ما قدمت من تقصير من خطأ من ذنب من عمل يعني ما يصدر من الانسان مما قد يؤاخذ عليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه مما كانوا عليه قبل ذلك يقول وما اسررت وما اعلنت ما اسررت ما اخفيت ما اعلنت يعني ما اظهرت وما اسرفت يعني جاوزت فيه الحد فهذا يقوله مبالغة في طلب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لم يزل الحديث ايها الاحبة متصلا بما يقال من الادعية بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الادعية ما رواه علي رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا قام الى الصلاة قال وفيه ثم يكون من اخر ما يقول بين التشهد والتسليم. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر. لا اله الا انت رواه مسلم قوله في هذا الحديث ثم يكون من اخر ما يقول يعني بعد فراغه من الركوع والسجود وما الى ذلك من اخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت ويقول بين التشهد والتسليم فهذا موضع الدعاء اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما تأخر ولكنه صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بهذا قد يكون ذلك قبل ان يعلمه الله وقد يكون ذلك مما رتب عليه هذا العطاء وهو غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر انه رتب على امور واسباب منها انه يدعو ربه لذلك فالله يستجيب دعاءه ويعطيه سؤله كما ذكرنا سابقا في ما يقال اللهم ات محمدا الوسيلة والفضيلة. مع ان الله قد اعطاه ذلك ولكن الله تعبدنا بهذا ونحن نحسن الى انفسنا بهذا الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم ونؤجر عليه تحصل لمن دعا به الشفاعة. شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فعلى كل حال هذا ايضا تعليم منه صلى الله عليه وسلم لامته ان يقولوا ذلك وبعض اهل العلم يفسر قوله اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت يعني ان وقع مني في المستقبل ذنب فاجعله مقرونا بمغفرتك ما اخرت ما قدمت بعضهم يقول اي قبل النبوة وهذا ليس بلازم وكأن هؤلاء ممن يذهب الى عصمة الانبياء عليهم الصلاة والسلام من الذنوب والمعاصي وهذا خلاف الراجح فالذي عليه اهل السنة ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام تقع منهم الذنوب والمعاصي والله عز وجل يقول وعصى ادم ربه فغوى ولا حاجة للتمحل في حمل ذلك على محامل بعيدة لكنهم لا يصرون عليها ولا تقع منهم الكبائر ولا يقع منهم صغائر ما يسمى بصغائر الخسة يعني التي تسقط المروءة الاشياء التي هي من قبيل الدناءة هم منزهون عن هذا لانهم اكرم الناس نفسا ولا يصرون على صغيرة وتكون مرتبتهم بعد توبتهم كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله اعلى الغفران بذكر انواع العصيان السر والعلانية ما تقدم وما تأخر وما انت اعلم به مني يعني مما اعلى اعلمه من ذنوبي عددا ولا حصرا ولا حكما مع ان العبد حينما يدعو بمثل هذا الدعاء اغفر لي ما قدمت وما اخرت. يرد عليه معنى زائد على ما يقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم. فان العلماء يذكرون معنى في ادعية اخرى مما يقوله العبد بي ما يتصل به اما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقال ذلك في حقه عليه الصلاة والسلام نحن حينما نقول اغفر لي ما قدمت وما اخرت يحتمل معنى اخر ما اخرت يعني بعد موتي من الذنوب التي تبقى اثارها الذنوب التي تكون مؤثرة بعد الموت يعني كمن نشر شيئا لا صحة له فصار الناس يعملون به من بعده سن سنة سيئة للناس ترك شيئا موقع سيء في الانترنت او حساب سيء في التويتر مثلا وصار الناس يفتحونه يجدون فيه قبائح يلاحقه بعد موته كانت له تسجيلات سيئة كان له سب وشتم يقرأه الناس وباقي مكتوب رجل له معاصي باقية بعده كصاحب الغناء مثلا المغني ونحو ذلك امرأة متبرجة متعرية تظهر صورها وتفتن الناس فماتت رجل كان ينشر ينشر صورا قبيحة سيئة تدعو للفاحشة فمات فهذه تبقى كل من نظر اليها بعده فعليه نصيبه من الوزر نسأل الله العافية فهذا لا يقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم حاشاه لكن في حق غيره حينما يقول الانسان اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وبعض اهل العلم يقولون ما يبقى بعد موته الاشياء التي فهنا انت المقدم مقدم يعني بعض العباد اليك بالتوفيق للطاعات وانت المؤخر لبعضهم بالخذلان. نسأل الله العافية فيجتبي من يشاء ويخذل من يشاء هذا احتمال او انت لمن شئت في مراتب الكمال تصطفي وانت المؤخر لمن شئت عن معالي الامور فيشتغل في الدنايا وقد قيل اذا اردت ان تعرف منزلتك عنده فانظر في ماذا استعملك اذا اردت ان تعرف منزلتك عنده. انظر في ماذا استعملك شغال في ايش عملك هذه الانفاس تقضيها في ايش اهتماماتك ما هي؟ اردت ان تعرف منزلتك عند الله عز وجل بماذا سخرت الى اي شيء تتجه نفسك ويقبل قلبك وتعمل جوارحك وهنا الله يقدم من يشاء يصطفيه للاعمال الفاضلة ويؤخر من يشاء فيخذلهم فيشتغلون في سفاسف الامور ودناياها. وهكذا قول من قال انت الرافع والخافض والمعز والمذل وهكذا قول الخطاب رحمه الله انه المنزل للاشياء منازلها يقدم ما شاء منها ويؤخر ما شاء قدم المقادير قبل ان يخلق الخلق هذا كله داخل فيه وقدم من احب من اوليائه على غيرهم من عبيده ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات وقدم من شاء بالتوفيق الى مقامات السابقين واخر من شاء عن مراتبهم وثبطهم عنها واخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة لا مقدم لما اخر ولا مؤخرة لما قدم فهذا كله داخل فيه واوضح من هذا ما ذكره الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله. من ان المقدم والمؤخر هذا كله يدخل فيه ان الله تعالى مقدم لمن شاء. ومؤخر من شاء بحكمته وان هذا التقديم وكذلك التأخير يكون كونيا يعني بحكمه وقضائه الكوني كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها على بعض وتقديم الاسباب على المسببات والشروط على المشروطات وانواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير المتنوعة وهي بحر لا ساحل له ويكون شرعيا كما فضل الانبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض وفضل بعض عباده على بعض وقدمهم في العلم والايمان والعمل والاخلاق وسائر الاوصاف واخر من اخر منهم بشيء من ذلك. كل هذا تبعا لحكمته. فهذا كله داخل به وقد عد الخطابي والشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله وجماعة هذان الاسمان من اسماء الله تبارك وتعالى وانهما يتضمنان اوصافا ذاتية لكونهما قائمين بالله تعالى وان الله متصف بذلك وكذلك من صفات الافعال لان التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها وافعالها ومعانيها واوصافها وهي ناشئة عن ارادة الله وقدرته فعدوا هذا من الاسماء الحسنى المزدوجة يعني التي تقال معا يقال الله هو المقدم والمؤخر انت المقدم وانت المؤخر يعني لا يقال على سبيل الافراد الله المقدم او يقال عبد المقدم او عبد المؤخر وانما يقال الله هو المقدم والمؤخر. كما يقال الخافض الرافع الاول والاخر ونحو ذلك عند من عد هذا من قبيل الاسماء. قالوا الاسماء المزدوجة تذكر مقترنة. وان الكمال في اقترانها وهذا ذكره جمع من اهل العلم وقد ورد في حديث سرد الاسماء الحسنى ونحن عرفنا في مقدمة الكلام على الاسماء الحسنى ان الحديث في اصله ثابت لا مطعن فيه ولكن سرد الاسماء لا يصح بجميع رواياته عند الترمذي طريق الوليد ابن مسلم ابن حبان ابن خزيمة الطبراني البيهقي ورد هذا الاسم او ورد هذان الاسمان مع انهما لم يردا في بعض طرق الحديث اللي فيه سرد الاسماء وذكرت لكم الروايات من قبل في مقدمات الاسماء الحسنى. لكن ممن عده من الاسماء الحسنى او عدهما من الاسماء الحسنى. كما قلت الخطابي كذلك الحليمي والبيهقي لان البيهقي اصلا ضمن كتاب الحليمي المنهاج في شعب الايمان المطبوع في ثلاثة مجلدات طمنه في كتابه الكبير الجامع لشعب الايمان. وكذلك ايضا ابن حزم وابن العربي والقرطبي الحافظ ابن القيم. من المعاصرين الشيخ محمد الصالح العثيمين الشيخ السعيد ابن وهف القحطاني وكنت ذكرت لكم من قبل ان الشيخ سعيد ابن وهف في هذا الكتاب قرأ الاسماء وليس الشرح على سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله. فهذه مزية مهمة في الكتاب يعني ان الاسماء المذكورة فيه قرأت على سماحة الشيخ واقرها وممن ذكره ايضا ذكر اخرون مثل صديق حسن خان رحم الله مع ان بعضهم لم يذكر ذلك في جملة الاسماء وقد ذكرنا في الضوابط اشياء تتصلوا بعد الاسماء لا اله الا انت يعني لا معبود سواك شيخ الاسلام رحمه الله يقول هنا قدم الدعاء في هذا الحديث. وختمه بالتوحيد ويعلل ذلك بان الدعاء مأمور به في اخر الصلاة وانه ختم بالتوحيد ليختم الصلاة بافضل الامرين وهو التوحيد يعني افضل من ختمها بمجرد الدعاء والا لو لم يقصد ختمها بالتوحيد لكان تقديم التوحيد على الدعاء اولى كما ذكرنا في شرح عدد من الاحاديث سابقة والحافظ ابن القيم رحمه الله في جلاء الافهام يذكر انه لو قيل اغفر لي كل ما صنعت يعني لاحظ هذه التفاصيل المذكورة ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما هذه تفاصيل فلو قال اغفر لي كل ما صنعت اغفر لي كل ذنب. لاتى على هذا كله فلماذا ذكر هذه التفاصيل ولم يجمل ذلك بعبارة واحدة علل هذا بان الفاظ الحديث هنا جاءت في مقام الدعاء والتضرع الى الله تبارك وتعالى واظهار العبودية والافتقار واستحضار الانواع التي يتوب العبد منها تفصيلا احسن وابلغ من الايجاز والاختصار. هنا مقام تذلل وخضوع واعتراف فيكون ذلك التفصيل اولى هذا ما يتصل بهذا الحديث واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه عندكم سؤال يقال هذا مثلا في دعاء القنوت اما ما ينشئه الانسان من عند نفسه من الادعية فانه يدعو بجوامع الكلم. وجوامع الكلم هي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم او الادعية الواردة في القرآن. فاذا اراد ان ينشئ دعاء من عند نفسه في القنوت فهذا جائز لكنه لا يذكر ذلك على سبيل التفصيل كما يفعل بعضهم في طول في الدعاء ويذكر تفاصيل لربما يستدر بها عواطف الناس فهذا لا يحسن وقد يدخل في الاعتداء في الدعاء اما وورد عن الشارع فهو في مواضع محدودة ولعلة وحكمة قد تكون معلومة وقد تخفى. والا فالاصل الاجمال الاجمال ولهذا ذكرت لكم في بعض المناسبات لعله تعليق في رمضان على قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين تكلمت على انواع من الاعتداء في الدعاء. من هذه الانواع في الاعتداء ان يذكر تفاصيل يوغل في في التفصيل وهذا لا يحسن ولا يليق وذكرت لكم بعض الاثار عن بعض الصحابة رضي الله عنهم حينما انكروا ذلك حينما يسمع ولده يقول اللهم اني اسألك القصر الابيظ عن يمين الجنة انكر عليه هذا ويقول له سل الله الجنة واستعذ به من النار فاذا دخلت الجنة والاخر كان يقول اسألك الجنة وحورها وكذا وكذا وقصورها وتفاصيل قال سل الله الجنة واستعذ بالله من النار فانه وذكر له الاعتداء في الدعاء. الا يحصل الانسان حينما ينشأ ادعية ان يتمحل ويتكلف التفاصيل والله اعلم طيب بقي شيء السلام عليكم