الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة في الكلام على الاذكار التي تقال عند النوم ومن ذلك ما جاء عن سهيل قال كان ابو صالح يأمرنا اذا اراد احدنا ان ينام ان يضطجع على شقه الايمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم. ربنا ورب كل شيء. فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والانجيل والفرقان. اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته. اللهم انت الاول فليس قبلك شيء الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء. اقضي عنا الدين واغنه من الفقر وكان يروي ذلك عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. وهذا الحديث اخرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه يقول كان ابو صالح يأمرنا اذا اراد احدنا ان ينام ان يضطجع على شقه الايمن. مضى الكلام على وضع النبي صلى الله عليه وسلم كفى تحت خده الايمن. وقلنا ان هذا يقتضي انه كان ينام على جنبه الايمن وهذا جاء مصرحا به انه صلى الله عليه وسلم يضطجع على شقه الايمن. ليه؟ لان ابا هريرة رضي الله عنه كان يروي ذلك عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. واما استقبال القبلة حال النوم فقلنا هذا لا اصل له. ولا يتحرى. وكذلك عند الموت عند النزع. فان توجيه من كان في حال الاحتضار الى القبلة ايضا لا اصل لا اصل له وانما يوجه الى القبلة اذا كان في القبر. اذا وضع في قبره يوضع على جنبه الايمن ويوجه الى القبلة. يقول ثم فيقول اللهم رب السماوات ورب الارض وفي زيادة ايضا عند مسلم رب السماوات السبع. ورب الارض فهو ربهما اي الخالق للسموات والارض وهو المربي ايضا لخلقه فيهما فان من معاني الرب هو الذي يخلق ويوجد وهو ايضا المربي خلقه بالنعم الظاهرة والباطنة وهنا لما ذكر السماوات السبع والارض ابتدأ بالسماوات لانها اشرف والسماوات لا تكاد تذكر الا مجموعة في الغالب في مقابل الارض حيث تذكر مفردة. والعلماء رحمهم الله يذكرون لذلك تعليلات لكن من ابينها ان الارض جنس فيصدق على الواحد والجمع فهي بمعنى الجمع. وبعض اهل العلم يقولون لما كان الخلق كان الناس على الارض العليا وهي التي يعرفون ويشاهدون بدون وهي التي يتقلبون عليها في معايشهم وتطويهم ايضا بعد مماتهم. يعني في الارض العليا فتذكر مفردة لذلك بخلاف السماوات ثم بعد ذلك عمم بعد هذا التخصيص. قال ورب كل شيء فذكر السماوات والارض ثم عمم بعد ذلك فلا يخرج شيء عن ربوبيته لانه ليس ثمة الا الرب الخالق المعبود وحده جل جلاله او المربوب المخلوق الضعيف المفتقر الى خالقه من كل وجه فهذا ابتداء هذا الذكر انه يقول يا الله هذا معنى اللهم رب السماوات يعني يا رب السماوات حذف منه يا النداء. ويحتمل غير ذلك رب السماوات السبع. ابتدأ بربوبيته وهذا في غاية المناسبة. فكل شيء مربوب لله جل جلاله. فيطمئن العبد عندها الى انه يعتصم ويلوذ بمن تكون جميع الخلق لائق تحت قبضته وتصرفه وتدبيره فلا يحصل في هذا الكون في اعلاه وفي اسفله عالم العلوي والسفلي امريكا ولا تسكينة الا بارادته سبحانه وتعالى فالق الحب قال ورب العرش العظيم والعرش هو اعظم المخلوقات الرحمن على العرش استوى فهو اعظم هذه المخلوقات لا يقدر قدره الا الله تبارك وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذن لي ان احدث عن احد قد حملت العرش ما بين شحمة اذنه وعاتقه هذه المسافة سبعمائة عام تخفق الطير يعني مدة طيران الطائر طائر يختلف سرعته بحسب قوة عظام صدره وبحسب اجنحته وقوتها وضخامتها لكن متوسط المسافة التي يقطعها الطائر في الساعة بين الثمانين كيلو متر الى المئة هذا متوسط فهنا مدة خفقان الطير يطير بلا توقف في هذه المسافة فقط في مخلوق واحد من مخلوقات الله تبارك وتعالى وهو احد حملة العرش. هذا واحد البقية ما خلقهم هذا المخلوق احد حملة العرش ما قدره من اوله الى اخره بطوله شيء هائل اذا كان هذه المسافة لربما لا يمكن ان تتصور بهذه الحسابات التي نجريها على مساحة هذه البسيطة الارظ هذا في مخلوق واحد فكيف بالعرش؟ كيف برب العرش سبحانه وتعالى فالله اعظم واجل من ان تتخيله الافهام او الاوهام ولا يحيطون به علما فهو العظيم الاعظم. اذا كانت تتقاصر الافهام والاذهان والاوهام دون مخلوق من مخلوقاته. فكيف به سبحانه وتعالى. وبعض الناس لربما يورد شبهات فيما يتعلق ببعض الصفات لانه في الواقع يتصور حال المخلوق الذين يشاهدهم هؤلاء الضعفاء ثم بعد ذلك يقيس على الله ويقول كيف هذا؟ ولا حاجة لذكر شيء من هذه الشبهات. لكن اذا اردت ان تعرف شيئا من ذلك انظر الى صورة حقيقية بالاقمار الصناعية او هذه الاشياء التي تعرض وهي صور حقيقية في الشبكة المجموعة الشمسية صورة حقيقية تجد ان الارض تسبح في الفضاء كحبة رمل فهذه بالنسبة لعظمة الله عز وجل ما هي؟ لا شيء. واذا قربتها اكثر ونظرت الى بعض معالمها اتضحت بعض المعالم تجد ان البحار خطوط مثل الرسم بالقلم وتجد المسافة التي نقطعها هنا من الخليج العربي الى البحر الاحمر حتى نصل الى جدة مثلا او الى الساحل نحتاج في السيارة نمشي مدة طويلة في يوم وليلة متواصلة. هذه لا تتجاوز قدر الاظفر في الصورة الحقيقية. اظفر نمشي فيها هذه المسافات الطويلة. وهكذا تجد المناطق الشاسعة في الارظ هي بقدر يسير جدا والقلم تحركها وهي صورة حقيقية ماذا حال الخلق وضعف الخلق؟ وعجز الخلق ومسكنة الخلق لكن الانسان يتعاظم امام نفسه لانه تكبر امام هذه الاشياء ولو جئت بجهاز مكبر ووضعته امام ذرة صغيرة ظهرت لك كأنها فيل من ضخامتها هكذا حال هذا الانسان فهنا ورب العرش العظيم وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول بان العرش هو سقف العالم سقف الم ربنا ورب كل شيء الان رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم ذكر هذه المخلوقات العظام ثم قال ربنا ورب كل شيء نحن لا نخرج عن ذلك فهذا ايضا تخصيص بعد تعميم فالق الحب والنوى بعد ان عم قال ورب كل شيء بعد الخصوص في قوله ربنا قال فالق الحب والنوى. الفلق بمعنى الشق. وقد مضى الكلام على هذا عند الكلام على سورة الفلق. قل اعوذ بربي الفلق. فالق الحب هو الذي يشق ان الله فالق الحب والنوى يشق النواة عن النبتة ويشق الارض عن مسمار النبات. وكذلك ايضا فالق النوى فالحب اعم من النوى. والنوى يقال غالبا لما يكون من النخل هذا في غالب الاستعمال في كلام العرب وان كان يستعمل احيانا في غيره. ولكنهم اذا اطلقوه فانهم يقصدون بهما في داخل التمر وهو معروف فالق الحب والنوى ويقال له عظم النخل. وفي معناه عظم غيرها. مما له هذه النوى. ولكن اذا حمل ذلك كعلامات في النخل او التمر فان ذلك يكون من قبيل التخصيص لفضلها وشرفها على سائر الشجر والثمر او لكثرة وجودها في بلاد العرب فانها بلاد حارة يكثر فيها النخيل. لم تكن بلاد فواكه وما الى ذلك الله خاطبهم بما يعهدون. ولهذا ذكر لهم الجمل افلا ينظرون الى الابل ولم يذكروا الفيل ولم يذكر الزرافة مع ان الفيل اضخم واعظم خلقا من الجمل. لانه ليس ببلاد العرب. ولما ذكر لهم الثمار ذكر لهم الرمان والاعناب وذكر لهم النخيل وذكر لهم الطلح على المشهور بانه شجر له شوك في الاصل لكنه قال منضود قول الاخر انه الموز لكن القول الاخر القرن المشهور انه الشجر الشوك قد قطع شوكه. فالعرب بلاد حارة هذا يقع في نفوسهم موقعا عظيما لانهم بحاجة الى الظل ولكنهم يتعنون كثيرا ويعانون اذا جلسوا تحت هذه الاشجار من شجر العضاة الذي يوجد في بلاد الحجاز بكثرة له اشواك واشواكه قوية لربما الشوكة بقدر المسبحة او نحو ذلك وغليظ وقوي حتى انه لربما يشق النعل اعزكم الله. من قوته وغالبا ما يكون مثلثا. او له اربع شعب او نحو ذلك بحيث يبقى منتصبا في بعض جوانبه فمثل هذا يحتاج الى تنظيف للمحل اذا ارادوا الجلوس ويعانون معاناة معروفة فاذا ذكر لهم طلح شجر الطلح ليس ليس له شوك فهذا يكون له غاية الوقع في نفوسهم. خاطبهم بما يعهدون. وهكذا في كثير مما ذكره الله عز وجل لهم. فالله تبارك وتعالى شق هذا النوى فخرج منه النخل واذا عممنا المعنى خرج منه النبات والزرع فهذا دليل على كمال قدرته تبارك وتعالى ومنزل التوراة والانجيل والفرقان هذه الكتب الثلاثة المشهورة وهي مرتبة بحسب تنزيلها. فالتوراة هو الكتاب الذي انزل على موسى عليه الصلاة والسلام انجيل هو الكتاب الذي انزل على عيسى عليه الصلاة والسلام والفرقان هو القرآن قيل له ذلك لانه يفرق بين الحق والباطل ولم يذكر الزبور مثلا يحتمل لانه مندرج تحت التوراة لانه مواعظ ولم يكن يشتمل على الشرائع والاحكام وانما الشرائع والاحكام كانت في في التوراة فكتاب بني اسرائيل الذي خطب به بنو اسرائيل من اليهود والنصارى هو التوراة هو كتاب الشريعة احكام ولكن لشدة العداوة بين اليهود والنصارى تركوا العمل في التوراة يعني النصارى. وبقوا بلا قانون ولا شريعة ولا نظام وهم اهل الضلال فصاروا هكذا بلا نظام يحكمهم. فاخترعوا كتابا وسموه بالامانة العظمى او الامانة الكبرى ووضعوا فيه قوانين بدلا من الشريعة المنزلة في التوراة. وصاروا يتحاكمون اليه وهو كما قال الحافظ ابن كثير خيانة العظمى والله المستعان والفرقان قيل له ذلك لانه يفرق بين الحق والباطل ولاحظ ترتيب هذه الاشياء المذكورات لما ذكر ربوبيته تبارك وتعالى للسماوات والارض والعرش العظيم ثم قال ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنذ التوراة والانجيل والفرقان. فذكر ربوبيته لهذا العالم العلوي والسفلي وذكر العرش العظيم ربوبيته لكل شيء وذكر وصفه بانه فالق الحب والنوى ثم ذكر بعد ذلك انزال التوراة والانجيل قال بعض اهل العلم في توجيه ذلك والله تعالى اعلم انه لما ذكر ربوبيته وملكه لهذه المخلوقات وانه ومدبر لاهلهما السماوات والارض ذكر بعد ذلك فلق الحب والنوى لينتظم معنى الخالقية والمالكية لانه تبارك وتعالى قال يخرج الحي من الميت وآآ كذلك هو تبارك وتعالى مخرج الميت من الحي. ومن هذا الاخراج اخراج النبتة من النواة اخراج البيضة من الطائر واخراج الطائر من البيضة. واخراج النواة من الثمرة او من التمر او نحو ذلك هذا كله داخل فيه والله تبارك وتعالى اعلم. الله تبارك وتعالى يخرج الحيوان النامي من النطفة الميتة وقد ذكرنا في بعض المناسبات ان النطفة يعبر عنها العلماء بذلك انها ميتة لانهم يقصدون بالحياة والموت ما له روح فلا يرد عليهم هنا وجود حيوانات منوية تسبح في النطفة لان هذا ليس له حياة شرعية لان الحياة الشرعية ما له روح فقط فهنا عقب ذلك بعد ما ذكر الخلق والايجاد والربوبية عقب ذلك بانزال هذه الكتب الثلاثة العظام يشعر والله تعالى اعلم بانه لم يخلق هذه الاشياء سدى ولا عبث وانما انزلها من اجل ان تتحقق العبودية له وحده تبارك وتعالى فانزل هذه الشرائع وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فهذا الخلق انما هو لهذه الحكمة العظيمة وهذا التعبد انما هو مبين وموضح بهذه الكتب. فارسل اليهم الرسل وانزل عليهم الكتب وبعد ذلك تأتي الاستعاذة. اترك الكلام على هذا في الليلة الاتية واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اسئلة تتركها حتى ينتهي ان شاء الله الكلام عليه. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه