امور اخرى من ادعية او اذكار لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تكلمت لكم في تكلمت على ذلك في المقدمات بمسألة التوقيف في الاذكار. هل هي توقيفية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث عن الاذكار التي تقال في الصباح والمساء فمن ذلك مجاعة عن انس رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها ما يمنعك ان تسمعي ما اوصيك به ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين. هذا الحديث اخرجه النسائي في السنن الكبرى اخرجه الحاكم في المستدرك وغير هؤلاء قد قال عنه البزار وهم من اخرجه لا نعلمه يروى عن انس الا من هذا الوجه بهذا الاسناد. وقال الطبراني لا يروى هذا الحديث عن انس الا بهذا الاسناد تفرد به نصر ابن علي قال الهيثمي فيه سلمة بن حرب بن زياد الكلابي عن ابي مدرك عن انس ذكر الذهبي سلمة هذا في الميزان ميزان الاعتدال وقال مجهول كشيخه ابي مدرك قد وثق ابن حبان سلمة والحديث على كل حال قال عنه المنذر اسناده صحيح وقال الشيخ ناصر الدين الالباني اسناده حسن رحم الله الجميع هناك حديث قريب من هذا اللفظ وهو عن انس ايضا رضي الله تعالى عنه لكن ليس في اذكار الصباح والمساء وانما في الكرب في الكرب فهو بلفظ موجز مختصر ليس كهذا اللفظ يا حي يا قيوم برحمتك استغيث قوله هنا صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها ما يمنعك ان تسمعي ما اوصيك به ما يمنعك اذى فيه تحفيز للسامع وتنشيط له من اجل ان يستمع وان يقبل ما يلقى اليه ما يمنعك ان تسمعي ما اوصيك به وليس هناك ما يمنعها رضي الله عنها بل هي في غاية القبول والوصية هي ما يطلب من الانسان فعله او تركه مع التأكيد مع التأكيد عليه بالفعل او الترك يعني بالامتثال. هذه هي الوصية فالامر والنهي المقرون بالتأكيد يقال له وصية والمقرون بالترغيب والترهيب يكون الامر الذي يكون معه ما يدفع على الفعل والامتثال يكون ترغيبا وما يكون فيه الزجر عن الفعل يكون ترهيبا لكن الوصية هي الامر او النهي المؤكد فهنا ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين تكلمنا عن الحي القيوم بالاسماء الحسنى وكذلك ايضا في مناسبات مضت منها الكلام على اية الكرسي وقلنا ان الحي وذو الحياة الكاملة من كل وجه ليست مسبوقة بعدم ولا يلحقها عدم ولا يعتريها نقص وان النوم نقص والهم والغم والحزن والمرض كل ذلك نقص في الحياة فالله له الحياة الكاملة وهو القيوم وقلنا ان القيوم يعني القائم بنفسه قائم على خلقه باعمالهم واجالهم وارزاقهم فهو قائم بنفسه مقيم لغيره. لا قيام لهم الا به فلو تخلى عنهم طرفة عين لكان ذلك هلاكا محققا لهم فحينما يتوسل الداعي بهذين الاسمين ويدعو بهما يا حي يا قيوم برحمتك استغيث برحمتك استغيث الاستغاثة بالرحمة فهي صفة من صفات الله عز وجل واوصافه تابعة لذاته فهي غير مخلوقة. فيجوز الاستغاثة الصفة والاستعاذة بها اعوذ بعظمتك. اعوذ بنور وجهك اعوذ بعزة الله وقدرته هذا في الاستعاذة لكن في السؤال والدعاء والطلب لا يصح سؤال الصفة استقلالا لان الصفات ملازمة للذات فلا يقول يا رحمة الله ولا يقول يا عزة الله اعزيني ولا يقول يا قوة الله انصريني. وانما قل يا الله يا قوي انصرني فالصفة لا تدعى وانما الذي يدعى الموصوف يدعى بهذه الاسماء المتضمنة لهذه الاوصاف الكاملة في كل مقام بما يناسبه بما يصلح لمثله وهنا يقول يا حي يا قيوم برحمتك استغيث فهذه الرحمة صفة ثابتة لله تبارك وتعالى وهي متعلق الاستغاثة هنا و لا يكون ذلك بمخلوق بحال من الاحوال فهو يتوسل الى الله تبارك وتعالى بحياته وقيوميته ويستغيث برحمته هذان الاسمان الحي القيوم اليهما يرجع عامة الاسماء الحسنى بل قال بعض اهل العلم يرجع اليهما جميع الاسماء الحسنى لان من له الحياة الكاملة والقيومية الكاملة ينبغي ان يكون هو الاله الرب الخالق الرازق القادر المحيي المميت الى غير الى غير ذلك ومن هنا قال بعض اهل العلم وهو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله بان الحي القيوم هما الاسم الاعظم وذكرنا في مناسبات متعددة ان هذا من اقوى الاقوال وهو يلي القول بان الاسم الاعظم هو لفظ الجلالة الله وان هذا عليه الجمهور وان دلائله اكثر واوضح ثم يلي ذلك في القوة الحي القيوم. ابن القيم رحمه الله يرى ان الاسم الاعظم هو الحي القيوم وهذا سبقه اليه جمع من اهل العلم كالامام النووي رحم الله الجميع ذلك كما سبق ان صفة الحياة والقيومية ترجع اليهما الصفات صفة الحياة يقولون ترجع اليها جميع صفات الافعال على كل حال هذا يذكره مثل الحافظ ابن القيم رحمه الله وان الحياة الكاملة تضاد جميع الاسقام والالام ولهذا كملت حياة اهل الجنة حيث لا هم ولا غم ولا مرض ولا حزن ولا غير ذلك من الافات بخلاف حياتنا في هذه الدار ونقص الحياة لا شك انه ينافي ايضا القيومية فهناك ملازمة بين الحياة والقيومية فان كمال القيومية يكون بكمال الحياة. لانه لا يكون قائما بنفسه من كل وجه وهو المقيم لغيره في ارزاقهم واقواتهم ومعايشهم واحوالهم واعمالهم يقوم عليهم بها الا من كانت حياته حياته كاملة. فالذي ينام مثلا هذا نقص في الحياة لا يمكن ان يدبر امر الخلائق ويدبر معايشهم. من كان يعتريه المرض او العجز او نحو ذلك فهذا لا يكون كذلك فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة من صفات الكمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل من الافعال فالتوسل بصفة الحياة والقيومية هنا في غاية المناسبة وجاء الاستغاثة هنا بالرحمة فاذا وجدت الحياة الكاملة والقيومية مع الرحمة التي يستغاث بها وهي التي تصل بها الطاف الله عز وجل الى المخلوقين وهذا المتوسل وهذا الداعي في هذا المقام يقول برحمتك استغيث يطلب الغوث من الله تبارك وتعالى متوسلا برحمته التي تصل بها الالطاف الربانية الى الخلق توسلوا اليه بماذا؟ استغيث اصلح لي شأني كله هذا من جوامع الكلم اذا تحقق للعبد ذلك اصلح الله له شأنه كله فهذا ينتظم امور الدنيا والاخرة اصلح الله له شأنه في صلته بربه تبارك وتعالى وصارت علاقته بالله على احسن الاحوال واكملها لا يحصل له ضلال انحراف زيغ اغواء من الشيطان تسلط الشيطان عليه كل ذلك ينتفي عنه. تنتفي من قلبه الخواطر والوساوس والاوهام تنتفي عنه العلل والاوصاب وتنتفي عنه ايضا ما يتعلق بي المكدرات والمنغصات التي لا تخلو منها هذه الحياة مما يتعلق بعلاقته مع الاخرين. علاقته اهله بوالديه باولاده زوجته اخوانه قراباته جيرانه مع من يزاول اعمالا معهم كل هؤلاء تكون احواله وصلاته معهم على الوجه المرضي اصلح لي شأني كله الانسان اذا ترك اذا تخلى الله عز وجل عنه بدأ التمزق ينتاشه وينتاعبه من كل من كل ناحية فتبدأ العلاقات تسوء مع الزوجة. تسوء مع الاقارب. علاقته سيئة مع اخوانه. علاقته السيئة مع جيرانه مع زملائه في العمل المع من تحت يده وما الى ذلك تبدأ هذه العلاقات تتفكك تكون هنا مشكلة وهنا مشكلة وهنا مشكلة علاقاته ومصالحه التجارية الوظيفية وما الى ذلك فهنا وبحاجة الى مثل هذه الالطاف الربانية التي تصل اليه من طريق رحمة الله تبارك وتعالى فالله هو الحي الذي يقوم بنفسه ويقيم هؤلاء الخلائق ويقوم عليهم بارزاقهم ومعايشهم فالعبد لا يستغني عن ربه طرفة عين فهو بحاجة الى ان يصلح له شأنه كله وتصلح له اعماله وتصلح اقواله وتصلح علائقه بربه الخلق ولا تكلني الى نفسي طرفة عين. لاحظ هنا الخروج من الحول والطول والقوة النظر الى النفس من الناس من يعتقد انه يملك مهارات وقدرات على التواصل والاتصال بالاخرين وانه يملك شخصية جاذبة شخصية قادرة على تفكيك المشكلات وحلها شخصية مؤثرة يعتقد انه يستطيع الاقناع يستطيع التخلص من المواقف الصعبة انه يملك مهارات ولربما كان يدرب الاخرين ويقدم لهم الدورات في هذه الاشياء فينبغي للعبد الا يلتفت الى شيء من ذلك يعرف ان الله اذا تخلى عنه فانه يضيع هذا في صلته بالله عز وجل ينبغي ان يكون ذلك نصب عينيه ان يكون ذلك حاضرا في قلبه ان هذه العبادات التي يقوم بها والاعمال الصالحة انما هي التوفيق من الله جل جلاله ولو تخلى الله عنه لضاع لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم هؤلاء من اهل الضلال فالقلب بين اصابع الرحمن قلب بين اصبعين من اصابع الرحمن. قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. يقلبها كيف شاء فالعبد بحاجة الى هداية الله عز وجل وهو بحاجة الى تثبيت فلا يوكل الى نفسه طرفة عين كذلك في اموره الاخرى بمكاسبه ومعايشه وما الى ذلك ما يقول هذا الانسان والله انا عندي قدرات وعندي خبرات وعندي دراسات في الوان الكسب وتحصيل المال او غير ذلك فان ذلك ليس بنافع له طرفة عين اذا تخلى الله عنه طرفة عين او اقل من ذلك طرفة العين هي حركة العين فهذا شيء يسير ولو تخلى الله عز وجل عن العبد لحظة لكان الهلاك المحقق. واذا اردت ان تعرف هذا قدر طرفة العين هذه يمكن ان ان تنظر فقط في جانب من الجوانب الجلطة هي في لحظة تجمد هذا الدم في عرق ثم بعد ذلك تتلاشى كل هذه القدر والامكانات العقلية لربما او كانت هذه القوة البدنية هذا الانسان القوي مفتول العضلات الذي يهز الارض اذا مشى بلحظة طرفة عين او اقل من ذلك ينتهي كل شيء فالخلق ضعفاء اذا لا ينبغي ان نلتفت الى قوتنا الى قدراتنا لا قوة بدنية ولا قدرات عقلية ولا ما يتصل بالعبادة فيعتقد الانسان انه واثق كل الثقة من عمله وعباداته وان عنده من الصبر واليقين والثبات وما الى ذلك ما لا يخاف عليه معه من الفتن مثلا لا لا تخلى عن هذا كله فاذا كان يقول ذلك حينما يصبح وحينما يمسي فهنا لا يمكن للعبد ان يتسلل الى قلبه العجب لا يمكن ان يتسلل الى قلبه الغرور. لا يمكن ان يتسلل الى قلبه شيء من الادواء بالالتفات الى النفس وقوتها وقدرها وامكاناتها وانما يكون بعد ذلك في غاية الاخبات لله عز وجل والتواضع للخلق لأنه بهذه المثابة يستغيث برحمة الله صباح مساء ان يصلح له شأنه كله وان لا يكله الى نفسه طرفة عين. اسأل الله عز وجل ان يصلح لنا شأننا كله دقه وجله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اه اذا كان عندكم سؤال ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن شيخ الاسلام نعم اخ يسأل قل ما ذكره الحافظ ابن القيم عن شيخ الاسلام رحمه الله من انه يقول قريبا من هذا وليس بهذا اللفظ يداوم عليه اربعين يوما نعم ان من داوم على ذلك اربعين يوما انه لم يحصل له موت القلب او نحو ذلك هذا الكلام ذكره ابن القيم عن شيخ الاسلام والعلماء يذكرون اشياء قريبة من هذا في او ليست بتوقيفية؟ وهل للانسان ان ينشأ دعاء او ذكرا يلتزمه وبعدد معين او لا وان الجمهور يقولون لا بأس ان يقول المكلف ذكرا او دعاء ولا يكون ذلك واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن مقتضى القواعد المعروفة في باب البدعة ان البدعة الاضافية تكون في امر قد شرع اصله ولكن جاء تقييده بعدد او وقت او حال او مكان لم يرد عن الشارع فيكون ذلك من البدع الاضافية. انا لا اقول ان هذا من البدع ولا البدع الاضافية هذا ورد عن جمع من اهل العلم وله نظائر وامثلة لا اقصد هذا الدعاء بعيني لكن ورد نظائر عند اهل العلم يقولون اشياء ويقولون انهم جربوها ونحو ذلك اما في وقت معين او مكان او ويعملون بها فيقال هذا اجتهادهم وهم لا يرون ان مبنى ذلك على التوقيف ومن ثم لا يقال ان هؤلاء قد فعلوا بدعة او انهم مبتدعة ويجترى على علماء الامة الكبار من المحققين الذين ما عرفنا ضوابط السنة والبدعة الا عن طريقهم كامثال شيخ الاسلام وابن القيم ونظائر هؤلاء ممن عرفوا باتباع السنة وصحة الاعتقاد ولزوم ذلك ظاهرا وباطنا. الجرأة عليهم غير محمودة اطلاقا لكن يقال هذا اجتهادهم هم يرون ان ذلك لا يبنى على التوقيف مثل قضايا اخرى يجتهدون فيها من السلف فمن بعدهم. مسألة سرد الصوم طول العام الا في ايام العيدين وايام التشريق يرون ان هذا اذا افطر ايام التشريق وايام العيدين لا يكون ذلك من صوم الدهر كذلك مسألة الختم في اقل من ثلاث. كثير لا سيما في رمضان يختمون في اليوم والليلة وبعضهم يختم ختمة في النهار وختمة في الليل يرون ان ذلك ليس للمنع يعني حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفقه القرآن من قرأ باقل من ثلاث لا يرون اهل التحريم. مسألة الوصال جاء عن جماعة من الصحابة فمن بعدهم والوصال في الصوم فكان محمل هؤلاء نوجه فعلهم هذا بانهم فهموا من النبي صلى الله عليه وسلم انه انما منعهم من اجل الرفق بهم من اجل الرفق هكذا فهموا لا يمكن ان يفهموا ان النبي صلى الله عليه وسلم يحرم هذا ثم يتقربون الى الله به هم اتقى الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم فنوجه ما ورد عن هؤلاء لكن الشيء الذي اظن انه ينبغي التنبه له وكون الانسان يكون يعني قد قال ذكرا او دعاء دعا به في مناسبة معينة مرة او عشر او الف فاستجيب له الا يعمم هذا للناس فيتخذ الناس ذلك سنة ويعرض عن الادعية المشروعة وجوامع الكلم الواردة عن النبي وسلم ثم يرسل للناس برسائل وسائط فيجتهدون في هذا الدعاء الذي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن كون الانسان هذا يدعو به لنفسه وقد يكون هذا الانسان دعا وافق وقت اجابة وافق حالا او امرا قام في قلبه تلك الساعة فلا يعني هذا ان هذا الدعاء له مزية بعينه والا لا شك ان ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انفع واجمع واكمل وفيه الغنية عن غيره مما نركبه من الادعية والاذكار والله اعلم نعم طيب السلام عليكم ورحمة الله