الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء قضاء الدين اورد فيه المؤلف حديثين الاول وحديث انس رضي الله تعالى عنه الاول هو ما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه ان مكاتبا جاءه فقال اني قد عجزت عن مكاتبتي فاعني قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك هذا الحديث اخرجه الترمذي وقال حسن غريب والمنذر عنده انه اسناد صحيح او حسن وحسنه الحافظ ابن حجر وفي موضع قال حسن غريب وكذا حسنه السيوطي والشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع ضعف اسناده الشيخ احمد شاكر رحمه الله علي رضي الله تعالى عنه جاءه رجل مكاتب وكاتب هو الذي علق عتقه على مال معين محدد يدفعه لسيده نجوما يعني يعطيه في كل شهر مثلا مبلغا محددا حتى يستوفي ما كتب عليه كان يكاتب مثلا على مئة الف يقال تبذل في كل شهر تعمل تكتسب وتبذل في كل شهر كذا فاذا ادى ذلك يكون حرا هذا الرجل جاء الى علي رضي الله عنه وذكر انه قد عجز عن مكاتبته عجز عن اداء هذا المال فهو يريد الاعانة بالمال او ربما يستشيره او نحو ذلك قد يكون ذلك في ايام الخلافة علي رضي الله تعالى عنه والمكاتب له حق في بيت المال فان الله تبارك وتعالى لما ذكر الفيء قال وفي الرقاب والمقصود به العتق فمثل هؤلاء يعطون والله عز وجل قال عن هؤلاء الذين يبتغون الكتاب قال واتوهم من مال الله الذي اتاكم فان هذا يدخل فيه ما ذكره المفسرون اتوهم من مال الله الذي اتاكم من بيت المال ويكون الخطاب متوجها الى من يقوم عليه الخليفة الملك او الامير او السلطان او باي اسم كان يعني من يقوم على بيت المال وكذلك هذا الخطاب يتوجه الى الاغنياء ويتوجه ايضا الى السادة الملاك وذلك بان يضع عنه بعض النجوم يعني بعض الاقساط مساعدة له فقال له علي رضي الله عنه الا اعلمك كلمات علمني هن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذه الكلمات قال لو كان عليك مثل جبل صبير كما في بعض الفاظه هكذا ضبطه بعضهم صبير وبعضهم قال صير جبل تصير جبل صير يقولون هو جبل لطيء اما جبل صبير فيقولون انه جبل باليمن واظنه في تعز وليس كذلك وهو جبل كبير جدا اسمه ايش صبر ويضبطون هكذا صبير صبير في الحديث وكذلك من ذكره في الغريب غريب الحديث صبير فالحاصل ان هذا جبل كبير يقول لو كان عليك مثل جبل صبير دينا اداه الله عنك هذه كلمات يسيرة قليلة يستطيع كل احد ان يحفظها قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك اللهم اكفني بحلالك يعني اجعلني مكتفيا بالحلال مستغنيا به عن الحرام واغنني بفضلك عمن سواك يعني اجعل فضلك اتمن به علي من النعمة والرزق والخير مغنيا لي عن من سواك فلا افتقر الى غيرك ولا التجئ الى احد سواك وهكذا ينبغي ان يكون المؤمن والنبي صلى الله عليه وسلم بايع بعض اصحابه الا يسألوا احدا من الناس شيئا فكان الصوت يسقط من احدهم ولا يقول لصاحبه ناولنيه قد ذكرنا العبارة التي تروى عن بعض السلف كعلي رضي الله عنه ذكرها شيخ الاسلام ذكرها ابو حامد الغزالي في كتابه الاحياء استغني عمن شئت تكن نظيره واحسن الى من شئت تكن اميرة واحتج الى من شئت تكن اسيرا فان الافتقار الى الناس يورث مذلة ولابد وان كان الناس لا يستغني بعضهم عن بعض لكن لا يكون هذا هو ديدن الانسان وعادته الافتقار الى الناس وتكثر حاجته اليهم من غير ضرورة وانما يفوض امره الى الله تبارك وتعالى ويعتمد عليه ويتوكل قيل ما سواه كونوا استعانته بربه جل جلاله وتقدست اسماؤه فهذا الدعاء قد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يكون سببا لقضاء لقضاء الدين فالنبي صلى الله عليه وسلم علم ذلك عليا رضي الله تعالى عنه وعلي علمه هذا الرجل الذي اراد الاعانة لفكاك رقبته اذا كان الامر كذلك فهذا سبب وهو من اكد الاسباب لكن لا ينبغي ان يوقف عنده دون التفات الى ما يجب من العمل على سداد الدين ببذل الجهد والاكتساب والسعي والمبادرة وما الى ذلك. يعني يبقى الانسان لا يعمل وهو يستطيع ان يعمل ويتوقف عن مزاولة المهن والصنائع وما الى ذلك في طلب الرزق ويقول انا اقول هذا الذكر واجلس في بيتي وانتظر قضاء هذا الدين ان الانسان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة انما يبذل الانسان الاسباب والله يهيئ له ما لا يخطر له على بال ويفتح له من ابواب الرزق والفرج ما لا يحتسب فالله كريم رحيم لطيف بعبادة واذا علم من عبده الصدق في اداء ما عليه وان نيته قد صحت في ذلك فان الله يعينه ويؤدي عنه لكن من اخذ اموال الناس ليضيعها واستخف بهم وبحقوقهم فان مثل هذا قد لا يعان بل قد يكون ذلك سببا اضاعته والله المستعان. ثم ذكر الحديث الاخر وهو حديث انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال هذا الحديث مضى الكلام عليه تحت الحديث رقم مئة وواحد وعشرين تحت باب دعاء الهم والحزن وقد تكلمت على معانيه وما تضمنه والشاهد فيه هنا وضلع الدين وغلبة الرجال فهذا مما يقوله الانسان. ضلع الدين. ثقل الدين وتبعاته وغلبة الرجال سواء كان ذلك بسبب الدين فان ذلك يورث تسلطا عليه ومطالبة او كان ذلك بغيره مما هو حق او كان ذلك بظلم يقع على العبد يعني يكون هذا القهر او غلبة الرجال يكون من قبيل الظلم والتسلط بغير حق كل ذلك داخل في هذه الاستعاذة ومثل هذا يحسن ان يقوله المؤمن دائما ولو لم يكن عليه دين لان لا يقع في ذلك ولا احد يستطيع ان يأمن على نفسه لا سيما في مثل هذه الاوقات في عصرنا هذا فان هذه الديون تصدر غالبا من جهات ومؤسسات تقوم على دراسات ليس بالضرورة ان يكون المقرض انما يفعل ذلك او حينما يستدعي الكثيرين من اجل الاقتراظ منه ان فعله هذا يقوم على دراسات نفسية او غير ذلك من الامور الاجتماعية ولكنه قد يفعل ذلك تقليدا لغيره ومحاكاة له لكن البنوك الكبرى تقوم على دراسات دقيقة لهذه الجوانب ولغيرها حتى ان بعض مدراء تلك البنوك يذكر انهم لا يدخلون في معاملة تحتمل نسبة يسيرة جدا من المخاطرة فهم يبحثون عن حاجات الناس ثم بعد ذلك يقتنصونها حيث يضمنون ما يتوهمونه ربحا والواقع انه سحت نسأل الله العافية يتجرعونه ونار ببطونهم ومحق في الدنيا والاخرة فان قوله تبارك وتعالى يمحق الله الربا هنا حذف متعلقه والقاعدة ان حذف المتعلق يفيد العموم فهذا المحق في الدنيا فلا ينتفع به صاحبه ولا يبارك له فيه قد يكون يربح من هذا الملايين ولكنه حينما يبحث حينما ينظر حينما يطالع يجد انها ذهبت ولا يرى شيئا يعني لم يشتري شيئا يذكر يراه امامه يقول عمرت هذه الدار او يقول اشتريت هذه هذا العقار او اشتريت هذه المركبة او نحو ذلك تبخرت لا يعرف كيف ذهبت فهذا نزع البركة والمحق المحق ليست العبرة بكثرة الدراهم بعددها وانما العبرة البركة والحلال من الكسب فالمقصود ان هذا المحق يشمل الدنيا ويشمل الاخرة فاذا تصدق لا يجد ثوابا ولا اجرا وهكذا فيما يزاوله من النفقات والصدقات وذلك ممحوق ممحوق لا يرجي عائدته عند الله تبارك وتعالى لانه طيب لا يقبل الا طيبا لا يقبل الا طيبا هذا الدعاء في مثل هذه الاوقات اقول تمس الحاجة اليه لان هؤلاء يدرسون ذلك دراسة دقيقة جدا ام يبتكرون الطرق والاساليب التي تسهل على الناس الاقتراظ بالدعايات في كل مكان واغراءات وطرق جذابة والوان الحيل احيانا لمن عنده شيء من الورع ويؤتى له بصورة كانها صورة شرعية وهي اشبه بحيل بني اسرائيل فكل احد يجد بغيته ثم ايضا هذه الاموال اصبحت في حوزتهم وصار الناس يتعاملون بهذه البطاقات بطاقة من البلاستيك يضعها في جيبه وليس في بيته ولا في جيبه الا ما قل من النقود ذات الفئات القليلة والباقي عندهم يتصرفون فيه يشغلونه لمصالحهم وحسابهم ويربحون منه الارباح الكبيرة ثم هذا الانسان حينما يتعامل بمثل هذه البطاقة فقد لا يحسب حسابا لما يشتري فتذهب نفقته فيأتي نصف الشهر وليس عنده شيء تعجب حينما ترى الطوابير عند الة الصراف في اخر الشهر وتسألها ما شأنهم يقولون هؤلاء يشيكون على الراتب نزل لانهم طالما انتظروه يعني هؤلاء كل هذه الايام السابقة ليس بيدهم شيء كيف يتصرفون؟ كيف ينفقون ويتعامل مع هذه البطاقة لا تبقي ولا تذر ثم ايضا اذا نظرت الى الاسواق كما يقول المحتسبون يقولون نحن في راحة في وسط الشهر المنكرات قليلة تكثر في اخر الشهر فلما يسألون عن هذا ما ما العلاقة بين وسط الشهر واخر الشهر في المنكرات يقولون في وسط الشهر الذين يردون السوق قلة وما السبب؟ قالوا ليس بايديهم شيء واذا جاء اخر الشهر انجفلوا على الاسواق في امور عجيبة ما الذي جعل الناس بهذه المثابة. التعامل مع هذه البطاقة يسهل على هؤلاء الناس الشراء من جهة ويسهل عليهم الاقتراض حيث جعل ذلك ايضا عبر هذه البطاقات او بعض الانواع منها فهو يشتري ثم يحسب ذلك عليه بطريقة او باخرى ثم بعد ذلك تبدأ تتراكم هذه الديون ومن الناس من لا يبالي المهم انه يفكر في لحظته هذه ان يحصل هذا الذي قد تاقت اليه نفسه من مطعوم او مشروب او او ملبوس او اثاث او غير ذلك وهذا امر متاح. البطاقة في جيبه ولكنه لا يفكر بالعاقبة ان هذا القرظ مع انه محرم الا انه ايضا سيدفع ذلك ويدفع فوقه وفوقه حتى ان احدى النساء تقول لما تزوجنا اصبحنا نتعامل من اجل ان ندفع هذا المبلغ قبل بلوغ الاجل المحدد باربعين يوما او بشهرين او نحو ذلك تقول لكننا لم نستطع ان نداوم على هذا فاجتمعت علينا الديون ما لو بقينا الى انقضاء الاجال والاعمار فاننا لا نستطيع ان نؤدي هذه الديون وهي حديثة عهد بزواج يعني في مقتبل العمر تقول ما نستطيع هل هذه عقوبة هل هذا يدل على سخط الله عز وجل علينا فشأن الدين ليس بالشيء السهل الناس يتساهلون في هذا كثيرا تجد الجميع يريد ان يحاكي الاوضاع الاجتماعية من حوله فهو حينما ينظر الى هؤلاء الناس من حوله يركبون هذه المراكب ترى بيوت احيانا شعبية بيوت صغيرة شقق صغيرة جدا وتحتها سيارات بالاربع مئة الف واكثر وتعجب وتسأل تقول ما هذا؟ لا يوجد ملائمة ففسر لي بعضهم هذا بان هؤلاء يرى ان الذي ان الذي يقدمه للناس هي هذه السيارة وهم لا يأتون بيته ولا يدعوهم اليه ولا يعرفونه الذي يقدمه الى الناس هو هذه السيارة فيرونه راكب لهذا المركب الذي قد بذل فيه الاموال الطائلة بالديون من اجل ان يتزين بذلك امام الناس. لا يحسن بالانسان ايها الاحبة ان يشتري مركبة لا تتلاءم مع دخله ولربما كان لربما يستنطف كل ما يملك من اجل ان يشتريها. فضلا عن ان يستدين هذا غلط المفروض ان تكون مركبة الانسان تلائم حاله دون ان يحتاج الى دين القروظ وما الى ذلك من الهم الذي يكون شقاء في النهار هما وغما في الليل يلاحقه هذا بالاضافة الى تسارع الناس في وسائل الرفاهية والترف من الاثاث والرياش وما الى ذلك يحاكي بعضهم بعضا. وكثير من هؤلاء بالديون حتى قال بعض العارفين باحوال الناس احوال المجتمع بان الذي لا يكون عليه شيء من الدين يكون غنيا في مثل هذه الايام لان الكثيرين اصبحت هذه الامور تثقل كواهلهم ديون ديون في كل شيء اصبحت الاشياء الزهيدة اليسيرة تباع بالاقساط الان يشتري جهاز الرائي يشتري لربما مكنسة كهربائية او يشتري اشياء وبالدين بالاقساط فضلا عن الاشياء الكبيرة وهذا غلط. يجد الانسان بقدر امكاناته ويبتعد عن الدين والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي على رجل عليه ديناران لم يصلي علي الامر ليس بالسهل هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين. الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اذا كان عندكم سؤال نعم