السلام عليكم ومرحبا الف. مرحبا الف التي تقال هنا في عسير المقصود بالالف فيها هو العدد. ويريدون تكثير الترحيب لا حصر عدد مراته في الالف. لان الالف عند العرب هو منتهى الاعداد وما بعده تكرار يقولون الف الفان ثلاثة الاف حتى يقولوا الف الف للمليون والف الف للمليار وهكذا وهذه عادة عربية قديمة جاءت في كتاب الله في قول الله تعالى ان تستغفر لهم سبعين مرة اي ان تستغفر لهم استغفارا كثيرا وليس المراد حصر عدد مرات الاستغفار في السبعين. ومما يدل على ان المراد بالالف هو العدد ان الناس هنا منذ القدم يقولون مرحبا مية مرحبا ميات مرحبا الف مرحبا الوف فاما ما ذهب بعض الفضلاء من ان المراد بالالف فعل الامر من قولهم الفا اذا اقبلا وجاء فهذا اجتهاد يحتمله اللفظ ويأباه الواقع والاستعمال. ولي قصيدة من خيار شعري اسمها مرحبا الف وقصتها ان الامير خالد بن فيصل قضى نصف عمره اميرا لعسير. فامتزجت عسير بروحه فاحبها واحب اهلها واحب عاداتها لغاتها واحب شيمها وقممها والهمها واستلهم منها وملأها وامتلأ بها وعرفها وعرف فبها حتى غدا رمزا لها وغدت دليلا اليه. ثم لما تلقاه الملك عبد الله رحمه الله ليكون اميرا لمكة المكرمة وخلفه في عسير اخوه الامير فيصل بن خالد ودعاه لزيارة ابها دخل خالد الفيصل عسير لاول اول مرة ضيفا بعد ان قضى بها نحو اربعين عاما مضيفا واختارتني عسير لارحب به باسمها فنظمت ومن عاداتها في الضيافة والترحيب قصيدة سميتها مرحبا الف بمرحبا الف ضيف الدار نلقاه. قول سبقنا الليالي وابتدعناه. ومرحبا الف في ابهى لها نغم. يذوب كل كريم في ثناياه فالف ابهى كابهى كلما عبرت يوما من العمر لمت منه احلاه في مهجر الغيم ابهق قال ما حبست لي مرحبا الف سقياها وسقياه في موطن القمح ابهى طالما ادخرت لمرحبا الف ومجناه حتى اذا الغيم صلى الفرظ واعتكفت سنابل القمح حولا في مصلاه وبشرت بيظاء سنبلة عذراء بالظيف وابتلت ببشراه سقنا له ما ادخرنا من سنابلنا الابكار في زمن للجود معناه ومرحبا الف تطوي بين احرفها مجدا من الجود عن عاد ورثناه مرحبا الف سحر الازد قد نفثت. ابهى به فشفت للجود ليلاه. وكل صحفة بر خلف فبهجتها بر الرجال بطين بره الجاه طين دفنا به اجدادنا فغدت اصالة سرا في عطاياه وكل عكة سمن خلف بسمتها. ظنى القوارير في تسمين مرعاه فرعا تصب غروب الماء في فمه. جمال كل جنوبي وسيماه. البر والسمن. نقري فبينهما عاما من العمر في حقل كتبناه بالغيم بالطين بالمحراث يطربه صدق ابتهالاتنا رباه رباه بمنجل ينثني كبر الحقول له وبيدر فك اسر القمح مذراه الى رحا لصفاها فوق مروتها زهو الجنوبي اذ دارت سجاياه رحل لنا بين عينيها وحاجبها مطاف كل قرى ضيف ومسعاه هنا بام القراء ابهى اوائلنا سنت لنا الجود دينا واعتنقناه. دين الى كل ظيف في شريعته يساق من كل قلب خمس مولاه. فكيف بالجود في ابهى وفيصلها؟ لم يبقى من اولياء الجود الا هو يمينه الكرم الاقصى وطيبته معراج كل عسيري ومسراه. وكيف بالجود في ابها وزائرها يفوح في كل شبر مسك ذكراه يا دائم السيف في لقياك قد خرجت ابهى باطهر ما فيها وازكاه بوجه سودتها حيتك. وثقة من ليس اجمل فيها من محياه وفي رظاك اتت في اثر وابلها ابهى وقد لبست اغلى هداياه وللقبائل في لقياك تشدو باعذب ما قالت وانداه بمرحبا الف. شيخ الدار تنقشها بريشة الحب في يمناك يمناه فاقبض عليها ففيها الف سنبلة بكر على الطهر شبت يشهد الله