الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته الدعاء او الذكر الثالث مما اورده المؤلف فيما يقال في قنوت الوتر هو ما يرويه عبيد ابن عمير قال صليت خلف عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه صلاة الغداة فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكفار ملحق يقول بعض رواته وهو الخزاعي ونثني عليك ولا نكفرك ونخشى عذابك الجد هكذا في رواياته هذا الحديث اخرجه ابن خزيمة والبيهقي في السنن الكبرى وفي الدعوات الكبير وكذلك اخرجه ابو داوود في كتابه المراسيل البيهقي قال عنه في السنن الكبرى وفي الدعوات الكبير بانه مرسل ونحن نعرف ان المرسل هو ما يرفعه التابعين الى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال البيهقي في السنن الكبرى في موضع اخر اسناده صحيح وقال في موضع ثالث صحيح موصول يعني الذهبي يقول فيه عبد القاهر يجهل وقال ابن الملقن صحيح او حسن روي بعضه مرفوعا مرسلا وقال في البدر المنير مرسل ومرة قال روي بعضه مرفوعا وهو مرسل الحافظ ابن حجر رحمه الله قال موقوف صحيح صححه الموقوف والعين قال فيه محمد ابن عبد الرحمن ابن ابي ليلى فيه مقال الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله قال اسناده صحيح قال في موضع اخر اسناده رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لولا عن عنعنة ابن جريج لكان حريا بالصحة ومرة قال اسناده صحيح من الطريق الاولى والاخرى فيها ابن ابي ليلى سيء الحفظ هاتان سورتان مما نسخ من القرآن نسخ لفظه وبقي حكمه يقال لهما سورة الخلع والحقد اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك هذه واحدة الثانية اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكفار ملحق هذا مما نسخ لفظه نحن نعرف ان من القرآن ما هو منسوخ اللفظ دون الحكم ومنه ما نسخ لفظه وحكمه منه ما نسخ حكمه دون دون لفظه معنى هذا الدعاء اللهم يا الله كما عرفنا في مناسبات سابقة انا نطلب منك العون على الطاعة هذا معنى الاستعانة قبل ذلك قدم العبادة اياك نعبد اي نعبدك وحدك دون ما سواك ومعلوم ان تقديم المعمول على عامله يدل على الحصر او الاختصاص اي ان العبادة لله تبارك وتعالى وحده ولك نصلي ونسجد ايضا قدم هنا الجار والمجرور فدل ايضا على الحصر ان هذه الصلاة قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين. فهذا كله يدل على الاخلاص اخلاص العبادة لله تبارك وتعالى واليك نسعى ونحفد وهو يقول يا الله نطلب منك اليك نسعى ونحفد ويخبر عن نفسه نسعى يعني نجد ونسرع اصل السعي هو الاسراع في المشي والمقصود به هنا الاسراع في طاعة الله تبارك وتعالى ومرضاته و معنى الحفت نحفت اي نسرع والمعنى نعمل بطاعتك ونجد ونجتهد في التقرب اليك فالذي يكون بهذه المثابة تقول حفد فلان بمعنى خف في العمل واسرع في الخدمة فالمقصود بذلك المسارعة وابو عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله يقول اصل الحفظ الخدمة والعمل يعني نعمل بطاعتك نبادر نسرع في التقرب اليك وطلب مرضاتك نرجو رحمتك ونخشى عذابك هكذا يكون المؤمن يدور بين الخوف الرجاء فهما كالجناحين للطائر وقد مضى الكلام على هذين العملين القلبيين مفصلا في الاعمال القلبية وايضا في مناسبات بشرح الاذكار وغيرها وما ذكره اهل العلم من استوائهما في حال القوة والصحة او تغليب جانب الخوف وكذلك ما ذكروه عند الاحتضار من تغليب جانب الرجاء او ان يكون ذلك على حال سواء وهنا يقول نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكافرين ملحق ان عذابك بالكافرين في بعض الالفاظ بالكفار ملحق. هكذا على المشهور بالكسر ملحق يعني انه لاحق بهم بعضهم ضبطه الفتح ملحق ابن الاثير رحمه الله يقول بان الرواية بكسر الحاء اي من نزل به عذابك الحقه بالكفار وقيل هو بمعنى لاحق يعني انه يتبعهم ويلحق بهم ويدركهم وبعضهم على كل حال ضبطه بالفتح اي ان عذابك ملحق بالكفار ويصابون به اللهم انا نستعينك ونستغفرك هذه هي السورة الثانية التي يقال لها سورة الخلع والاولى يقال لها سورة الحفظ اللهم انا نستعينك يعني يا الله انا نطلب منك العون على الطاعة وترك المعصية نطلب منك المغفرة للذنوب نثني عليك الخير كله وعرفنا ان الثناء هو اعادة المدح ثانيا بدليل الحديث المشهور في الفاتحة اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي اذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي فاعادته ثانيا هو هو الثناء فهنا نثني عليك الخير قال نثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع من يكفرك اي نترك من يكفرك في بعض الفاظه نخلع من يفجرك يعني يعصيك ويخرج عن طاعتك وبعضهم قال يلحد في اسمائك كل هذا داخل داخل فيه والله تعالى اعلم وهنا هذا هاتان السورتان السيوطي في كتابه الدر المنثور وهو موسوعة ضخمة كما هو معلوم خزانة التفسير ذكر ذلك من طرق متعددة بالفاظ مختلفة لكنه للاسف هو مختصر من كتابه الكبير ترجمان القرآن وقد حذفت اسانيده وذكر ان ما ورد في هاتين السورتين ذكر الروايات والالفاظ ونقل عن سفيان الثوري رحمه الله قال كانوا يستحبون ان يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين بقنوت الوتر والحافظ بن عبد البر رحمه الله في كتابه الاستذكار ذكر خلاف اهل العلم فيما يقنت به من الدعاء ونقل عن الكوفيين يعني اصحاب ابي حنيفة وعن الامام مالك رحمه الله انه ليس في القنوت دعاء محدد ولكنهم يستحبون الا يقنت الا بقوله اللهم انا نستعينك الى اخره يعني بهاتين السورتين مثل هذا عمر رضي الله تعالى عنه سمعه عبيد بن عمير يقول ذلك في صلاة الغداة يعني القنوت في الفريظة فكان عمر رضي الله تعالى عنه يقنت في النازلة والقنوت في النازلة كما هو معلوم لا يختص ب الفجر بل يكون في الفرائض كلها وشيخ الاسلام رحمه الله يقول كان في الفجر ولم يكن يداوم على القنوت لا في الفجر ولا غيرها. وقد ثبت في الصحيحين عن انس انه قال لم يقنت بعد الركوع الا شهرا يقول في شرع ان يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار في الفجر وفي غيرها من الصلوات وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصارى بدعائه الذي فيه اللهم العن الكفرة او العن كفرة اهل الكتاب الى اخره والنووي رحمه الله ذكر الاستحباب استحباب الجمع بين قنوت عمر هذا وما مضى ايضا مما اورده المؤلف مثل ما جاء في دعاء الحسن رضي الله تعالى عنه يقول ان جمع بينهما فالاصح تأخير قنوت عمر وان اقتصر يعني ان كان سيقتصر على واحد فليقتصر على الاول اللهم اهدنا فيمن هديت قال وانما يستحب الجمع بينهما اذا كان منفردا او امام محصورين يرضون بالتطويل يعني كانه يتحدث عن القنوت في الفريضة فعلى كل حال اتاني السورتان يقال لهما ذلك ويقال لهما ايضا سورة ابي رضي الله تعالى عنه لانهما كانتا في مصحفه بمصحف ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه وارضاه وهاتان السورتان في مضامنهما بينهما شبه في مع سورة مع سورة الفاتحة سورة الفاتحة كما نرى هنا هنا هاتان السورتان افتتحتا بالاستعانة شيخ الاسلام يقول التي هي نصف العبد لانه كما قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين في السورة الثانية اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفت الى اخره فهذا مفتتح بالعبادة التي هي نصف الرب فهذا كما في الفاتحة يقول ففي سورة القنوت مناسبة لفاتحة الكتاب وفيهما جميعا مناسبة ايضا لخطبة الحاجة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا الى اخره يقول وذلك جميعه من فواتح الكلم وجوامعه وخواتمه اذى ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه كان عندكم سؤال؟ نعم الاقرب انه يدعو اذا كانت النازلة حية نعم اي نعم ثم يترك ان كانت حية لا زالت استعينك واستهديك الا هو ان يدعو بذلك بجمع لكنه يأتي بضمير الجمع لا يدعو في دعاء يؤمن عليه من يسمع بضمير المفرد والا يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقد خانهم لانهم يؤمنون على دعاء يرجع اليه هو بضمير المفرد نعم ولكنه يأتي به بصيغة الجمع ولو كان لا اذا كان لوحده بضمير المفرد لكن اذا كان اماما يؤمنون على دعائه نعم لما ذكر عند الاحتضار هما ما اجتمعا في موطن مثلها فهذا يحتج به من يقول ان الاستواء مطلوب حتى عند الاحتضار ولكن الادلة الاخرى لا يموتن احدكم الا هو يحسن الظن بربه انا عند ظن عبدي بي الى اخره فكانوا يستحبون تغليب جانب الرجاء ولذلك عائشة رضي الله تعالى عنها يعني عند احتضارها كانت تذكر بمثل هذا دخل عليها. ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك عبد الله ابن عمرو ابن العاص لما كان يذكر اباه عند احتضاره ايضا بامور تتصل بالرجاء وكانوا يحبون هذا لكنه لا يخلو من خوف الله اعلم كيف تكلمت على هذا في مناسبة سابقة وهو ان المأموم اذا سمع الثناء على الله فله ان يسكت وله ان يقول سبحانك لا اشكال في هذا وبينت انه ليس من لازم ذلك اذا كان يذكر اوصاف الكمال فيجيبه المأموم بقوله سبحانك هذا ليس مما يقتضي تنزيها باطلاق وذكرت وجه هذا وذكرت دلائله من القرآن نعم وانما فهمه بعض اهل العلم من ذلك ان هذا لا يقال الا في مقامات التنزيه انه غير صحيح نعم ما يك السلام عليكم