الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث عما اورده المؤلف من الاذكار التي تكون عند النوم وعرفنا ان بعض هذه الاذكار ليست مما يقال عند النوم وانما يقال في احوال خاصة كما لو رأى رؤيا يكرهها افزعته او اذا تعار من الليل حصل له انتباهه او نحو ذلك هذا الحديث الذي اورده حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب واصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من خمس واربعين جزءا من النبوة. والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه فاذا رأى احدكما يكره فليقم فليصلي ولا يحدث بها الناس قال واحب القيد واكره الغل والقيد ثبات في الدين فلا ادري هو في الحديث ام قاله ابن سيرين اخرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ما معنى اقترب الزمان اقترب الزمان فسره بعض اهل العلم باستواء الليل والنهار ان يستوي الليل والنهار وهذا يكون في وقتين في العام في فصلين فالربيع والخريف قالوا بان ذلك يكون وقت اعتدال الامزجة وقت اعتدال الطبايع وان ذلك يكون ادعى الى البعد عن التخليط في النوم فيكون المزاج معتدلا يقولون هذا كما يعبر بعضهم كما يقول بعض العابرين الذين يعبرون الرؤى ويعبرونها بان اصدق الازمان لوقوع ذلك يعني تكون الرؤيا الصادقة وقت انفتاق الانوار او الازهار وادراك الثمار وحينئذ يستوي الليل والنهار الانوار ليس مقصود به الانوار هذه الانوار الشمس والقمر ونحو ذلك وانما ما يكون من الازهار ببدوها وهذا يكون عادة في فصل الربيع وهو وقت الازهار واما ادراك الثمار فانه يكون في زمان الخريف وهما وقتان يحصل بهما الاعتدال وقت ان يحصل بهما الاعتدال يستوي الليل والنهار في هذين الوقتين. والعرب عادة تعبر وكما جاء في الاحاديث قل سبعون خريفا ونحو ذلك يعبرون بالخريف والسبب في هذا هو ان الخريف افضل هذه الاوقات واشرف هذه الاوقات من جهة ادراك الثمار يكثر فيه الثمر وهو وقت ايظا وقت لجنيها جني الثمار تكون كثيرة ناضجة بوقت الخريف كما هو في هذه الايام التي نعيشها خرج الصيف ودخل وقت الخريف. ولهذا العرب تعبر بالخريف سبعون خريفا يعني سبعون سنة اما ما جرى عليه استعمال الناس في الغالب اليوم يقول عمره عشرون ربيعا او نحو ذلك فهذا استعمله كثير من الناس وما كان عليه الاولون اولى لان الربيع ليس فيه سوى الازهار التي هي صورة لكن ليس فيه ثمار فالمقصود ان هؤلاء من اهل العلم يقولون ينقلون عن الذين يعبرون الرؤى يقولون اصدق الازمان بصدقها هو وقت انفتاق الانوار فهذا الذي يكون من الزهر في الشجر يقال له ذلك زمان ادراك الثمار كما في الخريف وحينئذ يستوي الليل النهار وابو داوود رحمه الله صاحب السنن فسر اقتراب الزمان بهذا باستواء الليل والنهار فتكون الرؤيا عند ذلك صادقة هذا قول لطائفة والحديث يحتمله ولكن غيره اولى منه والله تعالى اعلم ولذلك فان بعض اهل العلم انكر هذا المعنى وفسروه بغيره تقارب الزمان يعني ان بعضهم يقول بان المراد باقتراب الزمان انتهاء مدة الدنيا وقرب الاخرة وكأن هذا اقرب والله تعالى اعلم بعد اخر الدنيا وقرب قيام الساعة ويدل على ذلك بعض الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم جاء في بعض تلك الاحاديث وبعض تلك الالفاظ اذا كان اخر الزمان فان رؤيا المؤمن لا تكاد تخطئ او كما قال عليه الصلاة والسلام ومن هنا فان ذلك البعد من زمان الوحي والغربة التي يكون عليها الناس في ذلك الزمان فهم بحاجة الى تثبيت بنو اسرائيل كان يبعث فيهم الانبياء يسوسونهم واما هذه الامة فليس هنا كنبي بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم الا ما يكون من نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان والا فان النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين. ومن هنا فالناس بحاجة الى تثبيت ولهذا كما ذكرنا قبل من كلام شيخ الاسلام رحمه الله بان الكرامات كرامات الاولياء التي تكون في اخر الزمان اكثر مما وقع للصحابة. لا لانهم افضل يعني الذين في اخر الزمان ولكن لحاجتهم الى التثبيت ويؤيدهم الله عز وجل بايات يرونها من خوارق العادات لاتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم فيحصل لهم بذلك تأييد ويثبت ايمانهم وسيرهم واستقامتهم على الصراط المستقيم وهذا المعنى قال به جمع من اهل العلم بتقارب الزمان ومنهم بعض شراح الصحيح صحيح البخاري كابن كابن بطال وذهب اخرون الى معنى قريب من هذا ولكنهم عبروا عنه بعبارة اخرى فعده بعض اهل العلم قولا ثالثا والواقع انه يرجع الى هذا وان كان يختلف في التعبير في التعبير عنه فهؤلاء يقولون بان تقارب الزمان يعني انه ما يحصل من القصر بحيث يكون كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم السنة كشهر والشهر كالجمعة يعني كالاسبوع والجمعة اليوم عفوا والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة سعى في النخل اذا جف فانه سريع سريع الاحتراق فمن هنا قال بعض اهل العلم هذا هو المراد قالوا هذا هو المراد وهذا يرجع الى القول الذي قبله من ان المراد بذلك اخر الزمان وبعضهم فسره بتفسير في اخر الزمان ولكن من وجه اخر قالوا ان يعني كانهم نظروا الى ان اليوم لا يتجاوز الاربعة وعشرين وان الوقت هو الوقت ولكنه قد يقصر او يطول بما يقوم في نفس الانسان. فايام الحزن قالوا طويلة ثقيلة وايام الفرح قصيرة يذهب الوقت في الفرح سريعا فيوم العيد يمضي سريعا ايام الحزن عافانا الله واياكم واخوانا المسلمين من ذلك يقولون طويلة ثقيلة ومن هنا قالوا هذا التقارب الذي يحصل انما هو في وقت المهدي او نزول عيسى ابن مريم فتكثر البركات والخيرات ويعم العدل فيستلذ الناس هذه الاوقات واللحظات فتمضي دون شعور منهم لحظات سعيدة جدا لحظات عامرة فيمضي الزمان فتتقارب اطرافه دون ان يشعر الواحد من هؤلاء. وان الانسان اذا كان ينغمس في لذة فانه لا يشعر بالوقت ولذلك كان ابن المنكدر رحمه الله يقول اني لا ادخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه عربي يعني لشدة محبته لقيام الليل فهو يدخل في الصلاة وينقضي الليل سريعا دون ان يشعر يقول وما بلغت منه نهمتي وما حصلت طلبة لسرعة انقضائه وهكذا فعلى كل حال اذى قال به بعض اهل العلم والذي يظهر والله اعلم ان المراد هو ان ذلك المقصود به اخر الزمان لبعد العهد عن النبوة من النبوة فيؤيدهم الله عز وجل بالرؤى الصادقة يؤيدهم بالرؤى الصادقة كما في الحديث في اخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب والله تعالى اعلم قوله اذا تقارب الزمان لم يكد رؤيا المؤمن او لم تكد رؤيا المؤمن تكذب هنا النفي نفي كاد يدل على ان ذلك نفي للشيء من اصله يعني انها لا تكذب لم تكد رؤيا المؤمن تكذب بمعنى انها تكون صادقة تكون صادقة الاحظ هنا انه في هذا الحديث قال رؤيا المسلم والمسلم اذا اطلق دخل فيه المؤمن فهما بمعنى واحد بهذا الاعتبار. واذا ذكر الاسلام مع الايمان فيكون الاسلام اسلام الظاهر والايمان ايمان الباطن تصديق الباطن الاقرار والانقياد والاذعان فهنا ذكر الاسلام وفي الحديث الاخر اذا كان اخر الزمان لم تكد رؤيا المؤمن فذكر المؤمن فهما بمعنى واحد والله تعالى اعلم ام تكد رؤيا المؤمن تخطئ باي اعتبار يعني تكذب يعني باعتبار ان الله يؤيده بذلك يؤيده بذلك وتقييده بالمسلم او المؤمن يخرج الكافر فان رؤياه ليست كذلك. مع ان الكافر قد يرى الرؤيا وتصدق وفي قصة يوسف عليه الصلاة والسلام سأله صاحباه في السجن عن الرؤية قال احدهما اني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله فلما ذكر لهم التأويل قال قضي الامر الذي فيه تستفتين فهنا هذه قضي الامر يعني انتهى فرغ منه هذا تأويل هذه الرؤية وهي رؤية متحققة مع ان بعض اهل العلم يقولون بان قوله قضي الامر الذي فيه تستفتيان انهما ارادا التراجع لما سمع التعبير على غير ما يروق لهما فكأنهما اظهرا له انهما لم يرايا شيئا. فقال قضي الامر الذي فيه ما ذكرتم قد وقع لكن هذا لا دليل عليه. والاقرب ان المقصود ان ذلك تلك الرؤية متحققة كذلك الملك في الرؤية المشهورة حينما رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وهذا الملك كافر وكذلك ايضا اصحاب السجن لم يكونوا على الدين ولذلك دعاهم الى التوحيد اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار وخاطبهم بذلك انهم ومعبودات هذه المعبودات ما تعبدون من دون الله فهم كانوا يعبدون من دون الله عز وجل شركاء لا حقيقة لهم فهنا لم تكد رؤيا المؤمن او المسلم تكذب بمعنى انها تكون صادقة. وبعض اهل العلم فسره بمعنى اخر قالوا في اخر الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب او المسلم تكذب بمعنى انها تكون في غاية الوضوح لا تحتاج الى تعبير قالوا لان الكذب هنا ليس المقصود به بالضرورة آآ يعني ان يقول الانسان خلاف الحقيقة قصدا لذلك يخالف ما في باطنه فيقول بلسانه خلاف ما يعتقد لان الكذب يطلق باطلاق اخر في اللغة وهو ما خالف الواقع فمن عبر تعبيرا لا يطابق الواقع يعني اخطأ في التعبير يقال كذب فلان كذب في هذا التعبير بمعنى اخطأ فهنا بعض اهل العلم يقولون لم تكد رؤيا المؤمن تكذب بمعنى انها في غاية الوضوح لا تحتاج الى تعبير لان الخلف او الخطأ الذي سمي بالكذب قد يكون في الخطأ بالتعبير فهذي لا تحتاج الى تعبير لكن هذا خلاف المتبادر والاقرب انها انها صادقة ثم ذكر معنى يتعلق بهذا بصدق الرؤيا قال واصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا ظاهره انه على اطلاقه مطلقا يخاطب هذه الامة بان اصدقهم رؤيا اصدقاء اصدقهم حديثا وذلك ان من اعتاد الصدق في يقظته كان في حال النوم على الصدق فتكون رؤياه ايضا صدق ويكون عند الموت على الصدق. ويكون ايضا في القبر له قدم صدق وفي المحشر له قدم صدق ويدخله الله عز وجل مدخل صدق في اخرته وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق وتكلمنا على هذا في درس مستقل في التعليق على هذه الاية فهذا كله يدخل في مدخل الصدق فينام الانسان نومة صدق لا ينام على معصية ولا فجور ولا ويكون متوضئا ينام على جنبه الايمن يقول الاذكار ويكون في نومه ايضا يرى الرؤى الصادقة فصدق الحديث وصدق الحال وصدق العمل كل ذلك يؤثر بحال الانسان في اليقظة وعند الاحتضار وفي النوم بموتته الصغرى وعند موتته الكبرى وبعد موتته الكبرى وبعد بعثه ونشوره فهذا عاقبة الصدق وجزاء الصدق صدق هذا يكون بالقول وهنا ذكر الحديث ويكون الصدق بالحال الا يظهر حالا غير ما يبطن كالمنافق يظهر الصلاح والتقوى والاستقامة وهو ليس كذلك وكذلك العمل قد يظهر انه يذكر الله عز وجل وهو لا يذكره او انه يخشع في صلاته ولا يخشع ونحو ذلك انه صايم وليس بصايم فقال اصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا اذا ظاهره هكذا ان الصدق في اليقظة يرث الصدق في المنام صدق الرؤى مع ان بعض اهل العلم حمله على معنى اخر غير هذا غير هذا قالوا بان ذلك خطاب لهذه الامة في ذلك الزمان الذي لا تكاد فيه رؤيا المؤمن تخطئ وان رؤيا المؤمنين تتفاوت قالوا في اخر الزمان يكون اصدقهم رؤيا اصدقهم حديثا هكذا هكذا قالوا قالوا في ذلك الحين انقطاع العلم والبعد عن زمان النبوة والوحي وكذلك ايضا موت العلماء ولا يكون هناك هداة فيحصل لهم التثبيت والتسديد بالرؤى فهي جزء من النبوة كما سيأتي والله المستعان. فقال اصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا وفي بعض الفاظه واصدقهم رؤيا اصدقهم حديثا. يعني الذي في اخر الزمان ولكن كأن الاقرب والله اعلم ان هذا عام في هذا الوقت وفي كل وفي كل وقت يشمل اخر الزمان بخلاف حال الكاذب الذي اعتاد الكذب فان رؤياه لا تكاد لا تكاد تصدق وهنا قال ورؤيا المؤمن جزء من خمس واربعين جزءا من النبوة. هذا عند مسلم ولكن ليس كذلك عند ابي داوود واكثر الاحاديث على انها جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة وقد جاء من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انها جزء من سبعين جزءا من النبوة اما انها من جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة فهذا ذكرنا وجهه من قبل عند بعض اهل العلم قالوا مدة البعثة النبوية ثلاثة وعشرين سنة ثلاثة عشر سنة في ثلاث عشرة سنة في مكة وعشر سنين في المدينة المجموع ثلاثة وعشرين والستة اشهر هي تساوي نسبة واحد من ستة واربعين يعني ستة اشهر في ثلاثة وعشرين سنة ستة واربعين جزء مما يكون ستة اشهر السنة اثنعشر شهرا فنصف السنة هذا يساوي واحد على ستة واربعين من ثلاثة وعشرين سنة هكذا قال بعض اهل العلم لكن يشكل عليه مثل هذه الرواية انها جزء من خمسة واربعين جزءا والحديث الاخر من سبعين جزءا ولهذا ذهب بعض اهل العلم الى ان مثل هذا لا يشتغل به وان هذا من امور الغيب كما قال بذلك جمع من اهل العلم كابن العربي المالكي والخطابي واخرين؟ قالوا لا نشتغل بهذا هذا امر غيبي والنبوة لا يعلم ذلك الا الله وكذلك جاء في الحديث بان السمت الحسن والتؤدة جزء من خمسة وعشرين او اربعة وعشرين جزءا من النبوة فكيف هذا يفسر وكيف يقسم وكيف يحمل هذا امر امر غيبي امر غيبي الله اعلم. وجاء في بعض الروايات غير هذا غير الخمسة وعشرين او الاربعة وعشرين جزءا من النبوة في السمت الحسن ثم ذكر هذه الاشياء لا اطيل عليكم بقي بقية اترك الحديث ان شاء الله في ليلة اتية جزاكم الله خيرا نترك الاسئلة ان شاء الله حتى يكتمل هذا