الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته واصل الحديث ايها الاحبة اما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء كما في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم اني اسألك العافية بالدنيا والاخرة اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالي اللهم استر عوراتي وامن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي. قد تحدثنا عن شطر هذا الحديث فقوله اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي احفظني يعني من كل ما احاذر احفظني من كل مكروه احفظني من كل سوء في بدني ونفسي واحفظني في ديني من بين يدي يعني من امامي ومن خلفي يعني من ورائي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي واعوذ بعظمتك ان اغتال وفي لفظ من ان اغتال من تحتي اي يؤخذ بغتة واهلك في حال غفلة كما فسره بعض اهل العلم ان اغتال من تحتي فسره بعض الشراح بالاخذ بغتة يعني من حيث لا يتوقع ولا يحتسب كالغيلة يقتل وهو غافل او يقتل في موضع لا يراه فيه احد وقال وكيع وهو احد رواته كيع ابن الجراح يعني الخسف يعني فسره على ظاهره وتفسيره على ظاهره ان اغتال من تحتي يعني ان يأتيه حتفه وما يكره من تحته ما الذي يكون من تحته الخسف خسف الارض كما حصل لقارون هذه الارض التي يمشي عليها وجعلها الله عز وجل مهادا قد يأتيه ما لا يحسب له حسابا من جهتها من ناحيتها تكون منيته وحتفه من هذه الجهة وذكر الخسف انما هو مثال ولربما يكون ذلك هي الصورة المعهودة في السابق واما اليوم حينما تنوعت الة الفتك والقتل نسأل الله العافية ويمكن ان يكون ذلك من هذه الجهة الالغام التي يطأ عليها الناس فتأتيهم حتوفهم من هذه الجهة من اسفلهم من تحتهم لربما كان ذلك في موضع يجلس عليه او نحو ذلك وتخصيص هذا من تحتي قال واعوذ بعظمتك يعني لم يقل اللهم اني اعوذ بعظمتك ان اغتال عن يميني او عن شمالي او نحو ذلك قال احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي. فذكر الجهات الخمس. واما الجهة السادسة فقال واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي فهذا قال بعض اهل العلم لان ذلك مما لا يستطيع دفعه او مدافعته وهو لا يحسب له حسابا بخلاف ما جاء من قبل وجهه او من ناحية من هذه النواحي ومن فسره بان ذلك يكون في مثل الغيلة فان مرجع ذلك الى هذا المعنى انه مما لا مدفع له يعني يأتيه من ورائه مثلا او في موضع لا يراه فيه احد يغتاله من حيث لا يشعر فهذا هذان قولان لاهل العلم في تفسير هذا الموضع وفي تعليل قوله واعوذ بعظمتك حيث خص هذه الجهة السادسة بهذه الاستعاذة وبهذه الصيغة الخاصة يقول الطيبي رحمه الله عم الجهات يعني الست لان الافات منها وبالغ في جهة السفن لرداءة الافة برداءة الافة واعترض على ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعليله حيث ذكر الحافظ ابن حجر ان ذلك مما يكون من جهة السفل انه لا حيلة في دفع ما يخشى وقوعه فيها بخلاف بقية الجهاد فانه يمكن فيها الحيلة فالطيبي ذكر كلام الحافظ هذا و رده. وعلى كل حال هذا هذا يحتمل الشاهد ان هذه الاستعاذة اشتملت على طلب الحفظ من الجهات الست جميعا. قال واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي في اخرها فكان ذلك بهذه الصيغة اكد لعظم خطورة البلاء الذي ينزل بالانسان من هذه الجهة كالخسف الذي يقع له وهنا عقوبة هؤلاء الذين يقارفون ما يسخط الله عز وجل فيأتيهم البلاء والعذاب من تحت ارجلهم من هذه الارض التي يطأون عليها ويمشون عليها فرحين مرحين يمشون اشرا وبطر فيعاقبون من هذه الجهة كما قال الله عز وجل فكلا اخذنا بذنبه ومنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ولاحظ هذه العقوبات جميعا هي في اشياء في اصلها سهلة باصلها هذه التي ذكرها الله عز وجل الحاصب ريح تحسبهم تحمي الحجارة صغيرة فاذا اشتدت صارت قاتلة الصيحة صوت قوي جدا يموتون بمجرد سماع هذا الصوت بمجرد سماع الصوت وهذا يدل على ضعف الانسان وكذلك ايضا الخسف في الارض التي يمشي الانسان عليها ويطمئن ويأمن من هذه الجهة ولا يتوقع ان يهوي في اسفلها فتتحول الى شيء اخر فتنشق وتبتلعه ومنهم من يكون ذلك بالغرق هذا الماء الرقيق قد يتحول الى شيء مخيف مهلك له هدير يحطم كل ما في طريقه وتتحول المساكن والمراكب وما الى ذلك الى قش يطفو فوقه فهذا بأس الله تبارك وتعالى وجاء تعقيب هذه الاية وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون هذا الدعاء ايها الاحبة ابتدأه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال العافية في الدنيا والاخرة والعافية لا يعدلها شيء ومن اعطي العافية في الدنيا والاخرة فقد حصل له كمال المطلوب يسلم من الشرور والافات في دينه ودنياه يسلم في الدنيا ويسلم ويسلم في الاخرة وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء العفو والعافية في الدنيا والدنيا والاخرة والاهل والمال فهذا قد اشتمل على المعافاة والعافية في جميع مطالب الانسان فعافيته في دينه ان يحفظ له هذا الدين ولا يحصل له ضلال وزيغ وانحراف او انتكاسة او نحو ذلك لا تكن لا تكونوا مصيبة هذا الانسان في دينه وكذلك ايضا في الدنيا فينتفي عنه كل ما اضر به من المصائب والبلايا الضراء ونحو ذلك وهكذا في الاخرة من اهوال القيامة وعذاب النار والاهل بحفظهم في ابدانهم نفوسهم في عقولهم في اديانهم وما الى ذلك يحفظون من الفتن والشرور والافات فان ابن ادم عرضة واولاده واولاده عرضة ايضا لهذه البلايا والرزايا والشدائد والمحن والفتن واما في المال وبحفظ من كل افة تكدر حله وكذلك من كل افة اجتاحه او تفسده من خسارة او سرقة او ضياع او غير ذلك وهنا كل العوارض المؤذية جاءت الاستعاذة منها فالعبد يسأل ربه ان يحفظه من جميع الشرور والافات والمهالك والمعاطب التي تعرض للانسان من اي جهة كان جهة الست لم يبق شيء والبلاء قد يأتيه من هنا او هناك عن يمينه او شماله او من فوقه او غير ذلك بعض الناس لربما لشدة وجده ومحبته لولده وهذا واقع لدى بعض الناس لربما جعله لا يركب الا في سيارة كبيرة ويجلس في وسطها وهذا السائق قد اعطي من التعليمات مما ينبغي ان يفعله تجاه هذا الولد من الحذر الشديد فهو اعني الاب لا يدري من اين يؤتى ويريد ان يكون في موضع يأمن فيه على هذا الولد وقد يأتيه ما يحاذره من حيث لا يحتسب من حيث لا يقع نسأل الله العافية وهذا يحصل وموجود ولعل بعضكم يعرف امثلة واقعية لذلك احيانا اسأل الله عز وجل ان يلطف بالجميع وان يعوض المسلمين خيرا لربما كان حتف هذا الذي يتخوف عليه او نحو ذلك هو الدهس تحت نفس هذه السيارة من شدة الحذر والحرص فالانسان بحاجة الى ان يسأل الله يعني مهما بذلنا من الجهود والاحتياطات يبقى حفظ الله عز وجل في المنتهى هو الاصل وهو الاساس وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو فهنا نتوجه الى الله تبارك وتعالى ولا ينجي حذر من قدر بعض الناس لا يركب في الاسفار وحتى في البلد احيانا بالمقعد الامامي في السيارة ورأيتهم في بعض النواحي يسمون هذا المقعد مقعد الشهيد يعني هو عرضة ليه الافات والحوادث ونحو ذلك ولكن قد يسلم هذا الراكب في الامام ويموت الذي في الخلف الحافظ هو الله جل جلاله ومن الشرور التي يحاذرها الانسان شر الشيطان الذي يتربص به الدوائر ويأتيه من كل النواحي اتينهم بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم لكنه لم يذكر العلو لان الله من فوقهم فهذا الشيطان متربص متوعد يقول سآتيهم من جميع الجهات فهذا يدخل في هذه الاستعاذة الشيطان يجره الى البلاء يجره الى المصائب يغريه بالفاحشة يغريه بالمنكر يزين له الشرور والافات ولربما اغراه بالجريمة ولربما حمله بدوافع الشهوة بالوقوع بالفواحش او بدوافع الغضب الى القتل والعدوان على الناس وما الى ذلك ولربما اوقعه في شيء من الافات التي يتخبطها التي يتخبطه بها الصرع والجنون والمس ونحو هذا فيبقى هذا المبتلى امام جمع من الاطباء يتحيرون بعلته فالانسان يستعيذ من هذا كله نسأل الله عز وجل ان يعيذنا واياكم من كل شر وافة اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن يمين ايماننا وشمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. اللهم نسألك العافية في الدنيا والاخرة. اللهم انا نسألك العفو والعافية بديننا ودنيانا واهلنا ومالنا اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا اللهم لا تدع لنا في هذه الساعة ذنبا الا غفرته ولا عيبا الا سترته ولا مريضا الا عافيته ولا دينا الا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة. الا اعنتنا على قضائها ويسرتها يا ارحم الراحمين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه نعم كان لديكم سؤال نعم اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة كذا؟ اي نعم هو الفظل الحديث فيها رقاة ولست معنيا دائما ان اتي الفروقات الدقيقة والامر في ذلك يسير والا في عامة الاحاديث التي مضت يوجد بعض الفروقات اليسيرة نعم كيف نعم هذا يحتاج الى استقراء يحتاج الى استقراء يعني اذا رأيت شيئا من الاذكار ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم اليوم والليلة فمعنى ذلك انه من اذكار اليوم والليلة وليس من اذكار الصباح والمساء اذا قاله مثلا في يومه او في ليلته هذا من اذكار اليوم والليلة وهي قليلة جدا عامة الاذكار هي من اذكار الصباح والمساء ماذا يحتاج الى استقراء العلماء يسمون كتب الاذكار احيانا اليوم والليلة لكن كانهم قصدوا بذلك والله اعلم ما هو اعم من اذكار الصباح والمساء مما يقال باليوم من اذكار بعد الصلوات وفي الصباح وفي مناسبات شتى وكذلك ما يقال في الليل من اذكار عند النوم ونحو ذلك هذا الذي قصدوا لكن المعنى الاخص مما يقال في اليوم والليلة مما لا يختص بالنوم لكنه يقال في الليل ذكر هكذا يقال بالليل باطلاق هذه قليلة جدا وتحتاج الى استقراء طيب بقي شيء السلام عليكم