هذا موضع يتعجب منه فيما يكره نزول الفتن فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول من يوقظ صواحبات الحجر يعني لصلاة الليل كأن ذلك يكون به استدراك حال العافية والسلامة قبل وقوع الفتن فقال سبحان الله ان المسلم لا ينجس اخرجه الشيخان. هنا تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من فهم ابي هريرة فهذا مقام مما يتعجب به ان هذا الفهم غير صحيح الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته فهذا باب دعاء التعجب والامر السار يقول سبحان الله والله اكبر بما يتعلق بالتسبيح الغالب ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يسبح اذا كان ذلك في مقام يكون مما يتصل التعجب من حال لا سيما اذا كان ذلك مما يكره هذا والغالب بهديه عليه الصلاة والسلام واذا اعجبه شيء فانه يكبر وهذا جاء في احاديث كثيرة وقد يكون التكبير في امر مما يكره يعني على خلاف الغالب النبي صلى الله عليه وسلم حينما قالوا اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط قال الله اكبر انها السنن وذكر لهم ان مقالتهم هذه انهم قالوا كما قال اصحاب موسى لموسى عليه الصلاة والسلام اجعل لنا الها كما لهم الهة فهو يعجب صلى الله عليه وسلم من قولهم هذا وهذا لا شك انه من الامور المكروهة اجعل لنا ذات انواط اتوا على المشركين وهم في طريقهم الى الطائف للقاء هواز في حنين بين مكة والطائف في وادي حنين فاتوا على قوم من المشركين كانوا يعلقون اسيافهم في شجرة ينوطون بها هذه الاسلحة يرجون بركتها فقالوا اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انوار فقال الله اكبر انها السنن الغالب في مثل هذا ان يقول عليه الصلاة والسلام سبحان الله لكنه في هذا الموضع قال الله اكبر التسبيح لو نظرنا الى الاحاديث الواردة في الصحيحين فقط او في احدهما. حديث ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا انزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن؟ ايقظوا صواحب او صواحبات الحجر يعني ازواجه عليه الصلاة والسلام. فرب كاسية في الدنيا عارية في الاخرة هذا اخرجه البخاري في صحيحه والاشتغال عن العبادة التي تكون في اوقات وازمان واحوال الهرج كالهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ايضا هذا مما يستدفع به الافتتان يعني الصلاة. لا سيما صلاة الليل واستعينوا بالصبر والصلاة فالصلاة مطلقا تكون سببا مع الصبر للثبات العظيم الحديث الاخر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب فانخنس منه يعني توارى من النبي صلى الله عليه وسلم فذهب فاغتسل ثم جاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اين كنت يا ابا هريرة قال كنت جنبا فكرهت ان اجالسك وانا على غير طهارة كذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فامرها ان تغتسل. قال خذي فرصة من مسك. فتطهري بها. قالت كيف اتطهر قال تطهري بها قالت كيف قال سبحان الله تطهري تقول عائشة رضي الله عنها فاجتذبتها الي فقلت تتبعي بها اثر الدم اخرجه الشيخان يعني انها تجري ذلك على موضع الدم خروج الدم يعني على فرجها فهي تسأل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم عرف ذلك في وجهه يعني الحياء و انصرف عليه الصلاة والسلام اشاح بوجهه حياء ففهمت عائشة رضي الله عنها هذا والمرأة لا زالت تقول كيف اتطهر بها فاستحيا النبي صلى الله عليه وسلم ان يخاطب المرأة ويقول بان المقصود بذلك امرار هذه الفرصة على فرجها لينقطع اثر الدم من جهة الرائحة فهنا النبي صلى الله عليه وسلم تعجب من مثل هذا يعني هذا السؤال مما قد يكون سببا لاحراج النبي عليه الصلاة والسلام وكان ينبغي ان تفهم ذلك بمجرد التنبيه عليه او الاشارة اليه ما تحتاج الى شرح ولا زالت تقول كيف فهذه مواضع وغيرها ايضا هي في نفس السياق النبي صلى الله عليه وسلم يسبح اذا تعجب من شيء ويكون ذلك عادة او غالبا مما يكره مما يكره ان مثل كل هذا لا يليق ان مثل هذا لا يجمل لا يحسن كيف يقع هذا ويقال سبحان الله سبحان الله وسبحان هذه اذا ذكرت مفردة هكذا سبحا فهي علم للتسبيح سبحان علم التسبيح وهي منصوبة على المصدرية عند بعض النحات والتسبيح معروف قد مضى الكلام عليه مرارا و التنزيه فانت تنزه الله تبارك وتعالى عما لا يليق به فهنا في هذا المقام في التعجب العرب تعبر بذلك في مقام التعجب. كأنه والله اعلم في هذا الامر الذي يتعجب منه كانه نظر الى ان الله مصرف الامور ومصرف الاحوال فتقع مثل هذه الامور التي من شأنها ان يتعجب منها. بخلاف التكبير اذا رأى امرا يعجبه كبر قال الله اكبر فهذا الامر الذي يعجب قد يحصل معه ارتفاع النفس قد يحصل به شيء من الرفعة او العلو او نحو ذلك او الشعور بالتمكين ويقول الله اكبر فهنا الله اكبر من كل شيء. فيورثه ذلك الاخبات والتواضع كما يقال في الامور المحسوسة. اذا كما سبق كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا علا على شيء مرتفع او نحو ذلك كبر. وهكذا كان اصحابه رضي الله تعالى عنهم. واذا هبط سبح فالعلو يميل اليه الانسان. الناس يحبون سكن الاماكن العوالي والبقاء فيها وينظرون الى الدنيا الى من تحتهم نظر من هو في الفوق فيكون ذلك مورثا لشيء من العلو والرفعة واذا كان الانسان في الطائرة والناس تحته امثال الذر فان ذلك قد يورثه شيئا من الشعور بالتمكين والرفعة والتعالي والتعاظم. وهنا يقول الله اكبر. اكبر من كل شيء فيتراد اليه الحالة التي تليق بمثله فيبقى على حال من الاخبات لربه والتواضع لمالكه جل جلاله اما التسبيح كانك تقول اتعجب من هذا الامر ومن غاية هذا التعجب اسبح الله تبارك وتعالى لانه مصرف الاحوال ومدبر الامور. واذا اضيف هذا اعني سبحان فقيل سبحان الله فهنا ليس بعلم على التسبيح لان العلم لا يضاف من ثم فان المعنى على كل حال سبحان الله اي اسبح الله اسبح الله وهي من الفاظ التعجب على كل حال عند العرب وقد ذكر هذا الامام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم وذكره اخرون ومن النحات ابو بكر ابن السراج وغيره وقد يقولون كما ذكر النووي رحمه الله غير هذه العبارة في حالة تعجب كما ذكرت التكبير الله اكبر انها السنن وكذلك ايضا قد يقول كما يقول النووي رحمه الله قد يقول لا اله الا الله في حال التعجب يتعجب من شيء فيقول لا اله الا الله. هذه تجري على السن الناس لكن من هديه صلى الله عليه وسلم من عادته الغالبة المستمرة انه يتعجب اذا تعجب من شيء سبح واذا اعجبه شيء كبر هذا هو الفرق ولذلك ذكر التكبير هنا فيكون ذلك في الامور السارة لاحظ قال هنا والامر السار ذكر التعجب وذكر الامر ايش صار؟ تعجب كما سبق في التسبيح في امر في الغالب يكون مكروها او يتعجب من وقوعه كيف يقع مثل هذا ينبغي الا يفعل الا يحصل الا يكون اما التكبير ففي الامور السارة في حديث ابي سعيد الخضري رضي الله عنه المشهور لما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يوم القيامة يا ادم فيقول لبيك ربنا وسعديك وينادي بالصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. قال يا رب وما بعث النار قال من كل الف تسع مئة وتسعة وتسعين فحين اذ تضع ذات الحمل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يأجوج ومأجوج تسعمئة وتسعة وتسعين. ومنكم واحد ثم انتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الابيض او كالشعرة البيضاء في جنب الثور الاسود. واني لارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة فكبرنا هذا مقام يسر فكبروا ثم قال ثلث اهل الجنة. فكبرنا ثم قال شطر اهل الجنة فكبرنا. هذا اخرجه البخاري وهذا هو المشروع وليس التصفيق او التصفير او الهتافات باصوات متعالية تنبئ عن خفة في العقول وطيش في الاحلام فعل ضعفاء العقول لربما لم تتمالك المرأة اذا سمعت شيئا يسرها او رأت شيئا يسرها فلربما ولولت ولربما صدر منها مما تستحي منه في ثاني حال لانها لا تتمالك لا تتمالك ولكن العاقل اذا رأى شيئا يسره فانه يكبر الله اكبر من كل شيء يمكن ان يبعث النفس او يبعث فيها العلو او الارتفاع او الشعور بالتمكين او النصر او نحو ذلك فيقول الله الله اكبر وليس ايضا من شأن اهل الايمان والعقلاء واهل الوقار والمروءة التصفيق والتصفير فان ذلك لا يليق وقد ذكر في قوله تبارك وتعالى وما كان صلاتهم عند البيت الا بكاء وتصدية قيل البكاء هو التصفير والتصدية التصفيق فهذا كان من فعل هؤلاء المشركين. وفي قوله تبارك وتعالى وتأتون في ناديكم المنكر ذكر من جملة المنكر الذي كانوا يفعلونه التصفير والتصفيق اذى فعل اهل السفه مثل هذا لا يليق والنبي صلى الله عليه وسلم قال انما التصفيق لي النساء فالمرأة هي التي اذا نابها شيء في صلاتها صفقت واما الرجل فانه لا يصفق وانما يسبح في الصلاة وفي غير الصلاة يكبر يكبر وما كان النبي صلى الله عليه وسلم وما كان اصحابه يصفقون اذا رأوا شيئا يسرهم هنا هذه السنة وهذا الهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم التكبير في الامور السارة فيه ذكر لله جل جلاله وتقدست اسماؤه فمثل هذا المقام يحسن فيه تكبير الله تبارك وتعالى الذي اعطى واولى واحسن واجزل وانعم والله اعلم هذا ما يتعلق هذا الباب واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى صحبه. والسلام عليكم