لبيك اللهم لبيك. اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. بالتعاون مع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد. تقدم مصابين مصابين. اعداد وتقديم. فضيلة الدكتور احمد ابن عبد الرحمن القاضي تنفيذ عبدالرحمن بن سعد الحوطي مصابين مصابيح مستمعي الكرام مستمعاتي الكريمات حجاج بيت الله الحرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حين افترض الله تعالى على عباده حج بيته المحرم بقوله ولله على الناس حج البيت قيده بقوله من استطاع اليه سبيلا مع ان الاستطاعة شرط في وجوب كل عمل. فلا يكلف الله نفسا الا وسعها لكن لما كان الحج عملا شاقا يتطلب نقلة وكلفة خلاف سائر الاعمال اليومية خصه الله سبحانه لكمال لطفه ورحمته بعباده بمزيد تأكيد ليرفع عن عباده الحرج وكنا قد تكلمنا في الحلقة الماضية عن اربعة من شروط الحج منها شرطان للصحة وهما الاسلام والعقل وشرطان للاجزاء وهما البلوغ والحرية ونتكلم اليوم الشرط الخامس وهو شرط وجوب الا وهو الاستطاعة المنصوصة في الاية والاستطاعة هي التمكن من الحج بالمال والبدن بان يتوفر له مال زائد عن نفقاته الواجبة وقضاء ديونه الحالة يبلغه مكة ويرده الى اهله اما الديون المؤجلة فان كان يغلب على ظنه انه يجد سدادها عند حلولها فهو من اهل الاستطاعة. والا الا يتعنى فقد عذره الله وحق الله مبني على المسامحة. وحق المخلوق مبني على المشاحة. فليس من الدين ولا من العقل ان يشغل المعافى ذمته بدين مستجد او يماطل في دين مستحق لاداء ما وسع الله له فيه وعلقه باستطاعته. فلا يحل لمن اتاه الله سعة من المال. وصحة في البدن. اي اخ الحج بل يجب عليه المبادرة لفعله واضطراح التسويف وعدم افتعال العوائق الوهمية التي يقيمها الشيطان وتشيدها النفس الامارة الخوارة. حتى انك لتجد من الناس من يزرع الارض جيئة وسفرا للعمل والنزهة. فاذا نودي بنداء الله واذن في اذنه بالحج اهتم واغتم. وتلكأ وتلجلج كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون فالواجب على المؤمن الاستجابة لامر الله ورسوله اذا دعي لما يحيي قلبه كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول. اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون. وقد تيسرت في هذه الايام المواصلات السريعة المريبة وامنت السبل وتعددت المرافق والخدمات وقد كان الناس فيما مضى يضربون اكباد الابل اشهرا ليبلغوا البيت العتيق ويتعرضون في اثناء سفرهم للجوع والعطش وقطاع الطريق وربما هلكوا وربما نجوا مع المشقة البالغة فلا قدر لقادر اليوم وانما هي اوهام وتسويفات وتخليل من الشيطان والله المستعان. ولا يلزمه قبول مال ليحج به اذا ترتب عليه منة ولا ينبغي له ان يسأل الناس مالا ليحج به لانه ليس من اهل الوجوب لكن ان تمكن من الحج مع رفقة او حملة لقاء عمل يعمله لهم فقد صح حجه صفوا من غير كدر ومن عجز ببدنه لمرض لا يرجى برؤه او هرم وهو قادر بماله اقام من يحج عنه فان كان يرجو زوال المانع انتظر فان مات قبل ان يحج اخرج من تركته ما يحجج به عنه. ويدخل في شرط الاستطاعة حصول المحرم للمرأة وهو زوجها او من عليه على التأبيد لقرابة او رباع او مصاهرة بل لا يجوز للمرأة ان تسافر مطلقا بدون محرم لقوله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة الا مع ذي محرم. فقام رجل فقال يا رسول الله ان امرأتي خرجت حاجة واني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال انطلق فحج مع امرأتك متفق عليه فتأملي ايتها الاخت المباركة كيف صرف النبي صلى الله عليه وسلم هذا المجاهد في سبيله عن جهاده وندبه للسفر مع امرأته ليكون محرما فاياكي ان تحملي نفسك على تقحم المحظورات وتتبع شواذ الفتاوى وقد افتاك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بما يرفع عنك الحرج واعلمي ان الله تعالى لا يسألك عن فرض لم تكتمل شروط وجوبه في حقك استمتعي برخصة الله وفضله وسعته حتى يهيئ الله لك المحرم. وتأمل يا عبد الله سواء كنت زوجا او ابا او اخا او عما او خالا او غير ذلك من المحارم كيف صرف النبي صلى الله عليه وسلم الرجل عن ذروة سنام الاسلام الجهاد ليكون محرما لامرأته واحتسب على الله ذلك واصحب اهلك من غير اذلال ولا منة ولا اذى مستمعي الكرام مستمعاتي الكريمات كما يدخل في شرط الاستطاعة الحصول على تصريح فان حيل بينه وبين الحج لاعتبارات مصلحية تتعلق باعداد الحجاج فلا يلزمه ان يبحث عن طرق ملتوية او يبذل رشوة في سبيل تحصيل ذلك فلينتظر حتى يتاح له الحج بصورة نظامية سوية ولو قدر انه مات او حيل بينه وبين الحج بمرض مزمن او نحوه فقد برأت ذمته وادم عليه وليستنب غيره في اسقاط فرضه. معشر المستمعين والمستمعات حجاج بيت الله الحرام. وكما الممنى بشروط الحج نشير بالتحديد الى مقومات الحج من الاركان والواجبات ليحصل الفقه في الدين ويعبد الله على بصيرة الاركان فهي التي لا يصح الحج الا بها ولا يجبرها الدم وهي اربعة احدها الاحرام وهو نية الدخول في النسك. لا مجرد لبس الثياب. وهو بمنزلة تكبيرة الاحرام في الصلاة فكما لا تنعقد الصلاة الا بها. لا ينعقد الحج الا بنية تقوم في القلب تؤذن بالدخول في النسك ويستحب وقيل يجب ان يقرنها بالتلبية وان يعين النسك الذي تلبس به من تمتع او قران او افراد الركن الثاني الوقوف بعرفة وهو ركن الحج الاعظم. كما في السنن من حديث عبدالرحمن ابن يعمر ان ناسا من اهل نجد اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فسألوه فامر مناديا فنادى الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد ادرك الحج ايام منى ثلاثة. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه وفي رواية ثم اردف رجلا خلفه فجعل ينادي بهن رواه النسائي والترمذي وابن ماجة واحمد وصححه الالباني الركن الثالث طواف الافاضة ويسمى ايضا طواف الصدر. وطواف الزيارة وطواف الحج لقوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ويبتدأ زمنه من اخر ليلة مزدلفة. ولا حد لمنتهاه عند الفقهاء. والسنة فعله ضحى يوم النحر ويجوز تأخيره الى حين الوداع. فيطوف طوافا واحدا ينوي به الافاضة فيقع افاضة ووداعا ولا يسوغ تأخيره عن ذي الحجة الا لعذر كمرض او نفاس الركن الرابع السعي بين الصفا والمروة لقوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. عن عروة انه قال لعائشة رضي الله عنها ارأيت قول الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما قلت فوالله ما على احد جناح الا يتطوف بهما فقالت عائشة بئس ما قلت يا ابن اختي انها لو كانت على ما اولتها عليه كانت فلا جناح عليه الا يطوف بهما ولكنها انما انزلت ان الانصار كانوا قبل ان يسلموا كانوا يهلون لمنات الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل. وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة. فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا كنا نتحرج ان نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فانزل الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله الى قوله فلا جناح عليه ان يطوف بهما. قالت عائشة ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لاحد ان يدع الطواف بهما اخرجاه في الصحيحين. واما واجبات الحج فهي المأمورات التي لا يجوز تركها لغير في عذر لكن يصح الحج بدونها ويجبرها الدم ودليل وجوبها فعل النبي صلى الله عليه وسلم مقرونا بقوله لتأخذوا عني مناسككم. رواه مسلم وتجب فيها فدية عند فقهاء ولو تركها لعذر. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه من نسي من نسك فيه شيئا او تركه فليهرق دما. رواه ما لك والنسائي وواجبات الحج سبعة احدها الاحرام من الميقات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم وقت لاهل المدينة ذا الحليفة ولاهل الشام الجحفة ولاهل نجد قرن المنازل ولاهل اليمن يلملم هن لهن ولمن اتى عليهن من غيرهن ممن اراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث انشأ حتى اهل مكة من مكة. متفق عليه فمن تجاوز الميقات مريدا للنسك وجب عليه ان يعود اليه فيحرم منه. فان لم يفعل او احرم بعد تجاوزه فعليه دم جبر لهذا الخلل الواجب الثاني المكث بعرفة حتى غروب الشمس بوقوفه صلى الله عليه وسلم حتى غاب القرص وذهبت الصفرة فان خرج ورجع قبل المغيب فندم عليه. وان لم يرجع استقر عليه الدم وحجه صحيح. الواجب الثالث المبيت بمزدلفة بفعله صلى الله عليه وسلم ويحصل المبيت باكثر الليل وهو ما زاد على النصف والسنة ان يدفع قبيل الشروق والافضل لمن ترخص من الضعف ومن في حكمهم من المرافقين الدفع بعد غياب القمر واما ما يفعله كثير من القادرين من الاكتفاء بالمرور بالمزدلفة او النزول اليسير بقدر الصلاة فمناف لمقصود المبيت وموجب للفدية عند بعض الفقهاء الواجب الرابع رمي جمرة العقبة يوم العيد والجمار الثلاث ايام التشريق بفعله صلى الله عليه وسلم ومداومته على الرمي ايام التشريق. الخامس الحلق او التقصير. قال تعالى محلقين رؤوسكم ومقصرين. وقد حلق النبي صلى الله عليه وسلم جميع رأسه. وقال في حديث وليقصر متفق عليه. الواجب السادس المبيت بمنى ليلتين لمن تعجل وثلاثا لمن تأخر. لقوله تعالى واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بفعله فبات بمنى ثلاث ليال. الواجب السابع من واجبات الحج طواف الوداع لقول ابن عباس رضي الله عنهما كان الناس ينصرفون من كل وجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفرن احد حتى يكون اخر عهده بالبيت رواه مسلم. وما سوى المذكورات فسنن ومستحبات. يثاب على فعلها ولا يلزمه شيء بتركها وينبغي للحاج ان يجتهد في تكميل حجه واجتناب ما يسلمه من الرفث والفسوق والجدال وارتكاب المحظورات وان يعمر وقته بذكر الله وتلاوة كتابه ودعائه وتعظيم شعائره حتى ينال ما يرجوه من موعود النبي صلى الله عليه وسلم ويرجع كيوم ولدته امه ويكون جزاؤه الجنة بلغنا الله واياكم ما نرجوه من رحمته. ودفع عنا وعنكم ما نخافه من عذابه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. وفي الختام تقبلوا تحيات فريق العمل من الاعداد والتقديم فضيلة الدكتور احمد ابن عبد الرحمن القاضي. ومن التنفيذ عبدالرحمن بن سعد الحوتي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته