نحو ذلك فلربما يتخفف من كثير من المروءات ويغفل عن كثير من الطاعات لا سيما مع المشقة والعامة لهم في هذا امثال اقوال معروفة ان البلد التي لا تعرف اهلها كذا وانا الى ربنا لمنقلبون. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. ما كنا مطيقين. لذلك فهو اعتراف بالعجز. واما الى بنا لمنقلبون راجعون واللام هذه للتأكيد فهذا المركب الذي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء السفر قد جاء عن علي الازدي ان ابن عمر رضي الله عنهما علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر. كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له قرينين وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده. اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل واذا رجع قالهن وزاد فيهن ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون هذا الحديث في اصله مخرج في الصحيحين ولكنه بهذا السياق وبهذا اللفظ اخرجه الامام مسلم في صحيحه وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اذا قفل من غزو او حج او عمرة يكبر على كل شرف من الارض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ايبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده هذا في مقفله رجوعه عليه الصلاة والسلام ففي الرواية الاولى انه اذا رجع قال هن يعني ما سبق كبر ثلاثا وقال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين الى اخر دعاء السفر ويزيد ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون وهنا زيادة من حديث ابن عمر نفسه رضي الله تعالى عنه وهي في الصحيحين كان اذا قفل من غزو او حج او عمرة وهذا لا ينحصر بالحج او العمرة او الغزو وانما ذكر ذلك لان اسفار النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تخلو من واحدة من هذه المذكورات والا ففي عموم الاسفار اذا سافر لصلة رحم سافر لطلب علم سافر لتجارة لامر مباح او نحو هذا فانه يقول ذلك وانما اختلف العلماء في سفر المعصية. هل يقول فيه هذا او لا كما سيأتي فهنا هذه الرواية المخرجة في الصحيحين كان اذا قفل من غزو او حج او عمرة يكبر على شرف من الارض ثلاث تكبيرات على كل شرف من الارض كل مرتفع يكبر ثلاث تكبيرات ثم يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فهذه زيادة يقولها مع ما سبق ويقول مع ذلك ايبون تائبون عابدون ساجدون. كما في هذه الرواية لربنا حامدون وفي بعض الالفاظ حامدون لربنا ساجدون و يقول صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده. وفي رواية في البخاري كان اذا قفل من الغزو او الحج او العمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرار يبدأ فيكبر هذا يدل على انه يقول ذلك في مبدأ مقفله يعني في بداية سفر الرجوع يبدأ فيكبر ثلاث مرار ثم يقول ذلك ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون. هذا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وجاء من حديث انس رضي الله عنه في مقفله صلى الله عليه وسلم في بعض الالفاظ في بخاري من عسفان وفيه فلما اشرفنا على المدينة قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة يعني كان يردد ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون حتى دخل قال ذلك حينما رأى المدينة اقبل عليها وجاء في رواية ان ذلك من حديث انس رضي الله عنه في مقفله من خيبر وهذا هو المعروف والحافظ ابن حجر رحمه الله قال كان ذلك كأن الراوي لقرب ما بين الغزوتين او السفرين عسفان وخيبر كانه الغى هذا الفارق فجعلها كانها سفرة واحدة والا فخيبر بعد ذلك جاء ذلك مصرحا به في الصحيح مقفله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفي رواية في صحيح البخاري ومسلم ايضا من حديث انس حتى وفيه في اخره حتى اذا كانوا بظهر المدينة او قال اشرف على المدينة يعني قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون وفي رواية ايضا فلما دنا او رأى المدينة قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون فمجموع هذه الروايات تدل والله تعالى اعلم على ان دعاء السفر يقال في مبدأ السفر يعني كان صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر هنا اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثا وهنا في هذه الاوقات نقول اذا ركب سيارته عند بيته يريد السفر قبل ان يفارق البنيان وهو عند بيته اذا استوى في سيارته قال دعاء السفر فاذا اراد ان ينتقل من وسيلة لاخرى كان يركب الطائرة مثلا او يركب حافلة او يركب القطار او يركب السفينة لا يحتاج ان يقول دعاء السفر مرة اخرى وانما يقوله عند بيته حينما يركب سيارته كما يدل عليه هذا الحديث كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحانه الذي سخر لنا هذا فلا يبدأ السفر اذا ركبت الطائرة انما يبدأ السفر بالنسبة للدعاء يبدأ منذ ركوب السيارة وانت عند بيتك تقول هذا الدعاء. فاذا ركبت الطائرة لا تقول ذلك وانما تقول دعاء الركوب فقط. الذي مضى في الماضية واما احكام السفر فان ذلك يكون بعد مفارقة البنيان يعني هنا في هذا البلد مثلا متى تبدأ احكام السفر اذا فارقت البنيان بمعنى انك اذا وصلت الى المطار مطار الدمام فانت في سفر لو انك خرجت قبل اذان الظهر واذن المؤذن وانت في مطار الدمام اذن الظهر تصلي الظهر ركعتين ولك ان تجمع معها العصر جمع تقديم. لو انك وصلت صلاة الظهر قدمت من سفر ووصلت مطار الدمام وقد اذن الظهر واردت ان تصلي في المطار فانك تصلي ركعتين بلا اشكال لانك لم تصل بعد الى البنيان فهذا يعتبر خارج خارج البنيان فتجري فيه احكام السفر لو ان احدا في رمضان مثلا خرج في النهار ثم كان في المطار في مطار الدمام وهو من اهل هذا البلد له ان يفطر في المطار له ان يفطر في المطار لو انه جاء من سفر فلما وصل الى المطار شعر بشيء من التعب فاراد ان يفطر فلا بأس يفطر في المطار لكن لو انه وصل الى بيته فانه لا يفطر لان احكام السفر قد انتهت والعجيب ان بعض الناس يسأل ويقول بانه بقي صائما في حال السفر فلما وصل الى بيته جامع امرأته. يعني هو بقي وترك الرخصة في السفر فلم يفطر فلما انتهت احكام السفر ورخص السفر افطر على الجماع وفيه كفارة مغلظة عتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين فان لم يستطع فاطعام ستين مسكينا. وهكذا يفعل الجهل باصحابه سمعنا من هذه الاسئلة يبقى في في حال السفر مفطرة. صائما لو انه افطر في السفر وجاء الى امرأته مثلا وهي معذورة كانت معه في السفر وافطرت مثلا. فله ان يجامعها على الارجح وكذلك ايضا لو انه وجدها مريظة قد افطرت للمرض وهي لم تسافر فله ان يجامعها ولكن هكذا يفعل الجهل هكذا يفعل الجهل اذا هنا يقول كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر ويبدأ دعاء السفر منذ الركوب وانت عند بيتك كبر ثلاثا يقول الله اكبر اذا استقر على بعيره استوى يعني استقر هنا وعلى المركوب كالسيارة ونحوها كبر ثلاثا يحتمل ان يكون هذا التكبير ثلاثا باعتبار ان هذا مقام ارتفاع وعلو استوى على الدابة فيناسبه التكبير وكان من هديه صلى الله عليه وسلم انه اذا علا شرفا كما سبق انه يكبر. وهنا لما ارتفع على الراحلة كبر بهذا الاعتبار ويحتمل ان يكون ذلك باعتبار انه استحضر عظمة الخالق تبارك وتعالى نعم فكبر من اجل ذلك باعتبار ان الله سخر له هذه الدابة او هذا المركوب ويسره له او ان يكون ذلك باعتبار انه يكبر لان ذلك لربما اعجبه والنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اعجبه شيء شيء كبر واذا تعجب من شيء سبح هذا هو الغالب من هديه صلى الله عليه وسلم فكأن هذا يتعجب من مثلا هذا التسخير او نحو ذلك فيقول سبحان الذي سخر لنا هذا. اذا الله اكبر من هذه المركوبات الله اكبر ممن صنعها الله اكبر من كل شيء فلا يحصل له تعاظم حينما يركب الطائرة ويتكأ وينظر الى السحب تحته فانه يقول الله اكبر فلا يحصل له شيء من الزهو لا يحصل له شيء من الغرور. بعض الناس اذا ركب المراكب الفاخرة لربما ينتشي في طريقة جلوسه في جلسته ونحو ذلك بطريقة تدل على شيء من لربما التعاظم ونحو هذا ويتذكر دائما ان الله ان الله اكبر ثم يقول سبحان الذي سخر لنا هذا هذا فيه الثناء على الله تبارك وتعالى والتنزيه بتسخيره لهذه المركوبات التي تحمل الاثقال والنفوس الى البلاد النائية والاقطار الشاسعة في هذا اعتراف بنعمة الله تبارك وتعالى على العبد بهذه المراكب المتنوعة سواء كانت من الابل او كانت من المراكب البحرية او المراكب الجوية او كان بهذه المراكب البرية السيارات والقطارات ونحو ذلك فكله داخل فيه سبحان الذي سخر لنا هذا ان يشأ يسكن الريح فيضللن رواكد على ظهره. هذه السفن تبقى لا تتحرك لو شاء الله تبارك وتعالى لتعطل كل شيء فالله تبارك وتعالى هو الذي سخرها وهذه الدواب ونحو ذلك انظر الى الوحشية من الدواب كيف تند عن الناس وتنفر في اعالي الجبال ونحو ذلك من الغيطان والاماكن التي لا يصل اليها الناس. اما هذه الدواب مهما كان خلقها وعظمتها فانها تذهب سارحة في اول النهار وتروح على اهلها ثم هي في غاية التذليل فهم يحلبونها ويستطيعون التصرف فيها والتنقل عليها من الركوب ونحو ذلك ويستطيعون نحرها والانتفاع بها وباصوافها وهي في غاية التذلل لهم. هي حولهم هي تذهب تسرح ثم تروح عليهم سارحتهم. في اخر النهار فهذا كله من تذليل الله تبارك وتعالى لهذه المركوبات الدواب استوى عليه هذا الانسان سيزول عن قريب فيذكره العودة الى الله تبارك وتعالى وهذا الانتقال والسفر يذكره بالسفر البعيد الطويل الى والدار الاخرة. هكذا يتذكر المؤمن دائما بهذه المزاولات من الاسفار والتنقلات يتذكر سفره الى ربه وخالقه جل جلاله. فمثل هذا اين يكون من جهة اليقظة والغفلة لا يمكن ان يتطرق الى قلبه غفلة فكل شيء يذكره بسفره الى الله. وكل شيء يذكره بتوحيده ويذكره بانعامه وفضله ومنته عليه لا لا يكون كحال ذلك الغافل الذي يذهب ويجيء ولا يدري كيف يذهب وكيف يجيء انما هو اكل وشرب وانتقال كالبهيم الذي لا يعرف ربه بل البهيم يعرف ربه فهو خير خير منه يأكلون ويتمتعون كما تأكل الانعام هذا حال الكفار الذين لا يعرفون الله تبارك وتعالى. ثم هذا السفر ايضا محفوف بالاخطار حتى في الدواب القديمة لتقرأون في التراجم تراجم العلماء ما يذكر في اخبارهم تجد ان هذا وقسطته راحلته وهذا نفرت الراحلة فسقط فدقت عنقه وهذا صدمته راحلة صدمته دابة فمات كل هذا تجدونه في كتب التراجم فكانت تلك محفوفة بالاخطار وكما في حديث انس رضي الله عنه المشار اليه هنا لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر معه ام المؤمنين بنت حيي ابن اخطب وكان قد ردفها صلى الله عليه وسلم خلفه على الراحلة فعثرت ناقته صلى الله عليه وسلم فوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقعت معه ام المؤمنين وهذا بضمن هذا الخبر ولكني طويت ذلك اختصارا. فالمقصود ان تلك الاسفار محفوفة بالاخطار وهكذا اليوم مع ما تيسر من هذه الوسائل الا ان ذلك ايضا يكون محفوفا بالاخطار كما لا يخفى بانواع هذه المراكب فلما كان الامر كذلك الانسان يقول وانا الى ربنا لمنقلبون فهو مستعد للقاء الله عز وجل لا يدري ماذا يوافي في مثل هذا السفر وما الذي يلقاه؟ وهل يرجع؟ او لا يرجع اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى لاحظ الان ملازمة الطاعة ومثل هذا التذكر في حال السفر ومثل هذه اليقظة نسألك في سفرنا هذا البر البر والتقوى. البر يعني اعمال البر هذا يشمل جميع الطاعات. كل محاب الرب تبارك وتعالى هي من جملة البر نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى وذلك ايضا من الاوصاف الجامعة بحيث يكون بينه وبين عذاب لله وقاية بفعل ما امر واجتناب ما نهى. والسفر مظنة للتخفف. التخفف من حدود الله عز وجل وفرائضه وهو ايضا هذا السفر لمواقعة ما لا يليق او ما لا يحل لان الانسان اذا اقترب في ناحية او بلد او عبارات غير صحيحة وغير لائقة ولكن للاسف يتداولها العامة يقصدون بذلك التخفف من المروءات وعدم الاحتراز وحمل النفس على ما يليق وينبغي فهنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى. تصور هذا الانسان اللي يذهب لمعصية الله عز وجل او راكب في الطائرة او في السيارة والاصوات تتعالى اصوات المعازف وقد لربما يضع في اذنيه السماعات التي يسمع فيها ما حرم الله تبارك وتعالى وتراه في هيئة بشعة لا تدل على تقوى ولا على صلاح وفي حال من الفرح والفرح والبطر والاشر ويقول اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى وذهب الى معصية. اي بر واي تقوى مع هذه الحال فهذا كالمستهزئ بربه تبارك وتعالى المستخف الكاذب فيما يعلنه وما يقوله فهو يلوك بلسانه مثل هذه العبارات وواقعه ابعد ما يكون عنها. اسألك البر والتقوى وهو على معصية وهو ذاهب الى معصية يذهب الى ما حرم الله تبارك وتعالى او يذهب يتجول في بلاد يظهر فيها المنكرات انواع المنكرات وهو يقصد تلك المحال والنواحي للترفيه والنزهة بزعمه مهما سمى تلك السياحة يرى فيها من المنكرات ما لا قبل له به. ولا يستطيع ان يتكلم بربع كلمة في انكاره يتجول هو مع اهله يتسحبون فيها تلك الاماكن ثم يقول نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. اي بر تقوى. المنكر يجب مفارقته. والبعد عنه والنأي وهذا يقصده لربما بالاف الاموال يخطط له ويبذل الاموال ويسافر بمن جعلهم الله عز وجل تحت يده وسيسأل عنهم فهنا اعمال البر المتعلقة بحقوق الله بحقوق المخلوقين كل ذلك والتقوى اتقاء المساخط وفعل الطاعات الظاهرة والباطنة ويسأله ايضا من العمل ما يرضى عمل ليس كله ولو كان في صورته من الاعمال الصالحة العمل الذي يرضاه الله تبارك وتعالى ما يكون فيه العبد مخلصا لله عز وجل ومتابعا للنبي صلى الله عليه وسلم. يعني يكون موافقا المشروع يقول يا رب نسألك في هذا السفر من العمل ما ترضى البر والتقوى ومن العمل ما ترضى. اذا هذا سفر يكون عامرا بالطاعة والعبادة هكذا ينبغي ان يكون سفر المؤمن لا يكون سفرا لربما لا يجني منه الا التظييع والتفريط والغفلة والتخفف من حقوق الله تبارك وتعالى. فهذا هو السفر الرابح. هذا هو السفر المبارك هذا هو السفر النافع. ثم يدعو ربه ايضا اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده لما كان السفر قطعة من العذاب وهو مظنة للمشقة مهما تدللت الاسباب وتيسرت السبل السائل فان السفر لا يخلو من هذا هون علينا سفرنا هذا. فهو يدعو ربه ان يسهل عليه هذا السفر لانه لا سهل الا ما جعله الله سهلا. وقد يذهب الانسان الى مكان قريب يعني من الاسفار ويلقى فيه من المشاق ما الله به عليم فاذا كان الله في عون الفتى فان البعيد يكون قريبا والصعب يكون يكون سهلا يسيرا وهو يدعو ربه يسر لنا هذا السفر واطوي عنا بعده قصر لنا المسافة. احيانا الانسان يسافر مسافة بعيدة ولا يشعر بها. واحيانا يسافر مسافة قريبة يتطاول عليه هذا السفر جدا ويحصل له فيه من الملل والسآمة والمشقة ما الله به عليم وكل ذلك بيد الله تبارك وتعالى اللهم انت الصاحب في السفر الله تبارك وتعالى هو الذي يتولى عبده في سفره وفي حضره واقامته بالرعاية والحفظ والكلائة فمعيته تبارك وتعالى تكون مع اهل الطاعة مع اهل الايمان هؤلاء الذين يدعون نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى من العمل ما ترضى. هؤلاء الذين تكون معهم معية الله تبارك وتعالى المعية الخاصة فيحصل له بذلك السلامة والرزق والاعانة والتوفيق وما الى ذلك في اهله بان يرزقهم وان يعافيهم وان يحفظهم فكل ذلك انما هو بيد الله تبارك وتعالى. انت الصاحب في السفر. انت معنا يا رب انت التي الذي تحفظنا وتكلؤنا والخليفة في الاهل. خليفة من يقوم مقام غيره في اصلاح امره فالله تبارك وتعالى عليه المعول والرجاء والمعتمد في حفظ هؤلاء الذين نتركهم حينما ننتقل ونسافر حفظ هؤلاء الزوجات البنات الابناء هؤلاء قد يحصل لهم من العوارض قد يحصل لهم من الصوارف تجتالهم شياطين الانس والجن قد يحصل لهم من العلل والاوصاب والامراض فيقول والخليفة في الاهل الانسان قد يسافر سفرا طويلا قد يذهب للعمل سنوات ورأه زوجة ورأه من الاولاد المراهقين وراءه الشباب الفتيات من لهؤلاء يختلطون في كل يوم يذهبون الى اعمالهم الى مدارسهم الى لربما يخالطون من لا يصلح مخالطته لربما يعرض لهم من تعرظ من شياطين الانس والجن. يقول والخليفة في الاهل انت الخليفة في الاهل احفظهم وكلأهم فنحن عليك نعول وعليك نتكل فانت المعين وانت الحافظ بحال حضورنا وفي حال غيبتنا عن اهلنا ان تلم شعثهم تداوي سقيمهم تحفظ عليهم امانتهم ودينهم اللهم انا نعوذ بك من وعثاء السفر. الوعثاء يعني المشقة والشدة وكآبة المنظر كآبة تغير النفس من الحزن ونحوه فاعفاء السفر وكآبة المنظر يرى اشياء تسبب له الكآبة. يرى من مما يكرهه ويورثه الحزن ونحو ذلك فيتعوذ بالله من ذلك فلا يرى الا ما يسره في هذا السفر فاذا رأى الانسان امورا يكرهها لربما يتحول هذا السفر الى شيء من الهم والغم والحزن والكآبة واذا حصلت هذه في حال السفر ازدادت المعاناة. لربما يكون ذلك من الرفيق لربما لقيت المرأة شيئا من ذلك بسبب زوجها الذي يعنفها في السفر لربما العكس لربما كان من بعض رفقائه تتغير اخلاقه في السفر فيرى منه عنتا فينتظر متى يرجع من اجل ان يتخلص من هذه الرفقة ومن هذا الهم ولربما يكون ذلك في مشاهد مكروهة بحوادث ونحو ذلك نسأل الله العافية للجميع نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب يعني الانقلاب من السفر للعودة الى البلد فيستعيذ من اي يكون حاله عند عودته حالا ان تكون حالة لا تسر. ان تكون فيرى في اهله ما لا يسره مثلا يرى انحرافا في هؤلاء الاولاد تغيرا يرى تغيرا في هذه الزوجة يرى بعدا عن الله عز وجل وتضييعا لحقوقه يرى انغماسا في اللذات والشهوات المحرمة لربما يرى ما يكرهه في اهله من وفاة او مرض لربما يرى ما يكرهه في تجارته وماله او نحو ذلك فتكون قد هلكت قد خسرت قد ذهبت يرى اشياء من خدمه وممن يعملون تحت يده في مؤسسته او غير ذلك ان هؤلاء قد جرى منهم ما لا يسر في غيبته كل هذه الامور هذا كله من سوء المنقلب فيستعيذ الانسان من ذلك في المال والاهل اهل البيت من الزوجة والخدم والحشم ونحو ذلك او استعاذ من ان ينقلب الى بلده فيلقى ما يكتئب به ويضيق به صدره من سوء اصابه باهله وولده او ماله او نحو ذلك واعظم ذلك اذا وجدهم على حال من الانحراف يرى ذلك في وجوههم وجوه بائسة وجوه مظلمة اثار المعصية ظاهرة عليها غير الحال التي تركهم عليها والانسان يدرك هذا لاول وهلة اول ما يقع عينه على الولد او على البنت او على يرى ذلك في وجهه من اشراق الطاعة او ظلمة المعصية مباشرة تعرف ان هذا الولد ازداد طاعة او انه يقارف ما لا يليق فاذا رجع قال هن؟ قال هذه الكلمات وزاد ايبون يعني راجعون الاحظ هنا التوبة وتجديد التوبة الرجوع يذكره بالتوبة بالرجوع الى الله تبارك وتعالى تائبون من المعصية الى الطاعة نحن ايبون تائبون هنا يخبر يحدث عن نفسه فيعزم على التوبة ويجدده فهكذا المؤمن في سفره وفي رجوعه في حال من ملازمة الطاعة والثبات عليها وتجديد التوبة لربنا حامدون. ما قوله لربنا يجوز ان يتعلق بقوله عابدون عابدون لربنا. ويحتمل انه لربنا حامدون ويكون تخصيص الحمد بذلك وكما في الرواية الاخرى لربنا ساجدون وهذا هو الاقرب ان يكون قدم الجار المجرور لافادة الحصر لافادة الحصر او التخصيص. نحمد ربنا لا نحمد غيره فيكون ذلك كالخاتمة للدعاء وهنا يتذكر العبد نعمة الله عز وجل عليه وما يسر له حيث قضى نهمته في هذا السفر وصل الى بغيته وغايته ثم بعد ذلك هو يهم بالرجوع واذا رأى البلد التي يقصدها يعني بلده فانه يردد ذلك حتى اصل الى منزله ايبون عابدون لربنا لربنا حامدون و بهذا يكون العبد في حال من الذكرى وفي حال من اليقظة لا تفارقه ابدا. تذكر بهذا السفر وانا الى ربنا لمنقلبون يتذكر رجوعه الى الله تبارك وتعالى هذا الحديث مشتمل على كثير من الفوائد صالح الدين ومصالح الدنيا وكذلك اشتملت هذه الدعوات على حصول المحاب ودفع المكاره والمضار شكر النعم تذكر لالاء الله تبارك وتعالى واشتمال السفر على الطاعة وما يقرب من المولى جل جلاله وتقدست اسماؤه مع الاعتراف بنعم الله عز وجل على العبد هكذا ينبغي ان نكون هكذا ينبغي ان نكون ولكننا ننسى كثيرا ننسى حينما نخرج من المسجد ونهم بركوب السيارة نقول دعاء الركوب وهذا الكلام لم يطل عهدنا به هذا السماع الذي سمعناه لم يطب فكيف اذا طال العهد؟ النفس تحتاج الى تذكر دائم اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين وبهذا نعلم ان هذه الزيادة اي بون تائبون عابدون يقولها مع دعاء السفر اذا اراد الرجوع من البداية ثم يردد هذه الجملة اذا رأى البلد التي يريد يعني بلده اذا يأتيها فيردد ذلك حتى يصل الى بيته. يردده والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين السلام ورحمة الله