الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاذكار الواردة في الصباح والمساء اجاء عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله ان يرضيه كان حقا على الله ان يرضيه والحديث حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه بهذا اللفظ رواه الترمذي واحمد وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله حسن والشيخ الالباني رحمه الله ضعف حديث ثوبان هذا والعين قال فيه سعيد ابن البرزبان البقال وهو ضعيف باتفاق الحفاظ وروي باسانيد جيدة عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه بهذا اللفظ فثبت اصل الحديث وكذلك قال ايضا الامام النووي رحم الله الجميع وهذا الحديث المروي عن هذا الصحابي خادم النبي صلى الله عليه وسلم يصلح ان يكون شاهدا لهذا الحديث يصلح ان يكون شاهدا لهذا الحديث وقال عنه الالباني رحمه الله بانه صحيح لغيره صحيح لغيره نلاحظ في هذا الحديث انه قال من قال حين يمسي ومعنى حين يمسي يعني يدخل في المساء فهذا في المساء وهذه الجملة رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجوه متفاوتة فقد جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة هنا لم يقيده بالصباح والمساء والحديث ثابت صحيح من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وجبت له الجنة يعني اذا قاله في اي وقت كان يعني من قال ذلك؟ ومثل هذا يكون محمله على الاطلاق. يعني لو قاله مرة بالعمر فانه يكون له مثل هذا الجزاء لان ذلك لم يقيد ان يقوله في كل يوم او في كل ليلة او في الصباح والمساء او بعد صلاة او نحو ذلك. فيبقى على اطلاقه والمطلق في الاصل يصدق ولو بمرة في العمر ما لم يقيد بوقت او حال او مكان او نحو ذلك وجاء من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع المؤذن وانا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا غفر له. وهذا ثابت صحيح وقد مضى الكلام عليه هذا يكون بعد سماع المؤذن حينما يردد معه ثم يقول ذلك واما هذا الحديث فقد جاء عن اذى الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت تسمية في بعض الروايات انه المنيذر المنيذر تصغير المنذر رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكون بافريقيا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال اذا اصبح لاحظ هنا اذا اصبح رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا فانا الزعيم لاخذن بيده حتى ادخله الجنة هذا رواه الطبراني باسناد حسن لاحظ هنا فانا الزعيم لاخذن بيده حتى ادخله الجنة. هذا اذا قاله اذا اصبح جاء ايضا عن ابي سلام من التابعين كما عند احمد وغيره قال مر رجل في مسجد حمص فقالوا هذا خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال فقمت اليه فقلت حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتداوله بينك وبينه الرجال يعني بلا واسطة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول حين يصبح وحين يمسي لاحظ هذي الرواية فيها زيادة يعني الرواية الاولى عن ثوبان حين يمسي وعن المنيذر خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال حين يصبح وهو هنا هذا الرجل الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر انه هو المنيذر قال حين يصبح وحين يمسي ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا تقيده هنا ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا الا كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة. اذا هذه الرواية وقد قال عنها محقق المسند صحيح لغيره يكون ذلك من اذكار الصباح والمساء فيكون الجزاء المرتب على ذلك جاء فيه حق كان حقا على الله ان يرضيه وايضا انه قال فانا الزعيم لاخذن بيده حتى ادخله الجنة وايضا فيما يتعلق بي الذكر المطلق قال وجبت له الجنة وما بعد الاذان غفر غفر له قوله ما من عبد مسلم هنا ما من عبد مسلم يقول كذا الا وجبت له الجنة. هذه عبد نكر في سياق النفي فهنا دخلت ايضا قبلها من فهذا للعموم بل هو نص صريح في العموم لان من اذا دخلت قبل النكرة في سياق النفي او النهي او الشرط او الاستفهام فان ذلك يكون نصا صريحا في العموم. ما من عبد مسلم رجل او امرأة كبير او صغير كثير الذنوب او قليل الذنوب يقول اذا امسى واذا اصبح ثلاثا ثلاث مرات رضيت بالله ربا هذا يشمل الرضا بالهيته وربوبيته باحكامه الشرعية وقضائه الكوني لان من معاني الربوبية التشريع وكذلك ايضا القضاء والقدر فان الله تبارك وتعالى يصرف امر الخليقة ويدبرها فهذا من معاني ربوبيته فاذا قال رضيت بالله ربا فهذا تصريح بالربوبية والربوبية تقتضي الالهية وليس المعنى انه يعتقد بربوبية الله ويرضى بها ولكنه لا يؤمن بالالهية لا يوحده في العبادة. ليس هذا هو المراد والحافظ ابن القيم رحمه الله يقول فالرضا بالهيته يتضمن الرضا بمحبته وحده وكذلك الخوف منه رجاء انابة اليه تبتل اليه وانجذاب قوى الارادة والحب كل ذلك اليه تبارك وتعالى فعل راضي بمحبوبه كل الرضا وذلك يتضمن عبادته والاخلاص له. هذا الرضا به الها ومعبودا الرضا به ربا ان يرضى بما يصرفه به ربه وما يشرعه له وما يقضي له سواء في الرزق او في الصحة والمرض او فيما يجري عليه من سائر الاقدار سواء كانت محبوبة له للعبد او كانت مكروهة هذا من معنى الرضا به ربا به ربا فاذا اصابه المرض الله هو الذي صرفك هذا التصريف وقع له الفقر وقعت له مصيبة هذا كله من تدبير الله عز وجل. فمن رضي به ربا فانه ينبغي ان يرضى بما ساقه الله اليه واختاره له ولا يكون له اختيار مع الله عز وجل لم يرزق الولد لم ترزق هذه المرأة زوجا لا يعني هذا ان يتسخط الانسان على اقدار الله عز وجل فان هذا خلاف الرضا بربوبيته وكل من يتمرد على شرع الله عز وجل فلم يرضى به ربا فان الرضا بربوبيته كما يقول ابن القيم يتضمن الرضا بتدبيره لعبده ويتضمن افراده بالتوكل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه وان يكون راضيا بكل ما يفعل به. الله هو المدبر وهو الخالق الرازق المحيي المميت بيده مقاليد الامور فهذا يقتضي ان يتوجه اليه فيتوكل عليه ويخاف منه و يعتمد عليه الاول يتضمن رضاه بما يؤمر به والثاني يتضمن رضاه بما يقدر عليه هكذا قال الحافظ ابن القيم رحمه الله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا يعني انه يرضى بهذا الاسلام والاسلام ما هو او مجموع هذه الشريعة هو تفاصيل الصراط المستقيم الذي رسمه الله عز وجل لعباده من اجل سلوكه فاذا رضي بدينه فاذا قال الله عز وجل او حكم او امر او نهى رضي العبد وليس له الا ذلك كما يقول الحافظ ابن رحمه الله ولم يبق في قلبه ادنى حرج من حكم الله عز وجل ايسلم له تسليما كاملا ولو كان مخالفا لمراد نفسه وهواه ورغباته او لقول شيخه او طائفته او نحو ذلك رضيت بالاسلام دينا معنى ذلك انه لا يلتفت الى ايضا اي دين سواه ولا يتلقى المفاهيم والتصورات والعقائد من غير دين الاسلام من الفلسفات المنحرفة او من الكتب المحرفة هذا اذا رضي بالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. وهذا يتضمن كمال الانقياد للنبي صلى الله عليه وسلم والتسليم المطلق له بحيث يكون هو اولى به من نفسه. الله عز وجل يقول النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم والمعاني الداخلة تحته مما ذكره السلف كلها صحيحة فهو اولى بهم من انفسهم بما يتعلق قوله صلى الله عليه وسلم من يعني مات وترك مالا فلورثته ومن ترك دينا فعلي فكان يقضي ديونهم صلى الله عليه وسلم ويدخل بذلك انه اولى بالمؤمنين من انفسهم في بالمحبة لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه وولده ووالده والناس اجمعين وكذلك ايضا اولى بالطاعة والاتباع كما قال بعض السلف اذا امرت النفس بشيء وامر النبي صلى الله عليه وسلم بشيء كان امره انفذ من امر الانسان لنفسه وهو اولى بالمؤمنين من انفسهم او لا بهم في كل ما يمكن ان يدخل تحت هذه الجملة فلا يتلقى الهدى الا من مواقع كلماته قيمبوعي سنته ولا يحاكم الا اليه لا يرضى بحكم غيره البتة لا في باب العقائد ولا في غيرها من الاحكام والفروع ولا في جانب السلوك والاخلاق وما الى ذلك وفي ابواب المقامات مقامات السالكين اوفوا الرجاء والمحبة والتوكل وما الى ذلك بعيدا عن البدع والاهواء والتخليط الذي وقع في هذه الابواب لدى طوائف من الصوفية لا في امور الظاهر ولا في امور الباطن لا يرضى الا بحكم النبي صلى الله عليه وسلم فان لم يجد عنه شيئا صلى الله عليه وسلم فانه يلجأ لجوء المضطر الى ما يقربه اليه من قياس ونحو ذلك فيكون بمنزلة تعاطي الميتة ان لم يجد غيرها يقول ابن القيم واحسن احواله ان يكون من باب التراب الذي انما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور من قال هذا ايها الاحبة كان حقا على الله ان يرضيه كان حقا يعني اوجبه الله تبارك وتعالى على نفسه ان يرضيه فالله يوجب على نفسه ما شاء ولا يوجب احد عليه من خلقه شيئا فهو اجل اعظم من ذلك يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ المقصود بذلك الحق الذي اثبته واوجبه على نفسه. ان يرضيه يوم القيامة يرضيه يرضيه بماذا دخول الجنة النعيم المقيم بالوانه وانواعه وصنوفه المختلفة النظر الى وجه الله عز وجل الخلود الابدي السرمدي في دار كرامته لا يحصل له شقاء ولا تنغيص ولا مرض ولا هم ولا غير ذلك فهذا الحديث تضمن الرضا بربوبيته والهيته والرضا برسوله صلى الله عليه وسلم والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له. يقول ابن القيم رحمه الله من اجتمعت له هذه الاربعة فهو صديق حقا لاحظ الكلمات الجميلة اوتي القصيرة اوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلمة ان اجتمعت له هذه الامور الاربعة فهو الصديق حقا. يقول هي سهلة بالدعوة واللسان. وهي من اصعب الامور عند الحقيقة والامتحان ولا سيما اذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك تبين ان الرضا كان لسانه به ناطقا فهو على لسانه لا على حاله يعني انه ينبغي ان يكون ذلك حالا للانسان ملازمة له وليس فقط مقولا باللسان. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فالعبد قد يحصل في قلبه منازعة لاحكام الله عز وجل الشرعية او القدرية قد توجد بعض الاحكام وشرائع الايمان تثقل على بعض النفوس فيبقى عنده شيء من التردد والحرج في صدره لماذا هذا الحكم وقد يعتقد انه خلاف العقل او خلاف القياس او نحو ذلك وكذلك ايضا قد يحصل له نوع معارضة على احكامه القدرية فيقع له ما يكره ثم بعد ذلك يقع له ما يكره ثم يقع له ما يكره فيقارن حاله بغير فيقول انا الذي اصلي وانا الذي على حال من الاستقامة والبعد عن المنكرات والمعاصي ونحو ذلك تقع لهذه المصائب وقرابتي ومن حولي هم ابعد ما يكونون عن هذا وهم في دعة وسعة وعافية مثل هذا ما عرف الله وما عرف ان الله اذا احب قوما ابتلاهم وان الرجل يبتلى على قدر ايمانه ودينه فمثل هؤلاء لم يرضوا به ربا. كل من يكون له اختيار مع الله فهو منازع لله عز وجل في ربوبيته واختياره ولم يتحقق له هذا الرضا الكامل ينظر الانسان ويفتش عما يجول في خاطره وقلبه اذا وقعت له امور يكرهها فقد يجد شيئا من ذلك قل او كثر والله المستعان الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه كنت وعدتكم ان ابدأ يوم الاثنين امس ولكن تذكرت اني لا استطيع وقلت قبل البارحة للاخوان اللي حضروا انه سيكون البداية يوم الثلاثاء ان شاء الله طيب عندكم سؤال ذكرت هذا انفا ذكرت هذا انفا اليس كذلك طيب غيره طيب سلام عليكم