ومع ذلك فانت ثابت على الوفاء له. وهذه حالة حلول المنايا الموت ولا شك ان هذه الدرجة من الوفاء احسن من الوفاء حال الحياة. لان الحي الذي آآ تفي له يرى ذلك ويحمله لك على انه احسان وجميل. آآ فهذا فيه نوع من المكافأة. لكن اذا كان الذي تفي له لا يملك اي كشيء او اي وسيلة من وسائل المكافأة والوفاء مراتب اول مراتب الوفاء ان يفي الانسان لمن يفي له فهذه مقابلة بالمثل وهذا آآ من جزاء الاحسان بالاحسان. ومن ثم فهذا فرض لازم واجب. ان تقبل الوفاء بمثله ثم تأتي مرتبة اخرى من مراتب الوفاء وهي الوفاء لمن غدر بك يعني آآ الانسان اذا قابل الغدر بمثله فانه لا يستأهل الملامة. لكن مع ذلك تبقى هذه اعلى وتفوق حال المكافأة بالغدر جدا. وهي انه آآ حتى لو غدر بك انسان فانت آآ لا تقابل غدره بغدر بل تبقى على هذا آآ الوفاء وهذا يشير اليه قول النبي صلى الله عليه واله وسلم وان امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيبه بما تعلم فيه فانما وبال ذلك عليه ثم يأتي الدرجة الاقوى آآ من الوفاء وهي الوفاء مع اليأس البات. يعني اليأس القاطع لا يوجد اي امل في انك تقابل هذا الانسان الذي تفي له. لماذا؟ لانه ميؤوس من لقياه فهذا هو الشأن في اه الوفاء وهذا هو علامة الوفاء اه الحقيقية اه الصادقة حيث هناك يأس من لقائه وآآ لا يوجد اي رجاء للقائه ثانية في هذه الحياة الدنيا. نحن اذا رجعنا الى مسلا احكام الجنائز التي آآ تقع وتلزم بمجرد موت الميت وخروج روحه وانتقاله من هذه الحياة الدنيا الى اول مراتب الموت وما بعده اه تجد ان عامة احكام الجنائز هي عبارة عن وفاء في وفاء في وفاء كلها وفاء آآ لاخيك المسلم الذي آآ خلع الاسباب وفارق الاحباب وواجه الحساب بالدعاء بالصلاة عليه بتكلف المشاق مثلا لحضور جنازته والوقوف على القبر للدعاء له. آآ ثم مواظبة الاحسان بزيارة المقابر والاستغفار له اه او رعاية اهله او نحو ذلك. كل هذه من مراتب الوفاء العليا. لماذا؟ لان آآ هذه الدرجة معها يأس من آآ ان يرى من تفي له هذا آآ الوفاء آآ الذي تلزمه. الوفاء