الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدث في هذه الليلة ان شاء الله عن الحديث الاخر من الاذكار التي اوردها المؤلف بباب الدعاء قبل الطعام وذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انا وخالد ابن الوليد على ميمونة فجاءتنا باناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا على يمينه وخالد على شماله فقال لي الشربة لك فان شئت اثرت بها خالدا فقلت ما كنت اوثر على سؤرك احدا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اطعمه الله الطعام فليقل اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه ومن سقاه الله لبنا بل يقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شيء يجزي مكان الطعام والشراب غير اللبن هذا الحديث اخرجه الترمذي وقال حسن وكذا حسنه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله وصحح اسناده للشيخ احمد شاكر كما حسنه الحافظ ابن حجر قول ابن عباس رضي الله عنهما دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انا وخالد ابن الوليد على ميمونة وهي خالته ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها وارضاها. فجاءتنا باناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا على يمينه على شماله هذه هي السنة ان يؤتى بالطعام او الشراب الى الكبير فيؤتى به العالم او الوالد او نحو ذلك الكبير الذي في المجلس يؤتى به اليه اولا ثم بعد ذلك يدار هذا الاناء الى ناحية اليمين يمين المعطى وليس يمين المعطي يعني الذي يدور بالاناء على هؤلاء لا يتجه الى ناحية اليمين بالنسبة اليه الى المضيف لا وانما الى الجلوس الاضياف او من هم في المجلس فاذا اعطى المقدم فيهم الكبير فانه يديره بعد ذلك الى من يكون عن يمين الكبير. يعني الى يسار المعطي هذه هي السنة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان ابن عباس وهو صغير عن يمينه وخالد على شماله قال لابن عباس الشربة لك فان شئت اثرت بها خالدا باعتبار انه اكبر فاذا اذن صاحب الحق فلا بأس والا فهو احق بذلك سواء كان المعطى من قبيل الطعام او الشراب او كان ذلك من قبيل الطيب ونحو ذلك فيقول الشربة لك اي انت مستحق لها لانك على جهة اليمين فان شئت اثرت بها خالدا. يعني اثرته بالشربة على نفسك فقال ابن عباس رضي الله عنهما مع صغر سنه ما كنت اوثر على سؤرك احدا. والسؤر هو البقية والفضلة التي تبقى من الشراب او من الطعام يعني ما كنت لاختار على نفسي بفضل منك احدا فان الايثار يكون بتقديم الغير على النفس في حظوظها الدنيوية. هذا الايثار المحمود ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة فان اشتدت الحاجة الحاجة المؤثر كان ذلك ارفع في منزلته اما الحظوظ ما يتعلق بالاخرة الامور الاخروية فانه لا يؤثر بها فلا يؤثر غيره في التقدم الى الصف الاول او في الدخول الى المسجد او في المصحف كان لا يوجد الا مصحف واحد او نحو ذلك ويؤثر غيره؟ لا هذه لا يتأتى فيها الايثار ولكن من اهل العلم من استثنى في ذلك الوالد وكذلك العالم والامام العادل ونحو هؤلاء لان الايثار في مثل هذه الامور الاخروية مؤذن بالزهد بما عند الله تبارك وتعالى. ولذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصف الاول وذكر الاذان ذكر الاستهام ان الناس لو لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا يعني بالقرعة تحصل المشاحة في مثل هذا الكل لا يتنازل عن حقه والقرعة انما تكون في الحقوق المستوية اذا استوت الحقوق عملت القرعة فهنا هذا الامر ليس لمجرد كونه من قبيل الطعام او الشراب هذا اللبن وانما لانه سؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك ان مثل هذا مما يتبرك به بقية الطعام والشراب من رسول الله عليه الصلاة والسلام ولذلك كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما كان يوم الحديبية فاذا توضأ صلى الله عليه وسلم كادوا ان يقتتلوا على وضوئه يعني ما يفضل منه وكذلك ايضا اذا كان ولم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم ولا من عادتهم. في يوم الحديبية ليرى الكفار حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما بصق صلى الله عليه وسلم ولا الا وقع في يد احدهم فهذا كله مما يتبرك به. وكذلك ايضا لما حلق صلى الله عليه وسلم شعره في النسك فان النبي صلى الله عليه وسلم قسمه بينهم فكل ذلك مما يتبرك به. لكنه لم يبق شيء من اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم لا من شعره ولا من ثيابه ولا من انيته ولا ولا غير ذلك لا يثبت شيء من هذا وكل ما يقال من ذلك في بعض المتاحف فانه لا يثبت ما يقال ان هذه شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم او هذا نعل النبي صلى الله عليه وسلم او هذا ثوبه او هذا سيفه كل هذا لا يثبت. على كل حال فهنا ابن عباس هذا يدل على حذقه وعلو همته وعلى حرصه وذكائه وفطنته ما كنت اوثر على سؤرك احدا فلم يتنازل عن حقه ذلك لما ذكرت تبركا وهذا الاستئذان استئذان النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس مع صغره يدل على ماذا التأدب مع الكبير وهو خالد ابن الوليد بحيث يكون الشرب له بعد النبي صلى الله عليه وسلم فلو اذن الذي على اليمين وهو صغير لتحول الاناء له فان لم يحصل هذا الاذن فمن كان على اليمين فهو احق ويؤخذ من هذا ان من سبق الى المكان الشريف فهو احق به وان من كان على يمين الشارب او الاكل او او من يكون بيده شيء يديره على غيره كالطيب ونحو ذلك ان ان من كان على يمينه فهو احق قد يسبق الى العالم او الكبير بعض من لا يكون بكبير بالسن او بكبير في القدر والعلم لربما جلس الاعرابي الى يمين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولربما جلس الفتى الصغير وبقي الكبير بمعزل ومن سبق الى مكان فهو احق به. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم ابن عباس رضي الله عنهما من هذا المكان عن يمينه حيث انه وسبق اليه فمن سبق الى موضع فانه يكون احق به وهذا في الاماكن التي يستوي فيها الناس كالمساجد والمدارس ونحو ذلك هل يدخل في ذلك اذا جاء الصبي الصغير خلف الامام والنبي صلى الله عليه وسلم قال ليلني منكم اولو الاحلام والنهى فبعض اهل العلم فهم منه هذا انه لا يصح ان يبعد هذا الصغير الى ناحية اخرى لانه قد سبق. وان قول النبي صلى الله عليه وسلم ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ان هذا خطاب للكبار فلما تخلفوا وتأخروا وسبق هذا الغلام الصغير فانه احق بهذا المكان فلا يبعد منه باعتبار انه سبق الى موضع الى مكان عام فيكون له الاحقية فيه. ولكنه قد قد يقال غير ذلك لما جاء عن ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه حيث اخذ عاتقي صغير غلام جاء خلف الامام فاخره وقال يا ابن اخي هكذا امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم او كلمة نحوها وفعل وفعل الصحابي وقول الصحابي قد يبين الاجمال بل قد يخصص العموم ويقيد الاطلاق كما قال الامام احمد رحمه الله والى هذا ذهب جمع من اهل العلم ومنهم الحافظ ابن القيم رحمه الله كما ذكر ذلك في بعض كتبه كاعلام الموقعين ففعل ابي بن كعب يبين لنا ليلني منكم اولو الاحلام والنهى فاذا جاء هذا الصبي في المكان الذي يطلب فيه وجود من يصح نيابته عن الامام لو حصل شيء لو نابه شيء فان هذا الصغير قد لا يحسن التصرف ولو تأخر الامام او قطع صلاته او نحو ذلك فان الذي يليه او الذي يتقدم فاذا كان هؤلاء الصغار يسبقون خلف الامام فمن الذي ينوب عنه فيقال هذا الموضع ليس لهم ومن هنا يمكن للامام ان ينحي هؤلاء الصغار ناحية والاصل ان الصبيان يكونون في الصف المؤخر هذا الاصل ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من اطعمه الله الطعام فليقل اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه هذا متى يقال يحتمل انه يقول هذا الطعام من اطعمه الله الطعام انه يقول ذلك طلبا للبركة في اوله. اللهم بارك لنا فيه ويحتمل ان يكون ذلك اذا فرغ منه يكون ذلك من الادعية التي تقال بعد الفراغ من الطعام اذا اكل فان قوله من اطعمه الله الطعام فليقل اطعمه الطعام فانه قد يفهم منه انه اذا طعمه اكله اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه واطعمنا خيرا منه اللهم بارك لنا فيه. كيف تحصل البركة بعد ما فرغ في ما اكل واما اذا قيل انه يقوله بين يدي طعامه فتكون البركة بتكثيره ونفعه ونحو ذلك واطعمنا خيرا منه اذا كان يقول ذلك بين يدي الطعام يعني قبل ان يأكل اطعمنا خيرا منه فان ذلك يعني في المستقبل وكذلك قد يكون ذلك من قبيل القرينة على انه يقوله اذا فرغ من الطعام وكان هذا هو الاقرب والله اعلم. ان يكون هذا من الادعية التي تقال بعد الفراغ من الطعام اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه اطعمنا خيرا منه والبركة عرفنا انها الزيادة في الخير والنماء فيه مع الدوام واطعمنا خيرا منه بعض اهل العلم حمل ذلك على الجنة كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واوتوا به متشابها. بعض اهل العلم قالوا هذا الذي رزقنا من قبل فسره باعتبار انهم رزقوا بذلك في انهم قصدوا في الدنيا واتوا به متشابها يعني لما في مع ما في الدنيا والقول الاخر هذا الذي رزقنا من قبل يعني في الجنة فيما يطاف عليهم الصحاف والانية من الوان المطعوم فهو متشابه في صورته ولكنه مختلف في طعومه هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها وكأن هذا والله اعلم هو الاقرب هو الاقرب. فبعض اهل العلم قال واطعمنا خيرا منه ان ذلك مفسر بقوله واتوا به متشابها. طعمنا خيرا منه يعني من من طعام الجنة. وعلى كل حال هذا لا يختص ما يتصل بالجنة وانما اطعمنا خيرا منه في الدنيا ايضا. فان فضل الله عز وجل لا رغبة عنه لا في الدنيا ولا في الاخرة قال ومن سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه زدنا منه زدنا يعني من جنسه بعضهم قال لبن الجنة زدنا منه بارك لنا فيه وزدنا منه من لبن الجنة. ولكن على كل حال لما كان اللبن بتلك المنزلة فهو من اشرف الطعام طلبت الزيادة فيه مع البركة ولا يختص ذلك في هذا السؤال ان يكون المطلوب من لبن الجنة ثم قال صلى الله عليه وسلم معللا لمثل هذا الدعاء والمغايرة بينه وبين سائر الطعام ويحلب يعني مباشرة وهذا يدل على ان هذا الذي بقي مدة وعولج ومن يد الى يد حتى يشرب ان هذا يكون اقل نفعا يقول ثم لا يزال تنقص جودته على ممر الساعات اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ما قال وارزقنا خيرا منه كما في سائر الاطعمة قال فانه ليس يجزي يعني من الطعام بدل الطعام يجزي من الطعام كقوله ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة يعني بدل الاخرة يعني يقال يكفي عنه يغني عنه ما يكون به الغناء من الطعام الا اللبن المكان الطعام والشراب غير اللبن يعني لا يحصل به دفع الجوع لا يحصل بشيء دفع الجوع ودفع العطش معا الا في اللبن الماء يدفع العطش وهو ابلغ ما يدفع به العطش لكنه لا يحصل به دفع الجوع بحال من الاحوال الخمر على شدة تعلق العرب بها في الجاهلية الا انها تزيد العطش ولذلك فان الفقهاء حينما يتحدثون عن الاضطرار في شرب الخمر يفصلون يقولون ان كان لدفع غصة فله ان يشرب شربة يدفع بها الغصة بمعنى انه ان لم يجد شيئا يدفع به الغصة الا الخمر فهذه حالة ضرورة يشرب بقدر ذلك لكن ان كان ذلك لدفع العطش قالوا لا يشرب ولو اشرف على الهلكة. لماذا؟ لان الخمر لا يزيده الا الا عطشا فلا يندفع به حرارة العطش فاللبن يندفع به العطش ويندفع به الجوع وقالوا لانه مركب من اصل الخلقة تركيبا طبيعيا وفيه من الدسومة ما قد يغني من الطعام وتحدث العلماء في المفاضلة بينه وبين العسل مثلا وبعض العلماء الف في ذلك مؤلفا فبعضهم فضل العسل وبعضهم فضل اللبن وبعضهم فصل في ذلك فقالوا من جهة التغذية والري فاللبن افضل ومن ناحية الحلاوة وعموم المنافع فان العسل افضل ولو قيل بان اللبن افظل من جهة التغذية واعلق بالفطرة وان العسل افضل من جهة التداوي لكان هذا له وجه الله تعالى اعلم وكذلك تحدثوا في المفاضلة بين اللبن واللحم وهذا الحديث يدل على ان اللبن افضل مطلقا من اللحم ومن غيره لانه هو الوحيد الذي يقال فيه وزدنا منه فدل على انه لو شرب عسلا فانه لا يقول وزدنا منه وانما يقول وارزقنا خيرا منه وارزقنا خيرا منه وعلى كل حال هذا وغيره مما ذكره اهل العلم وفيه فوائد كثيرة وما يدل على فضل اللبن ولذلك جعل هذا اللبن غذاء للصبي في اول الفطرة مع ما فيه من عجائب قدرة الله عز وجل يسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين. لكن لا يصح ان يذهب الذهن حينما نسمع اللبن الى اصطلاح حادث. فان نصوص القرآن والسنة ينبغي حملها على معهود المخاطبين والمخاطبون كما تدل عليه لغة العرب اللبن عندهم هو ما نسميه نحن اليوم بالحليب الحليب يعني اول ما يحلب فهذا يقال له لبن. نحن الان في عرفنا هنا نقول لذلك حليب ونقول للذي راب وعولج نقول له لبن لكن هنا حينما يذكر اللبن فينبغي ان يحمل على معهودهم اللبن هذا الذي حلب الذي نسميه نحن الحليب يقال له لبن في لغة العرب والشارع ليس له اصطلاح خاص في اللبن يعني ليس له معنى شرعي فيرجع الى عرف المخاطبين. فان لم يكن لهم عرف رجع الى اللغة لغة العرب اما الاصطلاحات الحادثة فلا عبرة بها. فاذا قيل اللبن واللبن موافق للفطرة وزدنا خيرا وزدنا منه ونحو ذلك وانه ليس شيء قم ليس المقصود به بالضرورة اللبن الذي قد راب. لكن هل يدخل ذلك فيه؟ الجواب نعم هذا اللبن الذي قد عولج حتى صار بهذه المثابة رائبا فانه يقال وزدنا منه ولا يقال وارزقنا خيرا منه. لان ذلك جميعا يقال له يصدق عليه انه لبن يعني من شرب الحليب يقول وزدنا منه ومن شرب الا ما نسميه نحن اليوم باللبن فكل ذلك يقال له لبن فكان النبي صلى الله عليه وسلم من هديه كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله يشرب اللبن تارة خالصا يعني من غير مزج وتارة يشربه مشوبا بالماء وذكر ان شرب اللبن الحلو في تلك البلاد الحارة خالصا ومشوبا بلاد الحجاز وما تاخمها من جزيرة العرب نقول هذا فيه نفع عظيم في حفظ الصحة وترتيب البدن وما يحصل من الري للكبد يقول لا سيما اللبن الذي ترعى دوابه الشيح والقيصوم والخزامى وما اشبهها. وهذه نباتات معروفة الى اليوم باسمائها هذه في الصحراء. يقول فان لبنها غذاء مع الاغذية وشراب مع الاشربة ودواء مع الادوية يعني هو في جملة الاغذية معدود من الاغذية وفي جملة الاشربة معدود من الاشربة وفي جملة الادوية فهو ايضا فهو دواء مع الادوية. يقول واجود ما يكون اللبن حين فيكون حين يحلب اقل برودة واكثر رطوبة والحامظ بالعكس يعني انه يضر يضر لذلك العلماء الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله كان اذا رأى مع احد من اولاده لبنا حامضا نزعه نزعا شديدا منه. وقد ذكر العلماء ان الحوامض تفاح الحامض واللبن ان هذا يسبب النسيان يضر الذاكرة فالحافظ ابن القيم رحمه الله يذكر هذا المعنى يقول ويختار اللبن بعد الولادة باربعين يوما يعني الدابة اول ما يخرج منها في الايام الاولى ما يسمى باللبأ وهو معروف اذا وضع على النار وغلي ينعقد يضرب لونه الى شيء من الصفرة قل له اللبأ معروف يشبه لونه لون الزهرة النبات المعروف اذا وضع على النار بعد الولادة مباشرة اذا حلبت الدابة بهيمة شاة ثم بعد ذلك غلي فهذا يؤكل وعلى كل حال هذا بعد الولادة. الحافظ ابن القيم يقول يختار اللبن بعد الولادة باربعين يوما واجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه وكان فيه حلاوة يسيرة. يعني ليست حلاوة كثيرة بعض الناس يحبون ما ما ازدادت حلاوته وهذا يتأثر بطبيعة الحال بحسب المرعى وكذلك يذكر ما كان فيه الدسومة معتدلة واعتدل قوامه في الرقة والغلظ يعني ليس بثقيل ولا فيف كالماء يقول وحلب من حيوان فتي صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب شرابه جيد وكذلك مرعاه جيد ويكون فتي يعني ليس بكبير في السن وكذلك ايضا يكون معتدل اللحم ليس بالبدين ولا الضعيف الهزيل فاذا اجتمعت هذه الاوصاف جميعا فهذا انفع ما يكون من اللبن على كل حال هذا يدل على فضيلة اللبن وعلى كثرة ما فيه من المنافع حتى قال بعض اهل العلم هو انفع مشروب للادمي لموافقته للفطرة الاصلية خرج الى هذه الدنيا در ثدي امه فيكون اول ما يبدأ به هو اللبن. وفي الحديث جبريل لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم بخمر ولبن فاختار صلى الله عليه وسلم اللبن قال اخترت الفطرة ويجتمع فيه على كل حال التغذية وغيرها كما سبق والله عز وجل ذكره من ضمن الشراب في الجنة وانهار من لبن لم يتغير طعمه. اللبن في الدنيا يتغير طعمه بامور لا تخفى اما بسبب المرعى او يتغير طعمه بسبب مرض في الدابة او يتغير طعمه بسبب كثرة المكث او يتغير طعمه بسبب امر يلبسه الحالب او يتغير طعمه بسبب الاناء او يتغير طعمه بسبب ما قد يقع فيه مما يحصل عادة من القذى والاذى الذي يتساقط من البهيمة التي تحلب على كل حال هذا يدل على ان اللبن ارفع مرتبة واعلى درجة من الطعام غير ذلك من الفوائد هذا ما يتصل بهذا الحديث واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه