وفي حديث التهليل ولم يأتي احد بافضل مما جاء به وكذلك في حديث التسبيح والتحميد ولم يأتي احد يوم القيامة بافضل مما جاء به فذكر في الجواب بان التهليل المذكور افضل الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نختم الحديث في هذه الليلة ان شاء الله في الكلام على شيء من المفاضلات بين هذه الكلمات الاربع التي جاءت في هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر وهنا التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل هذه الكلمات الاربع التي هي من الباقيات الصالحات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فما هو الافضل من هذه الكلمات لا من اجل هذا الذكر بعينه فان المؤمن يقول هذا كما جاء بهذه الاعداد او بما ورد من الاعداد الاخرى في الروايات التي ذكرناها في مجلس سابق ولكن من اجل الاكثار في الذكر المطلق ما الذي يكثر منه هل يكثر من قول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. او يكثر من الحمد او يكثر من التسبيح او يكثر من التكبير ما هو الافضل؟ لان هذه تجارة مع الله تبارك وتعالى والاعمار قصيرة ويحتاج العبد دائما الى طلب الاكمل والاوفر في الاجر من اجل انه اذا قدم على ربه تبارك وتعالى فانه يكون قد حصل الاجور الكبيرة الكثيرة من خلال هذه الاعمال التي يزاولها. ففي الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة انظروا الجزاء المرتب على هذا الذكر. التهليل كانت له عدل عشر رقاب يعني كأنما اعتق عشرة مماليك وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت احد بافضل مما جاء به الا احد عمل اكثر من ذلك. فهذه خمس جزاءات رتبت على هذا الذكر اما التسبيح والتحميد فقد قال صلى الله عليه وسلم ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. لاحظ هناك في التهليل قال محيت عنه مئة سيئة. هنا من قال سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر فحط الخطايا وان كثرت لا يحج بمئة فهذا في ظاهره افضل من حق مئة سيئة. وفي رواية عن التسبيح والتحميد قال لم يأت احد يوم القيامة بافضل مما جاء به. يعني كما قال في التهليل بالتهليل قال الا احد عمل اكثر من ذلك صار هنا في التسبيح والتحميد ذكر هذه المزية لم يأتي احد يوم القيامة بافضل مما جاء به وكذلك حط الخطايا ولو كانت مثل زبد البحر فما هو الافظل العلماء رحمهم الله تكلموا على ذلك من هؤلاء الامام النووي رحمه الله حيث قال في حديث التهليل بان قوله ومحيت عنه مئة سيئة وفي حديث في التسبيح حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ومحو السيئات وما فيه من فضل عتق الرقاب كونه حرزا من الشيطان زائدا على فضل التسبيح يعني كأنما اعتق عشرا من الرقاب وكذلك ايضا يكون له حرزا من الشيطان ويكتب له بذلك ايضا مئة حسنة يقول لانه قد ثبت ان من اعتق رقبة اعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار يقول قد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا هذا في التهليل عشر رقاب فتبقى تسع رقاب زائدة ويبقى مئة سيئة تحط عنه هذا القدر يكون زائدا فقد حطت عنه الخطايا بحساب رقبة واحدة لانه يعتق بكل عضو منها من النار فيكون الباقي كأنه غنيمة وزيادة مع ما فيه من ذكر مئة درجة وكونه حرزا من الشيطان ايضا يدل على هذا ان التهليل افضل هو انه قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر افضل ما قلته انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهذا نص صريح بتفضيله افضل ما قلته انا والنبيون قبلي. فدل على انه افضل من التحميد والتسبيح و التكبير والحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه على البخاري تكلم ايضا على هذه البسملة وعلى ما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم بان افضل الذكر لا اله الا الله لاحظ صح الحديث بهذا افضل الذكر فهذا نص مع قوله صلى الله عليه وسلم احب الكلام الى الله ذكر الكلمات الاربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الكلام الى الله فهذا احب الكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول يحتمل ان من مقدرة من احب الكلام وكذلك في قوله افضل الذكر لا اله الا الله من افضل الذكر فلا اله الا الله مذكورة في جملة الاربع في احب الكلام الى الله وقد انفردت في الحديث الاخر بان افضل الذكر لا اله الا الله هذه كلمة الاخلاص بها يدخل في الاسلام وعليها يموت الانسان ويحيا وبها تستفتح الجنة فهي اول الامر واخره اول واجب على المكلف هو قول لا اله الا الله توحيد وهي اخر واجب فهي الكلمة التي لا تعدلها كلمة يصدق على ذلك ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله وقوله افضل ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهذا كله يدل على تفضيل هذه الكلمة لا سيما انها متضمنة لجميع الكمالات مع ما فيها من التنزيه فالتنزيه في سبحان الله مضمن بهذه الكلمة لا اله فهذا نفي لكل ما يخالف هذه الكلمة وما يضادها والا الله فيه اثبات ففيه اثبات الحمد وان الله اكبر من كل شيء وما الى ذلك من الكمالات وفي حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله وقد تكلمت على هذا الحديث في اول هذه المجالس وبينت وجه كون افضل الذكر لا اله الا الله بنحو مما ذكرته الان وبينت وجه قول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء الحمد لله مع انه من جملة الذكر فكيف سماه حمدا؟ فيمكن ان يقال في هذا والله تعالى اعلم بان هذا الحامد هو في حقيقة الامر سائل وانما يحمد ربه تبارك وتعالى من اجل الزيادة لئن شكرتم لازيدنكم فهو يحمد ربه تبارك وتعالى على ما اولاه واعطاه من النعم فهو سائل بهذا الحمد فكأنه متعرض لعطاء الله عز وجل والطافه يطلبها بذكره والثناء عليه باضافة المحامد له سبحانه وتعالى فكأنه اكتفى بهذا الحمد عن السؤال لانه انما يتقرب الى الله ويرجو ما عنده من الزيادة في الاجر والثواب كذلك ايضا في العطاء الدنيوي بهذا الحمد فكان بهذا الاعتبار من قبيل الدعاء. وقد عرفنا من قبل بان الدعاء واسع ولذلك فقال صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء دعاء يوم عرفة وفي الحديث نفسه قال وافضل ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله الى اخره. فجعله من جملة الدعاء هذا الذكر من جملة الدعاء. فالذي يذكر ربه هو في الواقع يسأل انما يذكره ليأجره ليعطيه والذي يحمده انما يحمد من اجل ان يزيده ربه تبارك وتعالى وان يبارك له وان يثيبه على هذا الحمد وكذلك ايضا الذي يصلي فهو سائل والذي يصوم فهو سائل بلسان الحال لا بلسان المقال. فالدعاء نوعان دعاء يقال له دعاء المسألة يقول يا رب ارزقني يا رب اغفر لي والثاني هو ذاك الدعاء الذي يكون بفعل العبد وتقربه الى ربه تبارك وتعالى. فنحن حينما نذكر الله عز وجل ونصلي ونتصدق وما الى ذلك فنحن نتعرض لالطافه وعطاياه وجزائه وثوابه كل هذا السؤال فهو داخل فيه. فهنا قال وافضل الدعاء الحمد لله. لاحظوا ايها الاحبة اننا في هذا الكلام نفاضل بين هذه الاذكار التي هي في غاية الفضل وقد جاء فيها هذه الاحاديث احب الكلام الى الله وذكر الاربع افضل الدعاء الحمد لله افظل الذكر لا اله الا الله ما هو الافضل؟ لا اله الا الله؟ ولا الحمد لله لكن هل نحن ايها الاحبة في واقعنا نشتغل في هذه الامور نشتغل هذا الاشتغال بذكر الله عز وجل وحمده؟ يعني نحن الان نبحث عن ما هو افضل نتجه مع الله بهذه الاعمال في ذكرنا المطلق ان نكثر من هذا او نكثر من هذا. فاين هذا من الغفلة ويبقى لسان المرء جافا لا يتحرك بالذكر في حركته في انتقاله لانه نلاحظ انفسنا نكتشف احيانا اننا نبقى في سيرة طويل في السيارة احيانا او نمشي مسافات ات والانسان ساكت لا يتكلم ولا يذكر ربه تبارك وتعالى ولربما يرى ان هذا من الخسارة انه لم يكن بيده شيء ان كان يحسب للوقت حسابا لكنه ينسى الذكر. يعني يرى انه حينما يذهب الى مشوار حتى يرجع الى بيته فقط الطريق يوصل احدا ثم يرجع لربما يستغرق ساعة لا سيما في اوقات الذروة عندنا هنا لكن في ناحية مثل الرياظ لربما يستغرق اربع ساعات. فلو انه نظر احيانا يجد انه قد توقف لسانه عن الذكر غفلة واذا نظر الى حاله عند النوم يجد انه احيانا يكتشف هكذا حينما يتفكر في حاله وفي نفسه انه متوقف لا يذكر الله عز وجل مع انه قد يبقى قبل النوم ساعة واكثر لا ينام ينتظر النوم ومع ذلك تجد هذا اللسان كأنه عليه قفل. فهذا لا شك انه من عمل الشيطان ومن الغفلة فاين هذا يعني هذا السكوت ممن يشتغل لسانه بالخلق في الغيبة وغير ذلك الوقيعة في اعراض الناس فهذا نسأل الله العافية في غاية السوء. فنحن حينما نتحدث عن هذه القضايا من الناحية النظرية ما هو الافضل نشتغل بكثرة التحميد او نشتغل بكثرة التهليل. اين هذا من غفلة طويلة تمضي اوقات كثيرة جدا دون ان نذكر الله تبارك وتعالى دون ان نستشعر هذه المعاني والا لو كنا نذكره في مثل هذه الاوقات التي تذهب علينا بين بين كما يقال لكنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات يذهب يمشي يذهب الى عمله او في الرجوع او في سوقه او نحو ذلك لو كان هذا اللسان يتحرك دائما بالذكر فهذا هو الاستغلال الحقيقي للوقت. يعني البعض ممن يحرص على الوقت لربما يتحسر انه لم يكن معه بالسيارة في هذه الساعات التي مضت مثلا مادة صوتية يسمعها فيها درس علمي او نحو ذلك طيب والذكر اذا جلس احيانا في انتظار في مكان في مؤسسة في مستشفى في ناحية لربما يتمنى لو كان معه كتاب في هذه المدة الطويلة التي قضاها ينتظر طيب فالذكر اين هو؟ الذكر اين هو؟ ليس هو استغلال للوقت انظر الى حالنا حينما نذهب مثلا في الحج. لربما نبقى ثمان ساعات ونحن ننتقل من مكان الى اخر. من عرفة الى مزدلفة او من منى الى عرفة او نحو ذلك او من المطار الى المخيم وقت طويل يمضي ساعات طويلة ولو نظر الانسان الى نفسه قد يلبي قليلا دقائق ثم يفتر طويلا طيب واين الذكر؟ واين باقي الذكر وين استغلال الاوقات؟ ولهذا نحتاج اننا نتأمل ايها الاحبة يعني نحن على طول هذه المجالس كل يوم هل تغير من واقعنا شيء من الناحيتين محافظة على الاذكار وكثرة الذكر. الجانب الثاني استشعار المعاني قد يكتشف الواحد منا احيانا انه يدخل المسجد وكأن لسانه قد عقد ما قال ذكر. الذكر الذي يقال عند الدخول وقل مثل ذلك اذا فرغ من وضوئه كأن لسانه معقود بل يسمع المؤذن احيانا الانسان ولربما يردد جملة او جملتين ثم يشعر انه قد توقف ينتهي المؤذن من الاذان لربما يكتشف الانسان انه قد ترك الترديد معه من غير عذر من غير شغل هكذا فالشيطان لا يزال بالعبد يزين له ويصرفه ويشغله حتى يغفل عن ذكر الله واذا غفل عن ذكر الله وثب وتسلط عليه بالخواطر السيئة والوساوس وتزيين المنكر والشر والمعصية فاذا تحرك قلبه ولسانه بالذكر فانه يعصم من الشيطان ويقوى فيكون الشيطان بعيدا عنه ولهذا ينسيه كثيرا ولو بامور مباحة او بامور مفضولة من الطاعات. فاسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه