لبطن فهذا معنى التطور. تضور من الليل فمن تبعيضية او بمعنى في يعني تضور في الليل او من الليل يعني في بعض اوقاته او في بعض انائه يقول ذلك. اذا هذا الذكر الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بالكلام على الاذكار التي اوردها المصنف مما يقال عند النوم وهذا الذكر الذي نتحدث عنه هذه الليلة هو حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تضور من الليل قال لا اله الا الله الواحد القهار رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار هذا الحديث اخرجه ابن حبان والحاكم والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن السني بعمل اليوم والليلة صححه الحاكم وقال على شرط الشيخين ووافقه الذهبي كما صححه ايضا الحافظ العراقي والشيخ ناصر الدين الالباني وقال على شرط البخاري هذا الحديث ايها الاحبة كما ترون كان اذا تضور من الليل تضور من الليل يعني تلوع انقلب تحول ظهرا ليس من الاذكار التي تقال عند النوم اذا اراد المسلم النوم فانه يأتي بالاذكار المشروعة عند النوم هذا ليس منها وانما هذا له حال خاصة وهو حينما ينام فقد قال الاذكار فاذا حصل له تحول في فراشه وانقلب من جنب الى جنب فانه يقول ذلك كما ايضا يقول ما يقول من الذكر حينما يحصل له انتباهه فهذا غير ما يقال عند النوم فهو من الاذكار المخصوصة التي تقال في حال معينة بمعنى لو انه لم يحصل له تحول فانه لا يقول هذا اذا هذا مما لا يقال ابتداء فلا يعد من اذكار من الاذكار التي تقال عند النوم نحن عرفنا ان هذه الاذكار التي تقال عند النوم ان كثيرا منها يشتمل على التوحيد فهو يذكر نفسه بهذا ويردده على نفسه فهو ينام على التوحيد ويصبح عليه وايضا يستحضر ذلك فيما بين ذلك كذلك ايضا هذه الاذكار التي تقال عند النوم هي تذكره بالموافاة والرجوع الى الله تبارك وتعالى كما ذكرنا في الكلام على معانيها وكذلك ايضا تذكره بالموت فلا تحصل له غفلة ويكون على حال من الاستعداد هذا اذا اراد ان ينام فاذا حصل له انتباهه بنومه فانه ايضا يردد التوحيد هكذا المؤمن في حالاته كلها في ليله ونهاره التوحيد حاضر في قلبه ويشتغل به لسانه ويتردد عليه فهنا بمجرد ما يحصل له انتقال وتحول بهذا الفراش من جنب الى جنب فانه يقول لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله. لاحظوا المؤمن مثل هذا لا لا يمكن ان يتحول عن دينه او ان يتشبه باهل الغضب او اهل الضلال من اليهود والنصارى ولا يمكن ان يتنازل عن شيء من ايمانه وذلك ان هذا التوحيد قد مزج بلحمه ودمه في حالاته كلها لا اله الا الله عرفنا معنى هذه الكلمة العظيمة لا معبود بحق الا الله الواحد القهار فلا اله الا الله تعني الوحدانية لا معبود بحق فهو الواحد بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وهذان الاسمان جاء مقترنين في كتاب الله تبارك وتعالى بستة مواضع من ذلك ما جاء في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار وهكذا في قوله تعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وفي قوله قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار الى غير ذلك من المواضع فالواحد في ذاته باسمائه بصفاته في افعاله فلا نظير له ولا مثيل في شيء من ذلك ومن هنا فانه ليس له ولد ليس له ولد كما انه القهار لجميع العالم العلوي والسفلي وهذا يقتضي ايضا انه ليس له ولد لان الوحدانية تنافي الولدية لان الولد جزء من الوالد وكذلك ايضا القهار فان الولد يكون مشمولا ب كما هو معلوم يكون مشمولا المحاباة والمراعاة والشفقة والعطف وما الى ذلك لانه بضعة من الوالد فلا ما يكون مقهورا بهذا الاعتبار الله تبارك وتعالى هو القهار والخلق جميعا تحت قهره وتصرفه تبارك وتعالى. ومن هنا فان وحدانيته وقهره متلازمان فالواحد لا يكون الا قهارا والقهار لا يكون الا واحدا اما الولد فانه يكون مضلا على ابيه فلا يكون مقهورا له ومن ثم فان الله تبارك وتعالى احد طرد صمد لم يلد ولم يولد كل شيء خاضع لعظمته وسلطانه وجبروته وقهره والخلق فقراء اليه فهو الغني عما سواه ومن غناه انه لم يلد ولم يولد فكل شيء قد دان له وخضع هنا قال رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار رب السماوات والارض عرفنا ان الرب معنى السيد والمالك والمربي خلقه بالنعم الظاهرة والباطنة وهو مالك لجميع ذلك ومتصرف فيه وهو العزيز الغفار وهذان اسمان ثابتان لله تبارك وتعالى وقد جاءا مقترنين ايضا في كتاب الله في ثلاثة مواضع فمن ذلك قوله تبارك وتعالى رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار بقوله يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى الا هو العزيز الغفار فالعزيز الغفار العزيز الذي عرفنا في الكلام على الاسماء الحسنى انها من الصفات يعني العزيز يتضمن صفة العزة وهي من الصفات الجامعة يعني التي لا تفسر بمعنى واحد انما يستجمع العزة ويتصف بها من كان قويا قهارا غنيا وما الى ذلك فهو العزيز الذي لا تطاق سطوته وهو الذي قطع له كل شيء ودان له كل شيء جل جلاله وتقدست اسماؤه وهو الغفار كثير الغفر فباعتبار كثرة ذنوب العباد وكثرة العباد ايضا فهذه المغفرة التي تحصل لهم كثيرة ومن ثم فهو غفار غفار على كثرة الذنوب وكثرة المذنبين اجتماع العزيز مع الغفار يعطي معنى ثالثا كما سبق في الواحد القهار فهو مع عزته الا انه يغفر عزيز عظيم لا تطاق سطوته ومع ذلك يغفر بل عزة بالنسبة لمن يتصف بها من المخلوقين قد تحمل على شيء من العزف بل والظلم وعدم الرحمة وعدم اقالة العثرة والغفر قد يكون عن ضعف وعجز عن المؤاخذة والاخذ بالذنب والخطيئة والسيئة والجريرة وما الى ذلك اما الله تبارك وتعالى فهو عزيز لكن هذه العزة يكون معها الغفر الكثير يستر العيوب وكذلك ايضا يقيل العثرات وعرفنا ان هذا معنى الغفر فيه معنى الستر فيه معنى ايضا عدم المؤاخذة التجاوز عن الخطأ والذنب والتقصير والاساءة فهذا جل جلاله مع عزته هو ايضا كثير الغفر لو لم نعرف من صفاته تبارك وتعالى الا انه عزيز فلربما يتوهم بعض المخلوقين انه لا يغفر ولا يقيل من العثرة فلما اخبرنا انه غفار وقرن بين هذين الاسمين عرفنا ان عزته لا تنافي مغفرته فهو ارحم الراحمين واحكم الحاكمين وهذه المغفرة لو لم يذكر معها عزة لو لم نعلم من صفاته واسمائه انه العزيز لربما توهم بعض المخلوقين ان ذلك يعني الغفر انه لربما من غير عزة فلما علمنا انه العزيز عرفنا ان المغفرة ليست عن عجز المخلوق قد يغفر وقد يقول انا عفوت لكن لانه عاجز غير قادر على الانتقام ولهذا قال عيسى صلى الله عليه وسلم ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم لاحظ ذكر العزيز بمقام المغفرة قالوا لعل السبب في ذلك انه في ذلك اليوم يغضب الرب تبارك وتعالى غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله فعيسى صلى الله عليه وسلم ما اراد ان يكون في صف هؤلاء ويطلب المغفرة وقد نسبوا له الصاحبة لله عز وجل نسبوا له الصاحبة والولد هذا جواب والجواب الاخر انه اراد ان يقول ان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم يعني ان غفرت فليس ذلك عن عجز ان المؤاخذة وانما يكون هذا الغفر العزة وقدرة وحكمة تضع الامور في مواضعها وتوقعها في مواقعها ولا يكون هذا الغفل في غير موضعه وكذلك ايضا لا يكون بسبب العجز هذا ما يتعلق بهذا الحديث واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه لا اله