الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة ايها الاحبة نتحدث ان الدعاء قبل اتيان الزوجة وذكر فيه المؤلف حديثا واحدا وهو حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لو ان احدكم اذا اتى اهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره. وهذا الحديث مخرج في الصحيحين فقوله صلى الله عليه وسلم لو ان احدكم اذا اتى اهله في بعض الفاظه اذا اراد ان يأتي اهله فهذه تفسر اللفظة الاولى اذا اتى اهله ليس معناه اذا فرغ او حينما يكون في حال من المعاشرة وانما المقصود الارادة اذا اراد ذلك يعني اذا اراد المعاشرة والوطء لزوجته ويلحق بذلك ايضا الامان لان مقصوده واحد وهو الاستمتاع فلا يشاركه الشيطان واذا حصل الولد فانه لا يتسلط عليه الشيطان او بحسب ما قيل بتفسير العلة او النتيجة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي فالاتيان كناية عن الجماع والشارع يكني عما قد يستثقل في الاسماع بعبارات تدل عليه لكنها لا تثقل في السمع ولا يستوحش السامع من ذكرها قال بسم الله. يعني يحتمل ان تكون هذه الباء للاستعانة يعني مستعينا به وبذكري اسمه او يكون ذلك بمعنى الاستعاذة بسم الله يعني استعيذ واتحصن يكون بسم الله اتحصن لان الشيطان قد يشاركه في المعاشرة وكذلك ايضا الشيطان انما يكون الستر منه بذكر اسم الله تبارك وتعالى وكذلك ايضا ما يقع لهذا المولود من تسلط الشيطان وما الى ذلك من ملابسة في ناحية هذا المولود انما يكون الاحتراز من ذلك بان يقال مثل هذا الذكر الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم. فهو بسم الله يبدأ ويستعين او يتحرز ويتحصن اللهم جنبنا الشيطان جنبنا اياه يعني باعدنا منه باعده منا تقول اجتنب كذا اجتنب فلانا يعني ابتعد عنه. اجتنبوا السبع الموبقات فان ذلك بمعنى المباعدة منها ابعده عنا فهذا قوله صلى الله عليه وسلم اللهم جنبنا الشيطان ولا يكون مشاركا في هذا الوقاع ولا يطلع على العورات ولا يكون ايضا له تسلط على هذا المولود او من سيكتب من حمل جراء هذا الوقاع وجنب الشيطان ما رزقتنا ما رزقتنا. هنا هذا يتبادر مباشرة الى ما يكون من حمل ولكن من اهل العلم ادخل من ادخل فيه ايضا الجماع قالوا باعتبار ان الرزق هو ما ينتفع به الانسان سواء كان ذلك مما يتصل بالبدن او يتصل بالروح وما يكون في الدنيا وما يكون في الاخرة فهذا الوقاع مما ينتفع به البدن من نواحي متعددة لا تخفى وكذلك ايضا يدخل في ذلك الولد دخولا اوليا مع ان المتبادر انما هو ما يكتب في ذلك الوقاع من الولد لكن على كل حال هنا يريد ابعاد الشيطان وذلك من اجل الا يشاركه في هذا الوقاع وقد جاء عن بعض السلف كمجاهد رحمه الله ان الشيطان يلتف على احليله اذا لم يسمي يعني انه يشارك في الجماع والمقصود ان الاهل مما رزقه الله عز وجل جنب الشيطان ما رزقتنا من الاهل وكذلك ايضا الولد هو مما رزقه الله تبارك وتعالى. كل ذلك من رزق الله فمن هنا بعض اهل العلم عممه وبعضهم خصه خصه بالولد للقرينة التي ذكرت بعده فقضي بينهما ولد لم يضره يعني لم يضره الشيطان تم بالشيطان ما رزقتنا مع انه لا يمتنع حينما يحمل ذلك على العموم ان الشيطان لا يشاركه في الوقاع فان ذلك كذلك حينما لا يشاركه في اهله فهم من الرزق فان ذلك ابعد عن تأثير ذلك في الولد. لانه اذا حصلت المشاركة من الشيطان اثر ذلك في الولد وهناك امور اقل من هذا تؤثر فيه كالرضعة. الرضاع يؤثر ولذلك فان الامام احمد رحمه الله لما رأى ابنه ترضعه الجارية نزعه ونقل عن غيره ايضا كالجوين ان انه حينما رأى جارية ترضع ابنه نزعه نزعا شديدا وكان الابن حال المناظرة تعتريه يعتريه شيء فكان يقول لا امن من ان يكون ذلك بسبب تلك الرظعة. لان هذه الرظعة ينبت منها لحمه وعظمه ومن هنا كانت كان الرضاع محرما لانه يخالط يخالط لحمه وعظمه. فالمقصود هنا ان الشيطان اذا قظي بولد سواء كان ذكرا او انثى لم يضره ما المقصود بالضرر هنا المنفي بعض اهل العلم قال لم يضر ذلك الولد في دينه وهل هذا على سبيل الاطلاق لاحظ انه قال لم يضره ما قال لم يضره في كذا ومقتضى القاعدة الاصولية المعروفة ان حذف المقتضى يفيد العموم ان ذلك يحمل على اعم معانيه لا يضر هذا الولد في اضلاله وازاغته وايقاعه في المعصية واغوائه والتسلط عليه وما الى ذلك من المعاني مما يحصل من جراء الشيطان واغوائه ويدخل في ذلك المس والصراع فان ذلك يكون بتخبط الشيطان ان لم يكن ثمة ورم او ما الى ذلك مما يتصاعد الى الدماغ مما يعرفه الاطباء. فيصرع الانسان بسببه. لكن قد يكون الصرع بسبب الشيطان وكذلك الوسوسة في الصدر فهل كل هذه الامور داخلة فيه لم يضره بحيث يخرج هذا الانسان لا يمكن للشيطان ان يصل اليه بمكروه ولا يوقع في قلبه الخواطر ولا الوساوس ولا يوقعه في شيء من المعاصي العلماء على كل حال لهم كلام في هذا لكن نقل بعض اهل العلم كالقاضي عياض الاتفاق على عدم حمل ذلك على عموم انواع الضرر بانه لابد ان يكون هناك شيء من الضرر فما المقصود بهذا الحديث بعض العلماء قال المقصود بذلك انه لا يسلط عليه بل يكون من جملة العبادة الذين قال الله فيهم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان لكن قد يقع في معصية ثم يتوب منها اما ان يتسلط عليه الشيطان فيكون من جنده واتباعه ثم بعد ذلك يقودهم الى النار فهذا غير داخل فيه يعني هذا الولد على قول هؤلاء كما قال الله عز وجل واستفزز من استطعت منهم بصوتك والسرب المعازف وكل داعية يدعو الى المنكر والشر الرذيلة الكفر والشرك فهو من جملة صوته بصوتك اجلب عليهم بخيلك كل راكب الى شر يدعو اليه ويحرض الناس عليه فهو من جملة خيله خيلك ورجلك كل ماش يعني الذي يمشي على رجليه هذا معنى الرجل رجلك كل ماش في معصية الله عز وجل منفق لها داع اليها مشيع لها في اهل الايمان فهو من جملة رجل من جملة رجله ورجلك يعني الراجلة الذين يكونون على ارجلهم وشاركهم في الاموال والاولاد. لاحظ كيف تكون المشاركة في الاموال والاولاد في الاموال في ان يكون يأكل ولا يسمي فيأكل معه الشيطان اذا دخل بيته فلم يسمي دخل معه وبات معه كل هذا من المشاركة كما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم. كذلك في الاولاد حينما يواقع اهله ولا يسمي ولا يقول اللهم جنبنا الشيطان فيكون هنا مشاركته لهم وبعض اهل العلم قال المراد انه لم يضر الشيطان لا يطعن في بطنه فان الشيطان يطعن في بطن الصبي اذا ولد اول ما يخرج فيستهل صارخا قال الا عيسى ابن مريم عليه السلام فانه لم يسلط عليه لكن استبعده الحافظ ابن حجر استبعد هذا الوجه هل هو بعيد لمنابذته ظاهر الحديث المتقدم النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان كل مولود يطعن الشيطان في بطنه ولم يستثني الا عيسى ولم يستثنى من ذلك من يقال حال الجماع اللهم جنبنا الشيطان مع التسمية النووي رحمه الله نقل كلام القاضي عيا من كونه يحتمل يقول قيل بانه لا يصرعه الشيطان. يعني لا يتسلط عليه بالصرع وقيل لا يطعن عند ولادته في بطنه لكن لا يحمل ذلك على العموم في جميع الضرر من الوسوسة والخواطر الايقاع في المعصية والله اعلم طيب اذا كان الانسان اعجميا لا يعرف العربية فهل له ان يقول ذلك بالاعجمية؟ بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا قيل للامام البخاري من لا يحسنها بالعربية يقولها بالفارسية قال نعم يقولها لان المقصود هو الاحتراز فهذا دعاء الحديث يؤخذ منه فوائد على كل حال استحباب التسمية عند الوقاع وكذلك هذا الدعاء والمحافظة على ذلك حتى في حال الملاذ كالوقاع لا يترك التسمية لا يترك التسمية وفيه الاعتصام بذكر الله تبارك وتعالى ودعائه اعتصم بدعائه من الشيطان والتبرك باسمه والاستعاذة به من جميع الادواء والاسواء وفيه الاستشعار بانه الميسر لذلك العمل والمعين عليه بسم الله. اذا قلنا انها لي الاستعانة وفيه اشارة الى ان الشيطان ملازم لابن ادم لا ينطرد عنه الا اذا ذكر الله تعالى وفيه رد على منع المحدث من ان يذكر الله تبارك وتعالى. حتى الجنب بمعنى انه قد يقول ذلك وهو متطهر في البداية قبل الوقاع فهذا لا اشكال لكن قد يقول ذلك بمعاودة الوقاع. يعني وهو جنب فالافضل والاكمل ان يتوضأ اذا اراد ان يعاود الوقاع. لكن الوضوء يخفف الحدث ولا يرفعه فيكون هذا الانسان يذكر الله وهو جنب وهذا لا اشكال فيه مع ان الافظل والاكمل ان يذكر الله على طهارة والنبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن عائشة رضي الله عنها كان يذكر الله على كل احيانه يعني حتى في حال الجنابة وقد ذكر الامام البخاري رحمه الله هذا في ترجمة باب مع انه لم يذكره مسندا مما يدل يفهم منه ان الامام البخاري رحمه الله يرى جواز قراءة القرآن للجنب وهذا هو الاقرب والله اعلم فان الاحاديث الواردة في الباب بما اعلم لا يصح منها شيء ففيها ضعف اما في الاسناد او اضطراب في المتن لكن من غير مس للمصحف يعني يقرأ من غير مس وهذا قال به بعض الائمة كيف لا لا بلسانه يقرأ كان يقرأ القرآن على كل احيانه اذا يدخل فيه الجنابة يدخل فيه الجنابة والاحاديث الواردة في هذا لا تخلو من ضعف والله اعلم لكن من غير مس من غير مس وعلى كل حال في هذا الحديث بشارة بان المولود الذي يسمى عليه عند الجماع يموت على التوحيد فلا يسلط عليه الشيطان لم لا يضره. يعني قد تقع معصية قد تقع هنا وهناك يتوب منها او لكن في النهاية في عاقبته يموت على الايمان والتوحيد لا يظفر الشيطان منه بكبير طائل فلا يغويه ولا يصرفه عن الصراط المستقيم وفيه ايضا ان الرزق لا يختص بالغذاء والقوت فالولد رزق ما رزقتنا والزوجة رزق ومثل هذه الملابسات ونحو ذلك مما يحصل به الانتفاع للانسان هي من جملة الرزق. فالرزق قد يكون معنويا وقد يكون حسيا وقد يكون من جنس اللذات والعلم من الرزق كل هذا وما يكون في الاخرة من النعيم المقيم هذا اعظم الرزق فكل فائدة انعم الله بها على عبد فهي رزق منه العمل بطاعة الله عز وجل هذا رزق وتوفيق من الله تبارك وتعالى ابن جرير الطبري رحمه الله يقول اذا قال ذلك عند جماع اهله كان قد اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ورجونا له دوام الالفة رجونا له دوام الالفة وينبغي ان يفعل ذلك عند اتيانه مملوكته مثل الذي ينبغي ان يفعله عند اتيانه زوجته اذ يمكن ان يحدث بينهما ولد. لاحظ كلام ابن جرير انه ادعى الالفة فيتحقق غرضه من هذا النكاح ويتحقق غرض ايضا هذه الزوجة ويخرج الانسان بذلك من حوله قوته ونحو ذلك ويكون ادعى الى قضاء وطره ونهمته ولا يكون اتكاله واعتماده على نفسه فيضعف ويعجز وفي هذا الحديث انه يقول ذلك قبل المواقعة كما دلت عليه الرواية الاخرى. لو ان احدكم لو ان احدكم يقول حين يأتي اهله. والثانية اذا اراد ان يأتي اهله وقوله هنا بالتثنية جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا هنا بالجمع جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قضي بينهما يرجع الى الزوج والزوجة الزوج والزوجة فكلاهما داخل لذلك وهذا الدعاء يقوله الرجل يقوله الرجل يقصد بذلك جنبنا يعني هو وامرأته. والمرأة تقول ذلك المرأة تقول ذلك وليس الرجل فقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو ان احدكم اذا اتى اهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب فالعلة موجودة والله تعالى اعلم في حق المرأة اقول ذلك ليكون ذلك احترازا من الشيطان احترازا من الشيطان. لكن الاولى بذلك هو الزوج لانه هو المواقع فالفعل يصدر منه والله تعالى اعلم