لكن هذه المسألة وهي بذل المال وبذل النفس هذه مسألة عظيمة ولها مراتب. فمن حقوق الاخوة ان تبذل ما لك اخي نطلب بذل المال الفاضل اذا كان عندك شيء زايد تقرضه وقرض المسلم مرة صدقة واذا وقرض المسلم خير واحسان واذا اقرضه مرتين فهو صدقة لذلك فهو صدقة كانه تصدق على اخيه بتلك الصدقة كما روى ابن ماجة في سننه من فصدت من اقرض اخاه مرتين فهو كالصدقة عليه. وهذا امر عظيم. بذل المال من غير سؤال تتفقد حاجته رأيته بحاجة الى مال رأيت حالته رثة رأيته في حال ليست بمحمودة وانت قد وسع الله جل وعلا عليك فتبذل الفاضل من ذلك تواسيه بذلك والاحسن ان تبتدأه بذلك لان في هذا لان في هذا بذل الفضل ولان في هذا اقامة عقد الاخوة والذي يبذل مبتدأ ليس كمن يبذل كمن يبذل مسئولا. وقد قال الله جل وعلا في صفة المؤمنين اشداء على الكفار رحماء بينهم وكونهم رحماء بينهم ان يكون بعضهم يرحم بعضا وبعضهم يرحم بعضا فيما يحتاجه يحتاج الى بذل الجاه يحتاج الى بذل المساعدة يحتاج ان شاهده في نفسه في بيته يحتاج ان تسانده بجهدك باصلاح شيء ظاق وقته عن بعض الاشياء عنده مهمات وعنده سفرات فحق على اخيه حقوق الاخوة الخاصة ان تسعى في ذلك لان عقد الاخوة الخاصة يقتضي البذل. وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له وسائر الجسد بالحمى والسهر. وفي الحديث الاخر وهو حديث صحيح معروف المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض اذا فهذا هذا الحق وهو بذل النفس ان يعود الاخ ان يبذل نفسه لاخيه ان يبذل بعض وقته لاخيه ان يبذل بعض ما له لاخيه وان يسعى في ذلك يقيم في القلب حقيقة التخلص من الشح. والمؤمن مأمور بان يتخلص من الشح امر استحباب وقد اثنى الله جل وعلا على اولئك بقوله ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. شح النفس يكون بانواع يمكنه ان يذهب مع اخيه الى مكان ما ليعرفه عليه او ليبذل جاه او ليذكره عند احد فيبخل بهذا بهذا الجهد ويشح بالنفس ويشح ببعض الوقت على اخيه. ما حقيقة الاخوة اذا اذا لم يكن ثم بذل وثم عطاء في هذه المسائل وفي غيرها. وقد جاء في الحديث ايضا من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. فاذا كنت موطنا نفسك على هذه المسائل ان تبذل لصفيك ان تبذل لخليلك ان تبذل لصاحبك لاخيك فان ذلك من حقوق الاخوة التي من بذلها قبل السؤال فانه قد ادى شيئا عظيما ومن بذلها بعد السؤال فانما فانما هدى ما وجب عليه او ما استحب فله لكن مكارم الاخلاق والاقبال على الخير ان تبتدأ بالشيخ قبل ان تسأل عنه