الله نفسا الا وسعها فهذا من لطفه واحسانه ورحمته بعباده. وبعض اهل العلم يقولون هذه الاية ناسخة الاية الاخرى في سورة البقرة وهي قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. نواصل الحديث ايها الاحبة في معاني هذه الاية الكريمة من اخر سورة البقرة وهي الاية الاخيرة وقد مضى الكلام على الاية التي قبلها وذلك من الكلام على الاذكار التي تقال عند النوم والله تبارك وتعالى يقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها تكليف بمعنى الزام ما فيه كلفة ومشقة وهذه الكلفة اذا كانت مما يحتمل فهذا يرد ويقع في الشريعة لان التكاليف لا تخلو من مشقة وقد بنيت هذه الشريعة كما يقول الشاطبي رحمه الله وركبت لاخراج المكلف من داعية الهوى وهذا امر لا شك انه يحصل به مشقة على الانسان. مع ان من اهل العلم من لم يستسغ تسمية الشرائع والامر والنهي ونحو ذلك بالتكاليف. وذلك انهم نظروا اليها من جانب اخر ان العبد انما شرع ذلك لمصلحته ما انه يلتذ بذلك ويقبل عليه بانشراح كما هو مقتضى العبودية ولا يستثقل ذلك كعبد السوء وانما يفعل ذلك وهو مغتبط فهذا نظر اعتبار ولكن لا يمنع ذلك من تسمية التشريعات بالتكاليف كما درج عليه عامة اهل العلم ولا مشاحة في الاصطلاح تكليف الزام ما فيه مشقة يعني محتملة. اما المشقات التي لا تحتمل فهذه غير موجودة في هذه الشريعة فهي شريعة سهلة ميسرة ولهذا قال الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها ونفسا هنا نكرة في سياق النفي. هذا يعم جميع النفوس. ولذلك بنيت هذه الاحكام والتشريعات على رفع الحرج وكان ذلك من ضمن القواعد الخمس الكبرى قاعدة رفع الحرج وما يندرج تحتها من القواعد كالمشقة اجلب التيسير واذا ضاق الامر اتسع ونحو ذلك من القواعد المعروفة. ما جعل عليكم في الدين من حرج. فهي شريعة ميسرة في متناول المكلفين لا يلحقهم بسبب ذلك عنة عند النهوض بهذه التشريعات والقيام بها وانما يكون ذلك كما قال الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها. يعني ما تتسع له طاقتها و يكون تحت قدرتها. ومن شروط التكليف المعروفة التي تشمل جميع التكاليف شروط العامة القدرة فهي شرط متفق عليه لان هناك شروط خاصة في العبادة المعينة مثلا الصلاة اشترط لها طهارة استقبال القبلة ستر العورة ونحو ذلك شروط خاصة بهذه العبادة. هناك شروط عامة في جميع التكاليف والصلاة من ضمنها وهي منها القدرة العقل قدرة وفهم الخطاب وبلوغ الخطاب كل هذا يذكر في في الشروط العامة في التكاليف لا يحاسبكم به الله وان ذلك لما شق عليهم خفف الله عنهم فقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ولو قيل غير ذلك فهو اقرب والله تعالى اعلم. يعني لو قيل بان هذه الاية غير منسوخة تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله. وذلك مما يتعلق به التكليف مما يتصل بالنيات والمقاصد والاخلاص كالرياء والسمعة والشرك والخوف من غير الله عز وجل خوفا لا يصلح الا لله وكذلك المحبة غير الله التي تزاحم محبة الله ونحو ذلك وهكذا موالاة اعداء الله كما قال الله تبارك وتعالى لا خذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه فهنا الله يعلم ما تكنه الصدور لذلك قال عندها قل ان تخفوا ما في نفوسكم او تبدوه يعلمه يعلمه الله فهذا لا يخفى عليه منه شيء ولا يخفى عليه قافية في الارض ولا في السماء. فاذا كان القلب فيه ميل الى اعداء الله وتولي لهم فان الله يعلم ذلك وان لم يظهر هذا للناس. فالذي يظهر والله اعلم ان مثل هذا انما المقصود به ما يتعلق به التكليف. وان هذا على سبيل التهديد والوعيد او يعلم ما يخفيه الانسان وما يسره وليس معنى ذلك ان الله يكلف العباد ما لا يطيقون اذ ان خطرات النفوس لا علقوا بها التكليف قطرات النفوس والخواطر والوساوس وما الى ذلك فهذه لا تضر العبد. لها ما كسبت يعني من الخير وعليها اكتسبت اي من الشر. وهنا فرق بين الخير والشر زيادة في اللفظ وفي الخير قال لها ما كسبت. بعض اهل العلم يقول لان الثواب يقع لادنى ملابسة من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة. واما في السيئة فانها لا تكتب. الا اذا عملها. ففي الشر يحتاج الى مزيد من التعني والتعاطي فيكتب ذلك عليه. اما في الخير فلادنى ملابسة. بمجرد الهم ثم قال لها ما كسبت لان ذلك في رصيدها. قال وعليها لان ذلك يحمله على ظهره اوزار ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. عامة دعاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام في القرآن هكذا ربنا لا تؤاخذنا لان المؤاخذة والحساب والجزاء واجابة سؤل السائلين وما الى ذلك هذا كله من معاني الربوبية فيأتي الدعاء باسم الرب. ربنا يعني يا ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا لا تؤاخذنا بمعنى المعاقبة والمحاسبة التي يترتب عليها الجزاء والعقاب لا تؤاخذنا ان او اخطأنا. وهذا من لطف الله تبارك وتعالى بعباده. الانسان مجبول على النسيان والنسيان قالوا لمعنيين المعنى الاول وهو ذهاب المعلوم من الذهن تحفظ الشيء ثم تنساه وتقول نسيت اسم فلان نسيت المسألة الفلانية ونحو ذلك. وهذا هو المراد هنا فالانسان قد ينسى فلا يصلي صلاة اخرها ليجمعها مثلا لعذر السفر او المرض او نحو ذلك وقد ينسى ويسهو فهذا كله بمعنى واحد هنا قد يطوف بالبيت ستا على سبيل الذهول والنسيان او يفعل شيئا من ذلك ناسيا كان يأكل او يشرب يفعل شيئا من المحظورات ناسيا هذا كله لا يؤاخذ الانسان عليه واما المعنى الثاني للنسيان فهو الترك فهذا ليس بمراد هنا نسوا الله فانساهم انفسهم فنسيهم هذا بمعنى الترك يعني تركوا طاعته تركوا ذكره وعبادته لم يذكروه بقلوبهم ولا بالسنتهم ولا بجوارحهم فانساهم انفسهم. فهذا يؤاخذ عليه الانسان وانما هنا لا تؤاخذنا ان نسينا يعني تركنا ما امرتنا به او فعلنا ما نهيتنا عنه نسيانا على سبيل الذهول عن ذلك. او اخطأنا فرق بين الخطأ والنسيان فان الانسان قد يقع منه الخطأ يقع منه المخالفة على سبيل الخطأ. هذا الرجل الذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح الانسان يخطئ بالاحوال التي يختل بها مزاجه من شدة الفرح او من شدة الحزن او في احواله العادية يقع منها الخطأ في التكاليف في التطبيق في الامتثال ونحو وذلك لا سيما من لم يكن له دربة وهنا قد يتأول وكذلك حينما يجتهد ان كان مؤهلا في المسائل العلمية من جهة الاستنباط استخراج الاحكام الحاكم والمفتي اذا اجتهد فاصاب فله اجران واذا اخطأ فله اجر واحد وكذلك ايضا وكذلك ايضا في تحقيق المناط فقد يحصل الخطأ كذلك لان الاجتهاد يقع في النوعين استنباط الاحكام هذا لاهل العلم استخراج ذلك من الادلة والقواعد وما اشبه هذا. والثاني الذي هو تحقيق المناط بمعنى انه يقال مثلا ما حكم الزكاة؟ قال الزكاة واجبة فهذا هو الحكم من جهة الدليل. بقي تحقيق المناطق ما حكم الزكاة على فلان؟ يقول لك لا ادري. هذا لا بد من تحقق الشروط وانتفاء الموانع. فنقول من ملك مالا زكويا وبلغ النصاب ودار عليه الحول وانتفى المانع عند القائل مثلا بان الدين يمنع من الزكاة نحو ذلك عند القائل به ففي هذه الحال يقال يجب عليه فهو عليه ان يطبق هذه الشروط على نفسه. المرأة حينما يلتبس عليها الدم الخارج الوحيض او استحاضة. فيقال مثلا ما نزل في ايام عادتها للمرأة المعتادة فان ذلك من قبيل الحيض وما كان خارجا عنه او الصفرة او الكدرة اذا كانت متصلة بالدم فهذا حيظ واذا كانت منفصلة عنه فليست بحيظ بقية تحقيق المناط هي هي تنظر في الذي يخرج منها من كدرة او صفرة هل هي متصلة او غير متصلة؟ هذا اجتهاد هذا الاجتهاد يقع من المكلف يقع من عامي ففي هذه الحالة يقال انه ان اخطأ ان وقع له خطأ بسبب ذلك سواء العالم استنباط الحكم اذا استفرغ الوسع وكذلك ايضا العامي حينما يجتهد هذا النوع الاخر من الاجتهاد في تحقيق المناط فيكون معذورا لكن اذا كان ملكة من غير من غير تفريط. انسان صائم ثم بعد ذلك سمع مؤذنا فافطر في وقت قريب من الاذان. تبين هذا المؤذن من الاذاعة من مكان اخر يختلف في التوقيت عن عن المكان الذي هو فيه مثلا في هذه الحال ماذا يقال ان كان هذا الانسان لم يفرط يكون قد اخطأ او نظر الى الساعة مقلوبة وشي من هذا القبيل قرأها قراءة خاطئة من غير تفريط فمثل هذا لا يؤاخذ. كذلك لو انه افطر في يوم غيم ثم طلعت الشمس وفي هذه الحال يقال ليس عليه شيء لانه اخطأ كذلك الخطأ في دخول الشهر ويصومون تسعة وعشرين يوما والشهر في علم الله انه قد ظهر الهلال لكن لغيم او قتر غبار او نحو هذا ذهب عليهم يوم فلا اشكال. اخطأوا يوم عرفة في دخول الشهر. فوقفوا يوم ثمانية او يوم عشرة هذا المكلف غير مؤاخذ وحجهم صحيح. وتترتب عليه جميع احكام عرفة لان الفطر يوم تفطرون وهكذا ايضا الاضحى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ففعلنا المحظور او تركنا المأمور على سبيل على سبيل الخطأ. ربنا يا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما عن الذين من قبلنا. يعني لا تكلفنا الاعمال الشاقة. هذا الاصر والله عز وجل قال ليضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم والمقصود بها التكاليف الشاقة التي التي يلحق لف فيها العنت بنو اسرائيل في توبتهم المشهورة لما عبدوا العجل قيل لهم فاقتلوا انفسكم. يقال انه القي عليهم الغمام فصار الرجل يضرب بالسيف وجها اخيه او ابيه او نحو ذلك فقتل منهم فيما ذكر قتل منهم في يوم واحد سبعون الفا ثم رفع ذلك عنهم فتاب الله فتاب الله عليهم ورفع ذلك عنهم. فهذه توبة لكنها توبة ليست كالتوبة التي في هذه الشريعة بين العبد وربه فيندم ويعزم الا يعود ويقلع عن الذنب ويرد المظالم فيما كان من ذوات المظالم. وهكذا ايظا فان اليهود اذا وقعت النجاسة على شيء من ثوب فانه يقطع ولا يغسل. مبالغة في التنزه من النجاسات كل هذا الرهبانية التي عند النصارى في اخبارهم وما يذكر عنهم ان الواحد لربما وقف في بئر لا يجلس في بئر بها لا يقص اظفاره ولا يمشط شعره ولا يبقى اربعين سنة وهو على هذه الحال يقتات على ما يقيم الصلب فقط فهذا لم تأتي به هذه الشريعة. ولا يجوز التعبد حرمان النفس من الطيبات تقربا الى الله بركة وتعالى. والثلاثة الذين اتوا بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عبادته. فقال احدهم انا لا اتزوج النساء والاخر قال لا اكل الا والاخر فهذا انكره النبي صلى الله عليه واله وسلم. ربنا لا تحمل ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا لا تكلفنا من الاعمال الشاقة الصعبة وان اطقناها كما شرعته على الامم السابقة من الاغلال والاثار وقد جاء من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله او نعم وفي حديث ابن عباس قال الله قد فعلت. يعني انه استجاب هذا الدعاء. فالخطأ مرفوع والنسيان ايضا مرفوع يعني انه لا يؤاخذ عليه وربنا ولا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. لا تحملنا ما لا طاقة لنا به. يعني الاصار والاغلال هي عبادات شاقة لكنها تدخل تحت الطاقة والمشقة فيها كبيرة جدا يلحق المكلف فيها العنت بخلاف التكاليف التي تكون شاقة ولا يلحق المكلف من جرائها العنت. فصارت المراتب ثلاث تكليف شق له التكاليف لا تخلو من مشقات وتكليف فيه عنت والثالث التكليف الذي لا يطاق تحملنا ما لا طاقة لنا به وهذا يدخل في التكاليف ويدخل فيه ايضا الاحكام القدرية المصائب التي تقع للناس والابتلاء وما الى ذلك و كما جاء عن بعض السلف عن جماعة من ان المعونة تكون على قدر المعونة. فيعاني الناس وتنزل عليهم من الالطاف في على المصائب ما لا يقادر قدره حتى ان الواحد منهم لربما يعجب كيف استطاع ان يتماسك وكيف استطاع ان يصبر في هذه المصيبة وانظر الان الى الفواجع التي تقع في غزة على سبيل المثال. واذا سمعت كلامهم ونظرت الى حالهم واجتماعهم في المجامع العامة ما هو المساجد وصلاة الجمع والتراويح؟ مع انهم في حال من الشدة لا تخفى على احد تنزل هذه الصواريخ على بيوت فتبيد خضراءهم. اسر كبيرة لا يبقى منها احد. نسأل الله عز وجل ان يرفع عنهم البلاء والضر وان يلطف بهم وان ينصرهم على عدوه وعدوهم نصرا مؤزرا وان يخذل عدوه وان يكسرهم وان يهزمهم وان فرق شملهم ويشتت جمعهم وان يجعلهم عبرة للعالمين ارجو ان تكون هذه الحرب بداية باذن الله عز وجل لكسرهم ولكني اراهم الان انسحبوا. لما بدأوا يشعرون بانهم ليسوا باهل لها وهم اذل وارذل الخلق واجبن اجبن خلق الله اليهود. لا يجرؤون وليسوا باهل حرب ولا مواجهة. ولا يستطيعون القتال الا من وراء جدر واذا قتل واحد منهم فان اثر ذلك عليهم مشاهد الجنود في حال من الضعف والبكاء والخور واولئك يقتل منهم المئات بل الالاف كما في بلاد الشام وتجد الناس في غاية الصبر والتحمل والاحتساب واحتساب الاجر عند الله تبارك وتعالى. وكل ما تأملت في هذه وهذه الامور وهذه اقول الله عز وجل جمعهم لحتوفهم جمعهم لحتوفهم لكن سيأتي اليوم حينما انظر الى صورهم ومجامعهم وجموعهم الكنيست وغيره من اجتماعات السياسيين او العسكريين او غير ذلك وسبحان الله لو اراد الانسان ان يجمعهم من اقطار الدنيا هم في اقطار الدنيا من اقصاها في الشرق الى اقصاها في الغرب في كل قطر يوجد منهم فأرة هؤلاء لو اراد احد ان يجمعهم بمكان واحد ما استطاع وقد جمعوا وسيأتي اليوم ان شاء الله الذي يقتلون فيه قتل عاد وارم واعف عنا يعني بعض اهل العلم يقول اعفوا عنا يعني فيما بيننا وبينك اما تعلمه من التقصير والزلل واغفر لنا فيما بيننا وبين عبادك من الاساءة ونحو ذلك. بحيث يحصل الستر فلا تظهر هذه القبائح للناس سبب الجنايات والذنوب اذا كان العبد مسيئا فيما بينه وبين الله عز وجل فان الغفر يكون سترا. والواقع ان الفرق بين العفو والغفر ان العفو لغم الغفر من جهة. اذ ان العفو هو محو لاثر الذنب فلا يبقى له ادنى اثر. قل عفت الريح الاثر. واما الغفر فانه ينتظم معنيين الاول الستر فلا يفتظح لا في الدنيا ولا في في الاخرة والثاني الوقاية من شؤم هذه المعصية ومن تبعتها ومن المؤاخذة على هذه الجنايات ومن ذلك المغفر فانه الذي يوضع على رأس المقاتل فيقيه من ضرب الحديد والسلاح ويستره ايضا في الوقت نفسه اغفر لنا وارحمنا فرحمة الله تبارك وتعالى ابلغ من مجرد العفو والغفر فان الله تبارك وتعالى اذا رحم العبد فلا تسأل عن حاله ونزول الالطاف به دخوله الجنة وما يكون له من انواع الخيرات في الدنيا والاخرة ويدخل فيه ما يذكره بعض المفسرين من ان ذلك يكون ايضا في المستقبل بحيث لا يقع في هذا الذنب ثانية او في ذنب اخر ولهذا يقولون العبد محتاج الى ثلاثة اشياء. الى العفو بمحو الذنب والى الغفر الستر والوقاية من تبعاته ثاره في الدنيا والاخرة فالذنوب لها اثار في الدنيا ولها اثار في الاخرة فلا يفتضح وكذلك بحاجة الى ان يحال بينه وبين الجنايات والمعاصي والذنوب والشرور ومواقعة الاثام. انت مولانا مولى معنى السيد والمالك. انت متولي لامرنا لا مولى لنا سواك فانت ناصرنا ومليكنا انصرنا على القوم الكافرين. وهذا من دعاء المؤمنين ولا شك ان النصر الكفار ابلغ واعظم اثرا من وقوع العقوبات بهؤلاء الكفار والاستئصال بافة سماوية او ارضية. ولهذا قال الله عز وجل قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين. فيحصل التشفي اذا كان هذا الهلاك الذي حصل للعدو على يد اهل الايمان بخلاف ما لو كان ذلك بافة تقع يسمعون بخبره واذا كان ذلك بعقوبة من الله تبارك وتعالى فالابلغ فيها ان كن ايضا حال المشاهدة. ولهذا قال الله عز وجل واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. فقيده بهذا القيد فهذا يحصل به ايضا من التشفي ما لا يخفى فصارت المراتب ثلاث. اي يحصل الهلاك فيسمع بخبره. الثانية ان يحصل الهلاك امامك. لكن بشيء من الله لا يدع لك فيه. الثالث ان يكون الهلاك على يد اهل الايمان. فهذا ابلغ هذه المراتب والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اذا كان لديكم سؤال نعم سلامتنا