الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب الذكر عقب السلام من الوتر يقول سبحان الملك القدوس ثلاث مرات والثالثة يجهر بها ويمد بها صوته ويقول رب الملائكة والروح جاء هذا في عن عبد الرحمن ابن اجزأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بيسبح اسم ربك الاعلى وقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد وكان يقول اذا سلم سبحان الملك القدوس ثلاثا ويرفع صوته الثالثة وفي رواية عند الدارقطني عن عبدالرحمن بن ابزى عن ابي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث بيسبح اسم ربك الاعلى وقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد ويقنت قبل الركوع واذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يمد بها صوته في الاخيرة يقول رب الملائكة والروح هذا الحديث اخرجه ابو داوود النسائي والدار قطني سكت عنه ابو داوود كما هو معلوم ان ما سكت عنه فهو صالح للاحتجاج عنده قال النسائي حينما اخرجه في سننه الكبرى ارسله ما لك ابن مغول وقال ايضا النسائي في موضع قال ارسله مالك ابن مغول وقال ايضا مرة في موضع اخر رواه غير واحد عن زبيد فلم يذكر احد منهم فيه انه يقنت قبل الركوع وقال ايضا الحسن ابن نصر الطوسي في مختصر الاحكام حسن غريب قال عنه عبدالحق الاشبيلي في الاحكام الكبرى روى هذا الحديث جماعة عن زبيد فلم يذكر ويقنت قبل الركوع وتفرد به سفيان الثوري وحده وقال في الصغرى الاحكام الصغرى اشار و في المقدمة اشار الى انه صحيح الاسناد وقال ابن القطان الوهم والايهام صحيح ومرة قال صحيح او حسن وقال بموضع ثالث صحت الزيادة المذكورة يعني قوله بعد فراغ سبحان الملك القدوس من غير رواية الثوري. وقال النووي اسناده صحيح وقال الذهبي فيه ابن يونس الكديمي هالك وقال ابن الملقن في اسناده محمد بن انس الرازي قد تفرد بمناكير وقال في موضع اخر اسناده جيد وقال الحافظ ابن حجر روي من وجه اخر مرفوعا وقال في موضع اخر صحيح وهكذا العجلوني في كشف الخفاء صحح اسناده الشيخ ناصر الالباني رحمه الله قال اسناده صحيح ليس الكلام فيما يقرأ في الوتر ولا في موضع القنوت ان يكون قبل الركوع او بعد الركوع. وانما الكلام فيما يقال بعد الوتر فان هذا يتعلق بما نحن بصدده من الكلام على الاذكار ولكني احب ايراد السياق لما فيه من الفوائد والمعاني وما يحصل به ايضاح بعض الجوانب من المناسبة وغيرها قوله سبحان الملك القدوس هذه اللفظة سبحان يا علم للتسبيح كما يقول بعض اهل العلم وعلى كل حال اصل التسبيح بمعنى التنزيه وقد مضى هذا مرارا هو ايضا بمعنى التبرئة والتقديس من النقائص سبحان الملك والملك الملك والتصرف المطلق والقدوس مضى الكلام عليه ايضا في بعض المناسبات مضى الكلام على ما يقال في الركوع مثلا من حديث عائشة رضي الله عنها وغيرها صبوح قدوس رب الملائكة والروح فالقدوس يفسر بانه البالغ اقصى النزاهة ومن اسمائه تبارك وتعالى القدوس كما هو معلوم فله التنزيه المطلق عن كل وصف قاصر او ناقص وهو الطاهر من كل عيب ونقص والله تبارك وتعالى يقول هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث سبوح قدوس رب الملائكة والروح كل ذلك مما يثبت هذا الاسم الكريم لله تبارك وتعالى وفسر قتادة القدوس المبارك وكلام اهل العلم يدور على هذه المعاني في تفسير القدوس انه المنزه من كل عيب ونقص وبهذا يكون بمعنى السبوح بعضهم يقول هو الطاهر بعضهم يقول بانه القدوس بمعنى المبارك كما يقول قتادة وقد مضى الكلام بالكلام على الاسماء الحسنى وفي الكلام على اخر سورة الحشر ايضا تعليق على المصباح المنير في الفرق في ذكر الفرق بين السلام والقدوس. قدوس السلام وان بعض اهل العلم قال بان القدوس هو السالم من كل عيب ونقص في الزمن الماظي والسلام هو السالم من كل عيب ونقص في المستقبل يعني القدوس مقدس منزه عن كل عيب ونقص في الزمن الماضي والحاضر والسلام في المستقبل لكن هذا لا دليل عليه كأنهم ارادوا ان يفرقوا بينهما من جهة الزمان ولكن التقديس فيه معنى التنزيه والتطهير وزيادة فانه حينما يقال هذا شيء مقدس فان هذا يعني انه منزه ومطهر ومعظم ففي هذه المعاني الثلاثة مما لا يوجد في اسم او في معنى السلام او في معنى السبوح والله تعالى اعلم ولهذا تفاوتت عبارات اهل العلم في تفسير القدوس وكأنه يرجع الى مجموع هذه المعاني الثلاثة والملائكة عليهم الصلاة والسلام قالوا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فسر اي كما يقول ابن جرير رحمه الله نقدس لك اي ننسبك الى ما هو من صفاتك من الطهارة من الادناس وما اضاف اليك اهل الكفر بك يعني ننزهك عن ذلك ابن القيم رحمه الله يقول هذا ومن اوصافه القدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن فاعاده الى معنى التنزيه على كل حال هو تنزيه وزيادة والله تبارك وتعالى قدسيته تامة من كل وجه قدوس في اسمائه وصفاته وافعاله فاسماؤه كلها حسنى وصفاته كاملة لا نقص فيها وكذلك افعاله على الكمال والتمام وهو منزه من كل العيوب والنقائص ليس له زوجة لا صاحبة له ولا ولد وهو منزه عن الظلم وعن النوم والافات وغير ذلك من الشبيه والمثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الى غير ذلك من انواع التقديس والتنزيه وقد مضى في بعض المناسبات الكلام على وجه الاقتران بين القدوس والملك الملك القدوس يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس. وهكذا في اخر سورة عشر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن. فهذا الاقتران بعض اهل العلم كالطاهر ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير يذكر ان ذلك ان من صفات هذا الملك انه قدوس اشارة الى انه تعالى مع كونه ملكا مدبرا متصرفا في كل شيء فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي اشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والشهوات والمحاباة وبعضهم يقول ان من مقتضى اسمه الملك ان يكون رحيما منزها عن الظلم والجور ولذلك اقترن الملك بالقدوس والسلام لبيان انه تعالى مع كونه ملكا قاهرا فهو يتصرف في خلقه. كيف يشاء الا انه سبحانه منزه من بره مبرأ في افعاله من الظلم والجور فهو السلام الذي سلم عباده من ظلمه وهو المؤمن الذي يؤمن عبيده من جوره وظلمه هذا من تمام هذا من تمام ملكه تبارك وتعالى اما هذه الزيادة رب الملائكة والروح فهذه ليست في روايات هذا الحديث آآ عند هؤلاء كابي داوود النسائي والحافظ ابن حجر رحمه الله يقول وزاد بعضهم رب الملائكة والروح وليس له اصل في الحديث هكذا قال وعلى كل حال آآ هذا الحديث جاء مرسلا من رواية عبد الرحمن ابن ابزى كما عرفنا وذكر فيه انه يمد في الثالثة صوته ويرفع واما في حديث ابي فلم يزد هذه الزيادة لم يذكر هذه الزيادة ثلاث مرات انه يقول سبحان الملك القدوس ثلاثا واما زيادة رب الملائكة والروح فهي عند الدارقطني وقد مضى الكلام على الروح وخلاف العلماء فيه عند الكلام على ما يقال في الركوع سبوح قدوس رب الملائكة والروح وكذلك في التفسير عند الكلام على قوله تبارك وتعالى تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقدار خمسين الف سنة وقد ذكر كبير المفسرين ابو جعفر بن جرير رحمه الله في ذلك ستة اقوال ولم يرجح منها شيئا. قال هذا يحتمل وان الله لم يعلمن عن شيء بخصوصه منها فبعضهم يقول الروح هو ملك من اعظم الملائكة خلقا وبعضهم يقول هو جبريل عليه الصلاة والسلام وبعضهم يقول هم خلق من خلق الله في صورة بني ادم وبعضهم يقول هم بنو ادم وبعضهم يقولون ارواح الادميين وبعضهم يقول الروح هو القرآن لان به حياة الارواح ابن جرير لم يرجح شيئا والحافظ ابن كثير اشار الى توقف ابن جرير رحمه الله لكنه قال بعد ذلك والاشبه عندي والله اعلم ان انهم بنو ادم وقد مضى الكلام على هذا والتعليق عليه وان الاقرب ان المراد بالروح هو جبريل صلى الله عليه واله صلى الله عليه وسلم وان ذلك من قبيل عطف الخاص على العام وعرفنا ان عطف الخاص او ذكر الخاص بعد العام انه يدل على شرفه ومنزلته ونحو ذلك ذكر الخاص بعد العام. مثل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. فذكر جبريل ميكال عليهم الصلاة والسلام لشرفهما لمنزلتهما لعظمهما ونحو ذلك والعلم عند الله تبارك وتعالى هذه الزيادة رب الملائكة والروح اه لا يحضرني شيء في صحتها انها ثابتة فيتحقق منها وفي ساعة هذه لا اعرف لا اعلم ذلك فالذي اقوله سبحان الملك القدوس ثلاثا يرفع صوته الثالثة واذا ظهر شيء ان شاء الله تبين شيء اخبرتكم عنه فيما يتعلق باحدى المرات الكلام في اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك. هل هذا يقال بعد الصلاة او يختص بكونه يقال عند النوم وهل يقال ثلاثا؟ الحديث في انه يقال بعد الصلاة في مسلم لكن تكلم عليه عامة اهل العلم وقالوا ان ذلك نعم انما هو عند النوم لان لان ذلك هو الاشهر في رواياته وكله من رواية صحابي واحد والله تعالى اعلم طيب اذا كان عندكم سؤال اتفضلوا لذلك حكموا عليه بالارسال كلامهم اصلا عن هذه الروايات هذه العبارات التي سمعتم لان ذلك انما هو كلام عن طرق متعددة الروح نعم اين اليك روحا من امرنا لا شك ان القرآن يوصف بهذا فهو من صفات القرآن على الارجح وليس من اسمائه لكن هنا رب الملائكة والروح لكن لو فسر بهذا التفسير فان الرب هنا الرب يأتي لعدة معاني كما عرفنا بمعنى الخالق والسيد والمدبر والمربي والى اخره فهو يأتي معنا صاحب الشيء انا رب الابل اي صاحب الابل فتقول فلان رب الدار اي صاحب الدار ونحو ذلك ويأتي بمعنى المالك ايضا قد يراد به بهذا الاطلاق لكن فيما يقال لو فسر هذا رب الروح يعني القرآن بمعنى اي صاحب القرآن الذي تكلم به وانزله والا فالقرآن كلام الله وليس بمخلوق هذا مقصوده اي نعم طيب السلام عليكم ورحمة