اخذا بالاطلاق فان ذلك لا اشكال فيه ان شاء الله وكذلك لو استعاذ في النهار والله اعلم السلام عليكم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب الدعاء عند سماع الصياحد عند سماع صياح الديك ونهيق الحمار وذكر فيه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فانها رأت ملكا واذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فانه رأى شيطانا اخرجه البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم صياح الديكة صياح الديكة المقصود هنا سماع صوت صياح الديك سواء كان واحدا او جمعا فان الديك هنا جمع لكن ليس المراد حقيقة الجمع. اذ يكفي سماع صوت ديك واحد والديك معروف وذكر الدجاج ويقال لهذا الجنس من الطير يقال له للواحد منه دجاجة سواء كان ذكرا ام انثى يعني الديك يقال له دجاجة ايضا وكذلك ايضا الدجاجة تقال للذكر والانثى والا فالاصل ان الديك هو ذكر الدجاج يعني ان الانثى منه لا يقال لها ديك الديكة اذا صاحت الناس يسمون ذلك اذان الديك باعتبار انه يصيح في اوقات محددة معلومة اذا كان الديك منضبطا في هذا الذي يسميه الفقهاء الديك المجرب يعني الذي يجعل الليل اثلاثا فهو يصيح في اوقات معينة يضبطها صيفا وشتاء وهو بذلك كالذي ينبه الى وقت قيام الليل الى وقت السحر الى وقت صلاة الفجر فيصيح قبل الفجر ويصيح بعد طلوع الفجر ويصيح ايضا وقت الزوال فهذا كانه تنبيه الى اوقات هذه العبادات فسماه الناس اذانا بهذا الاعتبار والله اعلم وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله بان للديك خصيصة ليست لغيره من جهة معرفة الوقت الليل حيث يقسط اصواته فيها تقسيطا لا يكاد يتفاوت يعني بانضباط ودقة فهو يوالي صياحه في اوقات معلومة قبل الفجر وبعده لا يكاد يخطئ بصرف النظر عن طول الليل وقصره ومن ثم افتى بعض الشافعية باعتماد الديك المجرب في الوقت. ولا زال العامة يعرفون هذا وذلك انه كما يقولون يثولث الليل بعبارتهم يعني يجعله اثلاثا فهذا يكون صياحه بدقة في الوقت فيمكن ان يعتمد انه ان هذا الوقت دخل فيه الفجر ان هذا الوقت هو وقت السحر ونحو هذا بخلاف الفراريج وهي صغار الديكة فانها تصيح لصياح الديكة كانها تقلدها ولكن لا بصر لها بذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم صياح الديكة هنا علقه بالشرط واذا شرطية فاسألوا الله من فضله اسألوا الله من فضله. يعني اذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله. هذا يقتضي التكرار. فان القاعدة ان المعلق على شرط يتكرر بتكرره فكل ما سمعت صياح الديكة فان ذلك يكون سببا لسؤال الله من فضله. وعادة هي تصيح في وقت واحد. هذه الديكة التي عندها ضبط للوقت اصيح في وقت واحد ومن ثم فانه لا يرد كون مثل ما يحصل بالنسبة للاذان يردد السامع خلف من؟ من المؤذنين هذا يؤذن ثم هذا يؤذن ثم هذا يؤذن وهكذا في اوقات بينها شيء من التفاوت. فهنا بالنسبة للمؤذنين يقال انه يؤذي انه يردد تبعا للمسجد الاقرب الذي يليه ويحتمل انه يردد تبعا للاول ولا يطالب بعد ذلك ان يردد خلف كل مؤذن حيث يتفاوت المؤذنون وفي بعض النواحي لربما يستمر ذلك الى خمس دقائق او عشر دقائق هذا يؤذن ثم يؤذن الاخر ثم يؤذن الاخر فليس بمطالب ان يردد خلف هؤلاء وانما يكفيه ان يردد خلف الاول او يقال الاقرب يعني المسجد الذي يدعوه الى الحضور للصلاة فهو سيجيب في هذا المسجد القريب لان المشروع ان المسلم يصلي في المسجد الذي يليه الذي هو اقرب الى بيته الا لعذر كان يكون مثلا هناك ملاحظات شرعية على الامام كان يكون صاحب بدعة او ان يكون صاحب فسق ظاهر او نحو ذلك فهذا الاذان بالنسبة للمؤذنين كيف يردد السامع؟ بالنسبة للديكة الدياكة ليس هناك تفاوت بينها. لكن لو وجد شيء من التفاوت اليسير فانه يكفي ان ان يسأل الله من فضله عند سماع الاول لانها ترى ما لا نرى فيكون ذلك قد تحقق عند سماع واحد منها. لكن ان وجد تفاوت فان ذلك قد يدل على امر اخر عارظ غير الوقت. يعني رؤية ملائكة تنزل فيسأل كلما سمع الديك يعني لو فرضنا اناديكا صح الان بعد ربع ساعة صح نفس الديك بعد عشر دقائق صاحها نفس الديك بعد نصف ساعة كذلك اذا هو يرى ملائكة لكن كنت اتحدث عن شيء اخر عن ديكة مجتمعة في بيوت متقاربة او في بيت واحد هي تصيح في وقت متقارب للوقت يكفيه ان يردد خلف الاول. اما اذا كان التفاوت بينها بحيث يكون القدر من الوقت فانه يردد مع او يسأل مع كل صياح يسمعه يقول فانها رأت ملكا رأت ملكا هذه الدواب هذه البهايم اعطاها الله عز وجل من الادراكات ما لا يعطى للانسان فهي تحس وتدرك وتشاهد ما لا نشاهده. ولذلك انظروا اذا وقعت او اوشك جت الزلازل ان تقع في ناحية او البراكين ان تثور تجد ان الطيور والحيوانات والكلاب ونحو ذلك تصدر اصواتا كثيرة ثم تبدأ الطيور تغادر ثم تبدأ الحيوانات تأخذ اطفالها حتى الفيران تحمل صغارها من جحورها وترحل من هذا المكان قبل ان يقع فيه الطوفان او قبل ان يقع فيه الزلزال او قبل ان يقع فيه البركان قبل ان يثور وهذا امر مشاهد ومعلوم وهي ظاهرة مدركة مرصودة معروفة عند العلماء. قديما وحديثا فيقول هنا فانها رأت ملكا رأت ملكا اذا رؤية الملك حضور الملائكة لا شك ان هذا من الاسباب المقربة للرحمة ادور مثل هذه الارواح الطيبة المخلوقات الكريمة عند الله تبارك وتعالى هذا مؤذن بنزول وقرب الرحمة فيسأل العبد ربه ان يؤتيه من فضله. يقول اللهم نسألك من فضلك. اللهم تفضل علينا. اللهم اعطنا من فضلك او نحو ذلك من العبارات التي يسأل ربه من فضله كذلك انظر في ليلة القدر قال الله عز وجل تنزل الملائكة والروح فيها من كل امر باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع الفجر فلما كانت هذه الليلة بهذه المثابة كان من شرفها ان الملائكة تتنزل فيها بكثرة هذا كله مؤذن بقرب الرحمة رحمة الله عز وجل بالعباد القاضي عياض وبعض اهل العلم ونقله الامام النووي رحمه الله يذكرون ان السبب فيه رجاء تأمين الملائكة على هذا الدعاء واستغفار هؤلاء الملائكة لهم وشهادة الملائكة لهؤلاء بالاخلاص فيكون الدعاء مستحبا عندئذ بمعنى ان هذه الملائكة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم يحضرون عند الميت عند خروج الروح وانهم يؤمنون على ما يقال فيدعو الانسان بخير ولا يدعو على نفسه بشر كذلك من المواضع التي تتنزل فيها الملائكة او نعلم او نشعر بنزول ملك ان لان نسمع صياح الديكة فنسأل الله عز وجل من فضله. هؤلاء من العلماء عللوا ذلك بتأمين الملائكة ويحتمل ان نزولهم مؤذن بقرب الرحمة. الناس اذا رأوا شيئا من الالطاف والرحمات قالوا نسأل الله من فضله واذا رأوا شيئا من المكاره استعاذوا بالله عز وجل من الشر ومن الشياطين ونحو ذلك فهذا لعله هو السبب والله اعلم. في سؤال الله عز وجل من فضله. قال واذا سمعتم نهاق الحمير يعني نهيق الحمار في بعض الفاظه. نهيق الحمار هو صوته المعروف. وجاء في بعض الروايات وليست في الصحيحين زيادة ونباح الكلاب فهذه تكون قد رأت الشياطين. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فتعوذوا بالله من الشيطان وفي زيادة الرجيم قولوا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لحضور الشياطين لان الشياطين اذا حضرت فذلك مؤذن بحضور الشر والوساوس والخواطر السيئة وحضور المنكر والاغراء به ونحو ذلك فانها تحضر عند ذلك تحضر في الحفلات الحفلات الماجنة تحضر عند المعازف تحضر في احوال العري تحضر في المراقص تحضر في اماكن الخمور والشر ومعصية الله عز وجل هذه تجتمع فيها الشياطين ولذلك ترون من بهم مس او نحو ذلك حينما يضرب بهذه المعازف والطبول ونحو ذلك يصرعون فيتخبطون ولربما استطير الواحد منهم وتستفزه الشياطين وهؤلاء يعرفون ويدركون هذا ولربما اجتمعوا ليلة من اجل ذلك يعني من اجل الضرب بهذا به الطبول ونحوها ليطرب هؤلاء الشياطين ممن تلبسوا بهم فهم يتهيئون لهذا فيمسكون الرجل ولربما اوثقوه والا فان الشياطين تستخفه فينطلق وقد لا يدركه احد فيثبتونه ارضا حتى يسكن ما به. نسأل الله العافية فهذه تحظر هذه الشياطين وتجتمع ويحصل بسببها من الشرور والتلبس والافات. ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بامساك بكف الصبيان حتى تذهب فحمة العشاء. يعني من غروب الشمس الى ذهاب الى مغيب الشفق تقريبا. هذا وقت الانتشار الشياطين لانهم ينتشرون في الظلام اكثر. فقد يتخطفون هؤلاء الصبيان هؤلاء الاولاد وقد يتخطفون وكم من انسان ابتلي وكان ذلك لادنى ملابسة. بعضهم لربما ذهب الى نزهة او برية او مخيم او نحو ذلك فانكر نفسه وانكره من معه لانه اعزكم الله فقط تنحى ليقضي حاجته واذا به يرجع بحال اخرى تماما حال اخرى ثم يتبين الامر بعد ذلك ان هذا قد اصابه شيء من تلبس الشياطين بزعمهم انه قد تعدى عليهم وانه قد لوث مجلسهم او نحو ذلك وكذلك ايضا مواضع الخلاء اعزكم الله والحشوش فانها اماكن لاجتماع الشياطين ولذلك لا يحسن الانسان ان يطيل المكث فيها واليوم اصبحت هذه الاماكن في لربما بعض القصور او البيوت او نحو ذلك لربما بمساحات كبيرة جدا وفيها من اسباب الرفاهية ما يبقى معه الواحد لربما الساعات الطوال يبقى في هذا المكان وليس ذلك ليس ذلك في مصلحته بوجه من الوجوه فهذه اماكن تحظرها الشياطين. تحضرها الشياطين ونعرف من هذا اشياء واشياء كم من انسان انكر نفسه لما دخل في هذه الاماكن وبقي فيها مدة اكثر من حاجته؟ وكم من انسان وقع له ذلك بسبب انه تعرى في هذه المواضع وبقي ينظر الى نفسه في المرآة بعض هذه الاماكن فيها مرايا وفيها ويقول انكرت نفسي منذ تلك الساعة بعضهم يذكر لي هذا هنا في هذا المسجد قل انكر نفسه في تلك الساعة نعم التي دخل فيها في هذا المكان في هذا الخلاء وبقي ينظر الى نفسه ويقلب النظر فيها معجبا في هذه المرايا ونحو ذلك. فيتوقى العبد مثل هذه المواضع ومظان الشر ووجود الشياطين. فهنا يتعوذ هذا هو المشروع. ولذلك اذا اراد ان يدخل الخلاء كذلك ايضا يستعيذ بالله عز وجل من الخبث والخبائث كما مضى في الذكر الذي يقال عند عند دخول الخلاء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فتعوذوا بالله من الشيطان فانه رأى بطانا الفاء تدل على ترتيب ما بعدها على ما قبلها. لماذا التعوذ؟ وتدل على التعليل. يعني لماذا نتعوذ؟ لانه رأى شيطانا اذا هذا صريح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الحيوانات الكلاب والحمير اعزكم الله ترى الشياطين ومن ثم فان يكثر ولذلك تجد الكلاب في الغالب يكثر منها هذا الصوت هذا النباع وقت الغروب تستقبل جهة معينة وكانها ترى شيئا ثم بعد ذلك تستمر مدة طويلة كانها يعني قد نبحت على شيء تراه ترى ما لا نرى وكذلك نهيق الحمار هذا المهيق وهذه الاصوات المنكرة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فدل ذلك على ان اصواتها مقارنة للشياطين. اصوات الكلاب واصوات الحمير يقول وانها منفرة للملائكة منفرة للملائكة الى ان يقول وما يستدعي الشياطين وينفر الملائكة لا يباح الا لضرورة ولهذا لم يبح اقتناء الكلب الا لضرورة لجلب منفعة كالصيد او دفع مضرة عن الماشية والحرث حتى قال صلى الله عليه وسلم من اقتنى كلبا الا كلبا ماشية او حرف يعني زرع حراثة اه حراسة الزرع قال اوصيت نقص من عمله كل يوم قيراط قيراط قيراط قيل بقدر جبل احد الانسان ماذا عنده من الحسنات؟ كل يوم قيراط يذهب من اجل كلب من اجل كلب يضاهي به يضاهي به اعداء الله عز وجل. حيث يربون الكلاب ويصاحبونها ويخالطونها وتعاشرهم ويعاشرونها وتواكلهم ويواكلونها بل اكثر من هذا اعزكم الله كما هو معلوم في احوالهم فمثل هذا لا يليق بالمؤمن. واذا قيل ان هذه تباح للضرورة فينبغي ان تكون الضرورة بقدرها يعني بمعنى الا يزيد على ذلك اذا كان يكفي لحراسة الزرع او الغنم كلب واحد فانه لا يضع كلبين وكذلك ايضا بما يرخص فيه من غيرها. اما حراسة البيوت فالارجح ان ذلك لا يجوز وانه ينقص من اجره كل يوم قيراط. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر البيوت البيوت يحرسها اهلها وتكون بين الناس وفي اكنافهم اما الزرع فيكون بعيدا ويذهب عنه صاحبه ليلا كما جرت به العادة وكذلك الماشية فرخص لهم ان يقتنوا الكلب لاجل هذا ذكر اهل العلم كالداود انه ينبغي ان يتعلم من الديك خمسة اشياء. حسن الصوت والقيام بالسحر والسخاء والغيرة السخاء ان الديك يقولون اذا كان شابا فانه ينثر الحب للدجاج ما يأكل ينفر ذلك لهن من اجل ان يأكل الجميع لكن يقولون اذا كبر وشاخ وضعف فانه يأكل ولا يفعل ذلك لضعفه وكذلك ايضا هو شديد الغيرة كما هو معلوم يقولون والغيرة وكثرة النكاح وذكر الطيبي ايضا قال الديك اقرب الحيوانات صوتا الى الذاكرين لله تعالى لانه يحفظ غالبا اوقات الصلاة. وانكر الاصوات صوت الحمار فانه اقرب صوتا الى من هو ابعد من رحمة الله عز وجل هذا يشبه الزفير والشهيق الذي يكون لاهل النار اعاذنا الله دينه واخواننا المسلمين منها يشبه بصوت الحمار لهم فيها زفير وشهيق فهذا صوت الحمار. وكذلك في قول لقمان لولده في وصيته له ان انكر الاصوات لصوت الحمير. فرفع الاصوات رفعا زائدا على قدر الحاجة في مجالس الناس ومنتدياتهم ونحو وذلك هذا امر لا يليق ففيه تشبه بهذه الحيوانات واصواتها القبيحة هذا ما يتعلق بهذا الحديث لكنه جاء في رواية ليست في الصحيحين تقييد ذلك بالليل. هذه الاحاديث مطلقة معناها اذا سمعت ذلك ليلا او نهارا لكنه جاء في بعض الروايات صححها بعض اهل العلم ان ذلك في الليل. اذا سمعتم صياح الديكة ليلا وكذلك ايضا في نهيق الحمار او نباح الكلب. فاذا حمل المطلق على المقيد قيل ان ذلك يكون اذا كان في الليل خاصة اما في النهار فلا وهذا يحتمل وليس محل اتفاق بين اهل العلم. ولو ان الانسان سأل الله من فضله