اجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فمن الاذكار التي تقال قبل النوم ما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه ان فاطمة رضي الله تعالى عنها اتت النبي صلى الله عليه وسلم. تشكو اليه ما تلقى في يدها من الرحى وبلغها انه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء اخبرته عائشة قال فجاءنا وقد اخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال على مكانكما فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني فقال الا ادلكما على خير مما سألتما؟ اذا اخذتما مضاجعكما او اويتما الى فراشكما ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا اربعا وثلاثين فهو خير لك ما من خادم هذا الحديث اخرجه الشيخان البخاري ومسلم قوله هنا بان فاطمة رضي الله عنها اتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو اليه ما تلقى في يدها من الرحى اتته اي في بيته عليه الصلاة والسلام. تشكو اليه ما تلقى من الرحى يعني المشقة والعناء والتعب والالم من اثر الرحى وفي بعض الفاظه في غير الصحيحين انها ارته اثرا في يدها من الرحى. الرحى معروف وحجر يطحن به الحب وهذا الطحن يحتاج الى جهد ومشقة وبصخر منقور منحوت غليظ والمرأة يدها ضعيفة ورقيقة فهي تطحن في هذا هذا الحب. يعني هي لا تجد كما يجد النساء اليوم الحب دقيقا نظيفا نقيا وانما هي بحاجة الى عمل مضاعف حتى تستطيع ان تصنع لها شيئا تأكله فهنا ارته اثرا في يدها من الرحى. هذه الرواية عند الطبراني وفي زوائد المسند مسند الامام احمد زوائد عبدالله وكذلك عند ابن حبان انها اشتكت فاطمة مجل في يدها او مجلى يدها والمجل معروف وهو غلظ في الجلد حينما يحتمل الانسان بالات غليظة او شديدة او قاسية او نحو ذلك يقال له المجل بعضهم فسره بالتقطيع يعني الجلد كن قد تشقق او تقطع او تحكك من هذا العمل وفسره اخرون كالطبري بالغلظ في الجلد ان يكون في نواحي غليظة وهي التي تلابس الجسم الغليظ في الة يعتمل بها او نحو ذلك هذه الاعمال التي تكون بكلفة يحصل في اليد من جراء ذلك المجل يحصل في الكف. فاذا نظرت الى كف هذا الانسان او المواضع البارزة غير ذلك من الاشياء الميسرة لكل احد الان لا تحتاج الى معاناة ولا ان تحتطب ولا الى ان توقد النيران ولا الى ان تنفخ فيها. فهي خبزت حتى تغير وجهها ده فيها تجد ذلك غليظا وهذا ليس من عادة المرأة ولا من شأن المرأة المترفة وفيه فقال لفاطمة قال علي لفاطمة ذات يوم يعني انه هو الذي ابتدأ ذلك فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم. قال والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري فقالت وانا والله لقد طحنت حتى مجلت يدي. يعني اصابها المجل هنا يقول سنوت يعني استقيت من البئر يقال لي هذا العمل سناية لن يسنوا ولا زال مستعملا الى اليوم استخراج الماء من البئر بالدلاء والعادة ان ذلك يكون عن طريق الدواب سابقا تربط هذه الدلاء الضخمة بدواب من الابل او بالبقر او نحو ذلك ثم تذهب هذه الدواب تتقدم فتخرج هذه الدلاء فيصب ذلك في بركة صغيرة ثم يجري في السواقي ثم ترجع مرة اخرى وقد اعتادت على هذا العمل طوال اليوم تذهب وتجيء فينزل هذا تنزل هذه الدلاء في البئر ثم بعد ذلك تنطلق هذه الدواب فتخرج هذه الدلاء في عملية لا توجد الات لاستخراج الماء بيسر وسهولة كما هو الان من الابار الارتوازية والمكاين نحو ذلك ما كان عندهم شيء من هذا انما هي نخيلات بقدر الحاجة يكون هذا الانسان عنده اربع او خمس او عشر او اقل او اكثر بقدر حاجته هو الذي يقوم سقيها وقد لا يكون عنده جمل او بقرة لهذا العمل فيقوم هو بنفسه يسحب شيطان البئر ثم بعد ذلك يعود فكل ذلك يدفعه بجسده وصدره ونحو ذلك فهو يتلقى هذه القرب او الدلاء يضمها اليه ثم بعد ذلك حينما يستخرجها من البئر يصبها في هذا الساقي او في هذه البركة الصغيرة ثم يتحدر الى السواقي هكذا فهو يقول انا اشتكيت حتى يقول انا يعني سنوت حتى اشتكيت صدري فقالت وانا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي اصابها المجل. يعني يقول انا تعبت وانا استقي للزرع وهي تقول وانا تعبت من الطحن والعمل في الرحى و كل ذلك لا شك انه معاناة يومية على شيء قليل من العيش شيء يسير معاناة وهؤلاء الاخيار الابرار فاطمة سيدة نساء اهل الجنة رحا تطحن فيه وزوجها ليس عنده دابة تقوم بهذا العمل مكانه فهو كان مكان هذه السانية وهي او الدابة يسحب هذه الحبال من البئر ثم بعمل متكرر سائر سائر النهار وهو من خيار الامة رابع الخلفاء الراشدين هذا قبل خلافته كما هو معلوم ايام النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا الرجل بهذه المنزلة ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي الى غير ذلك من النصوص الواردة في فضائله رضي الله عنه ومن كبار الصحابة ومن خيارهم وهو من المبشرين بالجنة وفيه من الفضائل ما قد علم ومع ذلك يشتكي وهذا عمله وهذا عمل سيدة نساء اهل الجنة. لو كانت الراحة والنعيم والحبور في العيش الدنيوي والتوسع فيه والعيش المخملي كما يقال لو كان غبطة لكان اولى به اولى الناس به هؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام على حصير يؤثر في جنبه. يراه عمر يبكي فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذكرت كسرى وقيصر وما فيه وانت تنام على هذا الحصير فقال قال له النبي صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون لنا لهم الدنيا ولنا الاخرة. فالدنيا معبر والنبي صلى الله عليه وسلم اوصى ابن عمر رضي الله عنه كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. الغريب الذي جاء الى بلد هو يأخذ بقدر حاجته فقط ما يتوسع ولا يطمح لاثاث كثير ولا الى سكنى القصور ولا الى التوسع في الاملاك والملاذ وما الى ذلك وغريب في البلد او عابر سبيل انسان في السفر مر على قرية يأخذ منها شيء يأخذ منها حاجة او كذا ولا يكون حاله حال من يكون مريدا لسكناها والاستقرار فيها فيأخذ اكثر من حاجته. كن في الدنيا كأنك غريب ويمثل صلى الله عليه وسلم حاله في هذه الدنيا كراكب استظل تحت ظل شجرة. الذي يستظل تحظر الشجرة ما حاله؟ هو فقط يكون معه ما يحتاج اليه تحت هذا الظل فقط. بساط صغير او شيء من ماء او نحو ذلك. جاء في بعض الفاظه يقول كانت عندي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فجرت بالرحى حتى اثرت بيدها يعني هي تجري الرحى تحركها تديرها يقول واستقت بالقربة حتى اثرت في عنقها قربة معروفة جلد الشاة او نحو ذلك ينزع عنها الشعر ونحو هذا ما هو معلوم ثم يصب فيه الماء كله لكل هذه القربة يستقى منه فهذه ثقيلة. الرجل لربما يصعب عليه حملها ولربما تعلق بالرقبة او تحمل على الكتف فكانت رضي الله عنها استقت بالقربة حتى اثرت في عنقها تحملها ما كانت المياه واصلة عندهم كما هو الان ما على الانسان الا انه يفتح الصنبور من غير تعب ولا جهد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد هذا المد مجموع اليدين مجموع الكفين ويغتسل بالصاع اربعة امداد والان فقط نحن حتى لربما ننتظر حتى يصل الماء البارد في شدة الحر الظهر او العصر لربما تذهب الصيعان وما بدأنا بالاغتسال او الوضوء ويبقى هذا الماء يهدر والانسان لربما يتسوق او يتحدث مع صاحبه او نحو ذلك او يغسل السواك والماء يذهب الكثير منه بلا فائدة. فعلى كل حال هنا استقت بالقربة حتى اثرت في عنقها. وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها قمة البيت البيوت في السابق ما هي مثل الان بلاط وفرش وموكيت كما يقال او زل او نحو هذا ابدا ما في شيء من هذا. بيوت من طين او حجارة والارض من طين الارض من الطين والمكنسة هي هذه القنو. قنو الرطب البسر اذا ازيل ما عليه من البسر ويبس يربط اعلاه ثم بعد ذلك ملموما مضموما ثم يكنس به. هذه المكنسة فيثير هذا الغبار التي تكنس تكون في حال من في غمرة الغبار ويعلوها ذلك في ثيابها وفي شعرها وفي رموشها وفي حاله حياة بسيطة وحياة صعبة ولكنها ما ضرتهم كانوا اسعد الناس واهدى الناس واتقى الناس واشجع الناس وهم الذين فتح الله على ايديهم البلاد وهدى قلوب العباد وانما الذي يضر بالترف والنعيم والتوسع في الملاذ كما قال ابن قتيبة رحمه الله بان الحرفة والحيلة في اولاد الفقراء. لانه كما يقال بان الحاجة ام الاختراع. فتجد الفقير هذا يستطيع ان يصلح السيارة يفككها مسمارا مسمارا. فاذا اختل فيها شيء شمر عن ساعديه واصلحها. ويقول وتجد البلادة في اولاد طبعا هذا غالبا ويقصد بالبلادة يعني انه لا يحتاج الى ان يعمل ذهنه فلو ان اطار السيارة اختل فانه يتصل بالسائل يأتي ويحمله ثم بعد ذلك السيارة يدبرها مدبرون فتأتيه صالحة لو اراد انه يفتح الكبوت ما استطاع ما يعرف. ما يعرف من وين؟ ما يعرف يفك الكفر. عجلات السيارة ما يعرف يفتحها فضلا عن ان يصلح ما يحصل فيها من اعطال او نحو هذا. وتجد الطفل من هؤلاء اولاد الفقراء في دراجته يستطيع هو مركبها من دراجات كثيرة تالفة فيأخذ من هذه قطعة ومن هذه قطعة ومن هذه القطعة حتى يركب لنفسه دراجة يرفه نفسه عليها. وهو لا يملك قيمة دراجة كريهة لا جديدة ولا مستعملة فالغنى هو الذي لربما يضر اذا لم يتصرف الناس التصرف الصحيح بهذه الاعراض والاموال التي بايديهم. فهنا ايضا في رواية خبزت حتى تغير وجهها. المرأة اخبزوا السابق ما عندهم مخابز ولا عندهم ايضا الدقيق النقي الذي يجده افقر الناس اليوم لا الدقيق عندهم مخلوط بالقشر بل لربما اكثر من هذا كما قال شيخ الاسلام في شرحه للعمدة وفي بعض الكتب. يتكلم عن يسير النجاسة الذي يغتفر لعموم البلوى به وصعوبة التحرز منه يقول كبعر الفأر في الدقيق بعر الفأر. يعني ان هذا الشيء مغتفر وانه يصعب التحرز منه وتعم به البلوى يعني ان هذا كثير منتشر وانه صعب التحرر رز من بعر الفار في الدقيق الذي يخبز اي عادي عندهم ان يوجد في الدقيق هذا كلام شيخ الاسلام فكيف بزمن النبي صلى الله عليه واله وسلم؟ فخبزت حتى تغير وجهها. خبز يحتاج الى عمل تحتاج الى ان تحتطب ولا تسأل من يحتطب جرب تتجرح الايدي وتتشقق ثم يأتي الانسان بهذا الحطب فاذا اراد ان يوقده يحتاج الى عملية صعبة ما كان فيه ولا مثل الان ولا فيه هالحجارة ثم بعد ذلك لا تسأل عن دخانه ونفخه ثم المكان يعج بالدخان بحيث انك لا تكاد ترى من بداخله هكذا الحال فيوضع فيه من السعف ونحو هذا مما يسرع في اشعاله وايقاده ثم بعد ذلك تعلوا يعلوه الدخان فتبقى هذه المرأة في حال من المعاناة ويتخللها هذا الدخان في كل جزء من اجزائها في في داخل صدرها وفي خارج جسدها هذه الحياة الى عهد قريب. اما الان فما على المرأة الا ان توقد بموقد يسير لا يظهر لا دخان ولا اثر ولا غير ذلك. افران كهربائية او فالحاصل انه بلغ ان النبي صلى الله عليه واله وسلم جاءه رقيق يعني من السبي مماليك اعبد فارادت ان يهبها خادما لتستريح مع زوجها ابن عمه فلم تصادفه ما وجدته في البيت فذكرت ذلك لعائشة يعني اخبرت عائشة بحاجتها وانها تكلم النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاء. فلما جاء النبي صلى الله عليه اله وسلم اخبرته عائشة رضي الله تعالى عنها بمجيء فاطمة رضي الله عنها وفي رواية ان علي رضي الله عنه لما شكى من كونه يستقي من البئر ونحو ذلك قال لها وقد جاء الله اباك بالسبي فاذهبي اليه فاستخدميه يعني اسأليه خادما ذكرت عائشة ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءهم وقد اخذوا مضاجعهم. يقول علي رضي الله عنه فجاءنا وقد اخذنا مضاجعنا يعني حال كونهم مضطجعين. فذهبنا نقوم يعني شرعنا في القيام تأدبا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال على مكانكما. يعني اثبتا على ما انتما عليه من الاضطجاع وهذا من لطفه صلى الله عليه واله وسلم وتواضعه فجاء فقعد تقول بيني يقول علي رضي الله عنه قعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدمه على بطني. لشدة القرب فقال لهما الا ادلكما على خير مما سألتما؟ اي طلبتما من الرقيق وعلي رضي الله عنه لم يسأل لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ذلك باعتبار ان حاجة المرأة هي حاجة الرجل ان هناك معاناة او ان علي رضي الله عنه هو الذي ارسلها كما تدل عليه الرواية الاخرى. ويأتي الكلام ان شاء الله على باقيه في الليلة القادمة. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا