وانما المقصود الركوب فهذا قول لبعض اهل العلم اقتداء بالنبي صلى الله عليه واله وسلم ركب القصواء وهي ناقته المشهورة عليه الصلاة والسلام وانما يقال ذلك للناقة اذا كانت اذنها قد قطعت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب الذكر عند المشعر الحرام وذكر فيه جزءا من حديث جابر رضي الله تعالى عنه الحديث المشهور الطويل وفيه انه قال ثم ركب القصواء حتى اتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى اسفر جدا ودفع قبل ان تطلع الشمس. هذا الحديث مخرج في صحيح مسلم قوله ثم ركب يعني النبي صلى الله عليه وسلم ركب القصواء هذا يدل على ان اخذ منه بعض اهل العلم ان الركوب افضل من المشي في الحج وهذا ليس محل اتفاق فان من اهل العلم من يقول ان ما فعله صلى الله عليه وسلم من اجل ان يقتدي به الناس فيرونه على راحلته عليه الصلاة والسلام وقد قال خذوا عني مناسك وقد كان بعض السلف يؤثرون الحج على اقدامهم كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن الحسن ابن علي رضي الله تعالى عنه بانه كان يحج وذكر عددا من الحجج التي حجها ماشيا يقول والنجائب تقاد بين يديه فهذا مذهب لبعض السلف لبعض اهل العلم من بعدهم ان الحج ماشيا افضل لكن يبقى ايضا ان من اهل العلم من قال ان وقوفه راكبا في عرفة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته حينما صلى الظهر والعصر ثم بعد ذلك اتى موقفه في عرفة بقي على ظهر راحلته الى ان غابت الشمس وكذلك هنا عليه الصلاة والسلام ركب القصواء يعني من منزله الذي بات فيه في مزدلفة ثم بعد ذلك اتى المشعر الحرام الموقف الذي وقف عنده للدعاء في مزدلفة فكان على راحلته عليه الصلاة والسلام يدعو اخذ منه بعض اهل العلم ان الدعاء للراكب افضل يعني لو انه بقي في السيارة يدعو مستقبلا القبلة ان ذلك افضل مما لو كان على قدميه وليس المقصود بالوقوف ان يقف على قدميه يعني الذي التي قد قطع طرف الاذن يقال لها قسوة يحتمل ان يكون ذلك قيل لناقة النبي صلى الله عليه وسلم وليس بها قطع ويحتمل ان يكون ذلك قيل لها لوجود قطع في اذنها والله اعلم. حتى اتى المشعر الحرام موضع خاص المزدلفة محدد معلوم الى اليوم عليه مسجد يوجد فيه المسجد المعروف وهو المعروف بقوس قزح ذلك الموضع يقال له المشعر سمي بذلك لانه معلم العباد وهذا قد يطلق على المزدلفة فالمزدلفة مشعر بلا شك وهي المشعر الحرام ويقال المشعر الحرام لجزء منها وهو ذلك الموضع الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان صلى الصبح بغلس يعني بظلام مختلط بنور الصبح يعني قبل ان يسفر عليه الصلاة والسلام لكن صلى في اول الوقت يعني قبل قبل الاسفار لكن بعد بعد دخول الوقت صلى بعد دخول الوقت في اوله عليه الصلاة والسلام من اجل ان يتفرغ ل الدعاء كذلك هنا جاء الى هذا الموضع عليه الصلاة والسلام بعد ما صلى بالصبح بغلس اتى الى هذا المكان المشعر الذي هو معلم للعبادة ويقال له الحرام لانه من الحرم او لحرمته موضع جبل ليس بالكبير في مزدلفة كما وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الصخرات عند الجبل المعروف في عرفة واخبر صلى الله عليه وسلم ان عرفة كلها موقف قال وقفت ها هنا وعرف كلها موقف وكذلك وقف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع عند المشعر الحرام واخبر انه مزدلفة كلها موقف. فلو ان احدا بقي في اي ناحية من نواحيها وصلى الصبح ودعا الله تبارك وتعالى فان ذلك يجزئه بالاجماع بالاجماع ولو انه انتقل بعد صلاة الصبح صلى بغلس ثم اتى هذا الموضع فيكون ذلك اتباعا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكن اليوم كما هو معلوم يصعب الوصول الى ذلك لمن كان بعيدا عنه لما قد علمتم من الزحام والله تبارك وتعالى يقول فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. المشعر الحرام هي مزدلفة وكلها يقال له المشعر الحرام فهذه الاية دلت على الوقوف بعرفة طبتم من عرفات وكذلك ايضا المبيت بمزدلفة وهي المشعر الحرام يقف فيها حتى يصلي الصبح ويدعو الله عز وجل ويذكره حتى يسفر جدا كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم ويدخل في هذا الذكر كما يقول اهل العلم كالشيخ عبدالرحمن ابن السعدي رحمه الله في تفسيره يدخل فيه ما يقع فيه من الفرائض والنوافل يعني صلاة الصبح هي من جملة ذكر الله تبارك وتعالى فاذكروا الله عند المشعر الحرام. فالصلاة لا شك انها من اعظم الذكر والله تبارك وتعالى يقول واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر قيل ولذكر الله الذي اشتملت عليه اكبر مما لها من المزية وهي انها تنهى عن الفحشاء والمنكر وبعض اهل العلم يقولون بان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وما اشتملت عليه من الذكر اعظم نهيا عن المنكر والفحشاء فان ذلك يكون وازعا للعبد حينما يذكر ربه في صرف عنه من اسباب الشر طاعة النفس والهوى والشيطان ثم ايضا هذه المواضع الشعائر شعائر الله من شعائر الله تبارك وتعالى كلها يقال لها مشاعر يعني معالم متعبدات معالم امر الله تبارك وتعالى بالقيام فيها وعليها يأتيها الحاج فهي مواضع المناسك. يقال المشاعر المشاعر المقدسة ونحو ذلك يعني مواضع المنافع فعرف مشعر ومنى ومزدلفة مشعر ومن مشعر والصفا والمروة من مشاعر الله. ان الصفا والمروة من شعائر الله. يقال الشعائر والمشاعر وذلك يكون للمعالم الظاهرة معالم الدين واعلام الدين الظاهرة فمن وقف في المشعر الحرام بمزدلفة ذاكرا الله تبارك وتعالى كما وقف النبي صلى الله عليه وسلم في كل الوقت يعني من بعد غروب الشمس هذا وقت للوقوف بمزدلفة او المبيت فيها الى ما قبل طلوع الشمس يكون قد ادرك المبيت لكنه لا ينصرف على قول كثير من اهل العلم قبل منتصف الليل وعلى قول بعض السلف الى غياب القمر وانما يكون غياب القمر بعد منتصف الليل مدة هذا يكون قد ادرك ومن لم يصل اليها الا بعد طلوع الشمس فان المبيت بمزدلفة او الوقوف فيها يكون قد فاته بالاجماع وهذا امر معلوم نقل عليه الاجماع جمع من اهل العلم كابن جرير الطبري رحمه الله فان كان ذلك لعذر فلا شيء لا شيء عليه. لان اهل العلم قد اختلفوا في الوقوف او المبيت في مزدلفة فمنهم من يرى انه ركن فيكون الحج قد فاته والجمهور من السلف فمن بعدهم على ان المبيت بمزدلفة انه ليس بركن ولكنه واجب يجبر بدم ان تركه بتفريط او تركه قصدا فهذا يجبر بدم ويصح حجه وهذا هو الراجح واما القول الثالث وقد قال به بعض السلف وبعض الفقهاء ان المبيت بمزدلفة سنة ومن تركه ليس عليه شيء. فاستقبل القبلة عليه الصلاة والسلام ودعا الله تبارك وتعالى فهذا هو المشروع الى وقت الاسفار وهذا الذي عليه عامة اهل العلم من السلف فمن بعدهم من قال به ابن مسعود وابن عمر ومن الفقهاء الائمة كابي حنيفة والشافعي وجماهير اهل العلم سلفا وخلفا انه يبقى الى الاسفار. خلافا للامام مالك رحمه الله الذي ذهب الى انه انه يخرج الى منى يفيض قبل الاسفار. وعلى كل حال هذا هو المشروع ان يبقى ذاكرا وداعيا بعد صلاة الصبح ويرفع يديه ويستقبل القبلة قال فدعاه فكبره وهلله ووحده. كبره قال الله اكبر فهذا موضع للتكبير وهذه الايام ايام تكبير وتهليل وذكر لله تبارك وتعالى وايضا تلبية فانه لا يقطع التلبية الا اذا رمى جمرة العقبة كما هو معلوم كبر الله تبارك وتعالى قال الله اكبر وهلله قال لا اله الا الله ووحده ايضا بقول لا اله الا الله وحده لا شريك له. فلم يزل واقفا حتى اسفر جدا اضاء الفجر اضاءة تامة ثم بعد ذلك دفع الى منى قبل ان تطلع الشمس وقوله حتى اسفر جدا الضمير يرجع الى الصبح يعني الفجر حتى اسفر الفجر جدا وليس معناه حتى اسفر النبي صلى الله عليه وسلم فان الاسفار يضاف الى الصبح والفجر حتى اسفر الفجر جدا كذلك ايضا حينما يكون اه بهذا الموضع فالمقصود انه يكون في حال من الاجتهاد والجد في ذكر ربه تبارك وتعالى فان فعل ذلك فيكون قد وافق السنة واقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا احد مواقف الدعاء التي يتأكد الدعاء والذكر فيها. وهي ستة مواضع كما هو معلوم في الحج في عرفة وهنا في مزدلفة بعد صلاة الصبح وكذلك ايضا على الصفا وعلى المروة وبعد رمي الجمرة الاولى في ايام التشريق والجمرة الثانية فانه يقف بين الجمرة الصغرى والوسطى يقف ويدعو طويلا بقدر سورة البقرة وكذلك يقف بعد الوسطى يدعو كذلك ولا يقف بعد الجمرة الكبرى فهذه ستة مواضع للذكر والشاهد فيها هنا هو البقاء ذاكرا بعد صلاة الصبح الى الاسفار هذا هو المشروع والله تعالى اعلم عندكم سؤال؟ لا اله