الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب ما يقول المسلم اذا مدح المسلم وذكر فيه حديث عبدالرحمن ابن ابي بكرة عن ابيه رضي الله تعالى عنه قال مدح رجل رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال ويحك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك رددها مرتين او مرارا اذا كان احدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل احسبوا فلانا والله حسيبه ولا ازكي على الله احدا احسبه ان كان يعلم ذاك كذا وكذا رواه البخاري ومسلم قوله مدح رجل رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما يعرف بالمبهمات. ابهم اسم المادح والممدوح في هذه الرواية. وقد ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله ان المقول فيه هو عبدالله ذو البيجادين اثنى عليه رجل خيرا مدحه كانه بالغ في مدحه وهذا المادح ومحجن ابن الادرع الاسلمي وذلك انه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم المسجد يده بيد النبي صلى الله عليه واله وسلم. فرأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي فقال من هذا فقال محجن ابن الادرع هذا فلان وهو عبدالله ذو البيجادين وذكره واثنى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك هذه كلمة تقال للتوجع والرحمة للمقول فيه بخلاف كلمة ويل فانها للعذاب والوعيد مع ان بعض اهل العلم يقولون قد تأتي احدى الكلمتين مكان الاخرى وبعضهم يقول هما بمعنى واحد وهذا لا يخلو من بعد ولكنه قد يقال ويلك ولا يقصد به العذاب ولا الوعيد يقولون ويحك لمن وقع في هلكة يتوجعون لوقوعه فيها. ويحك ما الذي اوقعك في هذا وقد يقال مرادا به المدح والتعجب منه ويح فلان. ويحه في امر لامر قد صدر عنه مما يحمد عليه من الكمالات قال ويحك قطعت عنق صاحبك قطعت عنقه قطع العنق يكون بالقتل هنا المقصود به اذيته بدينه اذيته في نيته وقصده واخلاصه بسبب هذا الذي قلته وظاهره ان الرجل لم يسمع لانه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم وذاك يصلي. يعني المقول فيه فاثنى عليه واطراه باعتبار ان ذلك لو علم به لو نقل اليه فان ذلك يضره ويحصل له العجب وهو داء يفسد الاعمال ويبطلها فيحصل له الهلاك كما جاء مصرحا به في رواية اخرى عن محجن ابن الادرع الذي اثنى على ذي البجادين يقول اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فدخل المسجد فاذا رجل يصلي فقال لي من هذا؟ فاثنيت عليه خيرا فقال اسكت لا تسمعه فتهلكه لا تسمعه. اذا اذا كان ذلك لا يبلغ المقول فيه فلا اشكال. تحدث الناس عن فلان وعن بلائه ونفعه بذله لله وفي سبيل الله فهذا لا اشكال فيه لكن ان كان ذلك يصل اليه فينبغي ان يحتاط لهذا على تفصيل سيأتي ان شاء الله كيف اذا كان ذلك يقال اذا كان ذلك يقال في وجهه مباشرة وهذا يكون على نوعين الاول ان يقال بحضرة الناس يخاطبون به يقال فلان يعمل كذا ويبذل كذا وقد يقال له بوجهه مباشرة انت الذي تفعل كذا وانت الذي تقوم هذه المقامات وانت الذي تبذل هذا البذل وانت الذي بنيت المكان الفلاني والمسجد الفلاني وانت الذي انفقت الاموال الفلانية وانت الذي فهذا لا شك انه في غاية الخطورة اما بحضرة الناس فالنفس تطلب ذلك فيحصل لها من الانبساط والاسترواح والفرح ما قد يفسد على الانسان قلبه ولا يستطيع ان يستدرك ان يصحح والعبد دائما بحاجة الى مراجعة دائمة لهذا القلب. فكيف اذا جاء مثل هذا الريح العاصف انسان وهو لا يطلع عليه الناس يحتاج الى مجاهدة كبيرة جدا وهو في بيته فكيف اذا جاء مثل هذه العواصف وما تحمله في طياتها مما قد يؤثر تأثيرا بليغا فيقتلع هذا القلب من اصله ثم بعد ذلك لا يبالي الله عز وجل به في اي واد هلك بحضرة الناس وقد يقول ذلك له مباشرة يلقاه تحدث معه بمثل هذا. لاحظ هذا اشد من ان يقال في غيبته لمن يبلغ ذلك له هذا يفسد القلب فلاحظ كيف حافظ الشارع على سلامة القلب وصحة النية والقصد كيف بمن يتزين في المجالس امام من لربما يعجبهم يعجبه ان يقولوا فيه قولا حسنا ثم بعد ذلك يذهب ليسأل ماذا قال حينما جلس معنا في هذا المجلس ماذا قال عني ماذا قال عن مناقشاتي ماذا قال عن ايراداتي؟ ماذا قال عن الحوار الذي كان معه فهذا لا شك انه يدل على ضعف ويدل على تسلل هذه المقاصد الفاسدة اسكت لا تسمعه فتهلكه هذا قول المعصوم عليه الصلاة والسلام. وعبر عن ذلك بقطع العنق قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك لكن هذا هلاك في الدين وذاك هلاك في الدنيا هذاك تنقطع به الحياة ضرب العنق واما هذا فيحصل به الهلاك الحقيقي الذي يخسر قد يخسر به اخرته. ثم وجه النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المقام فالناس قد يحتاجون الى شيء من الثناء والمدح لحاجة شرعية او دنيوية قال اذا كان احدكم مادحا لا محالة يعني لابد له من هذا لحاجة معتبرة كالاستشارة او التزكية الانسان يحتاج الى تزكية. فلابد ان يذكر باوصاف هي فيه من العلم والعبادة حسن الخلق ونحو ذلك مما يظهر للناس ففي هذه الحال فليقل احسب كذا يعني اقول انا بحسب الظاهر احسب كذا وكذا والله حسيبه احتمل ان يكون الله حسيبه اي كافيه. فالحسب هو الكافي يحتمل المعنى الاخر وكأنه الاقرب ان الله هو الذي سيتولى عباده وسيحاسبه ويجازيه على عمله ان كان صالحا او سيئة. الذي يعلم حقيقة الحال هو الله. وهذا كما يقول بعض الناس في لهجتهم الدارجة حينما يذكر احدا او كذا يقول الله ربنا اوروبا يعني يقول نحن نتكلم بحسب الظاهر وربنا وربه الله يعني امره الى الله لكن نتكلم نبين عما نشاهد واما البواطن فالى الله تبارك وتعالى فهو الذي يعلم سره وهو الذي يجازيه ولهذا لا يقول الانسان اتحقق اتيقن ان فلان كذا. وبعض اهل العلم استثناء في الامور الظاهرة لكن في الامور الخفية يقول اتحقق ان فلان تقي ان فلان من اهل الدرجات العالية في العبودية. انه من اولياء الله كان يندفع الانسان ويشتط في ذكر اوصافا يجازف حينما يصف الاخرين بها ولكن من طبيعة الانسان كثيرا انه اذا احب او اعجب صار لسانه يعمل من غير ارادة بذكر هذا الذي شاهده واعجب به ان كان من الذوات الاشخاص الناس فيذكره في المجالس بمناسبة وبغير مناسبة وان كان من غيره رأى قصرا اعجبه دخله فبدأ يلهج به رأى ضيعة مزرعة فبدأ يلهج بما رأى فيها من المحاسن والزروع والثمار ونحو ذلك مما يستهويه ويعجبه فهذه طبيعة في الانسان ولو انه تفكر وعقل لرأى ان ذلك غير نافعه وان الترك قد يكون اكمل وافضل. هنا يقول الانسان احسبه والله حسيبه ولا ازكي على الله احدا. لا اقطع على عقبة احد ولا عن باطنه فيما بينه وبين الله عز وجل فهذا مغيب عنا ولكن احسب. اظن لوجود ما رأيته في ظاهري هذا الانسان وعمله الذي شاهدته. فلاحظ هنا قال احسبه والله حسيبه. ولا ازكي على الله احدا بصيغة الخبر لا ازكي وهو مضمن معنى النهي يعني لا تزكوا على الله احدا كما يقول بعض اهل العلم لانه اعلم بعباده وبواطنهم وخفاياهم ونياتهم. ولهذا في قوله تبارك وتعالى منكرا على اولئك الذين يزكون انفسهم المتر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء. هذا يحتمل معنيين المعنى المتبادر الظاهر يزكون انفسهم انه يثني على نفسه ويزكي فيها المعنى الثاني يزكون انفسهم اي يزكون الاخرين فلان شهيد قل انتقي فلان ورع فلان من الابرار ولا من اولياء الله كما قال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل كان يختمه فاصابه سهم فقتله فلما ذكروه بالشهادة وغبطوه على ذلك اخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمل التي غلها تسعر عليه وكذلك ايضا في الرجل الذي ابلى بلاء فاثنوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو في النار فتبعه واحد منهم ثم بعد ذلك اصابته جراحة شديدة فتحامل استعجل الموت فتحامل على سيفه ثم قتل نفسه وذكر انه كان يقاتل حمية عن قومه يعني ليس في سبيل الله فامور البواطن الى الله عز وجل وهنا يزكون انفسهم يحتمل انه يزكي بعضهم بعضا لان النفوس المشتركة في امر بمنزلة النفس الواحدة مشتركة في الايمان في الانتساب الى الاسلام كما قال الله عز وجل فاقتلوا انفسكم لبني اسرائيل. يعني اللي يقتل بعضكم بعضا في توبتهم المشهورة لما عبدوا العجل وهكذا في قوله تبارك وتعالى ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل لا يأكل بعضكم مال اخيه. لولا اذ سمعتموه الافك لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا. يحتمل معنيين انه يرجع الى نفسه ويقول هل يصدر مني هذا كما وقع من ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه مع امرأته لو كنت مكان عائشة تفعلين هذا؟ قالت حاشا وكلا قال وانا لو كنت مكان صفوان لم افعل والله ان صفوان خير مني. وان عائشة خير منك فيرجع الى اخوانه. المعنى الثاني ظن المؤمنون والمؤمنات في انفسهم خيرا يعني باخوانهم يظن به الظن الحسن وقل مثل ذلك في امثلة كثيرة كما في قوله تبارك وتعالى ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول يقولون في انفسهم تحتمل معنيين. المعنى الاول يقول الواحد في نفسه هو محدثا نفسه. المعنى الثاني يقولون بين فيما بينهم لولا يعذب هل لا يعذبنا الله بما نقول يعني حينما نقول له السام عليك اليهود حينما يلقون هذه التحية على النبي صلى الله عليه واله وسلم. يقول لو كان نبي لعذبنا الله عز وجل بمثل هذا القول والدعاء عليه بالموت فهنا تزكية يزكون انفسهم يحتمل ان يكون يزكي الاخرين وانه منهي عن هذا ويحتمل انه يزكي نفسه ولا يبعد ان الاية تحمل على المعنيين. وقد ذكر النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث بان الاحاديث الواردة في الباب مما يدل على النهي كهذا الحديث مع الاحاديث الاخرى التي فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم مدح رجالا من اصحابه او مدح اقواما او مدح هو صلى الله عليه واله وسلم. فوجه الجمع كما يقول النووي رحمه الله ان النهي محمول على المجازفة في المدح يعني المبالغة بي المدح والزيادة في الاوصاف او على من يخاف عليه الفتنة من الاعجاب ونحوه اذا سمعت المدح. اما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه رسوخ عقله. معرفته فلا نهي في مدحه في وجهه اذا لم يكن فيه مجازفة يعني بهذين القيدين. الا يكون المدح فيه مبالغة الامر الثاني ان يكون المحل صالحا للمدح بحيث انه لا يتزعزع ولا يتأثر لان من الناس من اذا مدح اخذه ما قرب وما بعد وتأثر فيه ذلك تأثيرا بينا ولربما يردد هذه العبارة التي قيلت فيه ويحفظها وينقلها للاخرين هو ينقلها ويقول ان فلان قال فيا يوم كذا وكذا قال الكلمة الفلانية مثل هذا يخشى عليه فلا يقال له ذلك فيما يقال في وجهه ولا عند من يبلغه ذلك لكن اذا اقتضت المصلحة هذا فلا بأس. هذا القول هو من اعدل الاقوال والله تعالى اعلم هو من اعدل الاقوال وفيه الجمع بين النصوص فالاعتدال في ذلك ان يتكلم الانسان بالقدر الذي يحتاج اليه لمصلحة تقتضي ذلك لا يتكلم من غير مصلحة انما لحاجة معتبرة لمصلحة تقتضي هذا فذلك كان يكون هذا الانسان قد ظلم او تجاهله الناس وهو صاحب حق او اولى بعمل او ولاية او نحو ذلك او اولى ان يحفظ له حقه ومكانه ومنزلته بين اهل الايمان وصار الناس يقعون في عرضه ويتكلمون فيه ويرمونه بالاوصاف القبيحة ظلما وعدوانا فهنا ممكن ان يقال فلان كذا وكذا وكذا ويثنى عليه ويذكر بما هو اهله من غير مبالغة. هذا لا اشكال فيه. كذلك يقال في وجهه تعزيزا له يقال انت الذي تبذل وانت الذي تعمل وانت الذي تقدم وانت الذي تنفق وانت الذي ابشر قد يقال له هذا في لحظات الاحتضار لرفع الرجاء عنده كما جاء ذلك عن ابن عباس لما قال لعائشة رضي الله تعالى عنها وكذلك ايضا ما جاء عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص لما قال لابيه لحظات الاحتضار فكان في حال من الضيق ونحو ذلك فيستحب في مثل هذا المقام ان يذكر الانسان باعماله الطيبة ويرجى بما عند الله تبارك وتعالى. كذلك ايضا في غير لحظات الاحتضار تعزيزا له دفعا له للمزيد من البذل والانفاق ونحو ذلك فيقال له هذه الجهود التي تبذلها هذا العمل الذي تبذله هذه النفقات التي تبذلها يحصل بها خير كثير وانتفع بها خلائق لا يحصيهم الا الله هذه حلقة حفظ فيها القرآن كذا وكذا وكذا. ورأيت من الناس من تخرجوا منها وهم يأمون المساجد وهم يعلمون الناس القرآن وفي الحلق ونحو ذلك يقال له تنشيطا ليقوى عزمه لا افسادا لقلبه فهذا لا اشكال لا اشكال فيه. قد يقال هذا بحضرته ويوجه هذا الخطاب للناس ليعرفوا بهذا الذي قد جهلوه لينتفعوا به وبما عنده من العلم او البذل او الاحسان او القدرات في جانب من الجوانب كالعمل الاداري او العمل الخيري او الاغاثي خبرات او نحو ذلك ويقال فلان له جهود وله خبرات واقام جمعيات واقام كذا وانشأ كذا وفعل كذا وفعل كذا لينتفع هؤلاء ويتفطنوا له وهكذا لمصالح شرعية. اما ان يتكلم الانسان بلا هدف فهذا لا يليق العقلاء ويكون هذا الكلام بالقدر الذي يحتاج اليه بالقدر الذي يحتاج اليه. انسان احيانا قد يبذل كثيرا قد يبذل في الدعوة الى الله عز وجل قد يتعب. فيحتاج الى تعزيز يحتاج الى تثبيت فقد يثنى عليه بوجهه لهذه الحاجة فذلك اذا يكون محمول على المبالغة او مدح الانسان بما ليس فيه فيحصل له الاعجاب او يتشبع بما لم يعطى او يتوهم انه في تلك المنزلة فهذا يقطع ظهره ويفسد عليه قلبه ويورثه الكبر لربما او العجب او الافات الاخرى والمقاصد فاسدة ويكون ذلك سببا حبوط الاعمال. ولربما التقاصر القعود عن الفضائل والكمالات يشعر انه قد بلغ المراتب العالية فهو ليس بحاجة الى الزيادة ويكفيه ما حصل من ذلك وقد تأول اهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب او احثوا التراب في وجوه المداحين فقد حمله بعض اهل العلم على من يمدح بالباطل تزلفا تملقا ونحو ذلك ولهذا قال عمر رضي الله تعالى عنه المدح هو الذبح المدح هو الذبح لانه يفتك لكن النبي صلى الله عليه وسلم مدح شعرا ونثرا في شعر حسان وغيره ومدحه الخطباء بحضرته عليه الصلاة والسلام وهو اهل لذلك ولم ينكر عليهم عليهم الصلاة عليه الصلاة والسلام ولم يحثوا في وجوههم التراب وهم يمدحونه وابو طالب يقول فيه بتلك القصيدة الجميلة التي ذكرها اصحاب السيرة كابن هشام وذكرها ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية وفيها وابيض يثني على النبي صلى الله عليه وسلم اسقي الغمام بوجهه في مال في مال اليتامى عصمة للارامل هذا من المدح كذلك ايضا كعب بن زهير وغير هؤلاء كثير والنبي صلى الله عليه وسلم مدح الانصار ومدح الاشعريين ومدح اثنى على اقوام وعلى بعض اهل البلاد واثنى على اشد عبد القيس وقال ان فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والاناة ولما سأله اخبره ان الله قد جبله على هذه الاوصاف فكان ذلك زيادة في اليقين والثبات والعمل الصالح والازدياد من هذه الفضائل لا ذاك الذي يفسده المدح ويذهب قلبه هنا وهناك الاطراء حتى لو كان للنبي صلى الله عليه وسلم اذا كان فيه مبالغة لا يجوز. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم. ماذا قالوا عن عيسى عليه الصلاة والسلام ابن الله ثالث ثلاثة فهذا لا يجوز الغلو نعم ولما قالت الجاريتان اللتان تغنيان اتيناكم اتيناكم فحيونا نحييكم ولولا الحبة السمراء ما جئنا بواديكم ثم ذلك صرنا يقلن وفينا نبي يعلم ما في غد وكلمات من هذا القبيل فنهاها اهن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا؟ وامرهن ان يعدن الى ما كنا قد قلناه من قبل لكن الذي يكون بحق النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا سيد ولد ادم ولا فخر. وانا اول من تنشق عنه الارظ عنه. وقد يمدح الانسان نفسه اذا كان ذلك بحق لحاجة. فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين منزلته عند الله وعند اهل الايمان. شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما تكلموا فيه وكفروه وحبسوه ورموه بالقبائح في النهاية ماذا قال لهم ذكرهم بمقاماته ومواقفه في قتاله التتر ومواقفي مع قازان وغير قزان وانه هو الذي حجز الناس عن الفرار وهو الذي دعا الامراء للثبات والتجار واصدر الفتاوى المشهورة في من جمز الى معسكر التتر فكانت مقاماته مشهودة وحصل النصر المبين لاهل الايمان. فكان يذكرهم يقول من اللي وقف؟ من اللي فعل؟ من الذي لانه احتاج الى مثل هذا والنبي صلى الله عليه وسلم قال للانصار الم اجدكم عالة فاغناكم الله بي وضلالا فهداكم الله بي الى اخر ما قال ثم امرهم ان يجيبوه. فلما قالوا لله المن والفضل قال ما انكم شئتم لقلتم ولصدقتم وصدقتم الم تأتنا طريدا فاويناك الى اخر ما قال عليه الصلاة والسلام. المقصود ان المبالغة ليست محمودة ولا جائزة. وكذلك ايضا اذا كان ذلك في من يتضرر من هذا القول فانه لا يجوز لا يجوز. او الحكم على الباطن. فلان من اولياء الله. فلان من الابرار من الاتقياء لا حاجة لمثل هذا احسبه على خير والله حسيبه ولا ازكي على الله. ولهذا قال الله عز وجل هو اعلم بمن اتقى. في الاية التي اشرت اليها انفا وهي قوله تبارك وتعالى الم تر الى الذين يزكون قال فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى لا تزكوا انفسكم لا تزكوا انفسكم يحتمل ايضا ان يكون المقصود لا يزكي بعضكم بعضا وكذلك لا يزكي الانسان نفسه وقد ذكر ابن عطية الله الاحتمالين في الاية الاحتمالين في الاية و كذلك ايضا اذى الحديث على كل حال يدل على المنع من المبالغة في المدح والثناء والاطراء والكذب في ذلك ان يمدح الانسان بما ليس فيه ايضا من باب اولى كذلك ايضا اذا كان ذلك يتضرر به الممدوح فكل هذا يمنع وكذلك اولئك الذين اتخذوا مدح الناس عادة لهم شعرا او نفرا مداح كل ما دخل جلس يمدح ويثني ويطري كما قال الخطابي عن المداحين الذين اتخذوا مدح الناس عادة لهم وجعلوهم بضاعة يستأكلون بها الممدوح يمدح بكتاباته يمدح شعره بنثره مثل هذا يكون مذموما الخطاب يقول هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب نعم فهذا الحديث يدل على كل حال على جواز المدح بشروط ثلاثة صدق وبلا مبالغة ان كان يرى انه كذلك يكون صادقا وبلا مبالغة لا يخشى على الممدوح اي يغتر بذلك هذه ثلاثة شروط والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه