الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذه الليلة اختم الحديث على ما جاء من الاذكار التي تقال بين السجدتين مما اورده المؤلف وذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني وفي رواية انه كان يقول ذلك في صلاة الليل ولفظه رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني فهذا الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي والفاظه متقاربة وبينها اختلافات يسيرة تفي الرواية الاولى التي اوردتها اللهم اغفر لي وارحمني قال واجبرني لكن في بعض الروايات بدلا من واجبرني عافني واهدني وارزقني وفي الرواية الاخرى في اوله ربي اغفر لي هناك اللهم اغفر لي وفيه بعد واجبرني قال وارزقني ثم قال وارفعني وليس فيه واهدني هذا الحديث صححه الحاكم وحسنه الشيخ شعيب الارنقوط وصححه الشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع فلاحظوا هذه الجمل في هذا الدعاء الذي يردد ويقال بين السجدتين صلاة الليل ونحن نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة طويلة ومضى في الليلة الماضية ان جلوسه كان قريبا من قيامه فهذا يعني انه كان يردد هذا الدعاء اللهم اغفر لي يا الله اغفر لي قد مضى كلام شيخ الاسلام رحمه الله من ان طلب المغفرة الاستغفار ان هذا امر مؤكد في الصلاة حيث انه جاء في مواضع متعددة كالركوع والسجود وكما في الجلوس بين السجدتين وغير ذلك فهو من الامور المطلوبة والعبد حينما ينصرف من صلاته ايضا فانه يستغفر يستغفر ثلاثا فهنا يردد اللهم اغفر لي يا الله اغفر لي وعرفنا ان الغفور يتضمن الستر والوقاية فالعبد ذنوبه كثيرة وتقصيره في حق الله كبير ومهما فعل فانه لا يؤدي حق الله وشكر نعمته عليه بحاجة الى استغفار. من هذا التقصير النعم متتابعة تفيض عليه هذه النعم من حيث يدري ومن حيث لا يدري. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فيحتاج الى استغفار ازاء هذا التقصير الكثير بشكر هذه النعم اضافة الى ان العبد قد يستعمل شيئا من ذلك في معصية الله عز وجل اغفر لي ذنوبي اغفر لي تقصيري في حقك اغفر لي غفلتي واسرافي في امري وارحمني وهنا كما تلاحظون الاطلاق اغفر لي ما قال من كذا اغفر لي كذا فسأل المغفرة سؤالا عاما اغفر لي من كل ذنب من الذنوب الكبار والصغار. ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني ما اعلمه وما لا اعلمه ما استحضره ما استحضره وما لا يحضرني من هذه الذنوب عند الاستغفار وارحمني الغفر هو التجاوز عن هذه الذنوب والوقاية والستر والرحمة فوق ذلك فان الله تبارك وتعالى اذا رحم عبدا غفر له ثمان الرحمة فيها معنى زائد اضافة الى الغفر فان الله اذا رحم العبد هداه ووفقه وسدده وعافاه وانعم عليه واجاب سؤله وبلغه المراتب العالية وساق اليه الطافه وصرفه في محابه واشغله بذكره وطاعته فيكون العبد هاديا مهديا مسددا راشدا موفقا مشتغلا بما يرضي الله تبارك وتعالى اذا رحم الله عز وجل العبد فلا تسأل عن حاله فدخول الجنة انما هو برحمة الله عز وجل كل ما يتقلب فيه العباد من هذه النعم انما هو برحمة الله تبارك وتعالى ما يصرف عنه من الشرور والافات مما يعرفون وما لا يعرفون كل ذلك من رحمته تبارك وتعالى بهؤلاء العباد فالله رحيم بهم لطيف بعباده تتنزل عليهم رحماته والطافه. هنا يقول يا رب ارحمني واهدني فيدخل هنا الهداية بالعلم الصحيح ان يعرف يهدى الى ما ينفعه ويصلحه ويرفعه ان يهدى الى محاب الله عز وجل ان يهدى الى الصواب فيما اختلف الناس فيه وان يهدى الى افضل الاعمال ثم بعد ذلك يوفق الى القيام والنهوض بذلك العمر قصير فيحتاج العبد الى هذه الهدايات الهداية الى تفاصيل الصراط الهداية الى الاعمال الزاكية الصالحة التي يحبها الله عز وجل هداية العلم ويحتاج ايضا الى هداية التوفيق فيكون عاملا بما علم يعان على على العمل بما تعلم هذا بالاضافة الى التثبيت على الصراط في هذه الحياة الدنيا الى الممات ثم يحتاج الى هدايات اخرى هداية عند الموت وهداية عند سؤال الملكين وهداية عند الحساب ويحتاج ايضا الى هداية الى الصراط والى هداية على الصراط ويحتاج الى هداية الى باب الجنة ويحتاج الى الى هداية اية الى منزله في الجنة ولهذا قال الله عز وجل والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم يهديهم بعدما قتلوا يهديهم الى ماذا هذه هدايات بعد الموت فهنا اذا قال العبد اهدني يدخل فيه الهدايات التي تكون في هذه الحياة بداية الارشاد وهداية التوفيق ويدخل فيه ايضا الهدايات التي تكون بعد ذلك فالعبد لا يستغني عن هداية الله عز وجل له هو مفتقر اليها كل الافتقار. لانه ازاء اعمالا وعبادات يتقرب بها الى الله في كل احواله يحتاج الى هداية وامام اختلاف كبير بين الناس يحتاج الى هداية هو امام ازدحام لاعمال من المعروف اعمال صالحة لا يتسع اليها لها الزمان فيحتاج الى هداية ما هو الافضل فيقضي فيه العمر من العمر سرعان ما يترحل فهنا اهدني فجاء بهذا الاطلاق. رأيتم ما تحت هذه الالفاظ من المعاني الكبار ارددها بين السجدتين وعافني هنا يدخل انواع المعافاة المعافاة اي يعافى الانسان في دينه ويسلم من البدع والضلالات والشرور والمعاصي والشبهات والزيغ وانواع الضلال انسان يسأل ربه العافية في الدنيا والاخرة ويدخل فيه ايضا المعافاة من الابتلاء الابتلاء لا بد منه ولكن فيما يكون شاقا على العبد مما قد لا يصبر معه ويحتاج الى العافية اسألوا الله العافية الانسان يسأل ربه العافية فلا يتمنى البلاء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو واذا لقيتموه فاصبروا وذكرنا في الكلام على الاعمال القلبية في الصبر ذكرنا كلام شيخ الاسلام رحمه الله من ان من الناس من يعزم على الصبر ولكنه اذا ابتلي لا يصبر لا يصبر سواء كان هذا الابتلاء بنفسه يمرض او نحو ذلك بشدة من الشدائد او بماله او بولده او نحو ذلك لا يصبر وذكرنا امثلة على ذلك وهنا يسأل ربه العافية في دينه وفي دنياه وفي اخرته وسؤال العافية يشمل ذلك جميعا العافية لا يعدلها شيء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس للمؤمن ان يذل نفسه فلما سئل عن هذا قال يتعرض من البلاء ما لا يطيق يعني من الناس من يعمل اعمالا ثم لا يستطيع ان يصبر ويتحمل تبعات هذه الاعمال ولو كانت صالحة بينكسر فهذا ينبغي له الا يقبل الا على ما كان مطيقا له وارزقني ارزقني يدخل فيه الرزق الهداية رزق الرزق الذي يكون للقلوب قوت القلوب ويدخل فيه العلم فهو رزق من الله عز وجل ولذلك فان الانسان قد يعكف زمانا طويلا على العلم ولكنه لا يخرج بكبير طائل وهذا امر مشاهد فهذا العلم رزق من الله رزق من الله وله اسبابه الحسية والمعنوية ثم ايضا يدخل في ذلك الرزق المال وما يوهب العبد من العطاء الدنيوي مما يستغني به عن الناس فالله هو الرزاق فيتوجه اليه بذلك يملك خزائن السماوات والارض فيقول يا رب ارزقني ارزقني رزقا حسنا ويدخل في ذلك الرزق الاخروي كل ذلك داخل فيه وهذا من اجمع الادعية ولو ان العبد يستحضر هذه المعاني وهو يقولها في صلاته فان ذلك سيكون بالغ الاثر مستوجبا للخشوع وحضور القلب وفي ما جاء في الرواية الاخرى حينما يقول واجبرني اجبرني هذا جاء في بعض روايات الحديث كما عند الترمذي والبيهقي اجبرني عرفنا ما معنى الجبر جبر الكسير جبر الضعيف اجبر ضعفي اجبر قلبي فاذا جبر الله عز وجل عبدا فان ضعفه يتحول الى قوة وحزنه يتحول الى انس راحة وسرور وسعادة وتكون احواله الى سداد وكمال فالله تبارك وتعالى هو الذي يجبر اصحاب القلوب المنكسرة ويجبر الفقير فيغنيه ويوليه ويعطيه وفي زيادة عند ابن ماجة والحاكم وارفعني يعني في الدارين وليس المقصود الرفعة العلو في الارض وانما يرفعه بالايمان والعمل الصالح فلا يكون مهينا وانما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين المؤمن لا يكون ذليلا مهينا وهذا كله مما يقال بين السجدتين هذا الذكر كما سمعتم جاء في لفظ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله في صلاة الليل. طيب لو قاله في الفريظة فيصح وقد قال الامام الشافعي واحمد واسحاق بن راهوية بان هذا يقال في المكتوبة وفي التطوع المكتوبة هو في التطوع على كل حال ولو ان المصلي قال ذلك في صلاة الليل وقال غيره مما صح مما يقال في الفريضة فيكون ذلك اتبع للسنة والله تعالى اعلم هذا ما يتعلق بهذا الحديث. واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعني واياكم بما سمعنا. وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين. والله اعلم اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه هل عندكم سؤال طب الله لا لا اعلمه يصح طيب لا بأس لو انها جمعت هذه الالفاظ في سياق واحد فهذا لا اشكال فيه ان شاء الله كيف او لو اقتصر على رواية منها كفاه فاذا وضع هذه الروايات تتبعها ونظر في موضعها ووضعها في نفس الموضع جيد فان هذا لا اشكال فيه ان شاء الله رأيك طيب السلام عليكم