الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث اما رواه انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت وحدك لا شريك لك المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام. فقال لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب وذكرنا الروايات الاخرى والزيادات في هذا الحديث كقوله يا حي يا قيام الى غير ذلك. فقوله يا حي يا قيوم الحي هو الجامع او الموصوف بالحياة الكاملة وذلك يستجمع صفات الذات اذ ان صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها كما ان صفة القيومية متضمنة لجميع صفات الافعال كما ذكر ذلك الحافظ ابن القيم رحمه الله وغيره ولهذا كان اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى عند هؤلاء كابن القيم انه الحي القيوم فالله تبارك وتعالى هو الحي الله لا اله الا هو الحي القيوم فحياته تبارك وتعالى حياة كاملة من كل وجه لا تعتريها النقائص فلا ترد عليها الاسقام والالام فان حياة المخلوقين ناقصة بما يعرض لها من الضعف والمرض والاعتلال. كما ان حياة المخلوقين مسبوقة بالعدم ويتبعها العدم. واما الله تبارك وتعالى فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء واما حياة اهل الجنة فانها باقية وذلك بابقاء الله تبارك وتعالى لهم فانما قيامهم باقامة الله جل جلاله. ولهذا كان من اسمائه القيوم والقيام فذلك انه تبارك وتعالى قائم بنفسه مقيم لغيره وانما قيام هذه المخلوقات باقامة الله تبارك وتعالى لها فكمال القيومية لكمال الحياة وذلك ان الحي المطلق التام لا يفوته صفة كمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه شيء البتة فالله تبارك وتعالى قيم وقيام وقيوم وهذا وصف ذاتي ثابت له بالكتاب والسنة والقيوم من اسمائه ابن جرير رحمه الله فسر القيوم بالقيم بحفظ كل شيء ورزقه وتدبيره وتصريفه فيما شاء واحب من تغيير وتبديل وزيادة ونقص وعلى كل حال الله قائم على خلقه بارزاقهم واعمالهم واجالهم فهو يحصي ذلك جميعا عليهم كما انه يرزقهم ويعافيهم ولا غنى لهم بحال من الاحوال عن كلاءته وتدبيره وتصريفه فضله وانعامه فهو قائم بنفسه مستغن عن خلقه وكل شيء انما قيامه به وكل شيء محتاج اليه وهو الغني عن كل شيء وعلى كل حال على هذا يكون القيوم ايضا متضمنا لصفة الغنى او مستلزما لها لانه اذا كان قائما بنفسه مستغنيا عن غيره وكل شيء محتاج اليه لا قيام للمخلوقات الا به فهذا يعني انه يدل على كمال غناه كما يدل على كمال قدرته جل جلاله وتقدست اسماؤه على كل حال الحافظ ابن القيم رحمه الله ذكر هذا الاسم عن القيوم وكذلك الحي في نونيته وذكر ترى هذه المعاني قال هذا ومن اوصافه القيوم والقيوم في اوصافه امران احداهما القيوم قام بنفسه والكون قام به هما الامران. يعني قام بنفسه وقامت المخلوقات به. فهو مقيم لها. يقول فالاول استغناؤه عن غيره والفقر من كل اليه الثاني كن مفتقر اليه بالمعنى الاخر انه مقيم لغيره الى ان يقول والحي يتلوه فاوصاف الكمال هما لافق سمائهما قطبان. يقول الكمال يحصل بهذين الحي اللي له الحياة الكاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه والقيوم قائم بنفسه مقيم لغيره. الى ان يقول وكذلك اوصاف الكمال جميعها ثبتت له ومدارها الوصفاني الحي الحياة والقيومية الى ان يقول ولاجل اذا جاء الحديث بانه في اية الكرسي وذي عمران الحديث ان الاسم الاعظم في سورة البقرة وقال عمران جاء انه في ثلاث سور من القرآن على كل حال يقول ابن القيم اسم الاله الاعظم اشتمل على اسم الحي والقيوم مقترنان. هذا ما ذكره على كل حال وذكر في كتابه بدائع الفوائد ان هذين الاسمين قد انتظما جميع اوصاف الكمال والغنى التام والقدرة التامة فكان المستغيث كما في هذا الحديث هنا يا حي يا قيوم كأن المستغيث بهما مستغيث بكل اسم من اسماء الرب تبارك وتعالى وبكل صفة من اوصافه يقول فما اولى الاستغاثة بهذين الاسمين ان يكونا في مظنة تفريج الكربات واغاثة اللهفات وانالة الطالبات يقول من استغاث بهذه الاسمين كانه استغاث بجميع الاسماء الحسنى والصفات العلا فحري ان يغاث. هذا ما يتعلق بهذا الحديث واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا انه سميع مجيب اذا كان عندكم سؤال نعم هذا يسأل سؤال لا علاقة له كيف يرد على من ينفي عذاب القبر ويقول ان الموجود في القرآن من ادلة هو خاص ليس بخاص ليس بخاص يعني الادلة التي في القرآن بعذاب القبر منها ما جاء في قوم نوح اغرقوا فادخلوا فادخلوا نارا. فالفاء تدل على التعقيب المباشر جاء ايضا في غيره مما لا يمكن ان يدعى فيه الخصوص. كما في قوله تبارك وتعالى عن توفي الكفار تتوفاهم الملائكة قال يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. ولو ترى اذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون الاية فهذا كله اين اليوم هذا عند التوفي فدل على ان ذلك انما هو في القبر. فهذه الايات دلت على ان الكفار في حال النزع تقول لهم الملائكة ذلك وانهم يضربون وجوههم وادبارهم وانهم يذيقونهم العذاب او يقول لهم ذوقوا العذاب عذاب الهون الى اخره. ايضا الاحاديث النبوية اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة تفتن في قبورها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر وكما سبق انه كان يعلم ذلك اصحابه هو واحد من الاربعة التي لا تترك وبعض اهل العلم يقول انه يجب ان يستعاذ منها في اخر الصلاة اعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر والسنة شارحة للقرآن فكيف يدعى ان تلك الايات في خاص مع انها ليست كذلك وتترك هذه الاحاديث فما يقولون فيها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في كل تشهد يستعيذ في اخر صلاته من عذاب القبر ثم ينكر عذاب القبر انما انكره المعتزلة واضرابهم مذهبهم في ذلك معلوم البطلان. وقد رد عليهم اهل العلم واحاديث عذاب القبر متواترة من قبيل المتواتر المعنوي لكثرتها وتنوعها فدل عليه القرآن ودلت عليه السنة وكذلك ايضا دل عليه امور اخرى شوهدت. يعني هذا من امر الغيب قد يكشف لبعض الخلق. كما كشف للنبي صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين قال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. وحصل هذا ايضا ان كشف شيء من عذاب القبر لبعض الناس. من السلف او غيرهم مع انه آآ ما صدر او ما نشر قبل سنوات قليلة من اصوات يقال انها اصوات معذبين هذا ليس بصحيح. وقد سبق الكلام عليه في حينه. والله اعلم السلام عليكم ورحمة