وما يحصل له من نقص التوفيق وما يحصل له من الكدر والضيق والحرج وتنتابه المخاوف من كل ناحية وهو يعيش في قلق يتخوف من كل شيء وهذه في الواقع صفات المنافقين بامور مفضولة لا تقاربوا فضله ومنزلته وخير الاعمال وازكاها فنحن في تجارتنا مع الله تبارك وتعالى في سيرنا وسفرنا الى الدار الاخرة وهذه الاعمار القصيرة نحتاج الى معرفة ارجح الاعمال ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة هذا الذكر الذي نغفل عنه كثيرا ونتشاغل وافضل الاعمال واجل الاعمال من اجل ان نتشاغل به فيكون قدوم العبد على ربه جل جلاله وتقدست اسماؤه بتجارة رابحة بتجارة واعمال تثقل موازينه وهذا من الهداية التي يهدى اليها العبد وهو داخل ضمن الهدايات التي تحت قوله تبارك وتعالى فيما نردده في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم فمن هذه الهدايات ان يهدى العبد الى افضل الاعمال الى اجل الاعمال. قد ينقضي العمر بعمل مفضول بعمل قد يكون غيره اولى منه ونحن نعلم ايها الاحبة ان من اجل الاعمال ان تبذل النفوس رخيصة لله وفي سبيل الله وان يبذل شقيق النفس وهو المال لله وفي مرضات الله جل جلاله هذا من اجل الاعمال وافضلها الا ان الذكر افضل من ذلك كله وهو امر لا يكلفنا شيئا وقد ذكرت طرفا من ذلك نماذج كثيرة في مجلس بعنوان ايكم يعجز عن هذا النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب امته الا انبئكم بخير اعمالكم يعني بافضل اعمالكم فان خير هنا مراد بها التفضيل بخير اعمالكم يعني باخير بافضل وازكاها عند مليككم والزكاة ينتظم معنيين الاول الطهارة والثاني ان ما انماها الذي ينمو عند الله عز وجل والاعمال نامية فان الله يربي لصاحب الصدقة صدقته لكن ما الذي يكون ازكى عند الله جل جلاله الذكر ازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم الخطى الى المساجد يحصل بها رفع الدرجات اعمال متنوعة يحصل بها رفع الدرجات ولكن ما هو الارفع؟ ما الذي يرفعنا اكثر لاحظ وخير لكم من انفاق الذهب والورق يعني الفضة افضل من انفاق المال الذي هو شقيق النفس وخير لكم من ان تلقوا عدوكم. فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم هل هناك شيء افضل من هذا قالوا بلى يا رسول الله فاوجز الجواب عليه الصلاة والسلام بقوله ذكر الله ذكر الله افضل من هذا كله افضل من بذل النفوس وافضل من بذل الاموال وما دون ذلك من باب اولى يعني افضل من الصيام افضل من اعمال صالحة كثيرة بل ايها الاحبة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل واخبره ان شرائع الاسلام قد كثرت عليه قال فاخبرني بشيء اتشبث به اي اتمسك به اريد عمل يكون رأسا اريد عملا يكون عليه المعول فالاعمال كثيرة ولا استطيع احصاءها فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله وهذا يصلح ان يكون تفسيرا للكثرة التي اشرنا اليها والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ما ضابطه سيأتي الاشارة اليه ان شاء الله تعالى ولكن يصلح هذا ان يكون ضابطا له ان اللسان يكون رطبا في كل حين وان بذكر الرب المعبود المالك جل جلاله وتقدست اسماؤه بمعنى انه لا يغفل لا يفتر ولو نظر الانسان منا الى الاوقات التي تمضي من غير ذكر لوجد انها فواصل طويلة في اليوم والليلة مع انه قد لا يشتغل بها بما يشغله عن الذكر وهو يقود السيارة احيانا تمضي ساعات لو احصى الانسان ذلك في يومه وليلته فانه يجد ذلك طويلا بدليل انه يسمع المحاضرات التي تزيد على الساعة ولربما سمع ذلك مرة ومرتين ولربما سمع محاضرتين او ثلاثا في يومه وليله هذا يدل على انه يقضي اوقاتا في سيره وطريقه لكن لو نظر الانسان الى لسانه يجد في الغالب انه قد غفل في هذا الاثناء عن الذكر يبقى الانسان احيانا ينتظر في مكان في عيادة ينتظر لاي غرض من الاغراض لربما يكون هذا الانتظار لساعات فيمل يتململ ولو التفت الى نفسه لوجد ان لسانه قد جف لا يذكر ربه تبارك وتعالى. هذه غفلة ولما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله توعد الكانزين لهذين النوعين من الاموال بما توعدهم به في هذه الاية تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انزلت في الذهب والفضة يعني هذه الاية لو علمنا اي المال خير فنتخذه غير الذهب والفضة التي جاء في كنزها هذا الوعيد فالى ماذا ارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم ايها الاحبة هل قال لهم اكنزوا العقارات هل قال لهم اكنزوا الاقوات هل قال لهم اكنزوا الاثاث والرياش هل قال لهم اكنزوا الانعام والدواب قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوا عن افضل المال من اجل ان يتخذوه قال افضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه. هذا الكنز الحقيقي الذين يبحثون عن تجارات وعن مصادر بديلة تدر عليهم الاموال الطائلة الذين يبحثون عن الارقام العالية والاصفار الكثيرة في حساباتهم هذا افضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه واضداد هذه الامور الثلاثة هي في الغالب تكون سببا لغفلة مستحكمة. هذا الذي يكون حظه جمع الاموال الغالب ان ذلك يكون سببا لغفلته عن ذكر الله عز وجل. الغفلة عن ذكره باللسان والغفلة عن ذكره بالقلب. لان القلب يتشوش ولهذا جاء عن حذيفة رضي الله قال عنه انه استعاذ بالله من تشتت القلب ولما سئل عن هذا قال ان يكون له في كل واد مال والنفوس مجبولة على محبة ذلك ولكن افضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه فان لم تكن كذلك فانها تشوش فكره وتشغل قلبه وتدفعه دفعا من اجل جمع الحطام والاشتغال باللذات والمتاع الفاني من هذه الحياة الدنيا بل قال صلى الله عليه وسلم من عجز منكم عن الليل ان يكابده يعجز عن قيام الليل. وبخل بالمال ان ينفقه وجبن عن العدو ان يجاهده فليكثر ذكر الله هذه الامور الثلاثة التي هي من اجل الاعمال قيام الليل انفاق الاموال في سبيل الله الجهاد في سبيل الله اذا من عجز عن هذه الامور الثلاثة فليكثر ذكر الله. يصل بذلك بل يكون سابقا لغيره من اهل هذه المزاولات والاعمال الصالحات ولهذا قال صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات الذاكرون الله كثيرا سبقوا وهنا اطلق السبق ولم يقيده بقيد يعني ما قال سبق المفردون اهل الاموال التي تنفق في سبيل الله وما قال سبق المفردون الصائمين وما قال سبق المفردون المجاهدين في سبيل الله وانما قال سبق المفردون. فدل على الاطلاق انهم سبقوا كل اصحاب الاعمال الطيبة الصالحة الزاكية فهذا عمل لا يقادر ولا يقاس بغيره وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات والواقع ايها الاحبة ان اللسان اذا كان يلهج بذكر الله تبارك وتعالى كثيرا. والقلب نابض بهذا الذكر مشتمل عليه فان هذا يحمله الى جميع الفضائل فيهون عليه انفاق المال ويهون عليه بذل النفس ويهون عليه التضحية بشهواته ولذاته ومحاب النفس ومطلوباتها لكن اذا تصحرت النفس وجف اللسان فان الانسان يظن بما في يده لضعف اليقين فيكون ممن يبخل عن الانفاق في سبيل الله ويستثقل العبادة بصلاة الليل وصيام النهار بل يثقل عليه صلاة الفريضة يكفي ان الله تبارك وتعالى اخبرنا عن المنافقين انهم لا يذكرون الله الا قليلا. هذه امارة علامة يخاف الانسان على نفسه من ان تصدق عليه واخبر انهم اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. فهذا الذي يذكر ربه كثيرا ويكون قلبه عامرا بذكر الله عز وجل اذا سمع النداء لم يشتغل عنه بشيء كما كان بعض السلف رضي الله عنهم قلوبهم حية فاذا رفع المطرقة لم يضعها اذا سمع المؤذن يعني لم ينفذ ما رفعها من اجله وانما تخلى عنها بعضهم كان اذا سمع النداء بركة بناقته ولم يحركها فلا يسير بها قليلا ولا كثيرا مباشرة يقف في اي مكان من اجل ان يجيب حي على الصلاة حي على الفلاح. الله اكبر اكبر من كل شيء يمكن ان يشتغل به الانسان على كل حال لو نظرنا الى ما بين الفرق ما بين الغافل والذاكر لوجدنا البون شاسعا فقد مثله النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت الحي والميت هذان نقيضان يعني لا يجتمعان ولا يرتفعان الحي والميت الذي يذكر والذي لا يذكر. طيب الذي يذكره ذكرا ضعيفا الذي يذكره ذكرا قليلا. ما حاله هذا كحال العليل المريض واذا كان بهذه المثابة فلا تسأل عما يعتوره ويحصل له من الوان الالام وما يعرض له من النقص في الارزاق وما يحصل له من نقص الهدايات يحسبون كل صيحة عليهم لانه يعيش في قلق دائم يحسبون كل صيحة عليهم وهم لا يوقنون ومن ثم لا يمكن للواحد منهم ان يجود بنفقة ولا بغيرها ثم ان ذلك ايها الاحبة يكون سبيلا للنجاة من عذاب الله تبارك وتعالى ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما عمل ادمي عملا انجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ لانهم يعرفون ان الجهاد هو اجل الاعمال ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع ومن الذي يستطيع هذا فصار الذكر سببا للنجاة من العذاب والعذاب هنا ايها الاحبة اطلق فيشمل العذاب في الدنيا والعذاب في الاخرة فهذا الذي يقع لنا في الدنيا ما يصيبنا فيها من المكاره فهو بما كسبت ايدينا فالانسان قد يعذب في الدنيا ويعذب في الاخرة فالسبيل الى الخلاص بذكر الله عز وجل الاكثار من هذا الذكر اكتفي بهذا القدر في هذه الليلة واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اللهم اصلح احوال المسلمين واشفي مرضاهم وعافي مبتلاهم. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه