امن الرسول الى اخره والحافظ حينما ذكر هذا الحديث او هذه الرواية لم يعقب عليها. ومن عادته ان ما سكت عنه في الفتح فتح الباري. فان ذلك يدل على ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فالسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بما يتعلق بالاذكار التي تقال عند النوم. اورد المؤلف رحمه الله حفظه الله اية الكرسي وقد مضى الكلام عليها بالكلام على اذكار الصباح والمساء وانها مما يقال هناك وتكلمت على ما تضمنته من الهدايات والمعاني وما في ضمنها من الاسماء الحسنى والصفات قد ذكر بعض اهل العلم ما اشتملت عليه من ذكر اسم الله تبارك وتعالى صراحة او تضمنا الى غير ذلك من دلالتها على التوحيد بانواعه الثلاثة. وذكرت هناك الروايات الواردة ده التي تتصل بي هذا الحديث الذي جاء في الاذكار التي تقال عند النوم. حديث ابي هريرة رضي الله عنه وغيره قارنت بين هذه الروايات لما جاء الشيطان يحثو الى ان قال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب حينما قال له اقرأ اذا اويت الى فراشك فاقرأ اية الكرسي فانه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وذكرنا هناك بان هذا الحفظ يكون باطلاق كما جاء في الحديث. حافظ يحفظك من المكاره والمخاوف من شياطين الانس والجن والهوام والدواب وما الى ذلك ولا يقربك شيطان هذا خاص فهو يحفظ من الشياطين ومن غيرها حتى تصبح ولا حاجة لاعادة الكلام في هذا فقد ذكرته شيء من الاستيفاء عن مقارنة بين الالفاظ عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم. ولهذا ننتقل هذه الليلة لما بعده من الاذكار وهو قراءة الايتين الاخيرتين من سورة البقرة. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. الى قوله فانصرنا على القوم الكافرين. فقد من حديث ابي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايتان من اخر سورة البقرة من هما في ليلة كفتاه وهو مخرج في الصحيحين ايتان من اخر سورة البقرة يعني الكائنتان في اخر هذه السورة من قرأ بهما يعني قرأهما بعض اهل العلم يقول ان الباء هنا صلة يعني زائدة اعرابا قرأهما وقد جاء هذا في بعض رواياته فانه في رواية في الصحيح من قرأهما ما قال من قرأ بهما من غير الباء وكذا عند مسلم ايضا وفي رواية اخرى للبخاري من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة وبعض اهل العلم يقول الباء هذه صلة من قرأ بهما والمراد من قرأهما وبعضهم يقول ان ذلك على سبيل التضمين تضمين الفعل قرأ معنى فعل اخر يصح ان يعدى بالباء. فان التعدية بالحرف تدل على معنى الفعل تعرف معاني الافعال هذي قاعدة على ضوء ما تتعدى به من الحروف قالوا هذا كقوله تعالى احنا عرفنا التضمين في مناسبات سابقة بان الفعل وما يقوم مقامه يكون في ضمنه معنى فعل اخر يصح ان يعد في هذا الحرف انت تقول قرأ تقول قرأت الاية ما تقول قرأت بالاية فعدي بالباء وهنا قال قرأ بهما قالوا هذا مضمن فعل قرأ مضمن معنى فعل اخر وهو التبرك تبرك بكذا فيكون فيه معنى القراءة والتبرك. هكذا قال بعض اهل العلم وعلى هذا لا تكون الباء هذه صلة لا تكون زائدة. قالوا مثل قوله عينا يشرب بها عباد الله. يعني هنا يشرب بها اصلا يقال يشرب منها تعدية بالباء هنا قالوا لان الفعل يشرب مضمن معنى يرتوي. فان الارتواء يتعدى بالباء يرتوي بها. او يلتذ يلتذ بها فصار في المعنى فيه زيادة الشرب زائد الارتواء او الالتذاذ وهذا له امثلة ونظائر ذكرت شيئا منها في مناسبات سابقة وعلى كل حال فقوله هنا من قرأ بهما اي قرأهما قرأهما متى يقرأ ذلك قال في ليلة كفتاه. اذا هذا من اذكار الليلة. هناك في اية الكرسي اذا اويت الى فراشك وهنا من قرأ بهما في ليلة كفتاه والليل يبدأ متى؟ من بعد غروب الشمس والحافظ ابن حجر رحمه الله اورد رواية ليست في الصحيحين ولا في السنن وانما اخرجها علي بن سعيد العسكري في ثواب القرآن بلفظ من قرأه ما بعد العشاء الاخرة. اجزأتا انه صالح للاحتجاج. انه ليس بضعيف عنده مع انه من رواية عاصم ابن بهدلة. على كل حال من قرأ بهما في ليلة فاذا صحت هذه الرواية التقيد من قرأها وما بعد العشاء اذا يكون ذلك بعد العشاء. وليست من اذكار الصلاة يقرأ بهما بعد العشاء في اي وقت شاء. لكنه بحاجة الى الحفظ فلا يؤخر ذلك الى الساعة الثانية عشرة مثلا او الواحدة كونه ما ينام الا متأخر. وعلى هذا لا يختص ذلك بالنوم وهذا يصلح ان يكون مثالا على اذكار الليلة يعني ليست اذكار الصباح والمساء وليست الاذكار المختصة بالنوم وانما من الاذكار التي تقال بالليلة بعض الناس يقول ما هي اذكار الليلة؟ عندنا اذكار صباح ومساء. وعندنا اذكار نوم واذكار استيقاظ. قال هناك اشياء قليلة اذا ما قورنت غيرها من الاذكار الواردة في الصباح والمساء او عند النوم او عند الاستيقاظ او نحو ذلك من اذكار الصلوات يمكن ان يقال عنها بانها اذكار الليلة من قرأهما بعد العشاء الاخرة اجزأتاه على هذه الرواية. والرواية التي عندنا في الصحيحين في ليلة اي ليلة وهذا يتطلب ان يقرأ كل ليلة من اجل ان يحفظ تلك الليلة. ولاحظ كفتاه كفتاه من ماذا الحافظ بن حجر رحمه الله يميل الى ان المراد كفتاه عن قيام الليل بالقرآن وسيفتي وجه ذلك يعني لماذا رجح هذا القول مع انه ليس بمتبادر؟ كفتاه وبعض اهل العلم يقول كفتاه انا اجزأت عنه قراءة القرآن مطلقا سواء داخل الصلاة او خارج الصلاة. اللي يقرأها في ليلة يكفيانه لما تضمنته كما سيأتي هاتان الايتان من معاني التوحيد. ولهذا قال بعض اهل العلم فتاه يعني اجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملت عليه من الايمان والاعمال اجمالا وبعضهم يقول كفتاه يعني من كل سوء وهذا هو المتبادر وبعضهم يخص ذلك بالشيطان وسيأتي توجيهه يقول كفتاه من شر الشيطان. وبعضهم يقول دفعتا عنه شر الانس والجن. وبعضهم يقول كفتاه يعني بسبب ما حصل له من قراءتهما من ثواب والاجر يعني حصل على شيء عظيم كثير يكفيه. من ان يطلب شيئا اخر بعمل يعمله الحافظ ابن حجر رحمه الله يحتج لقوله من ان ذلك يكفيه عن قيام الليل يقول لما ورد صريحا من طريق عاصم عن علقمة عن ابي مسعود رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ خاتمة البقرة اجزأت عنه قيام ليلة وذكر الحافظ ايضا ولم يتعقبه. فدل على انه مما يصح الاحتجاج به عنده. لاحظ اجزأت عنه قيام ليلة. هذا الذي جعله يرجح هذا القول مع انه ليس بمتبادر. هذا اذا تطلب المقام الترجيح الحافظ ابن حجر يرجح هذا القول. ومن قال بان المراد كفتاه يعني من شر الشيطان فهؤلاء يحتجون بما جاء عن النعمان ابن بشير مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب كتابا وانزل منه ايتين ختم بهما سورة البقرة ايقرآن في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال. لا يقرأان في دار. هي صحيح. هذا مما يحصل من ناتج قراءتهما واثر هذه القراءة لكن في في الليلة تقيد ذلك في ليلة قال كفتاه ولم يقيد ذلك بالشيطان فيكون هذا مما ادخلوا في جملته ولاحظ انه في هذا الحديث حديث النعمان ذكر ان قراءة هاتين الايتين من اخر سورة البقرة لاحظ لا يقرب هذه الدار شيطان ثلاث ليالي مع ان الحديث المشهور انه اذا قرئ البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة كاملة وليس الايتين الاخيرتين. الحافظ ابن حجر رحمه الله اورد هذا ولم يتعقبه ايضا قال اخرجه الحاكم وصححه وكذلك حديث معاذ وهي احدى الروايات التي اوردتها في المقارنة بقصة مجيء الشيطان يحثو من الطعام او من تمر الصدقة فلما امسكه معاذ رضي الله عنه والرواية المشهورة حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال واية نفس حديث معاذ لا يقرأ احد منكم خاتمة سورة البقرة فيدخل احد منها بيته تلك الليلة يعني من الشياطين. هذا خرجه الحاكم. وفضل الله وسائره يمكن ان يكون سورة البقرة تطرد الشياطين ثلاثة ايام وكذلك ايتين من سورة البقرة يحصل لها هذا الاثر. الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول بان ذلك يعني حينما يرجح هو يقول بان ذلك يحمل على الكفاية من قيام الليل. ولكنه لا يمنع من ان هذه المعاني جميعا صحيحة ومرادة. وذلك انه قال وعلى هذا فاقول يجوز ان يراد جميع ما تقدم يعني لما ذكر حديث النعمان وذكر حديث معاذ يقول هذه جميعا محتملة هذا له دليل وهذا له دليل وهذا له دليل. والشوكاني رحمه الله كذلك قال بانه لا مانع من ارادة هذه الامور واحتج بالقاعدة التي نذكرها عادة وهي ان حذف المتعلق يفيد العموم النسبي. حذف المتعلق هنا ما قال كفتاه من الشيطان كفتاه من الانس والجن. كفتاه من الهوام. حيات العقارب ونحو ذلك. او قال كفتاه من قيام الليل وانما قال كفتاه فحذف المتعلق يفيد هذا المعنى وهو العموم النسبي. متعلق يعني المقدر المحذوف. فهنا حينما لم يقيد ذلك بشيء خاص فانه يمكن ان يحمل على العموم كفتاه من كل شر من كل ما يخاف من كل ما يحاذر الى غير ذلك من ثم بعد ذلك يأتي الكلام على ما تضمنته هاتان الايتان من الهدايات والمعاني على سبيل الايجاز وهذا لا يتأتى في هذا المجلس واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه نترك الاسئلة حتى ننتهي من باقي المعنى