يعني ما يثني به الله عز وجل على نفسه او على احد من خلقه فهو شيء عظيم. هذا الثناء عظيم. ويحتمل ان يكون من قبيل الاظافة الى المفعول. تكون الكاف في محل نصب مفعول به جل ثناؤك يعني ما يثنى به عليك يثني به عليك خلقك فانهم لا يحصون ذلك وانت كما اثنيت على نفسك كما قال النبي صلى الله عليه واله واو هذه يحتمل انها للتنويع يعني كما قال موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى او ان يطغى يفرط بمعنى يعتدي يطغى يجاوز الحد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء من خاف ظلم السلطان وذكر فيه حديثين الاول ما جاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال اذا كان على احدكم امام يخاف تغطرسه او ظلمه فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من فلان ابن فلان واحزابه من خلائقك ان يفرط علي احد منهم او يطغى عز جارك وجل ثناؤك ولا اله الا انت هذا الحديث او الاثر اخرجه الطبراني مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخرجه البخاري في الادب المفرد موقوفا يعني من كلام ابن مسعود رضي الله تعالى عنه والحافظ بن حجر رحمه الله حسن اسناده الشيخ ناصر الدين الالباني صحح الموقوف صحح الموقوف ويبقى النظر باعتبار الوقف انه موقوف هل مثل هذا يقال من جهة الرأي او يقال بان له حكم الرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم لانه ذكر خاص يقال في حال خاصة ومثل هذا قد يقال انه مما لا يقال من جهة الرأي ولكن القطع في هذا لا يخلو من اشكال والله تعالى اعلم قوله اذا كان على احدكم امام يخاف تغطرسه او ظلمه تغطرس والغطرسة بمعنى التكبر تعالي والظلم و تغطرس الرجل يعني تطاول على غيره او تطاول على اقرانه من عجب يعني بسبب العجب او الكبر يقول فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. وهذه الجمل مضى الكلام عليها في مناسبات سابقة كن لي جارا من فلان ابن فلان كل جارا قل استجرت فلانا فاجارني من ذلك قول الله تبارك وتعالى وهو يجير ولا يجار ولا يجار عليه يعني كل معينا ومانعا وحافظا مؤمنا مما اخاف ان يفرط اي يفرط يعني يعتدي يجاوز الحد ان يتعدى علي بما اكره ان يفرط علي احد منهم يعني من خلقك او يطغى من الطغيان ومن حصل منه التعدي فقد جاوز الحد ولذلك فان المعنى متقارب عز جارك عز جارك يعني غلب من استجار بك وصار عزيزا كل من التجأ اليك وعز لديك فالجار من الجوار او اجرته صار في جواري يعني انك تحميه وتدفع عنه المكروه والاذى وجل ثناؤك يعني عظم هذه الجملة تحتمل ان يكون ذلك من قبيل الاضافة الى الفاعل او الاضافة الى المفعول جل ثناؤك عظم ثناؤك يعني جل ثناؤك على نفسك او جل ثناؤك يعني من يثني عليك فانه لا يحصي ذلك الثناء عليك. الثناء هنا مصدر مضاف يحتمل ان يكون مضافا الى الفاعل جل ثناؤك على نفسك او على من اثنيت عليه من خلقك ويكون ويحتمل ان يكون يعني هذا من قبيل الاضافة الى الفاعل جل ثناؤك فالكاف هنا تكون في محل رفع فاعل وسلم ولا اله غيرك لا اله الا انت هذا تأكيد للتوحيد وكما قلنا بان هذه الاذكار تدور في جملتها على تقرير التوحيد والتوسل بالتوحيد على تحصيل المطلوب لا اله غيرك يرجى لكشف الضر لا اله غيرك يعبد لا اله غيرك يرجى لاجابة الدعاء امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف ويكشف السوء فهنا قال لا اله الا انت وفي بعض الالفاظ لا اله غيرك هذا ما يتعلق بهذا الحديث وبقي بالباب حديث اخر لا يتسع هذا المجلس للكلام عليه لما فيه من الطول والله اعلم اذا كان عندكم سؤال نعم