او يقال هذا يكون كما قال بعض اهل العلم انه مع تحقيق هذه الكلمة لكن حينما يقال من كان اخر كلامه لا اله الا الله فدل ذلك على ان المقصود الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء المريض الذي يأس من حياته وقد مضى الكلام على الحديثين الاولين وبقي الحديث الثالث وذلك ما رواه ابو سعيد الخدري وابو هريرة رضي الله تعالى عنهما وارضاهما انهما شهدا على النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال من قال لا اله الا الله والله اكبر صدقه ربه فقال لا اله الا انا وانا اكبر واذا قال لا اله الا الله وحده قال يقول الله لا اله الا انا وحدي واذا قال لا اله الا الله وحده لا شريك له قال الله لا اله الا انا وحدي لا شريك لي واذا قال لا اله الا الله له الملك وله الحمد قال الله لا اله الا انا لي الملك ولي الحمد واذا قال لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله قال الله لا اله الا انا ولا حول ولا قوة الا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن غريب وقد صححه الشيخ ناصر الدين الالباني في موضع قال صحيح في موضع قال صحيح لغيره قال الحافظ ابن حجر رحمه الله فيه جابر ابن يحيى الحظرمي هذا في التلخيص تلخيص الحمير ولكنه في تخريج المشكاة اشار الى ان ذلك من قبيل الحسن كما في مقدمته هنا شهد على النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله والله اكبر صدقه ربه وتفسير ذلك يعني ان قوله صدقه ربه بما بعده من قوله فقال لا اله الا انا وانا اكبر وعرفنا معنى كلمة التوحيد لا معبود بحق الا الله وما فيها من النفي والاثبات وعرفنا معنى الله اكبر ثم قال واذا قال لا اله الا الله وحده قال يقول الله لا اله الا انا وحدي. يعني صدقه ايضا فقال ذلك تصديقا لقول العبد واقرارا له وهذا ابلغ من ان يقول صدقت يعني ان يذكر ذلك مصرحا به لا شك انه ابلغ اذا قال العبد لا اله الا الله وحده لا شريك له يقول الله تصديقا له لا اله الا انا وحدي لا شريك لي فحذف هنا صدقه ربه للعلم به مما سبق مما ذكر قبله واذا قال لا اله الا الله له الملك وله الحمد وعرفنا معنى هذه الجمل له الملك تصرف المطلق وله الحمد ووصفه باوصاف الكمال واضافة ذلك اليه فهذا كله ثابت لله تبارك وتعالى وقدم فيه المعمول جار والمجرور له الملك وله الحمد مما يفيد القصر والحصر فان تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر وذلك لله وحده دون من سواه وهذه اللام له الملك وله الحمد تفيد الملك فالملك ملك لله عز وجل واما ما يتعلق بالحمد فذلك للاستحقاق اي انه مستحق لله تبارك وتعالى وهكذا اذا قال لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله قال الله لا اله الا انا ولا حول ولا قوة الا بي. وعرفنا ان الحول يعني التحول من حال الى حال لا تحول من حال الى حال الا باعانة الله تبارك وتعالى وتوفيقه فكل ذلك لا يكون الا باعانته فهنا قال بان العبد اذا قال ذلك في مرضه ثم مات لم تطعمه النار لم تطعمه النار هذا كناية عن عدم دخولها يعني لم تمس هذا الانسان النار لم تحرقه فهو لا يدخل النار فيكون ذلك من جملة اسباب تحريم الانسان على النار وهذا هو ظاهر الحديث هذا هو ظاهر الحديث خلافا لمن قال بان ذلك قد يكون بعد تطهير فان هذا يخالف ظاهره لم تطعمه النار اي لا لم يدخل النار بحال من الاحوال فهذا الذكر على قصره ينبغي على العبد ان يحفظه وان يكثر منه في حال مرضه من اجل ان يختم له لذلك فهذه الكلمات اشتملت على التوحيد خمس مرات قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الباب بعده ان من قال لا اله الا الله كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. هذا مع ما في هذا الذكر من التكبير والتحميد والاقرار بان الملك لله تبارك وتعالى وانه لا شريك له انه المتفرد بالالهية وختم ذلك جميعا بانه لا حول ولا قوة الا بالله فهذا كله توحيد والتوحيد واخر ما يخرج به من الدنيا وهذا من جملة فضائله وقول النبي صلى الله عليه وسلم من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار ظاهره انه اذا قال ذلك في المرض ولو لم يكن اخر كلامه هذه الجمل بخلاف قوله صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة فهذا اخر ما يتكلم به لكن هنا قالها في المرض الذي يموت فيه يعني ولو تكلم بعدها بشيء اخر من الذكر او من غيره الكلام الناس المقصود ان حاصل هذه الجمل المذكورة في هذا الحديث التي ينبغي ان تحفظ هي لا اله الا الله والله اكبر هذي الاولى لا اله الا الله وحده هذه الثانية لا اله الا الله وحده لا شريك له هذه الثالثة لا اله الا الله له الملك وله الحمد هذه الرابعة الخامسة لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله. خمس جمل خمس جمل وهي سهلة يستطيع ان يحفظها كل احد هذا ما يتعلق الحديث الاول وهو اخر هذا الباب واما الحديث الثاني واما الباب الاخر وهو تلقين المحتضر وذكر فيه حديثا واحدا وهو حديث معاذ رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة هذا الحديث اخرجه ابو داوود وسكت عنه وعرفنا ان مثل هذا يكون صالحا للاحتجاج عنده وقال ابن العربي بانه ثابت صحيح من طرق كثيرة كذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه ثابت هذا الحديث صححه ابن الملقن وقال في موضع اخر بانه صحيح او حسن وكذلك ايضا صححه السيوطي والشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع وقال الحافظ ابن حجر بانه حسن وكذلك حسنه الشيخ ناصر الالباني في بعض كتبه في بعض المواضع صححه في بعضها حسنه وقال ابن القطان فيه صالح لا تعرف حاله يعني رجل مجهول احد الرواة من المجاهيل فهنا من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة كان اخر كلامه لا اله الا الله هذه كلمة التوحيد. اخر كلامه سواء كان ذلك الانسان في حال النزع كان مريضا فقالها اخر ما قال او انه تكلم بذلك فمات موتا مفاجئا المقصود ان من كان اخر كلامه من الدنيا لو انه دخل في غيبوبة كذلك يعني قال لا اله الا الله ثم بعد ذلك فقد الوعي وبقي سنة وهو في غيبوبة فمثل هذا كان اخر كلامه لا اله الا الله هل هذه الكلمة مقصودة لوحدها او ان ذلك يقصد به هذه الكلمة مع قرينتها وان محمدا رسول الله فبعض اهل العلم قال ان ذلك جميعا مراد وان المقصود ان يقول لا اله الا الله محمدا رسول الله وان هذه الكلمة اكتفي بها لانها تدل على تدل على الاخرى تدل على الاخرى وهذا الذي ذهب اليه الحافظ ابن حجر رحمه الله وجماعة من الشراح وهذا ذكروه جوابا على اشكال او سؤال اوردوه وهو ان الشهادة مركبة من كلمتين اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فذكر ذكرت الجملة الاولى في هذا الحديث دون الثانية ولكن والله تعالى اعلم ان هذا غير دقيق ان هذا غير مراد لكن لو قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فلا شك ان هذا اكمل ان هذا اكمل ولكن الذي يظهر والله اعلم ان هذه الكلمة هي المرادة ان هذه الكلمة هي المرادة لكن لو كان هذا الانسان من غير المسلمين فقال ذلك في مرض الموت قال اشهد ان لا اله الا الله فلا بد من الثانية وان محمدا رسول الله اما المؤمن الذي امن بالرسول عليه الصلاة والسلام فانه يكفي ان يكون اخر ما يتكلم به من الدنيا هو شهادة ان لا اله الا الله يعني لو انه قال ذلك فقط فان ذلك يصدق عليه ان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله قال دخل الجنة هل هذا الدخول يقصد به اي يدخل من غير عذاب من غير ان يدخل النار او ان المقصود انه يعذب ثم يكون مآله الى الجنة. يعني لابد له من دخول الجنة الاول هو الاقرب انه يدخل الجنة من غير ان يدخل النار من غير ان يعذب بالنار والا ما مزية هذا الذي كان اخر كلامه لا اله الا الله على غيره من اهل الايمان الذين يموتون ثم بعد ذلك يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يصيرون الى الجنة وما كان اخر كلامهم لا اله الا الله فما مزية هذا اذا فالذي يظهر والله اعلم ان المقصود الا يدخل النار الا يدخل النار ومن ثم فانه ينبغي تلقين المحتظر هذه الكلمة وكما ذكر اهل العلم في ادب التلقين ان يقال عنده تذكيرا له لا اله الا الله. فاذا قالها سكتوا عنه ترك فاذا تكلم بكلام اخر فانه يذكر بها لا اله الا الله دون ان يؤمر بذلك. اما ان كان من غير المسلمين فانه يؤمر ان يقول لا اله الا الله فيقال له قل لا اله الا الله يعني انطق بالشهادتين يعني ان يؤمر بالدخول في الاسلام فان الدخول في الاسلام يكون النطق بالشهادتين وهذا على كل حال يدل على فضل هذه الكلمة فضل هذه الكلمة وانها سبب لدخول الجنة وهي سبب ايضا العافية والسلامة من دخول النار اعاذنا الله واياكم ووالدينا واخواننا المسلمين منها الامام النووي رحمه الله نقل عن جماعة من السلف كسعيد ابن المسيب وغيره ان هذا كان قبل نزول الفرائض قبل نزول الفرائض قبل الامر والنهي والتكاليف التي تتابعت في المدينة وانه لا يكفي بعد نزول هذه الفرائض ان يقول لا اله الا الله ولكن هذا لا يخلو من اشكال فان مثل هذه المزية للا اله الا الله من كان اخر كلامه لو كان المقصود ما فهموا لقيل من قال لا اله الا الله دخل الجنة هكذا باطلاق فهنا يقال هذا قبل الفرائض ان هذه مزية لمن تحقق فيه هذا الوصف وهو ان يتلفظ بكلمة التوحيد ويكون اخر ما خرج به من الدنيا ان ينطلق لسانه بذلك وهذا يدل على حسن خاتمة وعلى شدة اتصال العبد بربه تبارك وتعالى وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء فمن الناس من يوفق لهذه الكلمة فهو يلهج بها وقد لا يحتاج الى تذكير لانه لم يزل يذكر ربه تبارك وتعالى فلسانه لا يفطر في حال المرض وعند الاحتضار. ومن الناس من قد يغفل ومن الناس من يكون في حال من الضجر فينبغي ان يراعى مثل هذا لان لا يتكلم بكلام يذهب باخرته وكذلك ايضا من الناس من يكون اعظم حالا واعلى مقاما فيكون هذا الانسان في حال من الغشية او الاغماء او الغيبوبة او نحو ذلك ومع ذلك هو يذكر ربه فلسانه يلهج بذكر الله فهذا يدل على ان ذلك قد تمكن في قلبه وانه ينطق به مع فقده للوعي والادراك الا انه يلهج بهذه الكلمة والانسان عادة يموت على ما عاش عليه ولذلك يخشى على الانسان اذا كان عنده صاحب لهو وغفلة او طرب او نحو ذلك ان يموت على مثل هذه الامور وهكذا من عنده خبيئة سوء في السر او من كان عنده اعمال لربما تكونوا سببا لخاتمته وقد يموت عليها وهو يعصي الله تبارك وتعالى واخبار المحتضرين في ذلك كثيرة منهم من كان يغني حينما قيل له قل لا اله الا الله وبعض هؤلاء ممن كان مولعا بالابل تكلم بكلام يتصل بها بدلا من ان يقول لا الى اله الا الله واخر ممن تعلق بمخلوق من جهة العشق قال كلاما قبيحا مما جاء في كلامه. يقول لهذا المعشوق لقاك اشهى الى فؤادي من رضا الخالق الجليل نسأل الله العافية ثم مات على هذا ولذلك ينبغي على العبد ان يصلح سريرته وان يتصل بالله تبارك وتعالى اتصالا وثيقا باحواله كلها وان يلازم ذكره من اجل ان يموت على ذلك لا سيما في هذه الاوقات مع كثرة الشرور والفتن والناس يتقلبون فيها ظهرا لبطن فيغبط من مات على التوحيد والسنة بعيدا عن هذه الفتن والاوصاب والاهواء والضلالات اسأل الله عز وجل ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه نعم اذا كان لديكم سؤال تفضلوا السلام عليكم ورحمة الله