الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بالكلام على اذكار الصباح والمساء ومن ذلك ما جاء من حديث عبدالله ابن غنام البياضي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال من قال حين يصبح اللهم ما اصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد ادى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد ادرك فقد ادى شكر ليلته هذا الحديث اخرجه ابو داوود والنسائي في عمل اليوم والليلة وفي غير اللفظ الذي عند ابي داوود قال اللهم ما اصبح بي من نعمة كما هنا فمنك وحدك لا شريك لك لكن هذا عند ابي داوود هذا عند غير ابي داوود عند النسائي في عمل اليوم هذا عند ابي داود عند النسائي في عمل اليوم والليلة او باحد من خلقك ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك هذه الجملة ليست عند ابي داود هذا الحديث سكت عنه ابو داوود وعرفنا ان ذلك لكونه من قبيل الصالح للاحتجاج عنده وقال عنه النووي اسناده جيد وحسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله وضعفه الشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع قوله اللهم من قال حين يصبح اي حين يدخل في الصباح اللهم ان يا الله ما اصبح بي من نعمة يحتمل ان يكون المعنى ما اصبح بي من نعمة يعني ما حصل لي في الصباح ما حل بي في الصباح ما وقع لي في الصباح ما اصبح من نعمة ما نزل بي من النعم في هذا الصباح فمنك وحدك لا شريك لك ويحتمل ان يكون المعنى انه ما اصبح متصلا بي يعني مما كان فيه العبد من النعم واستمر معه الى ان دخل في الصباح وهذان المعنيان لا اشكال فيهما فان ما وقع للعبد من النعم المستجدة في الصباح او في المساء كله من الله تبارك وتعالى وكذلك ما يستصحبه من النعم التي تستمر معه حتى يصبح او تكون معه حينما يصبح الى ان يدخل في المساء فهذا كله من الله تبارك وتعالى والنعم نعم الله تبارك وتعالى تترى على العباد والصباح والمساء ظرفان تقع فيهما الوقائع والحوادث من المحبوبات والمكروهات فما يقع للعبد من النعم الدنيوية والاخروية مما يستجد له كله من الله وما يستصحب وما يستصحبه فهو من الله تبارك وتعالى العبد في هذا المقام يقر لربه ومليكه وخالقه المنعم المتفضل جل جلاله وتقدست اسماؤه يقر له بذلك كله ومن هنا فلا حاجة الى الترجيح بين المعنيين فذلك جميعا من الله وما بكم من نعمة فمن الله سواء كانت هذه مما استجد في الصباح او مما استصحبه مما كان في ليلته او في يومه الذي قبله ولو تأمل العبد احواله وما يسوقه الله تبارك وتعالى اليه من الهدايات والالطاف الربانية والعلوم النافعة والمعارف بالاضافة الى النعم التي حباه الله عز وجل فيها حباه بها في بدنه من العافية التي لا يعرفها الا من فقدها او فقد شيئا منها ومن كان في شك او مرية فليذهب الى اقرب مستشفى ولينظر الى احوال الناس وتنوع العلل والامراض التي يعانونها وقد عافانا الله عز وجل من ذلك فهذه نعم ولكننا لا نستشعرها الا عند فقدها وكذلك ايضا النعم الاخرى مما نلابسه هذه النعم من المطعوم والمشروب والنعم التي يعطينا الله عز وجل من الاموال والاولاد الى غير ذلك مما يقع للعباد يعرفون قليلا منه ويجهلون اكثره هذا الهواء ايها الاحبة هو نعمة عظيمة لا يعرفها الا من فقد نعمة النفس كما يتنفسه الاصحاء تحتاج الى معالجات من اجل ان يستطيع ان يتنفس وان يجد بعض حاجته بهذا السبيل هذه اشياء ايها الاحبة حينما يقع للانسان خلل فيها يكون عنده ثقافة واسعة يكون عند اهله وذويه وقرابته من معرفة هذا اللون من الاعتلال الشيء الكثير مما كانوا لا يعرفونه ولم يسمعوا به لكنها نعم غائبة عن ابصارنا نعرفها عند عند انعدامها او فقدها او ضعفها فنسأل الله عز وجل ان يسبغ علينا وعليكم وعلى اخواننا المسلمين نعمه ظاهرة وباطنة وان يرزقنا شكرها. ما اصبح بي من نعمة دنيوية او اخروية ظاهرة او باطنة وفي اللفظ الاخر عند غير ابي داوود او باحد من خلقك او باحد من خلقك او هذه يمكن ان تكون للتنويع او باحد من خلقك يعني بي او باحد من خلقك. فهذه النعم منها ما يحصل للعبد ومنها ما يحصل غيره او ان المقصود التعميم وهذا هو الاقرب والله تعالى اعلم هذه النعم التي تحصل للانسان وتحصل لعموم الخلائق كل ذلك من الله وحده دون ما سواه او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك منك وحدك حاصل منك على سبيل التفرج دون شريك ولا معين فلك الحمد ولك الشكر فالمحامد تضاف اليك والشكر وهو ما يكون على مقابلة الجميل الاختيار بالقول اللسان والقلب والجوارح باللسان حينما يلهج اللسان بحمد الله وشكره وذكره وكذلك ايضا بالقلب حينما يستحضر هذا الافضال والانعام فلا يكون القلب غافلا عنه حينما يرى الانسان ما اعطاه الله عز وجل واصبح معافى يستحضر هذه النعمة ويقول الحمد لله من الناس من لا يقوم من فراشه ايها الاحبة قطرة صغيرة من الدم تتوقف في مكان بعرق في دماغ في قلب في رئة قد يتحول هذا الانسان الى شيء اخر قد يموت من ساعته وقد يتحول الى ما يشبه الجثة لا يتحرك به يد ولا رجل فهذه نعم انعم الله عز وجل علينا عافانا وقل مثل ذلك في انواع النعم التي نشاهدها امام هذه الاطعمة المتنوعة من اقطار الدنيا من المشرق والمغرب قد نعرف اسماء بعضها وقد لا نعرف بعضا اخر ليست هذه نعمة ايها الاحبة عظيمة جدا اصبحنا بعد ان كان اجدادنا قد لا يجدون تمرة يتبلغون بها الى المساء ما يجدون شيئا ما يجدون شيئا الامام احمد رحمه الله كان خرج مع الناس في اللقط يعني بعد الحصاد يتساقط الحب في الارظ فيخرجون يلتقطون هذا الحب يخرج الفقراء فخرج الامام احمد معهم لعله يجد ملء كف من الحب من الحنطة ثم رجع ولم يمكث فسئل فذكر انه رأى شيئا يكرهه الحب هنا حبة وهناك حبة وهناك حبة ويجتمع الفقراء فبدل من ان يقوم ويجلس الواحد منهم صاروا يمشون في الحقل على اربع كأنهم بهائم فلما رأى هذا المشهد رأى هذا المكان هذه المزرعة والناس فيها يمشون على اربع كره هذا المشهد ورجع. امام الدنيا الامام احمد يخرج للقاط ما يجدون شيئا وهذا الى عهد قريب والان لو ذهب الانسان الى اقرب ما يليه من الاسواق التي تستجمع انواع المطعومات التي توجد في انحاء المعمورة فانه قد لا يرده الا نفسه من منا نحن الذين في المسجد؟ انا اعلم ان في المسلمين حاجة ومسغبة ومنهم من لا يجد ما يقيم صلبه. اعلم هذا ولا اقيس الناس على حالنا. لكن نحن الذين في المسجد من منا يبيت اولاده وهم جوعى يبيتون وهم يتضاغون من الجوع لا يوجد نحن في نعمة سابقة وان كان الناس يتفاضلون لكن هذا التفاضل في العطاء الدنيوي بما زاد عن قدر الحاجة انما هو زيادة في الحساب له تبعات كما لا يخفى لكن من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا رزق الغد يأتي مع الغد الله الذي خلقه لن يضيعه فالمقصود ايها الاحبة ان العبد ينبغي ان يستحضر رأى مثل هذا الماء البارد هذا الماء النقي هذا الماء النظيف يستحضر هذه النعمة الى عهد قريب كان الناس يشربون من اماكن نعتبرها الان نحن غير صحية مستنقعات وبعوض وامراض واذا رأوها اقرأوا اشعار العرب صاف بابطح اضحى وهو مشمول في بانت سعاد يعني هذه هذا الماء اذا افضوا اليه في اسفارهم وفي تقلبهم وذهابهم ومجيئهم عندهم ان هذا منتهى اللذة والانس تطرب ابصارهم حينما يرون هذا المستنقع ولربما شربوا من الابار ويضع الواحد منهم طرف عمامته لما فيها من الكدر والطين والحشرات اقرأوا كلام اهل العلم شيخ الاسلام حينما تكلم عن العفو عن يسير النجاسات مما تعم به البلوى ولا يمكن التحرز منه. مثل بماذا بعر الفأر بعر الفأر في الدقيق يقول هذا لا يمكن التحرز منه. تعم به البلوى. الان هذا لو وجد تعتبر هذي كارثة عند الناس. اليس كذلك لماذا؟ لان النعم صارت طافية بينما عندهم في السابق ان ادم متع به البلوى ويعفى عنه بعر الفأر في الدقيق لا اثر له مثل هذا فعلى كل حال حينما نجلس امام موائد حينما نجلس حينما ننظر الى الثياب التي عندنا هذه الثياب الكثيرة المتنوعة هذه نعم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم من كان لا يجد الا ازارا ولا يجد رداء وقال النبي صلى الله عليه وسلم او لكل منكم ثوبان؟ يعني ازار رداء بمسألة ستر العاتق في الصلاة فهنا يستحضر العبد نعم الله عز وجل عليه الظاهرة والباطنة وهذا يدعوه الى مزيد من العبادة والاقبال على الله عز وجل والتواضع للخلق والخضوع لربه وخالقه جل جلاله فلا يتعاظم ولا تورثه هذه النعم البطر والاشر فيكون مقابلا لهذه مقابلا هذه النعم في الجحود والطغيان فهذا لا يليق المؤمن وهنا قال ومن قال مثل ذلك حين يمسي يعني يقول اللهم ما امسى بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد ادى شكر ليلته. فهذا الحديث ايها الاحبة فيه فضيلة عظيمة ومنقبة كريمة كما يقول الشوكاني رحمه الله حيث تكون تأدية واجب الشكر بهذه الالفاظ اليسيرة القليلة وان قائلها صباحا قد ادى شكر يومه وقائلها مساء قد ادى شكر ليلته مع ان الله تعالى يقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها واذا كانت النعم لا يمكن احصاؤها فكيف يستطيع العبد ان يشكرها فله الحمد وله الشكر هذا من نعمه تبارك وتعالى عبارة قصيرة جملة قصيرة اذا قالها يكون قد ادى شكر يومه ادى شكر ليلته ويقول شيخ الاسلام رحمه الله كل ما بالخلق من النعم فمنه وحده لا شريك له ولهذا هو سبحانه يجمع بين الشكر والتوحيد لاحظ ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ذكر التوحيد وذكر الحمد يقول شيخ الاسلام ولهذا هو سبحانه يجمع بين الشكر والتوحيد ففي الصلاة اول الفاتحة الحمد لله رب العالمين وفي اوسطها اياك نعبد هذا التوحيد واياك نستعين وهكذا فادعوه مخلصين له الدين هذا التوحيد الحمد لله رب العالمين هذا الحمد فقرن بينهما فاسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا واياكم من الحامدين الشاكرين الذاكرين وان يلهمنا وان يوزعنا شكر نعمه وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا دينا الا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا اعنتنا على قضائها ويسرتها برحمتك يا ارحم الراحمين. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اذا كان لديكم سؤال تفضلوا نعم الحمد اعم من الشكر من وجه الشكر يكون متعلقه القلب واللسان والجوارح والحمد يكون باللسان مع مواطئة القلب ولابد واما سببه فسبب الشكر يقولون هو الانعام او الافضال او او نحو ذلك مما يكون اختياريا. على الجميل الاختياري واما الحمد فيكون اعم من هذه الجهة من جهة السبب. فالله تبارك وتعالى يحمد على كل حال فهو اعم من هذه الناحية يعني الشكر اعم من جهة الجهات المتعلق قلب اللسان والجوارح والحمد اهم من جهة السبب نعم طيب تفضل نعم كيف انا قلت لكم مرارا وكرهت ان اعيد لكثرة ما اعدت ذلك الى امس وبالتالي حينما اذكر هذه الاقوال فان من له بصر في هذا الباب ترجيع التخريج كلام على الروايات والحكم عليها وما الى ذلك فانه يجتهد وهو بين اجر واجرين ومن ليس كذلك فانا اذكر اسماء اهل العلم ويمكن ان يقلد من يعتقد انه الارجح في هذا الباب وتبرأ ذمته نعم طيب السلام عليكم ورحمة الله