الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة نتحدث عما اورده المؤلف تحت باب ما يقول من خاف قوما وذكر فيه هذه الجملة اللهم اكفنيهم بما شئت وذلك في الحديث الطويل الذي اخرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه في قصة الغلام والساحر والراهب واسوق ذلك سياقا اقف معه بعض الوقفات اليسيرة لان الكلام على هذا يطول ويحتاج الى مجالس طويلة وليس ذلك بمقصود هنا انما الكلام في هذا الذكر لكن لما اشتمل هذا الحديث على فوائد وعبر فلا بأس من ايراد السياق بكامله وهو ما جاء عن صهيب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك في من كان قبلكم. وكان له ساحر فلما كبر قال للملك اني قد كبرت فابعث الي غلاما اعلمه السحر فبعث اليه غلاما يعلمه فكان في طريقه اذا سلك راهب فقعد اليه وسمع كلامه فاعجبه فكان اذا اتى الساحر مر بالراهب وقعد اليه فاذا اتى الساحر ضربه فشكى ذلك الى الراهب فقال اذا خشيت الساحر فقل حبسني اهلي. واذا خشيت اهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك اذ اتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم اعلم الساحر افضل ام الراهب؟ افضل فاخذ حجرا فقال اللهم ان كان امر الراهب احب اليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ورماها فقتلها ومضى الناس فاتى الراهب فاخبره فقال له الراهب اي بني انت اليوم افضل مني قد بلغ من امرك ما ارى وانك ستبتلى فان ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الاكمه والابرص ويداوي الناس من سائر الادواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فاتاه بهدايا كثيرة فقال ما ها هنا لك اجمع. ان انت شفيتني فقال اني لا اشفي احدا انما يشفي الله فان انت امنت بالله دعوت الله فشفاك فامن بالله فشفاه الله فاتى الملك فجلس اليه كما كان يجلس يعني جليس الملك اتى الى الملك وجلس اليه كما كان يجلس. فقال له الملك من رد عليك بصرك؟ قال قال ربي قال ولك رب غيري؟ قال ربي وربك الله فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك اي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الاكمه والابرص وتفعل وتفعل فقال اني لا اشفي احدا انما يشفي الله فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فابى فدعا بالمئشار فوضع المأشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقه ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فابى فوضع المأشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فابى فدفعه الى نفر من اصحابه فقال اذهبوا به الى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فاذا بلغتم ذروته فان رجع عن دينه والا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك ما فعل اصحابك؟ قال كفانيهم الله فدفعه الى نفر من اصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر. فان رجع عن دينه والا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك ما فعل اصحابك؟ قال كفانيهم الله فقال للملك انك لست بقاتلي حتى تفعل ما امرك به قال وما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانة ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارميني فانك اذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم اخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله بالغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات. فقال الناس امنا برب الغلام امنا برب الغلام امنا برب الغلام فاتي الملك فقيل له ارأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك قد امن الناس فامر بالاخدود في افواه السكك فخدت واضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها او قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأته ومعها صبي صبي لها فتقاعست ان تقع فيها. فقال لها الغلام يا اماه اصبري فانك على الحق هذا الحديث اخرجه الامام مسلم بهذا السياق وهذا لفظه. فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الخبر من اخبار الماضيين لما فيه من العبرة فهذا الملك كان له ساحر وفي رواية الترمذي كان لبعض الملوك كاهن يتكهن له والكاهن والساحر متقاربة مع الفرق الذي لا يخفى فلما كبر يعني هذا الساحر يعني بالسن لكن يقال كبر بالقدر كبرت كلمة يعني عظمت قال للملك اني قد كبرت تبعث الي غلاما في رواية الترمذي فهما او قال فطنا والغلام الصبي من الفطام الى البلوغ اعلمه السحر في رواية الترمذي اعلمه علمي فاني اخاف ان اموت وينقطع عنكم هذا العلم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له على ما وصف يعني يريد غلاما فطنا فهما هذا الساحر يحمل هذا العلم الفاسد الذي لا يجوز لاحد ان يتعلمه وهكذا اهل قل ملة وضلالة يحرصون غاية الحرص على بقاء ضلالتهم من بعدهم. هذا بدلا من ان يتوب ويرجع الى الله تبارك وتعالى يريد ان يمتد هذا السحر ويبقى من بعده ولا يرتفع ذلك عنه فبعث اليه غلاما يعلمه جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان هذا الملك كان في نجران بعضهم يذكر هذا عند تفسير سورة الاخدود تفسير سورة البروج والنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر السورة او الايات ولكن مثل هذا لو فسر به ذلك الموضع لم يكن بعيدا لكنه لا يقطع به فبعض المفسرين اثبته يعني قال ان المقصود بقوله قتل اصحاب الاخدود هو ما ذكر في هذا الحديث وبعضهم لم يربط بينهما فهذا الراهب كان في طريق الغلام الى الساحر والمقصود بالراهب العابد الانسان المنقطع الى مكان ينفرد به من اجل العبادة تخلى عن اشغال الدنيا ويعتزل الناس فقعد الغلام اليه الى هذا الراهب سمع كلامه فاعجبه وفي بعض الروايات عند غير مسلم فدخل في دين الراهب عند الترمذي فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب عن معبوده كلما مر به فلم يزل به حتى اخبره فقال اني اعبد الله هذا الراهب كان الغلام يقضي عنده بعض الوقت يتعلم منه فكان ذلك سببا لغضب الساحر وضربه لهذا الغلام بسبب تأخره عليه فشكى الى هذا الراهب وفي رواية الترمذي ان الكاهن ارسل الى اهل الغلام انه لا يكاد يحضرني. لا يكاد يحضرني اهله كانوا يتساءلون وهذا الساحر ايضا كان يتساءل فالراهب قال له ان سألك الساحر عن تأخرك فقل حبسني اهلي واذا سألك اهلك عن تأخرك وابطائك في الرجوع اليهم فقل حبسني الساحر يعني اخرني الى ان اتى على هذه الدابة العظيمة عند الترمذي قال بعضهم ان تلك الدابة كانت اسدا قد حبست الناس يعني لخوفهم من صولتها لم يستطيعوا ان يجتازوا في طريقهم فاراد هذا الغلام ان يعرف الحق مع من فقال اليوم اعلم الساحر افضل ام الراهب افضل وقال اللهم ان كان امر راهب لاحظ ما قال ان كان امر الساحر كانه يميل الى الراهب ويرجح امره فرماها بهذا الحجر فقتلها ومضى الناس يعني في طريقهم كما يدل عليه السياق وبعض اهل العلم يقول مضى الناس يعني في الثناء على هذا الغلام واطرائه وفي رواية الترمذي ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه احد فذكر ذلك للراهب فاخبره الراهب انه سيبتلى القى له تفرسا او انه قال ذلك باعتبار انها السنة الجارية لابد من الابتلاء وهذا الذي يظهر والله تعالى اعلم ونهاه ان ابتلي ان يدل عليه هذا الغلام اصار له شأن فكان يبرئ الاكمة باذن الله الاكمة هو الذي خلق اعمى خلق اعمى الذي ولد اعمى اعمى منذ الولادة والابرص ويداوي الناس من سائر الادواء كيف يداويهم؟ يدعو الله لهم كما يدل عليه الخبر خبر هذا الغلام مع جليس الملك حيث جاء بهذه الهدايا الكثيرة ورغبه فيها قال ان انت شفيتني. فقال اني لا اشفي احدا انما يشفي الله فان امنت بالله يعني دعوت الله فشفاك. فدل على انه كان يدعو فتستجاب دعوته فامن هذا جليس الملك فشفاه الله عز وجل وعند الترمذي انه اخذ عليه العهد ان رجع اليه بصره ان يؤمن بالذي رده عليه. يعني الله فقال نعم فدعا الله تعالى فرد عليه بصره فامن الاعمى الى ان جلس هذا الرجل الى الملك كعادته وجرى بينهما الحوار الذي قد سمعنا كان ذلك ينبغي ان يكون داعيا لهذا الملك الى الايمان وترك ما هو فيه من الكفر بالله تبارك وتعالى ولكن من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم دل على بسم الله رب الغلام فلا يكون في ذلك ادنى لبس كما قال السحرة امنا برب العالمين رب موسى وهارون فرعون كان يقول انا رب العالمين انا ربكم الاعلى. ما علمت لكم من اله غيري. لكن هنا قالوا رب موسى الغلام والغلام دل على الراهب فجيء بهؤلاء جميعا. فوضع المأشار الهمز المأشار هذا هو الاشهر وهي رواية الاكثر ويجوز تخفيف الهمزة بقلبها ياء المنشار وفي لغة المنشار هذي كلها لغات المئشار وهذا هو الاشهر المنشار تخفيفا للهمزة بقلبها ياء هل منشار بالنون هذه لغة صحيحة لكن الاشهر المأشر بالهمزة المأشار وهي الالة المعروفة التي يقطع بها الخشب تقول اشرت الخشبة ونشرت الخشبة نشرتها باعتبار منشار واشرتها باعتبار انه مقشار لاحظ هذا الملك بطش بهؤلاء بهذه الطريقة البشعة بالمنشار يضعه في مفرق رأسه حتى جعله شقين يعني من مفرق رأسه الى اسفله قطعه نصفين بالمنشار كل ذلك نكاية به وتخويفا لهذا الغلام من اجل ان يعتبر فيرجع فلما ابى هذا الغلام وقد رأى هذين يقتلان بهذه الطريقة المفزعة بعثه دفعه الى نفر والنفر اسم جمع يقع على جماعة الرجال خاصة ما بين الثلاثة الى العشرة لا واحدة له من لفظه امرهم ان يذهبوا به الى جبل معروف عندهم سماه لهم فاذا بلغوا القمة يلقى من تلك القمة ما فعل به كما فعل بهؤلاء جا بالمنشار مثلا كانه اراد ان يخوفه لعله يرجع فاذا جيء به الى قمة الجبل ونظر الى اسفل فان ذلك مدعاة لخوفه وتوقفه ورجوعه لان ذلك مقام لا يصمد به الرجال الكبار فضلا عن هذا الغلام ولكن الله تبارك وتعالى يثبت من شاء من عباده والله تبارك وتعالى قال عن الفتية صغار اصحاب الكهف وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض كثير من المفسرين يقولون قاموا بين يدي الملك في زمانهم فقالوا هذا الكلام وهم يعلمون ان ذلك قد يودي بارواحهم ومهجهم الشاهد ان هذا الغلام قال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل لا تسأل عن قدرة الله عز وجل وعن الطريقة التي ينجي بها اهل الايمان ويخلصهم من المخاوف لكن انظر هل انت على الطريق قم في صلتك بالله تبارك وتعالى هذا الغلام لم يفر لم يطلب السلامة والنجاة وانما جاء يمشي الى الملك كانه يريد ان يقرره بالتوحيد وان يثبت له صحة ما هو عليه بهذه الامور الخارقة للعادة. الجبل يرقد شف ثم يتساقط هؤلاء وينجو هذا الغلام فلم يكن طالبا للسلامة لنفسه وانما كان يريد ان ينصر دينه واعتقاده ما يدعو اليه جاء يمشي الى الملك سأله الملك عن هؤلاء فقال كفانيهم الله تعالى كان هذا ينبغي ان يكون دافعا لذلك الملك ان يؤمن هذه اية اخرى ومع ذلك اصر فدفعه الى نفر اخرين وامرهم ان يحملوه في قرقور هذا امرهم ان يحملوه في قرقور القرقور بعضهم فسره بالسفينة الصغيرة وبعضهم فسره بالسفينة الكبيرة ان يحمل في قرقور واذا توسطوا البحر بحيث لا يكون هناك سبيل للنجاة ولا امل في ذلك فامرهم ان يلقوه عندئذ من هذه السفينة فقال اللهم اكفنيهم بما شئت لما توسطوا البحر فانكفأت بهم السفينة. بعض العلماء يقول لعله كان في سفينة اخرى. وهذا بعيد وانما هذه اية انكفأت السفينة التي هو معهم فيها. فجاء غرقوا وجاء يمشي الى الملك لم يطلب النجاة والسلامة لنفسه ويذهب ويفر وانما جاء اليه ليريه هذه الايات من اجل ان يؤمن ويعتبر فسأله عن اصحابه فقال كفانيهم الله تعالى ثم دله على الطريقة التي يقتله بها كما كما سمعنا ان يجمع الناس في صعيد صعيد الارض البارزة الارض المستوية من اجل ان يجتمع الناس ولا يخفى على احد ليس هناك شيء من شجر ولا حجر ولا جبل يحجب الرؤية. الناس كلهم يشاهدون اجمع الناس في صعيد واحد قال وتصلبني صلب تعليق الانسان للقتل على جذع وجذع النخل جد عريض قاسي خشن فرعون هدد السحرة قال اصلبنكم في جذوع النخل وهو اشد ايلاما قال ثم خذ سهما من كنانتي. الكنانة بيت السهام. الجراب الذي يوضع فيه السهام وامره ان يضع السهم في كبد القوس المقبض يعني ثم بعد ذلك يقول بسم الله رب الغلام لاحظ هنا رب الغلام من اجل ان لا يلتبس لان لا يظن احد انه حينما قال بسم الله يعني رب الملك او معبود الملك او ان المقصود هو الملك لانه يقول هل لك رب غيري وهارون بالا يلتبس بي فرعون ثم قال ثم ارميني فانك اذا فعلت ذلك قتلتني. لاحظ كيف قدم نفسه وضحى بحياته من اجل ان ينتشر الحق والتوحيد والايمان ففعل الملك ذلك وجمع الناس واخذ السهم ثم رماه في صدغه والصدغ ما بين العين وشحمة الاذن. هذا المكان هذا يقال له صدق فاصابه السهم في هذا الموضع فوضع يده عليه ثم مات ليحيا الناس ليحيوا الحياة الحقيقية التي يحصل بها سعادة الدنيا والاخرة لاحظ كان ينبغي ان يكون هذا لان الناس امنوا امنا برب الغلام قالوها ثلاث مرات كان ينبغي ان يحمل ذلك هذا الملك ومن معه على الايمان فجاءوا اليه وقالوا له ارأيت ما كنت تحذر نزل بك حذرك قد والله نزل بك حذرك قد امن الناس لاحظ هؤلاء الشياطين يحرضونه ما زالوا وهم يرون هذه الايات فهؤلاء كما قال قوم فرعون ومهما تأتينا به من اية وقالوا مهما تأتينا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فهؤلاء مهما رأوا من الايات لو رأوا الملائكة تنزل وكلمهم الموتى قال الله وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا فهؤلاء رأوا ذلك ومع ذلك مثل قوم فرعون يأتون اليه الملأ ويقولون له بعد ما رأى كل هذه الايات اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويدرك والهتك وفرعون ما يحتاج الى من يحرضه يحركه للشر ومع ذلك حوله هؤلاء الشياطين يؤزونه فهذا امر بالاخدود تود هو الشق العظيم في الارظ فحفرت في افواه السكك ابواب الطرق يعني هذه المدينة ابواب الطرق مداخل الطرق اخاديد لا احد يستطيع الخروج فاما ان يرجع عن دينه واما ان يلقى فيها اضرم فيها النار لمن لم يرجع عن دينه فاحموه فيها يعني ارموه فيها حميت الحديدة ادخلتها في النار لتحمى او شك من الراوي يقال قيل له اقتحم يعني الق نفسك في النار اما ان ترتع عن دينك واما ان تقتحم ففعلوا حتى جاءت هذه المرأة ومعها هذا الصبي فتلكأت وتقاعست يعني توقفت ولزمت موضعها كرهت الدخول في النار كرهت ان تقع فيها فقال لها الغلام يا اماه اصبري فانك على الحق اصبري فانك على الحق. هذا واحد من الذين تكلموا في المهد وقد تكلم في المهدي جماعة ذكر بعضهم ان نحو عشرة وذكر بعضهم اكثر من ذلك وهذا لا ينافي خبر الخبر المخرج في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يتكلم في المهد الا ثلاثة وذكر عيسى وصاحب جريج وابن المرأة التي مر عليها ذلك الفارس فادعت الله عز وجل ان يجعل ابنها مثل هذا فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم جيء بتلك الجارية التي يضربها اهلها ويقولون زنت فدعت هذه المرأة الا يجعل ابنها مثل هذه فقال اللهم اجعلني مثلها فهؤلاء الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يتكلم في المهد الا ثلاثة وهذه الصيغة تدل على الحصر لكن يمكن ان يكون ذلك قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حين فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالوحي على على غيرهم السيوطي رحمه الله جمع هؤلاء في ابيات تكلم في المهد النبي محمد ويحيى وعيسى والخليل ومريم ومبرئ جريج ثم شاهدوا يوسف وطفل لدى الاخدود يرويه مسلم اللي هو هذا وطفل عليه مر بالامة التي يقال لها تزني ولا تتكلم وماشطة في عهد فرعون طفلها وفي زمن الهادي المبارك يختم لكن بعض هذا لا يثبت وبعضه قد اختلفوا فيه يعني شاهد يوسف مثلا اختلفوا هل كان غلاما؟ يعني في المهد او كان رجلا كبيرا على كل حال الذين تكلموا جماعهم اكثر من ثلاثة لكن قد لا يثبت هذا العدد الذي اوصله بعضهم الى العشرة على كل حال يؤخذ من هذا الحديث فوائد كثيرة قوة ايمان هذا الغلام ان الله عز وجل يجيب دعاء المضطر دعاء اهل الايمان المضطر ولو كان كافرا ان الانسان يجوز ان يغرر بنفسه في مصلحة عامة للمسلمين كما فعل هذا الغلام لكن كل ذلك يكون قتله بيد غيره اما ان يكون قتله بيد نفسه فالذي يظهر انه لا يوجد شيء يدل على هذا اطلاقا يعني هذه الاعمال التي يسمونها عمليات انتحارية او استشهادية او نحو ذلك الذي يظهر ان هذا لا يجوز وانه لا يجوز للانسان ان يقتل نفسه بيده هو لانه لا يملك ذلك وانما الذي يملك نفسه هو الله تبارك وتعالى. وجميع ما يمكن ان يستدل به على هذا العمل كل ذلك انما يكون قتله بيد غيره ولا اعلم دليلا يدل على ما يصحح ذلك والله اعلم على كل حال هذا الحديث في اثبات كرامات الاولياء في جواز الكذب في من اجل انقاذ نفس من الهلاك سواء كان لانقاذ نفسه او لانقاذ غيره في هذا الحديث بيان شرف الصبر فيه فضل الثبات على الدين وان عذب بانواع العذاب كما وقع من بلال في اول الاسلام مع انه في رخصة في لهذه الامة الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن الصبر اكمل وافضل لكنه لا يجب فعمار رضي الله عنه ترخص وبلال رضي الله عنه صبر ابو مسلم الخولاني من التابعين وهو من المخضرمين ادرك الجاهلية لكنه لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم لما ابى ان يشهد لابي الاسود العنسي بالنبوة القاه في النار فصارت بردا وسلاما عليه ولم يترخص عبد الله بن حذافة لما دعاه ملك الروم في جملة الاسرى ان يتنصر فابى فامر ملك الروم بالقائه في قدر عظيمة مملوءة بماء يغلي فبكى ثم لما ردوه الى الملك اخبره انه لم يبكي جزعا من الموت ولكنه يبكي لانه ليس له الا نفس واحدة تموت وانه يود لو كان له مئة نفس او لكان له مكان كل شعرة ان يكون له نفس يفعل بها ذلك في سبيل الله فهذا على كل حال لم يترخص ولهذا قال يوسف عليه الصلاة والسلام رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والنبي صلى الله عليه واله وسلم ذكر مما يكون علامة على قوة الايمان وما يجد به حلاوة الايمان يكره ان يعود الى الكفر والشرك بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار ابن رجب رحمه الله يقول بان القدر الواجب من كراهة الكفر والفسوق والعصيان هو ان ينفر من ذلك ويتباعد منه جهده ويعزم على الا يلابس شيئا منه لعلمه بسخط الله وغضبه على اهلي. عبارات العلماء في هذا متعددة ما هذه الكراهة الا من اكره وقلبه مطمئن الايمان على كل حال يؤخذ من هذا الحديث ايضا او هذه القصة رفض الداعي الى الله الاجر على عمله وهدايته قل لا اسألكم عليه اجرا. هذا الغلام رفض ان يأخذ من جليس الملك هذه الهدايا فالدعوة لا يصح ان تتخذ مطية وسبيلا للتكسب وتحصيل الاموال وهكذا على كل حال كثير من الفوائد تضمنها هذا الحديث اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم ما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اذا كان عندكم سؤال نعم السلام عليكم