وكل منهم يقول بجواز ان نأتي بالحج على اي واحد من هذه الانساك الثلاثة. ومن الامور التي تتعلق بهذا ان اختلافات التي كانت بين الفقهاء كان لها اسباب وليست من اما بعد فان الله عز وجل قد بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لهداية لهداية الخلق ليكونوا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الله عز وجل قد بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لهداية لهداية الخلق ليكونوا بذلك من السعداء. في دنياهم وفي اخرهم اخرتهم. فالغاية من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هي الغاية من خلق الجن والانس الا وهي تحقيق العبودية لرب العزة والجلال ومتى تحققت العبودية لله عز وجل؟ سعد الخلق في دنياهم وفي اخرته ومتى حقق الخلق العبودية لله اجتمعت كلمتهم وتآلفوا وتعاونوا على خيري الدنيا والاخرة. ولذلك كان الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم متفرقين متعادين متقاتلين فلما بعث الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم واستجاب الخلق له الفت قلوبهم واجتمعت كلمتهم واتحدت مقاصدهم. كما قال الله الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وكما قال تعالى هو الذي الف فبين قلوب المؤمنين. هو الذي الف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. وحينئذ نعلم ان الاصل هو اجتماع الكلمة. وعدم الاختلاف. كما قال تعالى ان فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون. ولذا فان الاصل هو النهي عن الاختلاف. كما قال على ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. فالاجتماع هو الرحمة. والتفرق والاختراع يضاد ذلك. كما قال تعالى ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم فمتى رحم الخلق اجتمعوا واتحدت مقالتهم وقوله لذلك خلقهم اي ليرحمهم. لانه خلقهم لعبوديته. فمتى عبدوا الله فان الله يرحمهم. ولكن من طبيعة الخلق ان تختلف افهامهم وان لا تجتمع مقالتهم في كل المسائل لاختلاف طبائعهم وتعدد مناهجهم واختلاف نظراتهم وحينئذ وجد الاختلاف بين الفقهاء. فان قال قائل الاختلافات في الشريعة كثيرة متعددة قيل بل الاصل هو الاتفاق والاختلاف نادر او قليل. فاذا نظرت في المسائل التي يحتاج اليها الناس وتكثر مزاولتهم لها وجدت ان الاختلاف في هذه المسائل قليل. ولذلك نجد ان الفقهاء اتفقوا على اركان الاسلام. واتفقوا على اصول المعاملات. واتفقوا على كثير من احكام الجنان واحكام النكاح. واذا نظرت الى العبادات وجدت ان اكثر ما الناس يتفق الفقهاء عليه. فالصلوات الخمس مفروضة باجماع اهل العلم وهذه الصلوات اجمعوا على كثير من اركانها من تكبيرة الاحرام الى القيام وقراءة الفاتحة الى الركوع الى السجود الى الجلوس الى التشهد الى غير ذلك من الامور التي يحتاج اليها الناس فيما يزاولونه من عمل الصلاة. ولذلك فان اختلاف اذا قيس الى مسائل الاتفاق وجدنا ان الاختلاف قليل او نادئ وان اكثر المسائل يقع الاتفاق عليها. ولكن لما كان الحديث في كتب الفقه كثيرة في مسائل الاختلاف. لان مسائل الاتفاق يعرضون لها عرظا مجردا واما مسائل الاختلاف فانهم يأتون فيها بالاقوال ويأتون فيها بالادلة ويأتون فيها بالمناقشات ويأتون فيها بالترجيحات ولذلك كثر الكلام فيها في الكتب الفقهية هي فمن نظر الى كتب الفقهاء ظن ان الخلاف كثير لكن اذا تأمل انسان وقارن بين مسائل الاختلاف ومسائل الاتفاق وجد ان مسائل اكثر ثم ان مسائل الاتفاق تكثر مزاولة الناس لها حاجة الخلق لها. واما مسائل الاختلاف فانها مسائل يقل العمل بها في الغالب ثم كثير من الاختلافات انما هي اختلاف تنوع حيث لا يكون هناك تظاد بين الاقوال الواردة في هذه مسائل وانما هي انواع لهذه العبادة. مثال ذلك اختلف الفقهاء في كيفية الاذان وكيفية الاقامة. وهذه الكيفيات التي قال بها الفقهاء كلها واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فبعض الفقهاء اخذ باذان بلال الذي علمه اياه النبي صلى الله عليه وسلم. وبعض الفقهاء اخذ باذان ابي ذورة وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابا محذورة هذا الاذان فكلاهما مشروعة يجوز للانسان ان يتكلم ان يؤذن بها. ومثل ذلك في دعاء الاستفتاح او في دعاء او في صفة التشهد فقد ورد التشهد الفاظ متعددة. بعظها ورد من حديث ابن مسعود وبعظ ورد من حديث ابن عباس وورد من حديث غيرهما. وكل هذه الصيغ جائزة و لا حرج على الانسان في ان يقولها في اثناء صلاته. وحينئذ نعلم ان من هذه الاختلافات انما هي من اختلاف التنوع. وليست من اختلاف التضاد ثم كثير من هذه الاختلاف من هذه الاختلافات انما هو في المستحب وليس في الواجب. ومن امثلة ذلك اختلف الفقهاء في الحج التمتع والقران والافراد. ايها افضل فكل منهم يقول بجواز الحج باي نسك من هذه الانساك الثلاثة انما الاختلاف في الافضل. فقال احمد الافضل التمتع. وقال ابو حنيفة الافضل القران. وقال ما لك الافضل الافراد الاعتباطية بل ورد لها اسباب جعلت الفقهاء يختلفون. و في دروسنا هذه سنقرأ شيئا من الاسباب التي نتج عنها اختلاف الفقهاء بحيث نعلم ان اختلافهم له اصول فبعضها نتج من الاختلاف في صحة وبعضها نتج من الاختلاف في صحة وجه الاستدلال وهناك انواع من الادلة يقع الاختلاف فيها بين العلماء فبعض الاخبار يقع الاختلاف في تضعيفها وتصحيحها. وهناك ادلة يقع الاختلاف في صحة الاحتجاج بها هل يحتج بشرع من قبلنا؟ هل يحتج بقول الصحابي الى غير ذلك من انواع الاختلاف في الادلة. وقد يقع اتفاق في الدليل لكن يقع اختلاف لبعض شروطه هل هذا الدليل يشترط فيه الشرط الفلاني او لا؟ وهكذا في وجه الاستدلال وعرف ان لهم اقوالا مختلفة. فحينئذ يجب عليه يجب على العامي الترجيح بين هؤلاء المفتيين بحسب ثلاث صفات. الاولى العلم. فان من نظن اعلم يغلب على ظننا ان قوله هو الموافق للشرع وان فتواه فان الاستدلال قد يكون بالمنطوق وهو استدلال باللفظ في محل النطق وقد يكون لي بالمفهوم وهو الاستدلال باللفظ في غير محل النطق. وبعظ انواع بعض انواع المفاهيم يقع الاختلاف في حجيته وقد يقع الاختلاف في بعض فالمقصود ان الاختلاف الذي كان بين الفقهاء ليس امرا اعتباطيا بل مبني على اصول واسباب. قد يقول قائل ما الحكمة من وجود الاختلاف فنقول لله عز وجل حكمة الا وهي ان يتباحث الناس وان الفقهاء فلو كانت الاحكام مقررة على قول واحد لا تبلد الناس ولم يوجد عندهم اجتهاد. لكن لما وقع اختلاف في في بعض هذه المسائل اصبح طلاب العلم والعلماء يبحثون في هذه المسائل ويجتهدون فيها ليصلوا للراجح عندهم. وهكذا ايضا يتناظرون ويتباحثون ويتناقشون في هذه المسائل فيؤدي ذلك الى طاعات كثيرة. فان كل حرف وكل كلمة يتكلم بها هؤلاء الفقهاء في المناقشة في هذه المسائل يكون لهم فيها اجر وثواب عند رب العزة والجلال. ومن المعلوم ان رب العزة والجلال قد جعل للمصيب من الفقهاء اجرين وجعل للمخطئ منهم اجرا واحدا. كما ورد ذلك في حديث عمرو بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد فاخطأ له اجر واحد. ومن ثم نعلم المكانة العظيمة لعلماء الشريعة ولو كان عندهم اختلاف في المسائل. ولذلك وردت النصوص متتابعة برفع مكانة العلماء وبيان علو منزلتهم عند رب العزة والجلال. قال وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وقال سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون؟ والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب ولذلك كان العلماء لهم فضل على الامة لانهم يعيدون الناس الى شرع رب العزة والجلال كما قال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل لفرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم هم يحذرون وكما ولذا امر الله عز وجل بسؤال العلماء فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. والعلماء لهم فضل عظيم في وقاية الامة من كثير من الفتن. فان العلماء يبصرهم الله بحقائق الامور حكم الله عز وجل في الفتنة اول ما تقدم والناس لا لا يعلمون حكم الله في هذه الفتن الا بعد انتشاعها وزوالها ولذا امر الله عز وجل بمراجعة العلماء. فقال جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطون بطونه منهم يعني الذين يستخرجون الاحكام من الادلة وهم الفقهاء العلماء ثم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا لا قليل اي اذا تركتم الاخذ باقوال العلماء ادى بكم ذلك الى ان تكونوا من المتبعين للشيطان. ولذا استشهد الله عز وجل بعلماء الشرع في القضايا العظيمة. ومن اولها قضية التوحيد. قال تعالى شهد الله انه لا اله الا والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ذكر الله عز وجل ان العلماء يرشدون الخلق الى ما فيه صلاح احوالهم. كما في قصتي قارون قال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا الاية وذكر الله جل وعلا ان العلماء يكون لهم فظل على في مواطن كثيرة من كتابه. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان من اسباب ظلال الخلق موتى العلماء كما قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فظلوا واظلوا. ولذلك يجب على الامة ان تجعل طائفة من ابناء يتوجهون لطلب العلم والتفقه في احكام الشريعة. والعالم هو قادر على استخراج الاحكام من الادلة. اما من كان يحفظ الكتب ويحفظ المسائل الفقهية لكنه لا يستطيع ان يستخرج الاحكام من الادلة فهذا ليس فيه وهذا ليس بعالم هذا حافظ لمسائل الفقهاء يسمونه فروعي وليس بفقيه الفقيه هو القادر من عنده الالة لاستخراج الاحكام من الادلة اذا تقرر هذا فان استخراج الاحكام من الادلة عيسى امرا اعتباطيا او بنظر بنظر عقلي مجرد لابد ان يكون ان يكون مريد استخراج الاحكام من الادلة عنده معرفة بقواعد الفهم والاستنباط. وعنده معرفة باصول الفقه. فيعرف ما هي احكام الشرعية ويتصورها ويعرف ما يصح ان يستدل به وما لا يصح ويعرف كيف يستنبط الاحكام من الادلة الصحيحة. وحينئذ الفقيه لا بد ان وجد فيه اربعة شروط. اولها ان يكون عارفا بالادلة. في المسألة التي يراد الاجتهاد فيها فمن لم يعرف الادلة فلا يصح له ان يجتهد ولا يجوز له ان يجتهد في ولا يجوز له ان ينسب حكما شرعيا الى الله والى شرعه. واذا نسب الحكم الشرعي الى الله وشرعه فانه حينئذ يكون ممن طال على الله بلا علم. والشرط الثاني ان يكون عارفا بعلم الاصول. بحيث يعرف كيف يعرف يصح الاستدلال به وكيف يستدل بالادلة؟ يتمكن من فهم القياس ان يطبقه ويعرف كيف يأخذ الحكم من الادلة كتابا وسنة فيفرق بين المنطوق والمفهوم ويعرف انواع المنطوب من الامر والنهي والعموم والخصوص والاطلاق والتقييد الى غير ذلك من انواع المنطوق ويعرف مدلول كل واحد منها. فالامر يدل على الوجوب ويدل على الفور ويدل على الاجزاء ويدل على المرة الواحدة و يعرف ثلاث انواع المنطوقة. وهكذا ايظا يعرف انواع الدلالات. فيعرف الدلالة التنبيه ودلالة الايماء ودلالة الاشارة ودلالة الاقتران وما الذي يصح ان يستدل به منها وما الذي لا يصح ان يستدل به منها ويعرف شروط الاستدلال لكل واحد منها. وهكذا يعرف المفاهيم فيعرف مفهوم الموافقة دليل الخطاب ودرجات دليل الخطاب وشروط كل واحد منها ويفرق بين هذه المفاهيم يفرق بين دلالة بين مفهوم الشر ومفهوم الغاية ومفهوم الصفة ومفهوم التقسيم ومفهوم الاستدراك ومفهوم العدد ومفهوم الغاية ومفهوم اللقب ويعرف كيف فيطبق هذه الانواع من الدلالات والمفاهيم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن لم يكن قادرا على ذلك فلا يجوز له ان يفتي او ان ينسب بين الله حكما شرعيا. لا بأس ان ينقل الحكم من كلام فقيه فينسبه الى ذلك الفقيه لا الى حكم الله. والشرط الثالث من شروط الفقهاء معرفة مواطن ومواطن الاختلاف لان لا يجتهد في مسألة فيخالف محل فيخالف اجماع العلماء ومخالفة الاجماع باطلة ومحرمة وكل قول خالف فالاجماع فانه قول خاطئ. والشرط الرابع ان يعرف من لغة العرب ما يمكنه من فهم الادلة. وهذا له انواع فيعرف من دلالات الالفاظ ومعاني الالفاظ ويعرف من النحو التراكيب فنحو ذلك من العلوم ما يمكنه من فهم الادلة. وبذلك نعلم ان لم يصلوا الى هذه الدرجة الا بعد ان بذلوا اوقاتا طويلة لحفظ كتاب والالمام بسنة نبيه ومعرفة طرائق الفهم والاستنباط وبالتالي نعرف لهؤلاء العلماء مكانتهم. اذا تقرر هذا فان اختلاف العلماء فان اختلاف العلماء ليس امرا مقصودا وانما تبعا وليس من مقاصد الشرع وجود الاختلاف اولا. ولذا نهي عن اختلاف كما تقدم لكن قد يقع الاختلاف من اختلاف طبائع الناس ولذا نعلم ان ما يذكره بعضهم من قوله اختلاف امتي رحمة وبعضهم يجعله حديثا منسوبا للنبي صلى الله عليه وسلم ليس صحيحا وليس معنى متوافقا مع مدلول الشرع. لان الشرع قد نهى عن الاختلاف. وقالوا ولا يزالون الا من رحم ربك فدل هذا على انه عند وجود الرحمة يتفق الناس. فالرحمة في اتفاق ناسي لافي اختلافهم. وماذا نفعل؟ عندما يوجد الاختلاف بين العلماء الناس على صنفين. الصنف الاول الفقهاء. فهؤلاء عند وجود كاف يجب عليهم الترجيح بين اقوال العلماء المختلفين بالنظر في الادلة الا ومعرفة الراجح من المرجوح. وهناك طرائق للترجيح بين اقوال ويعرفها فقهاء الشريعة. والدليل على ذلك قول الله عز وجل فان نزعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك واحسن تأويلا. وقوله تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله صنف الثاني من ليس من اهل الاجتهاد. فهذا يجب عليه ان يعمل بقواعد الترجيح بين الاقوال بالنسبة للقائلين. فعندما تعرظ للعامي مسألة يجوز له ان يسأل اي فقيه يثق فيه ويثق في دينه وعلمه فاذا استفتاه وسأله جاز له الاخذ بقوله سواء ظنه فاضلا او ظن له مقبولا لكن هذا اذا لم يعلم باختلاف العلماء. فاما اذا علم باختلاف العلماء وهي المتوافقة مع ما يرد في النص من الكتاب والسنة. والصفة الثانية صفة الورع فانه اذا اختلف عالمان ولم نتمكن من الترجيح بينهما بحسب العلم او كانوا متساويين في ظننا فاننا ننظر الى ايهما اكثر فمن ظنناه اكثر ورع اخذنا بقوله لان زيادة الورع والتقوى من اسباب التوفيق فهم الكتاب والسنة. وللوصول الى حكم الله عز وجل كما في قوله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين فبين ان المتقين يكون عندهم من الهداية بالكتاب ما ليس عند غيرهم. وكما في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. اي قدرة تفرقنا بها بين الحق والباطل صفة الثالثة صفة الاكثرية. فاذا اختلف الفقهاء فوجدنا اكثر الفقهاء يقولون بقول والقلة يخالفونهم ويقولون بقول اخر فان قول الاكثرية يغلب على الظن انه هو الموافق للشرع. ولا يجوز للانسان ان يتخير من اقوال الفقهاء لامرين. الامر الاول ان حكم الله واحد. وحكم الله في احد الاقوال وبالتالي يجب علينا ان نجتهد لنعمل بما يغلب على ظننا انه شرع الله ودينه من الاقوال الامر الثاني ان الانسان عندما يأخذ بما اترغبه نفسه من الاقوال؟ لا يكون متبعا للشرع. وانما يكون متبعا لرغبة وهواه وقد وردت النصوص بالنهي عن اتباع الهوى. قال تعالى ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب في نصوص كثيرة تنهى عن اتباع الهواء وتأمر بالاخذ باحكام الله جل وعلا. ولو قدر ان انا علمنا ان احد الفقهاء اخطأ فلا نشنع عليه. لماذا؟ لانه مأجور عند الله عز وجل ولو اخطأ معذور عنده سبحانه لانه قد بذل ما يستطيع وقاعدة الشريعة ان العبد انما يؤمر بما في استطاعته قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. ولقوله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها. اذا تقرر هذا فان الاصل ان الانسان ان كما يستفتي علماء زمانه لماذا؟ لان هؤلاء العلماء يعرفون شروط المسائل ويقدرون احوال الناس ويعرفون الاوصاف والعلل التي تبنى عليها الاحكام. فان فان الانسان اذا نظر في كتب الفقهاء المتقدمين قد يفهم منها ما يغاير مراد اصحابها. فينزلها الى غير ما قصدوه وارادوه. لان الالفاظ مختلفة وقد تتبدل معاني الالفاظ ما بين وقت واخر. انظر مثلا الى لفظة التأمين. يراد بها في السابق آآ قول امين ولا يقصدون بها غير ذلك. بينما في عصرنا الحاضر يراد بها معاملة مالية على صفة معينة وطريقة محددة. فانظر لهذا اللفظ اختلف ما بين زمان واخر. وهكذا قد نجد اختلافات في الاصطلاحات التي يصطلحها العلماء سواء كان هذا الاختلاف في الاصطلاح بين المذاهب فمثل بل عند الحنابلة يفرقون بين الضمان والكفالة. فيجعلون الكفالة للالتزام باحضار بدن الغير. والظمان يجعلونه للالتزام بحق مالي من واجب على الغير بينما غيرهم لا يفرق بين اللفظين. وهكذا ايضا في لفظة الاجارة والكراء. بعض العلماء لا يفرق بينهما واخر هارون يجعلون لكل واحد من هذين اللفظين مدلولا مستقلا. بل في الواحد وفي الكتاب الواحد قد يؤتى بمصطلح ويراد به في باب معنى وفي باب اخر معنى اخر مثل لفظة الظمان فانه في بعظ الابواب يريدون فيها الفقهاء بهذا اللفظ الالتزام بحق مالي واجب على غير الظامن وفي ابواب اخرى يستعملون لفظ الظمان ويريدون به التعويظ الذي يكون عن المتلفات فيقولون من اتلف مالا لغيره وجب عليه ظمانه. وحينئذ لا يتمكن افراد الناس من الفهم الصحيح الدقيق لكلام العلماء اي المتقدمين حينئذ وجب على الناس ان يسألوا علماء زمانهم ليعرفوا حكم الله في افعالهم. ولذا قال الله تعالى فاسألوا اهل ان كنتم لا تعلمون. ولم يقل راجعوا كتبهم ومؤلفاتهم. الا في اعطني الظرورات عندما لا يوجد فقيه ولا نستطيع مراجعة عالم فاهم يدل الضرورة احكامها. والظرورة تقدر بقدرها. وحين قد يقول قائل اذا ما فائدتنا من هذه الكتب الفقهية؟ ولماذا وجدت المذاهب فنقول هذه طرائق للتعلم يتعلم بها الانسان كيفية النظر في ذلة وكيفية تصور المسائل ومعرفة تحرير محل النزاع فيها. ويعرف كيف ربطت المسائل بعضها ببعض فكان بعضها سببا لبعضها الاخر وبعضها اثرا لبعضها الاخر وهكذا ومن ثم فهذه الكتب الفقهية مهمة ولهاثرها ويحسن بطلبة العلم مدارستها. ومعرفة ما فيها. واما الفتوى القضاء والعمل فانه لا يكون على ما في هذه الكتب. وانما يكون على الاجتهاد فمن كان مجتهدا عمل باجتهاد نفسه. ومن لم يكن كذلك راجع العلماء وسألهم العلماء هم ورثة الانبياء. فان العلماء لم فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. انما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بنصيب وافر كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جاءت النصوص بي تفضيل العلماء على غيرهم. ورفع شأنهم. وقد ورد في السنن ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وفضل العالم على العابد كفضله على ادناكم. وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان العلماء يستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في البحر ذاك الا لانهم دعاة الدين وحماة الشريعة ولذا فضل الله عز وجل مكانتهم بقوله ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. وموالاة العلماء قربة نتقرب لله عز وجل ومحبتهم ديانة ينبغي باهل الايمان ان يستجلبوا ورضا الله ومحبته بمحبة هؤلاء العلماء. لانهم قد جاءت بتفضيلهم وقد جاءت الادلة برفع مكانتهم. و العلماء هم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في بث الشريعة وتعليم الخلق وانقضى على مشاكلهم. اذا نظر الانسان في واقع الخلق وجد ان عندهم من مشاكل الشيء العظيم. وهناك مشاكل نفسية وهناك مشاكل اسرية. وهناك مشاكل اجتماعية وهناك مشاكل اقتصادية وهناك مشاكل امنية وسياسية وكل هذه المشاكل حلها في شريعة الله في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. وكما قال سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. وكما قال تعالى من عمل وصالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. في وقال تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده طيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة اماه فجعلها للذين امنوا في الدنيا وفي الاخرة. اذا تقرر هذا فان هؤلاء الذين زكاهم الله ورفع شأنهم جعل لهم القبول والمحبة في الامة. يسعون الى نشر دين الله. والى الناس يلتزمون بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يتصور انهم يتعمدون ويقصدون جعل الخلق يخالفون شرع الله ويتركون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من زكاهم الله ورفع شأنهم وجاءت النصوص بفظلهم لا يمكن ان يتصور منه تعمد مخالفة الكتاب والسنة. وهؤلاء العلماء بقدر ما يكونوا منهم من خير للامة يقع عليهم شيء من المحن والبلايا في اعراضهم واسوتهم في ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم. ولذلك فان في شأن هؤلاء العلماء يجد انهم يبذلون اوقاتهم لله و مع ذلك يقابل بعض الناس احسانهم باساءة ثم يقابلون عيساء الخلق بعفو وتجاوز بل باحسان ولذا يرفع الله عز وجل مكانتهم ويجعل لهم القبول في الارض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفوه الا عزا ومن تواضع لله رفعه. وهؤلاء العلماء الربانيون لهم ومميزات يختصون بها عن غيرهم. اول هذه الخصائص انهم يعلقون الخلق بالله عز وجل. فيحاولون ان يبعدوا عن الخلق تعلق بغيرهم من الخلق ويعلقونهم بالله. كما قال تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله. فيحاولون ان يجعلوا الخلق لا يخافون الا من الله. ولا يرجون الا الا الله تكون محبتهم لله وفي الله. ولا يجعلونهم يعجبون ولا بما لديهم من مال ولا قوة وانما يتوكلون على الله وتعتمد على رب العزة والجلال. والخاصية الثانية في هؤلاء العلماء انهم يلفتون دون الخلق الى الدار الاخرة. ويبينون لهم ان الدار الحقيقية الباقية التي لا ينقطع خيرها هي الدار الاخرة. ومن ثم يجعلون الخلق يعملون لتلك كالدار ولا يقتصرون باذهانهم على الدنيا. ويعلمون ويعلمون الخلق ان هذه الدار مزرعة الاخرة. وان ما فيها من الخير انما كان لانه ابتغي به وجه الله والدار الاخرة. قال تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. ومن وصية هؤلاء العلماء انهم يعلمون صغار العلم قبل كباره. و يسعون الى تعليم الامة بجميع افرادها. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول انا اقتصر على تعليم كبار طلبة بل كان كان يفتي ويعلم من قدم عليه ولو لم يعرف في علم سابق صلى الله عليه وسلم. قال تعالى بما كنتم تعلمون الكتاب فكونوا ان بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. وقال تعالى قل هذه في سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني. وكذلك من خاصية هؤلاء العلماء ربط ما يتكلمون به بالنصوص الشرعية كتابا وسنة ولا يتكلمون في مسألة الا اذا ترجح لديهم الا اذا ترجح لديهم قول في هذه المسألة التي يتكلمون فيها وبهذا تعلم ان العلم ليس بالقدرة على حفظ الاقوال ولا حفظ الادلة ولا حفظي الكتب وانما العلم بمعرفة حكم الله. والتمييز بين الراجح والمرجوح من اقوال العلماء والقدرة على دفع التعارض الذي قد يظن بين النصوص الشرعية. فهذا هو العلم. اذا تقرر هذا فان العلما لهم اثر عظيم في الامة فهم الذين يعيدهم الله الى شرعه وهم الذين يصلح الله بهم القلوب قبل السلوك. ولذا تصلح بهم احوال الامة في الدنيا فان عماد صلاح احوال الناس بصلاح قلوبهم. من حبب الخلق في الله وحبب الله في الخلق فهذا هو الداعية لدينه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا افسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. وقال تعالى ذلك بان الله لم مغير النعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم. ولذا ورد عن الائمة لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح او ولها وصلاح اول هذه الامة بما في القلوب ارتباط قلوبهم الا وتقديم امر الاخرة على الدنيا وجعل الدنيا مزرعة الاخرة. لعل نقرأ مقدمة الشيخ شيخ الاسلام في كتابه رفع الملام عن الائمة الاعلام حتى نحيط بشيء من اسباب تأليف المؤلف لهذه الرسالة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على آلائه واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له في ارضه ولا في سمائه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخاتم انبيائه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه صلاة دائمة الى يوم لقائه. وسلم تسليما وبعد. فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الانبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. وقد اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم. اذ كل امة قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها الا المسلم الا المسلمين ان علمائهم خيارهم فانهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في امته. والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب قاموا بهم نطق الكتاب وبه نطقوا. وليعلم انه ليس احد من الائمة المقبولين. عند الامة قبولا عاما ان يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته. دقيق ولا جليل فانهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى وعلى ان كل احد من الناس يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه لابد له من عذر في تركه. وجميع الاعذار ثلاثة اصناف احدها عدم اعتقاده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الثاني عدم اعتقاده ارادة تلك المسألة بذلك القول والثالث اعتقاده ان ذلك الحكم منسوخ. قول المؤلف ها هنا فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين. لقوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. وآآ خصوصا العلماء ها لما لهم من الفضل ولان الشريعة قد جاءت برفع مكانتهم وقد امر الله عز وجل بمقابلة الاحسان بالاحسان والعلماء قد احسنوا الى الامة. قال تعالى هل جزاء الاحسان؟ الا الاحسان وقوله هم ورثة الانبياء لان العلماء قد ورثوا العلم من مقام النبوة وقوله جعلهم الله بمنزلة النجوم لان الناس يهتدون باقوالهم ويعرفون حكم الله بفتاوى هؤلاء العلماء ولذا قال يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر هناك انواع من النجوم اذا ظل الناس اهتدوا بها وعرفوا الجهات بمعرفة هذه النجوم. قال وقد اجمع المسلمون على هدايتهم يعني هداية العلماء ودرايتهم ثم اقارن بين علماء هذه الامة وعلماء الامم السابقة. قال تعالى اتخذوا احبارهم رهبانهم اربابا من دون الله. والمسيح ابن مريم. وقال تعالى وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله. في نصوص كثيرة. تدل على هذا المعنى الا المسلمين فان علماء المسلمين هم خيار هذه الامة. قال تعالى من يطع الله الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. فاتى في المرتبة الثانية بعد الانبياء وقبل الشهداء بمرتبة الصديقين ومنهم العلماء لانهم يصدقون باحكام الله واخبار الا وبعد ذلك بين المؤلف ان علماء الشريعة الذين قد جعل الله لهم القبول في الامة لا يتصور ان يتعمد واحد منهم مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل. لانهم يدعون اسئلة العمل بالكتاب والسنة. ومع هذا فان الفقيه والعالم قد لكنه يعذر في خطأه. وكل يؤخذ من قوله ويترك. ومن جان وقد خالف قوله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا نطرح قوله ونعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فان العبد اذا وقف يوم القيامة بين يدي الله انما سألوه هل اخذت بيض؟ هل اخذت بحكمي وشرعي؟ وهل اخذت بقول رسولي ونبيي ولا يسأله هل اخذت بقول الفقيه فلان او بقول الفقيه فلان ولكن قد كونوا عند العبد قد يكون عند الفقيه اسباب تجعله يخطئ وقد اعاد المؤلف الاسباب التي تجعل الفقيه يخالف الحديث النبوي الى ثلاثة اسباب اولها ان يعتقد ان هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فظن ضعف الحديث ولذلك لم يقل به. والثاني ان يظن ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد هذه المسألة بهذا القول. والثالث ان يظن ان هذا الحديث من قد رفع حكمه بدليل اخر. ولعلنا ان شاء الله تعالى ان نفصل هذه الاسباب وان نشرح كلام الشيخ في يوم اخر. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين كما واسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا كما سله جل وعلا ان يجزي علماءنا عنا خير الجزاء وان يوفقهم لخيري الدنيا والاخرة. وان يعينهم على تبليغ الشريعة وايصال احكامها للخلق هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين