اذا ترك مأمورا وهو الركن الثاني من اركان الاسلام وهي الصلاة ترك عمر الصلاة اياما لا يصلي. والحديث في الصحيحين انظر الى ما فعله عمار تمعك في الصعيد كما تتمعك الدابة او فعل بعض المحظورات عذر شرعي يعذر به الانسان الله لا يعذب انسانا لم تصله الدعوة. الله لا يعذب انسانا لا يعلم جاهل حجة الله عز وجل على الجاهل لم تقم حياكم الله شيخنا. اهلا وسهلا بك وبالاخوة المشاهدين الله يحييكم يا شيخنا اه بودنا شيخنا ان نتكلم في هذا اليوم في هذا اللقاء عن مسألة العذر بالجاهل لان هذه المسألة تسبب كثير من الخلافات والمشاكل هل من تفصيل في هذه المسألة يا شيخنا؟ بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان هذا الدين مبني على العدل كما قال الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وكل شريعة خرجت من العدل الى الظلم فانها مبغوضة لله عز وجل ومن جملة هذا الامر تلك المسألة التي سألت عنها ايها الاخ الكريم وهي مسألة العذر بالجهل فلا بد ان نتعامل مع هذه المسألة بمبدأ العدل فان هذه المسألة متى ما خرجت من حيز العدل فان اثارها سوف تكون وخيمة وبناء على ذلك فلا مدخل في هذه المسألة فلا مدخل للغضب في هذه المسألة ولا مدخل للاخذ بالثأر في هذه المسألة ولا مدخل للطيش والحماس في هذه المسألة وانما هذه المسألة لابد ان ترد الى كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح حتى تكون مسألة مبنية على العدل فان اكثر من يخوض في هذه المسألة انما يقف وراء خوضه فيها اما الغضب والتشنج او التسخط على واقع الناس او انه يريد ان يطفئ نار غضبه على من يريد الحكم عليه ويرى ان النقاش في هذه المسألة ربما يبعده عن تحقيق مآربه وشهوات نفسه فلا بد ان تؤخذ هذه المسألة على مبدأ العدل ولذلك سوف اتكلم في هذه المسألة عن في جمل من القواعد وكل قاعدة لابد ان نبينها بادلتها ان شاء الله عز وجل اولا لابد ان نقول ان هذه المسألة فيها اصول وفروع فاذا كنت انا وانت نتفق على الاصل فهذا نعمة عظيمة فيبقى خلافي بيني وبينك في الفروع من الخلاف السائغ الذي لا ينبغي ان نعقد عليه الولاء والبراء او ان نعقد عليه الشتائم والسباب فيما بيننا فاذا كنت انا وانت نتفق على اصول هذه المسألة فيبقى مسألة التفريع مسألة خفيفة من اهم القواعد في هذه المسألة قاعدة قررها اهل السنة والجماعة بناء على النظر في ادلة الكتاب والسنة وهي قاعدة عظيمة واريد من الجميع ان يحفظوها القاعدة الاولى كل جهل معجوز عن رفعه فعذر كل جهل معجوز عن رفعه فعذر كل جهل معجوز عن رفعه فعذر وذلك لقول الله عز وجل لانذركم به ومن بلغ فدل ذلك على ان من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه دليل الكتاب والسنة اي لا يزال جاهلا بالدعوة وليست عنده معرفة بها فانه من جملة من يعذره الله عز وجل ويقول الله عز وجل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فهذه اية يبين الله عز وجل فيها ان عذابه مشروط بشرط وهو بعثة الرسول وليس المقصود ببعثة الرسول مجرد البعثة وانما لان بعثة الرسول يتحقق بها وجود العلم الذي تقوم به الحجة ولذلك نجد في تطبيقات النبي صلى الله عليه وسلم انه يعذر اناسا وقعوا في اخطاء فمنهم من كان خطؤه ترك بعض المأمورات ومنهم من كان خطؤه الوقوع في بعض المحظورات ومع ذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يعذرهم وما عذرهم الا لوجود الجهل عندهم والتطبيقات في افعاله صلى الله عليه وسلم كثيرة لكن نقتصر على بعضها فمنها مثلا في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رجلا دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى الرجل ركعتين ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ثم قال ارجع فصلي فانك لم تصلي فرجع الرجل فصلى كما كان صلى اي صلى المرة الثانية على الصفة التي صلاها في المرة الاولى فجاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال ارجع فصلي فانك لم تصلي فقال الرجل في الثالثة او الرابعة والذي بعثك بالحق لا احسن غير هذا فعلمني لا احسن غير هذا اي انني لا اعرف من صفة الصلاة الا هذه الصفة فعلمني لانني جاهل فيما سواها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا الى اخر الحديث ووجه الشاهد من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف ان هذا الرجل كان يصلي سابقا على نفس هذه الصفة فهل امره ان يعيد تلك الصلوات السابقة؟ ام انه عذره بجهله؟ الجواب عذره بجهله فلو كان الجهل ليس بعذر في ترك المأمورات او ان الجاهل اذا ترك مأمورا يؤاخذه الشارع ولا يعذره بجهله لاوجب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل ان يعيد جميع الصلوات منذ اسلم الى هذه الصلاة لانه كان يصليها على صفة وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فانك لم تصلي. اذا صلواته السابقة وجودها كعدمها ليست هي الصلاة الشرعية التي امر الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم فلما لم يأمره باعادة تلك الصلوات دل على انه عذره. ولو اننا تأملنا ما سبب عذره لوجدنا ان الجواب هو الجهل. اذا دل ذلك على ان الجهل من جملة الاعذار الشرعية لكن ليس كل من ادعى الجهل يكون ادعائه مقبولا حتى ننظر الى القرائن كما سيأتي تفصيله بعد ذكر الادلة ان شاء الله فان قلت او لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم باعادة هذه الصلاة فقال ارجع فصلي فانك لم تصلي فاقول بلى انما امره باعادة هذه الصلاة بخصوصها لان وقتها لا يزال باقيا واما الصلوات الماضية التي فات وقتها فلم يأمره باعادتها لفوات حين المطالبة بها. واما هذه الصلاة فلما كان وقتها لا يزال باقيا امره النبي صلى الله عليه وسلم باعادتها. فهذا حديث واضح ظاهر الدلالة في صحة هذه القاعدة ومنها ايضا في الصحيحين من حديث في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال لما نزل قول الله عز وجل وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ماذا صنع علي رضي الله عنه؟ قال عمدت الى الى عقالين اسود وابيض قال فصرت اكل حتى تبين فاذا الصبح قد طلع يعني انه اكل في نهار رمضان فارتكب المحرم لان الصائم يجب لان الانسان في صيامه يجب عليه الامساك من حينما يطلع الفجر الصادق فعدي رضي الله عنه واصل في الطعام والشراب حتى تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ظنا منه ان الخيط الابيظ والخيط الاسود انما هي الخيوط الحسية التي يعرفها الناس فلما تبين له الصبح وطلعت الشمس جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بما حصل فبين له النبي صلى الله عليه وسلم خطأ فعله هذا فقال انك لعريض الوساد انما هي ظلمة الليل ونور الصبح الشاهد هنا عدي ارتكب شيئا من المحرمات وهي الاكل بعد بعد طلوع الفجر في الصيام الواجب. هل امره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء هذا اليوم؟ الجواب لم يأمره لم يأمره بقضاء هذا اليوم فلو امره لبينه لنا عدي لكنه لم يبين لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم امره فلو ان الجهل ليس بعذر لامره النبي صلى الله عليه وسلم باعادة هذا اليوم الذي اكل في صباحه متعمدا ولكنه لم يكن عالما بوجوب الامساك عليه فلما ترك النبي صلى الله عليه وسلم امره بالاعادة دل ذلك على انه عذره ولو سألنا ما سبب عذره لوجدنا انه لم يفهم الاية على وجهها لم يفهم الاية على وجهها الصحيح فهذا دليل على ان الجهل عذر لكن ليس كل من ادعى الجهل يكون صادقا في دعواه كما سنبينه بعد قليل ان شاء الله. لكننا نريد ان نستدل على الاصل العام اترك التفاصيل وانما على الاصل العام هل الجهل عذر ولا ليس بعذر الجواب نعم هو عذر بدلالة القرآن والسنة ومن الادلة ايضا ما في الصحيحين وانا احرص ان تكون الادلة في الصحيحين ما في الصحيحين من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه هو وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في حاجة فاجنبا فانظر ماذا فعل بعد الجنابة. اما عمر فبقي اياما لا يصلي اي في السفر. بقي اياما لا يصلي امير المؤمنين عمر رضي الله عنه بقي اياما لا يصلي واما عمار فتمعك في الصعيد اي تمرغ في الصعيد اي في التراب كما تتمرغ الدابة اي الجمل ثم صلى لو رأيت الى ما فعل رضي الله عنهما لوجدت انها فعل عمر مبني على فهم وهي ان التيمم عند عمر لا ينفع في الحدث الاكبر. وانما ينفع في الحدث الاصغر فبما انه اجنب والجنابة حدث اكبر وليس عنده ماء فحينئذ بقي اياما لا يصلي لماذا يا عمار قال لانه قاس التيمم على الغسل فكما ان الانسان اذا اغتسل فلابد من الجنابة فلا بد ان يعمم بدنه الماء كله فكذلك ايضا اذا تيمم عن جنابه فكأنه يرى انه لابد ان يصل التراب الى البدن كله فلا عمر صلى ولا عمار توظأ تطهر الطهارة الشرعية فلما رجعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبراه الخبر بين لهما الوجهة الشرعية فقال انما يكفيك ان تقول بيديك هكذا فضرب بكفيه الارض ضربة واحدة ومسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه سؤال الان هل امر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بقضاء تلك الصلوات التي تركها لم يصلها؟ الجواب لم يأمره سؤال اخر هل امر النبي صلى الله عليه وسلم عمارا ان يعيد تلك الصلوات التي لم يتطهر لها الطهارة الشرعية؟ لان هذه صفة غير شرعية في التيمم الجواب لم يأمره السؤال الثالث لم لم يأمرهما؟ مع ان الصلاة ركن من اركان الاسلام ومن اعظم مبانيه العظام بعد الشهادتين؟ الجواب عذرهما لعدم علمهما التشريع في هذه المسألة فهذا دليل على ان الجهل في ترك بعض المأمورات لابد ان نعرفه بالادلة لابد ان نفقهه ان نفهمه في الادلة ان نبين له معنى الدليل حتى يفهمه ولو مطلق الفهم ثم تقوم عليه بعد ذلك الحجة ومن الادلة ايضا ما في جامع الامام الترمذي باسناد حسن من حديث حملة رضي الله تعالى عنها وارضاها قالت كنت استحاض حيضة كثيرة شديدة. انتبه. وكانت تمنعني من الصوم والصلاة فكانت تظن رضي الله عنها ان المستحاضة تقعد عن الصوم فلا تصوم وتقعد عن الصلاة فلا تصلي فكانت اذا استحيظت وطال بها زمن الاستحاضة جلست عن بعض الصلوات وجلست عن بعض الصيام الواجب انتبه قالت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم استفتيه الله اكبر. يعني علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بانها تركت شيئا من الصلاة الواجبة والصوم الواجب بسبب الاستحاضة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها تحيظي في علم الله ستة ايام او سبعة ايام الى اخر الحديث فوجهها الوجهة الشرعية وكشف عنها الجهل وعلمها ما يجب عليها فعله اذا كانت مستحاضة. السؤال الان هل امر النبي صلى الله عليه وسلم حملة بقضاء تلك الصلوات التي فوتتها بسبب الاستحاضة؟ الجواب لا هل امرها صلى الله عليه وسلم بقضاء ذلك الصوم الواجب الذي كانت تفطر في ايامه بسبب الاستحاضة؟ الجواب لا. ما السبب في ذلك السبب في ذلك انها لم تكن عالمة بحقيقة التشريع في هذه المسألة فعذرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدم علمها لعدم علمها والادلة في هذا المعنى كثيرة والتطبيقات كثيرة وقد ذكرتها في كتاب لي اسمه التقرير في قواعد اهل السنة والجماعة في باب التكفير ومن اراد الحق تكفيه تلك الادلة من الكتاب والسنة ولا تزال كتب العلماء من اهل السنة والجماعة تبين ان الجهل عذر وقد حكى الاجماع على ذلك جمع كبير من اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فاذا نحن الان وصلنا الى مسألتين قررنا القاعدة فقلنا فيها كل جهل معجوز عن رفعه فعذر ثم ذكرنا الادلة عليها ننتقل بعدها الى المسألة الثالثة وهي مهمة جدا استمع ماذا قلت في القاعدة كل جهل معجوز عن رفعه فعذر كلمة معجوز هذه لابد ان افردها بدليل بكلام وكلمة فعذر لابد ان نفردها بكلام انا قيدت هذا الجهل الذي يعتبر عذرا بقيد مهم وهي ان يكون جهلا معجوزا معجوزا عن رفعه بمعنى انه لا وسيلة للتعلم ليس هناك وسيلة يستطيع ان يطرقها الجاهل ليكشف الجهل عن نفسه فليس عنده علماء يسألهم وليست عنده وسائل يطرقها ليتعلم بناء على النظر فيها وليست عنده معرفة بكيفية كشف هذا الجهل فهو يريد ان يرفع الجهل ولكن الاسباب متعطلة والابواب موصدة والطرق مقفلة فهذا هو الجهل الذي يعجز الانسان عن رفعه فلا يمكن ابدا ان تكلف الشريعة جاهلا يريد ان يرفع الجهل عن نفسه ولكن ليس ثمة باب يطرقه او يفتح له هذا ليس من عدل الله عز وجل ولذلك فهذه المسألة لابد ان تبنى على النظر في عدل الله فليس من عدل الله عز وجل ان يعذب انسانا جاهلا جاهلا ومثله يجهل وجهله معجوز عن رفعه فاذا كلمة معجوز عن رفعه هذي قيد هذا قيد مهم لانه ليس كل من ادعى الجهل يكون صادقا يكون صادقا في دعواه فلو ان انسانا ادعى الجهل وهو يعيش بين ظهراني المسلمين والمسألة التي يدعي الجهل فيها مسألة معلومة ومعروفة وظاهرة والعلماء بجواره بل ربما يكون الامام الذي يصلي في مسجده من طلاب العلم او انه يصلي معهم في المسجد طالب علم وارقام العلماء متوفرة وابوابهم مفتوحة بل ربما يكون من زملائه واصحابه من يطلب العلم ومن هو قادر على الافتاء والتعليم ولكن مع ذلك تشغله الدنيا عن طلب العلم. يشغله الكسل والفتور عن طلب العلم. فهذا وان كان جاهلا لكن جهله ليس من النوع الذي يعذر به صاحبه. لماذا؟ لانه لا يعجز عن رفعه فيما لو اراد ولكنه تقاعس وتكاسل عن رفع الجهل. فصار الجهل ينقسم الى قسمين عندنا جهل لا يستطيع الانسان ان يرفعه لانسداد ابواب رفعه. فهذا هو الذي نقول فيه جهل معجوز عن رفعه وهناك نوع اخر من الجهل لو اراد الانسان لو اراد الانسان ان يرفعه لوجد الف طريق وطريق لرفعه. ولكن هو الذي قصر وهو الذي لم يرد ان يرفع عن نفسه ذلك الجهل اشتغالا بالدنيا وتكاسلا وتغافلا عن الدين وعدم واهتمام امن بمسائل الشريعة اصلا فلا ينبغي لنا ان نعبر كل من ادعى الجهل. وانما لا بد ان ننظر الى القرائن الى القرائن التي تحيط دعواه انه جاهل. فان وجدنا القرائن تصدق هذه الدعوة اذا وجدنا القرائن تصدق هذه الدعوة فصار عذرا. واما اذا رأينا القرائن فوجدناها تكذب هذه الدعوة فحينئذ نؤثمه ونرتب عليه الحكم الذي يليق به ولا نجيز له ابدا ان يترك مأمورا بسبب هذا الجهل او ان يفعل محظورا بسبب هذا الجهل فالذين لا يفرقون بين نوعي الجهل قد يقعون في ذلك فالادلة التي ذكرتها انما كانت في الجهل المعجوز عن رفعه. فهذا من فضل الله عز وجل ومن كمال لله ان جعل الجهل عذرا لكن ليس كل جهل ليس كل جهل وانما هو الجهل المعجوز عن رفعه ثم قلت في القاعدة كل جهل معجوز عن رفعه فعذر لم كان عذرا لم كان عذرا؟ الجواب لان المتقرر في القواعد ان التكاليف الشرعية منوطة بالقدرة على العلم والعمل فلا واجب مع العجز ولا تكليف الا بعلم ولا عقوبة الا بعد انذار فالصلاة قائما تجب مع القدرة. اليس كذلك؟ لكن ان عجز عن القيام جاز له الجلوس الصيام واجب مع القدرة لكن ان عجز عن الصيام جاز له الافطار الحج واجب مع القدرة لكن ان عجز عن الحج سقط عنه وجوبه اليس كذلك كل واجبات الشريعة لابد وان تعلق بالقدرة لقول الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها ويقول الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها ويقول الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. اتفقنا على هذا الواجبات لا تجب على العبد الا اذا كان قادرا واما اذا كان عاجزا فلا واجب عليه هذه قاعدة متفق عليها بين العلماء. لا واجب مع العجز ولا محرمة مع الضرورة. هذه قاعدة متفق عليها بين العلماء. اذا علمت هذا فالامر برفع الجهل هو من واجبات الشرع فالامر برفع الجهل هو من واجبات الشرع. يجب على الجاهل ان يرفع عنه الجهل يجب على الجاهل ان يرفع عنه الجهل لقول الله عز وجل فاسألوا ها اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فبما ان رفع الجهل واجب فيكون معلقا بماذا بالاستطاعة فاذا كان الانسان قادرا على رفع الجهل فهو مكلف برفعه وان كان عاجزا عن رفع الجهل فليس مكلفا برفعه فرفع الجهل نقول فيه كما نقوله في سائر الواجبات التي ضربت عليها امثلة فكما ان الصلاة قائما لا تجب الا على القادر. وكما ان الصيام لا يجب الا على القادر. وكما ان الحج لا يجب الا على القادر. وكما ان قراءة الفاتحة لا تجب الا على القادر. فكذلك رفع الجهل. لا يجب الا على من كان قادرا واما الجهل المعجوز واما الجهل المعجوز عن رفعه فان الانسان غير مؤاخذ فيه فلا يجوز لنا ان نكلف رجلا جاهلا عاجزا عن رفع جهله فنؤثمه اذا فوت مأمورا او فعل محظورا بسبب هذا الجهل الذي هو يريد ان يرفعه ولكنه لا يجد طريقا لرفعه فكما انك واجبات الشريعة لا تجب الا بالقدرة فكذلك ايضا رفع الجهل لا يجب الا بالقدرة. ولذلك قلت قل جهل معجوز هذه قيد مهم هذا معجوز عن رفعه فعذر هذه القاعدة الاولى توضح لك نصف نصف باب العذر بالجهل. فنتفق جميعا على مسألة على ان الجهل عذر. الثانية على انه ليس كل من ادعى الجهل يكون صادقا حتى ننظر في القرائن المصاحبة لدعواه. فان وجدناها صادقة فجهله معجوز عن رفعه فيعتبر عذرا. وان وجدنا القرائن تكذب دعواه وان وجدنا القرائن تكذب دعواه فانه حينئذ لا يعتبر عذرا. اتفقنا على هذا؟ ننتقل منها الى النصف الثاني وهو قاعدة تقيد القاعدة الاولى قاعدة تقيد القاعدة الاولى وهي قاعدة مهمة وقد نص عليها جمع كبير جدا من اهل السنة والجماعة كشيخ الاسلام ابن تيمية من يعني وجم غفير من اهل العلم ماذا تقول هذه القاعدة تقول القاعدة لا عذر لا عذر بالجهل في مسائل الدين المعلومة من الدين بالضرورة لا عذر بالجهل في مسائل الشرع المعلومة من الدين بالضرورة انتبه ان مسائل الشريعة تنقسم الى اقسام فمنها مسائل يشترك الناس في معرفتها لا تجد مسلما يجهلها في الاعم الاغلب فيعرفها الكبار والصغار ويعلمها العلماء والعوام والجهال ويعرفها الذكور والاناث بل اكاد اجزم بان الانس والجن ايضا يعرفونها من اهل الاسلام لانها من اصول الدين الكبيرة ومن اركان الدين العظيمة ومن شرائعه المنتشرة المشتهرة التي تجب على كل احد فلو انك سألت طفلا صغيرا ما حكم الصلاة؟ وهو ذو سبع سنين؟ لقال الصلاة واجبة فالعلم بفرضية الصلاة من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة ولو انك سألت اي احد من اهل الاسلام هل الله موجود؟ لقال لك نعم. فالعلم بوجود الله من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة اي التي لا ينكرها احد ولا يمكن ان يجهلها احد ولو اننا سألنا اهل الاسلام من المستحق ان يعبد؟ لقالوا جميعا بلسان واحد انما هو الله عز وجل فاحقية الله بالعبادة وحده دون ما سواه من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة. من الذي يدعى؟ من الذي يستغاث به من الذي يستعان به؟ من الذي يرجى؟ من الذي يخشى؟ من الذي يتوكل عليه كل اهل الاسلام يقولون بلسان واحد الله. فهذه من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة. هذا هو الذي نقصده بقوله في القاعدة لا عذر بالجهل في مسائل الشريعة اذا كانت معلومة من الدين بالضرورة. فمسائل التوحيد الكبار التي يشترك العام والخاص والعالم والجاهل والصغير والكبير والذكر والانثى في علمها لا نقبل ادعاء الجهل فيها لان انتشارها واشتغارها وكثرة المعرفة بها تدلنا دلالة صريحة على ان دعوة من الدعوة الكاذبة لان العلم مشتهر بها ومنتشر والكل يعرفها ولا يكاد احد من اهل الاسلام يجهلها فكون انسان نشأ في بين المسلمين ويقول انا كنت اجهل هذا فنقول انت كاذب في هذه الدعوة لانه القرائن تكذب دعواك. فليس جهلك هذا بتلك المسألة العظيمة الكبيرة المعلومة من الدين بالضرورة دعوة صادقة ليست دعواك بالجهل بها صادقة. لان القرائن تكذب هذه الدعوة وليس جهلك بها من الجهل المعجوز عن رفعه. فلو جاءنا رجل الان يعيش بين ظهراني المسلمين ويقول الله غير موجود فاننا نكفره فان قال انا كنت جاهلا فنقول جهلك غير عذر لماذا؟ لانك اه تدعي الجهل في مسألة معلومة من الدين بالضرورة متفق عليها بين اهل الاسلام. ولو ان انسانا جاءنا بين طهراني المسلمين الان يعيش بين ظهراني المسلمين في في الدولة الاسلامية ويقول لقد جامعت زوجتي في نهار رمضان جاهلا هل بالله دعوى الجهل تصدقها القرائن او تكذبها؟ الجواب تكذبها. اذ ان تحريم الجماع في نهار رمضان صار من المسائل المعلومة من الدين حتى المرأة في العامية التي لم تقرأ كتابا ولا سنة ولا تعرف القراءة اصلا ولم تجلس عند شيخ تقول لزوجها لا يجوز الجماع المرأة العامية الجاهلة الرجل كبير السن الذي ليس بعالم ولا طالب علم ولم يجلس في حلقات العلماء يعرف هذا الحكم. فكيف وانت بين اراني المسلمين تدعي انك تجهلها. اذا القرائن القرائن تدل على كذب هذه الدعوة فاذا لا عذر بالجهل لا عذر بالجهل في مسائل الدين الكبيرة المعلومة من الدين بالضرورة. ولو جاءنا رجل في دولة اسلامية يعيش وبين المسلمين والدولة كلها علماء ويذبح لغير الله تعبدا يذبح لغير الله تعبدا ويقول لقد كنت جاهلا فنقول لا انت مشرك وهي عليك التوبة الى الله والنطق بالشهادتين لانك تدعي الجهل في مسألة اتفق المسلمون على المعرفة بها. فان الذبح تعبد لا يصرف الا لله عز وجل. لا تكاد تجد احدا من اهل الاسلام يجهل ذلك الا من لم يرد العلم. الا من عادى اهل الدين الا من عادى اهل التوحيد ولم يقبل قولهم في ان الذبح عبادة فنقول اذا انت معاند ولست جاهلا انت معاند سمعت الادلة وعرفتها وفهمتها وان الذبح لغير الله شرك ولكنك عاندت اهل التوحيد فلست جاهلا ولكنك انت معاند فحينئذ نطبق عليه الحكم فلا حق لاحد ابدا ان يعذر احدا خالف في مسألة توحيدية عقدية كبيرة معلومة من الدين بالظرورة فان نظرت الى هاتين القاعدتين فانك تجدها تجمع اطراف العذر بالجهل فيبقى بعض التطبيقات في بعض المسائل هل تلك المسألة من المسائل المعلومة او من غير المعلومة حينئذ يبقى خلافنا في اصل او في فروع فلا ينبغي ان تختلف قلوبنا اذا اختلفنا في شيء من التفاصيل والتفريعات ما دمت انا وانت نتفق على تلك القاعدتين بان كل جهل معجوز عن رفعه فعذر وان لا وانه لا عذر في مسائل الدين المعلومة من من الاسلام بالضرورة فحينئذ تبقى بعض التفاصيل بيني وبينك في دائرتي الاجتهاد فيكون خلافي معك في بعض الفروع التي تندرج تحت القاعدة الاولى او بعض الفروع التي تندرج تحت القاعدة الثانية تبقى من المسائل الاجتهادية التي كل منا فيها يعبد ربه بما اداه اليه اجتهاده مع سلامة الطرف الاخر مع سلامة الطرف الاخر من حقد القلب وسوء منطق اللفظ هذا هو الذي ينبغي علينا فلو جاءنا رجل وقال فلو جاءنا رجل وقال انا فعلت هذا المحرم جاهلا وسأل عالمين عالمين هذان العالمان متفقان على هذين الاصلين لا نزاع بينهما في ان الجهل المعجوز عن رفعه فعذر ولا نزاع بينهما في ان لا عذر في مسائل الدين المعلومة من الدين بالظرورة اسائل والعالمان في مجلس فقال اني فعلت كذا وكذا من المحرمات فاجتهد العالم الاول ورأى ان القرائن القرائن التي تحيط بدعوى الجهل لا تغتفر. فقال تب الى الله فيجب عليك كذا وكذا بينما العالم الاخر رأى ان القرائن رأى ان القرائن المحيطة بدعوى الجهل انها عذر فقال له لا بأس عليك ولا كفارة ولا يترتب عليك شيء فهل اختلف في التأصيل او في التفريع اجيبوني في التفريق فاذا اياك ان يلتفت احدهما على الاخر ويقول انت فاسق. لانك تعذر بالجهل. لا انتبه. اتق الله. فهو يتفق معك في الاصول العامة ولكنكم تختلفون في بعض الجزئيات والاختلاف في الاصول هو الذي يوجب علينا ان نتكلم في يعني فيما يجب الكلام فيه من قضية انت خارج عن دائرة اهل السنة لانك لم تعذر بالجهل انت خارج عن دائرة اهل السنة لانك تعذر الناس بالجهل في مسائل التوحيد الكبيرة لكن اذا كنا نتفق على الاصلين ونختلف في الجزئيات فيبقى خلافا اجتهاديا كل منا يعبد ربه بما اداه اليه اجتهاده مع سلامة الطرف الاخر من حقد القلب وسوء منطق اللفظ. افهمت هذا؟ هذا هو الذين يدين الله عز وجل به. انتبهوا لمسألة خفيفة لطيفة لعلي يعني اذكرها باختصار ان كان الوقت آآ لا يزال معنا وهي ان الحكم على الشيء الحكم على الشيء ينقسم الى قسمين خطيرين مهمين من لم يعرف التفريق بينهما فسيقع منه مشاكل كبيرة جدا الحكم على الشيء ينقسم الى قسمين حكم عليه باعتبار وصفه انتبه وحكم عليه باعتبار فاعله حكم عليه باعتبار وصفه وحكم عليه باعتبار فاعله حكم عليه باعتبار الوصف العام وحكم عليه باعتبار ايش الفاعل فالذي لا يفرق بين الحكمين حينئذ سوف يقع ويوقع غيره في في مشاكل كثيرة واضرب لك مثالا او امثلة خفيفة حتى تتضح لك حتى يتضح لك الحكم على الوصف والحكم على المعين لو قلت لك يا شيخ الشهداء في الجنة هل هذا الكلام صحيح او باطل صحيح؟ احسنت لو قلت زيدا زيدا الشهيد في الجنة هل هذا الكلام صحيح او او باطل ارأيت فاذا الشهادة حكمنا عليها باعتبار الوصف وباعتبار الفاعل فاجزناها باعتبار الشهادة العامة ومنعناها باعتبار الشهادة التعيينية. فاذا اهل السنة يفرقون بين الحكم على الاوصاف والافعال وبين الحكم على المعين والفاعل مثال اخر لو قلت لك يا شيخ المؤمنون في الجنة المؤمنون في الجنة هل هذا الكلام صحيح او باطل صحيح لكن لو قلت انت ايها المقدم في الجنة وانت من اهل الايمان كلامي صحيح او باطل؟ نقول لا لا يجوز الجزم بها لا يجوز هو اني اجزم بان فلانا في الجنة بعينه هذا لا يجوز الا من شهد له النص بذلك فجاز في الشهادة العامة ما لم يجز في الشهادة الخاصة. اظنها لم تتضح لكن اوضحها بمثال ثالث. لو قلت لك اطفال المؤمنين اطفال المؤمنين في الجنة مع ابائهم هذا الكلام باطل او صحيح صحيح لكن لو قلت لك هذا الطفل هذا الطفل في الجنة وجزمت بذلك. هل كلامي صحيح او خاطئ اجبني خطأ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اطفال المؤمنين قال مع ابائهم في الجنة الذي قال هذا الكلام هو بعينه من قال لعائشة لما قالت له يا رسول الله طوبى لهذا صبي من من صغار الانصار توفي فدعي النبي صلى الله عليه وسلم الى جنازته فقالت عائشة طوبى له يا رسول الله عصفور من عصافير الجنة. الشهادة الان بوصف عام ولا لمعين فقال اوغير ذلك يا عائشة؟ لم يرضى رسول الله بتلك الشهادة. قال اوغير ذلك يا عائشة فان الله خلق للجنة اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. سبحان الله اولست تقول قبل قليل هم مع ابائهم في الجنة؟ فقال نعم ولكن تلك شهادة عامة على الوصف العام. وتلك شهادته ام معينة فكذلك العذر بالجهل فيه عموم وفيه تطبيق وتنزيل فالذي يجب علينا ان نتفق فيه انما هو الحكم بالوصف العام بمعنى ان الجهل عذر شرعي اذا كان معجوزا عنه وبمعنى انه لا يجوز ان نعذر احدا في مسألة توحيدية عقدية كبيرة معلومة من الدين بالظرورة. هذا احكم على اعيان او حكم بالاوصاف العامة اجيبوني بالاوصاف العامة. اذا اردنا ان نطبق تلك الاوصاف العامة على الاعيان فحينئذ نزلنا من التأصيل الى التفريع والتفريع اجتهاد فاذا اختلفنا في التنزيل فاياك ان تختلف قلوبنا بسبب ذلك ما دمنا متفقين على ما دمنا متفقين على التأصيل. ما دمنا متفقين على التأصيل. ما دمنا متفقين على التأصيل. ما ادري وصلت ذكره فاذا اذا كنت انا وانت نتفق على هذين الاصلين ثم اختلفت انا وانت في من تنزل عليه فحين اذ يبقى خلافنا في اصول يعني او مجرد فروع وجزئيات واجتهاديات؟ الجواب لا جرم ان خلافنا يبقى في جزئيات وفروعيات والخلاف في المسائل الاجتهادية لا ينبغي ان يكون مسارا للولاء وللبراء ولا ينبغي ان كون مسارا للتباغض والتصارم والتسابب والتشاتم لانه خلاف في مسائل اجتهادية انت لك وجهة نظرك فيها وانا لي وجهة نظر فيها وانت لك عقل وانا لي عقل انت رأيت صحة التنزيل وانا لم ارى صحة التنزيل فيبقى انه مسائل اجتهادية لا يجوز ان تفسد للود فيما بيننا قضية اظن هذه مجمل الكلام والتفاصيل والاستدلالات وقت الحلقة يضيق عنها والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد