الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب دعاء المسافر للمقيم اورد فيه حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه فهذا الحديث اخرجه الامام احمد وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى وقال ابن عدي في هيشتيم ابن سعد به رشدين ابن سعد عامة احاديثه عمن يرويه عن ما اقل فيها ما يتابعه احد عليه وهو مع ضعفه يكتب حديثه وقال ابن القيصراني فيه ريشتين ابن السعد ليس بشيء في الحديث وهذا الحديث قال عنه الشيخ ناصر الدين الالباني في بعض كتبه ضعيف وقال في بعضها حسن يقول ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. اصل الوديعة والترك والتخلي عن الشيء ما ودعك ربك وما قلى ما تركك وهنا حينما نستودع الله تبارك وتعالى شيئا بمعنى اننا نترك ذلك بحفظ الله تبارك وتعالى ورعايته وحياطته استودعك الله يعني اجعلك وديعة عنده الذي لا تضيع ودائعه. الذي اذا استحفظ شيئا لا يظيع فهو تبارك وتعالى اذا استودع شيئا فانه يحفظه فاذا ترك المرء شيئا يتخوف عليه اذا غاب عنه من مال او دار او اهل وولد او نحو ذلك فانه يجعل ذلك وديعة عند الله تبارك وتعالى كانه يتخلى ويتبرأ من حفظه حفظ المخلوق والاسباب التي يبذلها من اجل الحرز لهذا الذي يتخوف عليه ويكل ذلك الى الله جل جلاله فالله خير حافظا ولكن ليس معنى ذلك ان يترك الاسباب بل عليه ان يعقلها ويتوكل ان يفعل الاسباب المطلوبة في حفظ ما يتخوف عليه ثم هو بعد ذلك يستودع ذلك ربه تبارك وتعالى ويكل حفظها الى خالقه الذي يملك الحفظ وهذا الحديث فيه استحباب توديع الاهل والقرابات ونحو ذلك ممن يتركهم المسافر خلفه استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه الباب الذي بعده هو باب دعاء المقيم للمسافر وذكر فيه حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ودع رجلا اخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم. ويقول استودع الله دينك وامانتك واخر عملك هذا اخرجه الامام احمد والترمذي. وقال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه وحسنه الحافظ ابن عساكر وقال العراقي باسناد جيد وضعفه الشيخ ناصر الدين الالباني في موضع قال ضعيف وله شاهد ولكنه صححه في مواضع اخرى قوله كان اذا ودع رجلا اخذ بيده فلا ينزعها يعني كان من عادته صلى الله عليه وسلم كما عرفنا ان هذا التركيب يدل على الاستمرار والدوام والاعتياد كان اذا ودع رجلا اخذ بيده بيد المودع فلا ينزعها هذا من لطفه صلى الله عليه وسلم وكمال خلقه ورحمته باصحابه رضي الله تعالى عنهم وارضاهم كمال الادب الا ينزع يده ويبتدأ ذلك وانما يترك يده بيد صاحبه حتى يكون ذلك هو الذي يدعها اذا ودع رجلا يعني مسافرا اخذ بيده يعني هذا من تواضعه عليه الصلاة والسلام وحسن خلقه ويقول لهذا المودع استودع الله دينك يعني استحفظ ربي واطلب منه حفظ دينك وهذا الدين يشمل كل ما يصدق عليه من الايمان الاعتقاد وما يتصل بذلك من الاعمال فكل ذلك من الدين وذلك ان السفر مظنة للمشقة ويلابس فيه الانسان ما يلابس ويلاقي ما يلاقي فقد تكون هذه المشقات مع الغربة ولربما الانفراد يكون سببا للتخفف من كثير من التكاليف الشرعية بل ربما اخر الصلاة عن وقتها لربما كان في الطائرة ويدخل الوقت ولا ادري هذه الجموع الغفيرة يؤذن لصلاة الفجر ثم بعد ذلك يأتي الاسفار ثم بعد ذلك تطلع الشمس ولا ترى الا الواحد بعد الواحد يقومون يصلون. والبقية في غطيط في غطيط يعني ما تقول انهم صلوا في مقاعدهم مثلا مع ان الطيارة يوجد فيها في الغالب الاسفار الطويلة يوجد فيها اماكن للصلاة يوجد فيها متسع وتجد هؤلاء الجموع مئات بغطيط هؤلاء لا يصلون او انهم يؤخرون الصلاة لا يصلونها الا اذا وصلوا في الظهر او العصر او نحو ذلك وهذا لا يجوز بحال من الاحوال فهذه هي البداية البداية تكون بتضييع الركن الثاني من اركان الاسلام وهو الركن الاول بعد الشهادتين وقل مثل ذلك ما يحصل من التخفف. والتخلي من التكاليف الشرعية يسافرون الى بلاد تعم فيها المنكرات وتظهر من بلاد الكفار رأوا ما يشبهها مما لا تحكمه الشرائع الاسلام ثم بعد ذلك المرأة تلقي حجابها او تلقي بعضه وكأن المعبود تبارك وتعالى الذي تعبده هنا لا يعبد هناك فتظهر في حالة لا تسر ولربما معها هذا القيم او الزوج او الاب او نحو ذلك لا يحرك ساكنا. فتضع هذا الحجاب في ثم يكون اخر العهد به حتى تركب الطائرة وتوشك ان تهبط حينما تعود الى بلدها استودع الله دينك فهذا الدين قد يضيع حينما يسافر الانسان اذا اغترب حيث لا يراها الناس ربما يدخل الانسان في مداخل الريب واماكن لا يصح له ان يغشاها وقل مثل ذلك فيما يكون منه من النظر المشاهدات والمخالطات التي لا تحل الى امور كثيرة لا تخفى فيقال له استودع الله دينك لانه في موضع مخافة ان ينتقص هذا الدين ولذلك كثير من الناس بعد السفر لا يرجع كما كان بعد السفر يكون في نقص وفي ضعف في ايمانه تلك المشاهد التي يشاهدها هذا اذا كان يغض البصر فهي نظرة اولى والف نظرة اولى لا شك انها ستؤثر تأثيرا بليغا في قلب الانسان فهو يقول استودع الله دينك اكلوا ذلك الى الله تبارك وتعالى تبرأ من حفظه نتخلى من حراسته فالله تبارك وتعالى هو الذي يحفظ ذلك علينا مع بذلنا لكل الاسباب ومن توكل على الله عز وجل كفاه استودع الله دينك وامانتك امانتك كالانسان في سفره يتعامل مع الاخرين بالاخذ والعطاء والبيع والشراء والمعاملات ونحو ذلك فقد يحصل منه ما يخل بالامانة كذلك ايضا الامانة باعتبار المعنى العام لها فانها تشمل سائر التكاليف الشرعية فيما يتصل بحقوق الله عز وجل وما يتصل بحقوق المخلوقين هذا كله داخل فيها. استودع الله دينك وامانتك. انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال وقد ذكرنا في بعض المناسبات انه يدخل في هذه الامانة سائر التكاليف سائر التكاليف الشرعية داخلة في هذا فتستودع هذه الامانة وقد قال بعض اهل العلم ان المقصود بالامانة هنا الاهل والاولاد الذين خلفهم والاقرب والله تعالى اعلم هو المعنى الاول والانسان مؤتمن على نفسه مؤتمن على التكاليف التي تعبده الله عز وجل بها وكذلك هو مؤتمن ايضا على حقوق الخلق سواء كان ذلك من قبيل الودايع التي تصل اليه منهم او كان ذلك في سائر الحقوق والعقود والعهود والمواثيق والمواعيد وكل ذلك من الامانات وقد قيل للامام احمد رحمه الله كيف نعرف الكذابين قال بمواعيدهم المواعيد الكاذبة التي لا يفي بها صاحبها هذا مضيع للامانة يتفق مع الناس على ان ينجز هذا العمل على ان ينجز هذا المشروع في شهر او في سنة او نحو ذلك ثم يتحول الشهر الى شهور والسنة الى سنوات ثم يصير هؤلاء في حال من الاستجداء له عله ان يخلصهم وان ينجز ما وعدهم هذا كله من قبيل تضييع الامانة فيدخل في ذلك ما ائتمنه الله عز وجل عليه ائتمنه عليه الخلق ما يتعلق به من انواع الامانات وخواتيم عملك يعني هنا يمكن ان يكون الخواتم في هذا السفر او كان ذلك في اخر العمر وهو الاقرب وذلك لشأن الخاتمة كما هو معلوم ما تختم به الاعمال والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالخواتيم انما الاعمال بالخواتيم والله تبارك وتعالى يقول فلا تموتن الا وانتم مسلمون فيموت على هذه الخاتمة وكيف يموت على هذه الخاتمة؟ هذا يحتاج الى تثبيت الله تبارك وتعالى مع حال من الاستقامة في الحياة فان الانسان يموت على ما عاش عليه. والله تبارك وتعالى لا يضيع اجر من احسن عملا وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون فمن عاش على شيء مات او رجي ان يموت عليه فيلازم الانسان الطاعة والاستقامة بحال السلامة والعافية فاذا وافى فانه يلقى الله تبارك وتعالى على حال مرضية والله يحفظ عبده المؤمن كما قال الله تبارك وتعالى في حق يوسف عليه الصلاة والسلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين وفي القراءة الاخرى المخلصين فهو مخلص اخلص اخلصه الله تبارك وتعالى لاخلاصه فالخلاص يكون لاهل الاخلاص جاء عند الترمذي من حديث انس رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اريد سفرا فزوجني هذا يريد السفر فقال زودك الله التقوى. قال زدني. قال وغفر ذنبك. قال زدني بابي انت وامي. قال ويسر لك الخير حيثما كنت هذا اذا الذي يريد ان يسافر يمكن ان يقال استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك. ويمكن ان يؤزاد ويقال له زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت. وهذا الحديث ثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا والله اعلم السلام عليكم ورحمة