفا وخلفا ولا يكاد يخالف في ذلك احد وقد نقل عن السخاوي رحمه الله انه كان يقرئ الاثنين والثلاثة والاربعة الاكثر فهذا منقول عنه فيه ترجمته قد قال ابن خلي كان رأيته مرارا يركب بهيمة وهو يصعد الى جبل الصالحين وحوله اثنان وثلاثة وكل واحد يقرأ ميعاده في موضع غير الاخر والكل في دفعة واحدة يعني يقرأون مع بعض في وقت واحد وهو يرد على الجميع. وذكر ايضا الذهبي رحمه الله انه لا يعلم احدا من المقرئين ترخص في اقراء اثنين فصاعدا الا الشيخ علم الدين يعني السخاوي يقول في النفس لاحظ كلام الذهبي من صحة تحمل الرواية على هذا الفعل شيء فان الله تعالى ما جعل لرجل من قلبين في جوفه قل يعني بمثل هذا هل يصح له ان يتكلم ويقول انا قرأت على فلان؟ او يأخذ اجازة بهذه القراءة يقول ولا ريب في ذلك في ان ذلك ايضا خلاف السنة لان الله يقول واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا فهو ينصت لمن وكذلك ايضا هؤلاء الذين يقرأون عليه لا ينصت احدهم للاخر كل واحد منهم يقرأ وهم مأمورون بالانصات لواحد منهم فهذا يقول ايضا الذهبي رحمه الله يقول هذا يكون فيه محاذير منها زوال بهجة القرآن عند السامعين وكذلك كل واحد يشوش على الاخر في القراءة وهو مأمور بالانصات وكذلك ليس لواحد منهم ان يزعم ويدعي لنفسه انه قرأ على الشيخ كل القرآن لان الشيخ كان يسمع اخرين فيفوته بعض ما سمع كما لا يصوغ للشيخ ان يقول لكل فرد منهم بانه قرأ عليه القرآن قل له والشيخ يستمع الى القراءة يقول ما هذا في قوة البشر هذا ذكره في معرفة القراء الكبار وذكره ايضا في سير اعلام النبلاء وذكر كلاما نحو هذا بهذا الكتاب ايضا اعني السير. سير اعلام انه بلى اذا الذي عليه العمل وينبغي ان يعول عليه القراء هو ان يقرئ واحدا ولا يتحمل فوق طاقته قد يقول العدد كبير واريد ان اقرئ الجميع وان اسمع من الجميع وقال هم مأمورون بالانصات وانت مأمور بالانصات ايضا وهذا تأديب وتعليم وتربية فكيف يكون المخالفة ممن يقرئ نعم تفضل وينبغي لمن قرأ عليه القرآن فاخطأ فيه القارئ او غلط ان لا يعنفه ان يرفق به. ولا يجفو عليه ويصبر عليه فاني اذا امنوا ان يجفوا عليه فينفر عنه الا يعود الى المسجد وقال صلى الله عليه وسلم انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. نعم يعني هذا الحديث وبالمناسبة المعروفة وهو ان ذلك الاعرابي بال في ناحية من المسجد فزجره الصحابة رضي الله تعالى عنهم وتناوله الناس فقال له لهم النبي صلى الله عليه وسلم دعوه ارقوا على بوله سجلا من ماء او ذنوبا من ماء فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا فهذه وان كانت هذه الجملة صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبب خاص اسباب ورود الحديث مثل اسباب نزول القرآن والعبرة بعموم اللفظ والمعنى لا بخصوص السبب النبي صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثتم ميسرين. فيكون ذلك في التعامل مع مثل هذا الاعرابي ويكون ايضا في كل شأن من الشؤون مما يطلب فيه ذلك ميسرين يعني مسهلين بحيث ان يكون هذا العمل مما لا يجهد النفوس ان كان ذلك في دعوة الناس الى العبادة والطاعة ونحو هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم قد بعث بالتيسير وهكذا ايضا فيما يتعلق بالتعليم او انكار المنكر وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ولم تبعثوا معسرين اي مشددين على الناس فيكون التلطف في تعليمهم والتلطف في نصحهم بانكار المنكر اذا كان المقام يقتضي ذلك والا فقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم واغلظ على اقوام لكن الاصل في ذلك هو التيسير ويرفق الجاهل واما هذا الذي يتلقى القرآن ويتعلم فهو احوج ما يكون الى الرفق فهؤلاء من المتعلمين لهم مشاعر فلا يصح بحال من الاحوال ان يتعامل معهم على انهم لا مشاعر لهم يصدر من المقرئ من الرعونات والجفاء والعبارات الجارحة التي لا تليق باهل القرآن قد يوجه كلاما لا يليق يكون هذا مثلا فيه شيء من البلادة او الضعف او البطء في الفهم او النعاس او مغالبة النوم او نحو ذلك قل له عبارات لا تصلح ان يتفوه بها وانا اجد صعوبة في التمثيل ببعض ما قيل في حقيقة لبعض الناس فكان ذلك لربما اخر العهد بالمسجد او بالحلقة وجه اليه كلام قاسي يقول له انت محشش هذه كلمة تقال لواحد جاي يتعلم القرآن وفي حلقة يدرس او جاء من بعد صلاة الفجر ويجاهد نفسه وله اهل من وراءه يدفعونه يحثونه على الحضور وعدوه بالمكافآت ثم يواجه بمثل هذا الكلام ممن ممن يقرئ القرآن او يتناول هذا الانسان بعبارات او باليد احيانا والبعض لربما يضرب على القفا هنا وهو ضرب مذموم عند العرب مكروه كما قال الشاعر وكنت ارى زيدا كما قيل سيدا. اذا قيل عبد القفا واللهازم العرب تكره الضرب في بعض المواضع مثل هنا وكذلك مواضع اخرى معروفة يكرهون الضرب عليها فالبعض لربما لا يبالي ثم بعد ذلك يكون منفرا عن القرآن وعن حلق القرآن وعن الاقراء والمقرئين ولربما هذا المتعلم لا يدخل المسجد بعدها تحتاج الى مراعاة حتى في الاحتفالات الختامية للحلق قد يكون هؤلاء انجزوا وحفظوا وادوا ما طلب منه ثم توزع المكافآت ونحو ذلك ويبقى ثلاثة او اربعة ينظرون ويتشوفون وتعرض الاسماء وينادى على هؤلاء الطلاب واحدا بعد الاخر وهو يتشوف في كل مرة قد شنف سمعه ينتظر متى ينادى باسمه ثم ينادى على الجميع ويبقى هذا مع صاحبه او مع اثنين هب انهم ما انجزوا ما حققوا المطلوب او اعطي ورقة شهادة فضور بالسور التي حفظها شكر وتقدير الكلمة الطيبة صدقة ينادى على اسمه كما نودي على زملائه لكن هذا حينما يخرج قد طأطأ رأسا بين هذه العشرات هذي الجموع يخرج وقد نكس رأسه ما هي المشاعر التي في قلبه؟ تظنون ان هذا عنده من المجاهدات والصبر وارادة ما عند الله عز وجل والاحتساب والانصاف من نفسه ويعرف ان التقصير قد صدر منه ان ذلك بسبب ضعفه وعجزه وقعوده وان اكثر الناس ليسوا كذلك اكثر الناس اذا اخفق اضاف ذلك الاخفاق الى الاخرين وانهم لم ينصفوه ولم يعدلوا معه وانهم ظلموه وضروه وانهم اذوه ونحو ذلك. هذا اكثر الخلق من الذي طفل من نفسه الا من رحم الله عز وجل. فتريد من هذا الصغير انه يخرج وهو يحمل هذا القلب الكبير وهذا الانصاف من نفسه ولا يلتفت الى شيء من ذلك وانما يريد ما عند الله عز وجل والدار الاخرة فحسب من الذي يكون بهذه المثابة من هؤلاء الا من رحم الله فمثل هذا يخرج وفي نفسه اشياء ويتكلم ولربما نجوى مع هؤلاء الذين حرموا ثم يرجع الى بيته بردود افعال عنيفة فهو يذمهم ويذم الاستاذ ويذم الحلقة ويذم الادارة ثم بعد ذلك قد لا يرجع اليهم ثانية تحتاج الى مراعاة مشاعر هؤلاء الناس يكفي انه يتردد الى الحلقة ويأتي وعنده من المشغلات والملهيات والصوارف الشيء الكثير كونه يأتي الى المسجد ليشغله ذلك عن الشر هذا هذا خير كثير والا بقي فريسة لهذا الفراغ وهذه الاجهزة التي بيد كل احد ورق ورق ما تكلف شيئا يكن يحفظ له ماء الوجه احيانا هدية تافهة تعطى له شماغ ارخص الانواع اعط لهذا تسلم عليه وابتسم في وجهه شكرا لك. بارك الله فيك. اسأل الله لك التوفيق يفرح ينطلق ويكون ذلك باعثا له على الجد والاجتهاد لكن يخرج وقد نزل رأسه بنفسه اشياء كثيرة جدا اذا دخل البيت بدأ يتكلم وبدأ يذم يعيب ويلمز ويغمز ويغتاب نعم سلام عليكم فمن كانت هذه اخلاقه انتفع به من يقرأ عليه. ثم اقول انه ينبغي لمن كان يقرأ القرآن لله جلت عظمته. ان يصون نفسه عن استقضاء الحوائج ممن يقرأ عليه القرآن والا يستخدمه ولا يكلفه حاجة يقوم فيها. واختار له اذا عرضت له حاجة ان يكلفه. عفوا يا شيخ حلقة قرآن يخطئ المقرئ في اسماء هؤلاء او نحو ذلك ثم يضحك ببلاهة وبكل برود يقول ان البقرة تشابه علينا قيلت ان البقرة تشابه علينا. يعني اللي امامه بقر ليسوا اوادم هذا معلم قرآن تعرفون لماذا الاخفاق لدى الكثيرين ممن يجلس للاقراء ولا يكون له قيمة ولا وزن عند هؤلاء الذين يقرؤهم السبب انه لا يحمل اخلاق القرآن يتكلم بكلام يجرح الى العظم ويقول وهو يضحك ان البقرة شابهة علينا نعم تفضل ثم يقول انه ينبغي لمن كان يقرأ القرآن لله جلت عظمته ان يصون نفسه عن استقضاء الحوائج ممن يقرأ عليه القرآن والا يستخدمه ولا يكلفه حاجة يقوم فيها واختار له اذا عرضت له حاجة ان يكلفها لمن لا يقرأ عليه. واحب له ان يصوم القرآن عن ان تقضى له به الحوائج. فان عرضت له حاجة سأل مولاه الكريم قضاءها. فاذا ابتداه احد من اخوانه من غير مسألة منه فقضاها له شكر الله اذ صامه عن المسألة. والتذلل لاهل الدنيا. وان سهل الله له قضاءها ثم يشكر لمن اجري ذلك على يديه فان هذا واجب عليه. وقد رويت فيما ذكرت اخبارا تدل على ما قلت وانا اذكرها ليزداد في كتابنا بصيرة ان شاء الله عن الحسن بن الربيع البوراني رحمه الله انه قال كنت عند عبد الله بن ادريس رحمه الله فلما قمت قال لي سل عن سعر الاشنان فلما مشيت ردني فقال لي لا تسأل فانك تكتب مني الحديث وانا اكره ان اسأل من يسمع مني الحديث حاجة. قال خلف ابن تميم رحمه الله مات وعليه الدين. فاتيت حمزة الزينة فسألت وان يكلم صاحب الدين ان يضع عن ابي من دينه شيئا. فقال لي حمزة ويحك انه يقرأ علي القرآن وانا اكره ان اشرب من بيت من يقرأ علي القرآن الماء. وعن عبدالصمد بن يزيد رحمه الله انه قال سمعت الفضيل بن عياض رحمه الله نقول ينبغي لحامل القرآن الا تكون له حاجة الى احد من الناس الى الخليفة فمن دونه. وينبغي ان تكون الخلق اليه. قال عبدالرحمن بن شبل رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا. نعم هذا كما سبق الاشارة اليه وقد ذكر ايضا ما يشهد لهذا في ذاك الذي باع دينه بحبتين كما سبق وهكذا ايضا الارتزاق بالقرآن والتكسب به انظر الى ما جاء عن هؤلاء القراء والائمة من المحدثين وغيرهم فهذا يقول سلي عن سعر الاوشنان الاوشنان مثل الصابون الان مادة تتخذ للتنظيف. غسل الثياب سلي عن سعر الاسنان. ما قال احضر لي اسنان وانما قال سلي عن سعر الاوشناد فقط ثم بعد ذلك تذكر ان هذا ممن يقرأ عليه او يأخذ عليه الحديث وقال لا تنسى ثم علل بذلك قال فانك تكتب عني الحديث وانا اكره ان اسأل من يسمع مني الحديث حاجة وهناك حينما اراد منه ان يضع السعر يضع من السعر وقد عرفه فوضع له باي اعتبار باعتبار انه من اهل القرآن. وهذا الذي جاء لي هذا الامام المقرئ وهو حمزة الزيات رحمه الله ليكلم رجلا ليضع من دين ابيه الذي مات فماذا قال؟ قال ويحك انه يقرأ علي القرآن وانا اكره ان اشرب من بيت من يقرأ علي القرآن الماء قد يقول قائل هذه شفاعة حسنة كلم هذا التلميذ الذي يقرأ عندك ان يضع عن ابي الدين فقال هذا يقرأ علي القرآن فلا يتخذ هذه القراءة سبيلا الى الوصول الى ما فيه ايدي الناس. قد يقول قائل هو لا يطلب لنفسه يطلب لذاك ولكن مثل هذا لا شك انه يثقل على هؤلاء وكانه قد تقاضى شيئا منهم. ولهذا قال هنا الفضيل ابن عياض رحمه الله ينبغي لحامل القرآن ان لا تكون له حاجة الى احد من الناس الى الخليفة فمن دونه النبي صلى الله عليه وسلم بايع بعض اصحابه الا يسألوا احدا من الناس شيئا فكان الصوت يسقط من احدهم فلا يقول لصاحبه ناولني هذي مراتب عالية اذا تربى عليها الانسان فانه يصل الى درجات عليا في العبودية والشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله لما تكلم على اية هود ونظائرها ويا قومي لا اسألكم عليه ما له ويا قومي لا اسألكم عليه اجرا قل ما سألتكم من اجر فهو لكم مثل هذه الايات. يقول الشنقيطي رحمه الله بانه يؤخذ من هذه الايات الكريمات ان الواجب على اتباع الرسل من العلماء وغيرهم ان يبذلوا ما عندهم من العلم مجانا من غير اخذ عوض على ذلك هذا شعار الرسل عليهم الصلاة والسلام فالدعوة لا تكون سببا للتكسب سبيلا للتكسب والتجارة وكذلك ايضا القرآن باي صورة كان قد يكون هذا التكسب بالطلب مباشرة من هذا الذي يقرأ عليه ويطلب منه المال فان لم يكن صاحب مال طلب منه منافع كأن يتخذه سائقا مدة القراءة هذه لمدة سنة او سنتين او نحو ذلك سخرة من غير عوظ العوض هو الاقرار ليستنطف منه فمن هذه القراءة فمثل هذا لا يليق ينبغي على القراء ان يترفعوا عن ذلك وان يكون الاقراء لوجه الله تبارك وتعالى. وتعرض الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في هذا الموضع وهو المجلد الثاني صفحة مئة وثمان وسبعين الى مئة واثنين وثمانين الى مسألة اخذ الاجرة على القراءة وذكر اقوال العلماء فيها كذلك القرطبي رحمه الله في تفسيره في المجلد الاول صفحة ثلاث مئة واربعة وثلاثين الى صفحة ثلاث مئة واربعين عند قوله تبارك وتعالى ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا يقول هذه الاية وان كانت خاصة ببني اسرائيل فهي تتناول من فعل فعلهم ومن اخذ رشوة على تغيير حق او ابطاله او امتنع من تعليم ما وجب عليه او اداء ما علمه وقد تعين عليه حتى يأخذ عليه اجرا. فقد دخل في مقتضى هذه الاية وذكر خلاف اهل العلم في مسألة اخذ الاجرة على تعلم القرآن بعد هذا فيراجع كلامه رحمه الله هكذا كان هؤلاء العلماء وهكذا كان الائمة هذا ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله جاء الى داره فوجد جلالا وجزورا وجد هدايا من الابل وما عليها بعث بها عمرو ابن حريث رضي الله عنه فسأل ما هذا؟ قالوا لانك علمت ابنه القرآن هذي هدية في مقابل تعليم الولد كتاب الله تبارك وتعالى فقال رده انا لا نأخذ على كتاب الله اجرا وكذلك ايضا رجل يقال له شعيب ابن الحبحاب يقول حابيت ابا العالية في ثوب يعني هذا شعيب يبيع الثياب فيقول حابيته في ثوبي يعني اعطيته بسعر مخفظ فابى ان يشتري مني الثوب يعني هؤلاء كانوا يقولون انما نشتري بدراهمنا لا بديننا فكانوا يرفضون مثل هذه الامور احد تلامذة الاوزاعي يقال يدعى بابي مرحوم او يكنى بذلك قدم من مكة فاهدى للامام الاوزاعي اهدى له طرائف الطرائف هي الاشياء غير المعهودة من الطعام ونحوه يعني نادرة الوجود او قليلة او لا توجد في البلد الذي دفعت اليه كما دفع للنبي صلى الله عليه وسلم وبعث صفوان بن امية لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعث له صفوان لباء وضغابيس ونحو هذا هذه اشياء قليلة الوجود ضبابيس الخيار الصغير واللبأ معروف اول ما يخرج من اللبن من البهيمة بعد الولادة بيوم وليلة ونحو هذا يؤكل يطبخ ويؤكل فهذه تعتبر من الاشياء قليلة الوجود او ليست متداولة عند الناس طرائف فهذا جاء للاوزاعي باشياء من هذا القبيل. فماذا قال الاوزاعي؟ قال ان شئت قبلت منك ولم تسمع مني حرفا وان شئت فضم هديتك واسمع الرجل قال له اضم الهدية واسمع منك الحديث وهكذا ايضا احد تلامذة حماد بن سلمة رحمه الله ومن ائمة السنة معروف ذهب هذا الرجل التلميذ ذهب الى الصين فلما رجع اهدى الى حماد ب هدايا فقال حماد ان قبلتها لم احدثك بحديث وان لم اقبلها منك حدثتك فقال لا تقبلها وحدثني هذه نزاهة. هو لا يحرم عليه الاخذ لكن هؤلاء كانوا يحملون انفسهم على مراتب عالية واخر يقال له ابن عقدة كان يؤدب ابنا لاحد الكبراء يقال له هشام الخزاز فلما صار الصبي حاذقا وتعلم وجه ابوه الى شيخه بدنانير ردها فظن انه تقال لها فارسل له بضعفها فقال ما رددتها استقلالا ولكن الصبي سألني ان اعلمه القرآن. كان يعلمه العربية فالصبي طلب من قبل نفسه ان يعلمه القرآن هو بعث به ابوه ليتعلم العربية فالصبي طلب ايضا ان يعلمه القرآن فعلمه يقول فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن. ولا استحل ان اخذ منه شيئا ولو دفع لي الدنيا تلط تعليم القرآن بتعليم النحو هذه نماذج كنت ذكرت شيئا من ذلك في مجلس اخر بعنوان وانه لكتاب عزيز. ولربما ايضا اشياء من هذا بالكلام على الاعمال القلبية في الكلام على الورع هنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكل به ولا تستكثر به الاكثار من الدنيا والاكل به من الدنيا يتخذ القرآن وسيلة وذريعة للمكاسب والتحصيل فاذا جاء شهر رمظان قسم الشهر وايام الشهر واسابيع الشهر ويذهب يصلي لهؤلاء اياما ولهؤلاء اياما ولهؤلاء اياما ممن يعطونه العطايا الجزلة من الاموال مثل هذا لا يليق ولا يحسن وقد يتخذ ذلك ايضا عملا ومهنة يرتزق به يرتزق بالقرآن سائر العام يذهب هنا وهناك ليقرأ لهؤلاء يصلي بهم صلاتين او ثلاث او اربع ثم يعطى العطايا من الاموال الطائلة وما اشبه ذلك فهل هذا لا يليق ولا يحسن ولا يجمل مثل هذا قد تكره الصلاة خلفه لانه مرتزق متكسب بالقرآن واشد من ذلك اذا تبع هذا التباكي والتكلف في البكاء امام الكاميرات ينصب كاميرة امامه يصلي وهو يصلي بالناس ثم ينشرها الانسان ايها الاحبة لا يستطيع ان يضبط نيته بعيدا عنه الاعلام والاضواء وما الى ذلك وهو في بيته لا يستطيع ان يضبط نيته في مكابدة ومجاهدة دائمة كيف اذا صلى وهو يتباكى ويتكلم في البكاء تكلفا شديدا وقد تهيأ ولبس لباسا خاصا ووضع الكاميرا امامه. فاي قلب يبقى للانسان مع هذا يحتاج العبد الى شيء من المراجعة بات محاسبة للنفس والا يعرض نفسه لذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه تجاوزوا الحد هو الغلو لا في الالفاظ التكلف في القراءة والتنطع مخارج الحروف ونحو ذلك او بالتأويلات المتكلفة المتعسفة كذلك ايضا لو انه اتخذ القراءة عملا فشغله ذلك عن طاعة الله او عن الواجبات الاخرى والحقوق ونحو هذا فهذا كله يدخل في قوله ولا تغلو فيه ويقابل هذا الغلو الجفاء بالاعراض وترك القراءة وترك التدبر وكذلك ايضا ترك العمل به وهكذا ايضا ما ذكره من الاكل بالقرآن يأخذ الدنيا او كما قيل بان استجرار الجيفة يعني هذا الذي يأكل بالقرآن او بدينه نسأل الله العافية وهو كالذي يستجر الجيف بالمصاحف كما قال بعض اهل العلم اتخذ القرآن لهذا الغرض الوضيع تكثر من الدنيا لا تستكثروا يتحول ذلك الى تجارة ينبغي الحذر من هذا ان يتخذ القرآن معيشة كالسب اما مسألة اخذ الاجرة على تعليم القرآن ففيها الخلاف المعروف من اهل العلم من منع من ذلك مطلقا هذا منقول عن الزهري وابي حنيفة وجماعة من اهل العلم وبعضهم رخص فيه ان لم يشترط هذا منقول عن الحسن والشعبي وابن سيرين وذهب اخرون عطاء مالك والشافعي الى الجواز ان شارطه واستأجره اجارة صحيحة على هذا بادلة واما الذين منعوا احتجوا بمثل حديث عبادة ابن الصامت انه علم رجلا من اهل الصفة القرآن فاهدى له قوسا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان سرك ان تطوق بها طوقا من نار فاقبلها هذا عند ابي داوود وغيره ببعض الاثار ايضا لكن هذا الحديث الذين اجازوا تكلموا في صحته واسناده وايضا اجابوا من جهة النظر قالوا لعله كان قد تبرع بتعليمه يعني علمه تطوعا فلم يستحق شيئا فلما اهدى اليه واعطاه العوظ لم يجز له الاخذ لانه متطوع متبرع بخلاف من يعقد معه اجارة قبل التعليم على كل حال هي مسألة معروفة حتى المتأخرين من الاحناف لما رأوا ما يفضي اليه المنع من تعطل هذه الوظيفة تعليم القرآن وهذا امر لا بد منه رخصوا باخذ الاجرة لكن مهما يكن من امر لا ينبغي ان يتخذ ذلك سبيلا الى ان يكون هو الهدف وهو الغاية ومن قرأ عليه لا بد ان لا انما يريد ما عند الله فيريد ما عند الله تبارك وتعالى تفضل نعم احسن الله اليك وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرظ الجنة يوم القيامة هو هذا يعني اعراض الدنيا كثير قد يكون يطلب العلم الذي يبتغى به وجه الله من اجل المال فهذا يدخل فيه وقد يطلب ذلك لرئاسة وقد يطلب ذلك من اجل ان يترفع على اقرانه وقد يطلب ذلك رياء وسمعة من اجل ان يحمد ويذكر تعرفون حديث الثلاثة الذين هم اول من تسعر بهم النار يوم القيامة منهم قارئ قرأت ليقال قارئ فيؤمر به الى النار فهذه من المطالب والمقاصد الفاسدة فهذه المنافع التي يطلبها ويقرأ من اجلها قد تكون امورا معنوية وقد تكون امورا مادية قد تكون اموالا وقد تكون وظائف وقد تكون مراتب اجتماعية ونحو ذلك الله تبارك وتعالى يقول من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فهذا الحديث الذي ذكره الاجري رحمه الله يدعو يدعونا جميعا الى تصحيح النيات والمقاصد بتعلمنا القرآن وطلبنا للعلوم الشرعية الا نريد شيئا من الدنيا نريد ما عند الله تبارك وتعالى هناك امور لا تحصل للانسان الا التعلم ونحو ذلك مما قد يريد به الانسان الصلاح والاصلاح كان يريد ان يعمل باعمال يكون ذلك اصلاحا وصلاحا يجري على يده فهذا من النية والقصد الحسن يعني يتعلم ليحصل الشهادة لينفع المسلمين فهذا من المقاصد الحسنة لا اشكال فيها. المهم ان يريد ما عند الله لا يريد الدنيا بهذا العمل لكن لو ان احدا قال انا اريد ما عند الله بهذا التعلم ويأتي على سبيل التبع ما يحصل به من الكفاية في دنياه فمثل هذا ارجو الا يلحقه حرج والناس في ذلك مراتب من تمحضت ارادته فيريد ما عند الله فقط فهذا اعلى المراتب الثاني ان يلتفت الى مثل هذا على سبيل التبع فلا بأس لكن لا يجوز له ان يلتفت الى امر لا يجوز الالتفات اليه البتة كالرياء والسمعة فالله عز وجل كما في الحديث القدسي يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك فقد يتعلم الانسان من اجل ان يقال عالم او قارئ فيكون اول من تسعر به النار يوم القيامة وقد يتعلم وفي نفسه قد هيأوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل يهيئ نفسه لرئاسات يصارع ويعارك عليها وليحصل مراتب ومناصب يبذل دينه وايمانه في سبيل تحصيلها مثل هذا لا يجوز ولا يصوغ بحال من الاحوال لكن هنا لاحظوا الحصر لا يتعلمه الا ليصيب به اذا نيته قد تمحضت للدنيا يحصل به حظا من مال او جاه من الدنيا فان كان الرياء والسمعة فقليله يفسد العمل كما هو معروف اما ارادة المال ونحو هذا فان كان على سبيل التبع فهذا هذا لا بأس به كما ذكرت واعلم من هذا ان تتمحض ارادته ونيته وقصده فيطلب ما عند الله دون شيء اخر والا كان علمه من العلم الذي لا ينفع. والنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من علم من العلم الذي لا ينفع وهو انواع ومنه هذا الذي قد فسدت فيه نيته وقصده الناس منهم من يأخذ الدنيا ليتفرغ لعمل الاخرة ومنهم من يعمل عمل الاخرة ليأخذ الدنيا وشتان بين هذا وهذا يعمل بعمل الاخرة يحصل دنيا واسوء من هذا صاحوا به كانوا يزدحمون على بابه حتى يقتتلوا من الزحام يقول وكنا اذا كنا عنده لا يلتفت ذا الى ذا. قائلون برؤوسهم هكذا يقول وكانت السلاطين تهابه وكان يقول لا ونعم من يبذل اخرته لدنيا غيره ليس لدنياه هو يعني من الناس من يبذل الاخرة لدنياه ومنهم من يبذل اخرته لدنيا غيره هذا اسوأ هذه المراتب مثل اهذا فاسد القصد الذي لا يتعلم العلم الذي يبتغى به وجه الله الا ليصيب به عرضا من الدنيا قال لم يجد عرف الجنة. يعني ريح الجنة. فاذا كان لا يجد ريح الجنة فمعنى ذلك انه لا يدخل الجنة وليس معنى ذلك انه كافر مخلد في النار لكن ان لم يغفر الله عز وجل له فانه يعذب حتى يمحص ثم يكون مآله الى الجنة نعم قال رحمه الله والاخبار في هذا المعنى كثيرة ومرادي من هذا النصيحة لاهل القرآن لان لا يبطل سعيهم انهم طلبوا به فالدنيا حرموا شرف الاخرة اذ بذلوه لاهل الدنيا طمعا في دنياهم اعاذ الله حملة القرآن من ذلك فينبغي لمن جلس يقرئ المسلمين ان يتأدب بادب القرآن يقتضي ثوابه من الله. يستغني بالقرآن عن كل احد من الخلق متواضع في نفسه ليكون رفيعا عند الله جلت عظمته باب ذكر اخلاق من يقرأ على المقرئ من كان يقرأ على غيره ويتلقن فينبغي له ان يحسن الادب في جلوسه بين يديه ويتواضع في جلوسه ويكون مقبلا عليه. فان ضجر عليه احتمله وان زجره احتمله ورفق به واعتقد له الهيبة والاستحياء منه. واحب ان ان يتلقن ما يعلم انه يضبطه هو اعلم بنفسه ان كان يعلم انه لا يحتمل في التلقين اكثر من خمس فلا ينبغي ان يسأل الزيادة وان كان يعلم انه لا يحتمل ان يتلقن الا ثلاث ايات لم يسأل ان يلقنه خمسا فان لقنه للاستاذ ثلاثا لم يزده عليها علم هو من نفسه انه يحتمل خمسا سأله ان يزيده على ارفق ما يكون فان ابى لم يؤذه بالطلب وصبر على مراد الاستاذ منه فانه اذا فعل ذلك كان هذا الفعل منه داعيا للزيادة له ممن يلقنه ان شاء الله ولا ينبغي له ان يضجر من يلقنه فيزهد فيه واذا لقنه شكر له ذلك ودعا له وعظم قدره ولا يجفو عليه ان جفا عليه ويكرم من يلقنه اذا كان هو لم يكرمه وتستحيي منه ان كان هو لم يستحي منك تلزم انت نفسك واجب حقه عليك فبالحري ان يعرف حقك لان اهل القرآن اهل خير وتيقظ وادب. يعرفون حق على انفسهم فان غفل عن واجب حقك فلا تغفل انت عن واجب حقه. فان الله عز وجل قد امرك ان تعرف حق العالم وامرك العلماء وكذا امر الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا قال احمد يعني يعرف حقه. اي نعم. يعني انه يعرف حقه من امتثال امره والاهتداء بهديه مع توقيره اجلاله لما رفعه الله به اجلال الكبير باعتبار انه قد قضى عمرا مديدا بطاعة الله تبارك وتعالى وله حق لكبر سنه وقد تقلب ايضا في العبودية لله عز وجل والصغير فان الله تبارك وتعالى قد رحم الصغير ورفع عنه التكليف وهو موضع الشفقة وهو نظيف ليس عليه ذنوب طاهر فهو حري بان يرفق به وان يرحم هكذا ايضا يعرف لاصحاب الحقوق حقهم وينزل الناس منازلهم كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها امرنا ان ننزل الناس منازلهم ولا يأنف من ذلك ولا يرى ان هذا من قبيل الملق او الضعف او نحو ذلك بل هذه هي الاخلاق وهذه هي الرفعة ومن المتعلمين من يرى ان تقصير المعلم في حقه يكون سببا جفوة تصدر من هذا المتعلم فيقابل الجفاء بجفاء وليس له ذلك يقول هذا المعلم مثلا يعنفه اثناء الاقراء او يزجره او يسيء اليه او يجرح مشاعره او نحو ذلك ليس له ان يقابله بمثلي هذا وقد يجتهد هذا المعلم في نصحه او نحو ذلك فقد يغلظ عليه ويكون ذلك سببا لمقابلته ايضا برعونات وجفاء من هذا التلميذ فهذا لا يليق وانما يعرف له حقه والانصاف عزيز قل من ينصف من نفسه ولو نظرت في احوال اهل العلم وتوقيرهم لمن يعلمونهم تجد من ذلك اشياء عجيبة قد جاء عن طاووس ابن كيسان رحمه الله قال من السنة ان توقر العالم قال ابن عباس رضي الله عنهما اخذ بركاب ابي بن كعب فقيل له انت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بركاب رجل من الانصار اخذ بركابه فقال له زيد خلي عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء الكبراء ويقول ابن عباس نفسه رضي الله تعالى عنه مكثت سنتين اريد ان اسأل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن حديث ما منعني منه الا هيبته بقي هذه المدة وهو يدخل عليه في مجلسه كان السعيد ابن المسيب رحمه الله يدخل المسجد ويركع ركعتين ثم يجلس فيجتمع اليه ابناء المهاجرين والانصار لا يجترئ احد منهم ان يسأله عن شيء الا ان يبتدأهم بحديث اجلالا وهيبة او يأتي سائل غريب فيسأل فيستمعون وهكذا ايضا جاء في ترجمته انه ما كان انسان يشتري على سعيد ابن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الامير ايضا يقول ابن سيرين رأيت عبدالرحمن ابن ابي ليلى رآه مع اصحابه يعظمونه ويسودونه ويشرفونه مثل الامير وجاء عن الاعمش قال كنا نهاب ابراهيم يعني النخعي كما يهاب الامير ابن عياش اعني ابا بكر ابن عياش رحمه الله كان بمكة فجاءه سفيان ابن عيينة فبرك بين يديه. سفيان برك بين يدي ابي بكر ابن عياش فجعل ابو بكر يقول له يا سفيان كيف انت يا سفيان كيف عيال ابيك قال فجاء رجل يسأل سفيان سفيان امام ويعرفه اهل مكة وكان سفيان بن عيينة في مكة فجاء رجل يسأل سفيان بن عيينة عن حديث فقال سفيان لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعدا يقول الحسن الخلال كنا عند معتمر بن سليمان يحدثنا اذ اقبل ابن المبارك يعني عبد الله ابن المبارك فقطع معتمر حديثه فقيل له حدثنا فقال انا لا نتكلم عند كبرائنا وهكذا ابن مهدي في مجلسه حيث وصفوا هذا المجلس قالوا كان لا يتحدث في مجلسه ولا يبرأ قلم ولا يقوم احد كأنما على رؤوسهم الطير او كأنهم في صلاة يقول بعضهم كنا عند ابن عون وهو يحدث فمر بهم احد الكبراء ممن كان لربما سيبايع له بالخلافة مر في موكب وكان يدعى بالامامة وهو ابراهيم ابن عبد الله ابن حسن بعد قتل اخيه محمد يقول الراوي فما اجترأ احد ان يلتفت فينظر اليه فضلا عن ان يقوم هيبة لابن عون. مر موكب ضخم فما اشترى احد ان يلتفت وكذلك ايضا الشافعي وما ذكره عن شيخه الامام مالك لما قدم المدينة يقول فرأيت من مالك ما رأيت من هيبته واجلاله العلم فازدت من ذلك حتى ربما اكون في مجلسه واتصفح الورقة تصفحا رفيقا هيبة له لان لا يسمع وقعها شافعي يقول احرك الورقة افتحها بطريقة بغاية اللطف لان لا يسمع صوت الورقة والان في مجالس العلم هواتف الجوال والبعض يرد ويتكلم بصوت مرتفع والرجل تمد ويقول الربيع ابن سليمان والله ما اجترأت ان اشرب الماء والشافعي ينظر الي هيبة له ويقول الامام احمد لزمت هشيما اربع سنين ما سألته عن شيء الا مرتين هيبة له واحد تلامذة الامام احمد يقول رآني ابو عبد الله يعني الامام احمد يوما وانا اضحك فانا استحييه الى اليوم انه رآه يضحك ايضا ما ذكره بعضهم عن الامام احمد رحمه الله اشياء من هذا القبيل. وكذلك ايضا يقول احمد ابن اسحاق الفقيه ما رأيته في المحدثين اهيب من ابراهيم بن ابي طالب. كنا نجلس كأن على رؤوسنا الطير لقد عطس ابو زكريا العنبري فاخفى عطاسه فقلت له سرا لا تخف فلست بين يدي الله شدة الهيبة يكتم عطاسه فهذا يقول له سرا لا تخف لست بين يدي الله انظر يقول بعضهم شهدت جنازة حسين القباني فصلى عليه البوشنجي فلما انصرف قدمت دابته فاخذ ابو عمرو الخفاف بلجامه وابن خزيمة امام الائمة بركابه والجارودي وابراهيم بن ابي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحدا منهم ائمة يسوون ثيابه وهذا يأخذ بركابه وهذا يأخذ لجامه و كذلك ايضا يحيى القطان فقد ذكر بعضهم انه كان يصلي العصر ثم يستند الى اصل منارة مسجد فيقف بين يديه ابن المديني الشاذكوني وعمرو بن علي واحمد بن حنبل اويحيى ابن معين وغير هؤلاء يستمعون الحديث وهم قيام على ارجلهم الى ان تحين صلاة المغرب لا يقول لاحد منهم اجلس ولا يجلسون هيبة واعظاما له بعض من وصف الامام مالك ايضا يقول رأيت باب مالك في المدينة كأنه باب الامير ويقول اخر رأيت ما لك بن انس غير مرة وكان باصحابه من الاعظام له والتوقير له. الى ان قال واذا رفع احد صوته ولا يقال له من اين قلت ذا يعني هيبة له وكذلك قيل في وصفه شعرا يدع الجواب فلا يراجع هيبة والسائلون نواكس الاذقان نور الوقار وعز سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان هكذا كانت مجالسهم وهكذا كان توقيرهم فاين هذا اليوم من ما نجد في وسائل التواصل هذه من سباب وشتائم ووقيعة باهل العلم وتمزيق للاعراض ورمي بالقبائح وهذا من اعظم اسباب الحرمان حرمان العلم وحرمان التوفيق والنتائج نشاهدها لا حول ولا قوة الا بالله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت نعم تفضل عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف قال احمد يعني يعرف حقه. وعن ابي سلمة رحمه الله انه قال لو رفقت بابن عباس لاصبت منه علما. وعن مجاهد رحمه الله في قول الله عز وجل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. قال الفقهاء والعلماء. ثم ينبغي لمن لقنه الاستاذ الا يجاوب ما لقنه اذا كان ممن قد احب ان يتلقن عليه. واذا جلس بين يدي غيره لم يتلقن منه الا ما لقنه الاستاذ اعني بحرف غير وفي الذي قد تلقنه من الاستاذ فانه اعوج عليه واصح لقراءته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا كما علمتم. نعم صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث في قراءة القرآن يعني كما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالاحرف السبعة ومقصود الاجري رحمه الله الا يشتت قلبه فيقرأ على هذا ويقرأ على هذا بوجه وهذا بوجه قبل ان يتأهل ويضبط قراءة ثم بعد ذلك يمكن ان يطلب ما زاد عليها نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله من قنع بتلقين الاستاذ ولم يجاوزه فبالحلي ان يواظب عليه واحب ذلك منه فاذا رآه قد تلقن ما لم يلقنه زاهد في تلقينه وثقل عليه ولم تحمد عواقبه. واحب له اذا قرأ عليه الا يقطع حتى يكون الاستاذ هو الذي يقطع عليه فان بدت له حاجة وقد كان الاستاذ مراده ان يأخذ عليه مئة اية فاختاره ان يقطع القراءة في خمسين اية فليخبره قبل وذلك بعذره حتى يكون الاستاذ هو الذي يقطع عليه. وينبغي له ان يقبل على من يلقنه او يأخذ عليه ولا يقبل على غيره فان شغل الاستاذ عنه كلام لابد له منه في الوقت من كلامه. قطع القراءة حتى يعود الى الاستماع اليه. واحب اذا انقضت قراءته على الاستاذ وكان في المسجد فان احب ان ينصرف انصرف وعليه الوقار. درس في طريقهما قد تلقن. وان احب ان يجلس ان يأخذ على غيره فاعلم وان جلس في وليس بالحضرة من يأخذ علي. فاما ان يركع فيكتسب خيرا واما ان يكون ذاكرا لله تعالى. شاكرا له على ما علمه من كتابه واما جالس يحبس نفسه في المسجد يكره الخروج منه خشية ان يقع بصره على ما لا يحل او معاشرة من لم تحسن معاشرته فجلس في المسجد فحكمه ان يأخذ على نفسه في جلوسه في المسجد الا يخوض فيما لا يعنيه ويحذر الوقيعة في اعراض الناس. ويحذر ان يخوض في الدنيا وفضول الكلام فانه ربما استراحت النفوس الى ما ذكرت مما لا يعود نفعه وله عاقبة لا تحمد من الاخلاق الشريفة في حضوره وانصرافه ما يشبه اهل القرآن. والله عز وجل الموفق لذلك. نعم. يعني هنا يرشده الى الحالة التي يكون عليها وما ينبغي ان يشتغل به ان جاء فلم يجد من يقرأ عليه يعني لم يجد الشيخ مثلا ما حظر شي. كيف ينشغل؟ كيف يفعل؟ هل يذهب هنا وهناك او يجلس في المسجد ويشتغل بما يعنيه وينفعه توقف عند هذا