لا اله الا الله لا اله الا السلام عليكم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب ما يقول عند الذبح او النحر يقول بسم الله والله اكبر اللهم منك ولك اللهم تقبل مني هذه الصيغة بهذا التركيب جمعها من روايتين من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه وارضاه ولذلك وضع هذه الزيادة بين معقوفين اللهم منك ولك قد جاء بحديث جابر رضي الله تعالى عنه في صحيح مسلم. قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الاضحى بالمصلى مصلى العيد فلما قضى خطبته نزل من منبره واتي بكبش فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال بسم الله والله اكبر هذا عني وعن من لم يضحي من امتي والشاهد فيه هنا انه قال بسم الله والله اكبر فهذا الذي في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه في غير صحيح مسلم كسنن ابي داوود و غيره جاءت هذه الزيادة التي ذكرها المؤلف فقد جاء عن جابر رضي الله عنه قال ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين اقرنين املحين موجئين فلما وجههما قال اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض على ملة ابراهيم حنيفا. وما انا من المشركين. ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا له وبذلك امرت وانا من المسلمين. اللهم منك ولك وعن محمد وامته بسم الله والله اكبر ثم ذبح هذه الرواية عند ابي داود فقوله هنا بالرواية الاولى شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الاضحى بالمصلى. السنة ان تصلى صلاة العيد بالمصلى خارج البنيان خارج البلد فلما قضى خطبته نزل من منبره لان خطبة العيد تكون بعد الصلاة كما هو معلوم. فلما قضى الخطبة نزل من منبره واتي بكبش فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. هذه هي السنة ان الامام يكون هو الذي يذبح اولا والسنة ان يذبح بالمصلى ولكن لا شك ان الاحوال احوال الناس اليوم تغيرت فقد لا يكون ذلك مهيئا فلو كانت الحال الا ربما في مكان يتهيأ فيه ذلك فهذه هي السنة فيذبح ليقتدي به الناس واظهارا لهذه الشعيرة التي هي من شعائر الدين ومن اجل القربات فان اراقة الدماء تقربا الى الله تبارك وتعالى في هذا من بذل المال ومن ايضا العمل الذي يحبه الله تبارك وتعالى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الحج العج والثج فالعج هو رفع الصوت بالتلبية والثج اراقة الدماء دماء الهدي فاهل الامصار يذبحون الاضاحي والاقرب ان الافضل بالنسبة للحاج ان يذبح البدن الابل ثم البقر ثم الغنم وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم اهدى مئة بدنة لما حج عليه الصلاة والسلام ولكن حينما كان في المدينة ضحى بكبشين كما دل عليه الحديث. ولذلك فان الاقرب والله اعلم ان تكون الاضحية بالضأن ان تكون الاضحية بالضأن وليس الابل وان لم يكن هذا محل اتفاق لكن فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم هو الاكمل والافضل فالسنة ان يكون ذلك بالضأن ويصح البدن والبقر وبسبع البدنة كما يصح ايضا بالمعز بشرطه يعني اذا بلغت السن التي يجزئ فيها الاضحية هذا هو المشروع واما في العقيقة فان السنة قطعا ان يكون ذلك بالغنم واما العقيقة في الابل او بالبقر فذلك خلاف المشروع. خلاف المشروع وقد انكر على من فعل ذلك في اواخر زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وذلك انه جاء من قوله صلى الله عليه وسلم التنصيص على نوع العقيقة التي تكون بالنسبة للمولود ان ذلك يكون بالغنم بعد ذلك هنا قوله فلما قضى خطبته نزل من منبره واتي بكبش فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. هذه هي السنة ان يتولى ذبح الاضحية بيده سواء كان رجلا ام امرأة بعض العامة يظنون ان المرأة لا تذبح مطلقا وبعضهم يظنون انها لا تذبح الاضحية. اليس كذلك بل المشروع ان يتولى ذبح اضحيته سواء كان رجلا ام امرأة لكن ان كان لا يحسن الذبح او ليس به جسارة كان تكون المرأة تخاف وتجبن عن هذا فلا بأس ان يتولى الذبح غيرها لكن السنة ان يتولى ذبح اضحيته بنفسه ثم قال عليه الصلاة والسلام لاحظ فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال بسم الله هنا الواو لمطلق الجمع فان التسمية تكون بين يدي الذبح لا تكون بعده يعني لا يفهم من هذا انه ذبحه وقضى ذبحه ثم قال بسم الله لا وانما لمطلق الجمع. بسم الله والله اكبر هذا عني وعن من لم يضحي من امتي وفي الرواية الاخرى انه ذبح كبشين اقرنين فهنا ذكر العدد اقرنين املحين موجوئين او موجئين اختلف العلماء في ضبطها وسيأتي الكلام على ذلك. الشاهد ان قوله صلى الله عليه وسلم بسم الله والله اكبر بسم الله والله اكبر وقال هذا عني وعن من لم يضحي من امتي من رحمته صلى الله عليه وسلم ولطفه ورفقه بامته وحرصه على مصالحها الدنيوية والاخروية. اللهم يعني يا الله هذا اي الكبش او ما ذكر من الكبشين كما في الرواية الاخرى. عني يعني اجعله اضحية عني وعن من لم يضحي من امتي كما في بعض رواياته صفة هذه الاضحية كما جاء في الرواية الاخرى جيء بكبشين موجئين او موجئين كبشين املحين الاملح هو الذي يكون في لونه الابيض وبين تضاعيف صوفه سواد يقال له املح يجمع بين البياض والسواد ويكون البياض هو الغالب هو الغالب فيه والموجئين يعني هو الذي نزع انثياه اما نزعا ويعني ان يكون هذا تارة بالصرم والقطع واما ان يكون ذلك باستخراج ذلك دون قطعهما يعني انه يسحب الانثيين بحيث تنقطع شهوته بالكلية ويبقي ذلك في موضعه لكنه كانه قد فصل ارتباطهما بحيث ينزع ذلك من غير جراحة وهناك طريقة ثالثة بالرظ رفظ العروق التي ترتبط بهما الانثيان فيكون ذلك اطفاء لشهوته بالكلية طرق متعددة عند العرب معروفة فهذا يكون اطيب للحمه ويكون اوفر واكثر يعني يكون ممتلئا اذا حصل به ذلك ثم بعد ذلك يكون اطيب ايضا للحمه اقرنين املحين موجوئين قد قال جمع من اهل العلم بان الافضل في الاضحية ان يكون بهذه الصفة اقرن له قرون املح كما وصفت وبعضهم يقول الموجوء افضل لان ذلك اوفر في لحمه لكن اللون هل يؤثر؟ لا شك ان ذا القرون اكمل مما يكون اجما مما يكون اجم لا قرون له لكن اللون هل يؤثر او لا يؤثر بعض اهل العلم يقول اللون يؤثر في لحمه ان الاملح يكون اطيب لحما فلو صح هذا هذا يمكن ان يرجع فيه لاهل الخبرة اما بكثرة التجربة او المعرفة والبحث والدراسة والتشريح يعني الذين لهم علم بالطب البيطري هل الالوان تؤثر في اللحم؟ او ان الذي يؤثر فيها المرعى فحسب فبعض اهل العلم يقول اللون يؤثر ولذلك استحبوا الاملح على غيره. وبعضهم قيده قال ان كان اللون يؤثر بل املح افظل وان لم يكن يؤثر فان ذلك وقد جاء في وصفه في روايات اخرى يعني هذه بوصف هذين الكبشين في حديث عائشة رضي الله عنها انهما ينظران في سواد ويأكلان في سواد ويمشيان في سواد ما معنى ذلك؟ ان حول العينين سواد وكذلك حول الفم سواد والقوائم سوداء يمشيان في سواد وينظران في سواد ويأكلان في في سواد هذا هو المراد والله تعالى اعلم بعض اهل العلم كره الموجء قالوا لان هذا يكون لنقص العضو والواقع ان هذا العضو ازالته تكون كمالا فيه من جهة ما يطلب وهو اللحم فان الاضحية لا يطلب فيها كمال لا يحتاج اليه الناس مثل هذا الموضع فانه لا يؤكل اصلا فاذا قطع وكان ذلك اوفر في لحمه واطيب فان ذلك لا يؤثر فيه. ولذلك ما كان بهذه الصفة فانه مجزئ في الاضاحي بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى فيه ويؤخذ منه كما سبق انه يشرع للمضحي ان يقوم بذلك بنفسه في الرواية الاخرى قال وجهت وجهي وجهت وجهي يعني وجهت كما سبق في الكلام على الاذكار التي ورد فيها هذه الجملة وجهت وجهي وجهتي او وجه الوجه ويكون ذلك دالا على ايضا الذات للذي فطر السماوات والارض ابدعهما حنيفا. عرفنا ان الحنف في بعض المناسبات من اهل العلم كثير من اهل اللغة مفسرين غيرهم يقولون هو الميل وان ذلك يقال له يعني الاحنف من كان فيه ميل في مقدم القدمين وذكرت حينها قول ام الاحنف ابن قيس حينما كانت ترقصه وهو صغير والله لولا حنف في رجله ما كان في اتيانكم من مثله فهذا هو الحنف هذا المشهور يعني انه مائل عن سائر الاديان الى دين الاسلام. مع ان بعض اهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله فسر الحنف بالاستقامة اسر الحنف بالاستقامة وقالوا قيل للاحنف يعني المائل للقدمين او لمقدم الرجلين قالوا له ذلك تفاؤلا كما قالوا للفلات المهلكة الفلات المهلكة قالوا عنها مفازه كانه يفوز بقطعها. وقالوا للديغ تفاؤلا سليم فكانت العرب تتفائل بمثل هذه الاسماء وهكذا فعلى كل حال هذا يحتمل قال وما انا من المشركين. هذا تأكيد للتوحيد وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض فلواحد كن واحدا في واحدي اعني سبيل الحق والايمان يجمع انواع التوحيد توحيد المعبود جل جلاله وتوحيد الوجهة والصراط الذي يسلكه وهو الصراط الذي رسمه الله لعباده من اجل سلوكه وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. فلواحد هو الله فلواحد كن واحدا في وجهتك في واحد في طريق واحد وهو صراطه المستقيم اعني سبيل الحق اعني سبيل الحق والايمان وانا من المسلمين. ان صلاتي ونسكي الصلاة معروفة والنسك فسر بالنسيك النسوكي يطلق باطلاق واسع وهو العبادة ويطلق باطلاق اضيق وهو اعمال الحج وما والاه وما اتصل به يقال المناسك يؤدي النسك ونحو ذلك. ويقال ايضا النسك والنسيكة للذبيحة ان صلاتي ونسكي قيل الذبيحة التي يتقرب بها الى الله تبارك وتعالى واصل ذلك يقال للفضة المذابة التي لا شوب فيها فكله على كل حال ما يتقرب الى الله تبارك وتعالى يقال له نسيكه ويقال ذلك للذبيحة التي تذبح تقربا الى الله عز وجل والذبائح ثلاث ذبيحة يتقرب بها الى الله فهي عبادة كالاضحية والهدي والعقيقة ونحو ذلك مما يشرع كالنذر والذبائح التي امر الله عز وجل بها في الكفارات ونحو ذلك النوع الثاني ذبيحة اللحم هذه يطلب فيها ان يسمي الله تبارك وتعالى والا يذكر غيره الا يذبح على غير اسم الله عز وجل. ولا يتقرب بها الى معبود من المعبودات الباطلة هي ذبيحة لحم يعني ما ذبحها قربة هو ذبحها للحم هذا لا اشكال فيه فهو امر سائغ مباح النوع الثالث وهي الذبائح الشركية التي تذبح للجن اذا بنى دارا او حفر بئرا او غير ذلك قالوا اذبح على عتبة الباب اذبح على شفا البئر ونحو ذلك. هذه للجن فهذه لا يجوز وهذا شرك بالله عز وجل شرك اكبر وكذلك ايضا الذبائح التي تذبح للموتى للمقبورين للاضرحة والذبائح التي تذبح للاصنام الاوثان والاشجار التي تعبد من دون الله عز وجل فهذا شرك اكبر يخرج من الملة. فهذه الانواع الثلاثة في الذبائح. ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي يعني الحياة والموت يحيى ويموت لله رب العالمين يعني ان الحياة مستغرقة ما بين الحياة والموت بالتوجه الى الله والتقرب اليه سبحانه وتعالى لله هذه الاظافة تكون للملك حياتي ملك لله عز وجل يحييني متى شاء ويميتني اذا شاء متى شاء فهذا كله له فانا ملك له هذا احد المعاني في تفسيرها. او ان ذلك باعتبار ما يصرفه العبد في حياته وموته من جهد ومال وعمل وطاعة وقربة ان ذلك جميعا لربه وخالقه جل جلاله رب العالمين والرب عرفنا انه يقال للمالك والسيد والمربي والمدبر والمتصرف وما الى ذلك وكل ذلك يقال فيه فهذا مما يمكن ان يضاف عند الذبح. قل بسم الله يعني مستعينا به او اذبح باسم الله. وهنا كما قال الله عز وجل والبدن جعلناها لكم من شعائر الله فاذكروا اسم الله عليها اذكروا اسم الله عليها يعني عند عند نحرها اللهم يا الله منك هذه الاضحية عطية ومنحة منك واصلة الي منك ولك فهي مذبوحة للتقرب اليك جل جلالك وتقدست اسماؤك فالعبادة لله تبارك وتعالى هذا منك ولك والاستعانة به كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في التدميرية يقول كما في هذا الحديث فما لم يكن بالله لا يكون ما لم يكن بالله لا يكون فانه لا حول ولا قوة الا بالله. وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم اياك نعبد واياك نستعين ما لا يكون بالله يعني ان الله يعين عليه فانه لا يكون انسان ضعيف وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم ينقطع اذا ذهب ما يرجيه من هؤلاء المخلوقين فقد يفعل اعمالا من القربات او الطاعات او الذهاب والمجيء ونحو ذلك رجاء ما عند المخلوق لكن هذا ما يلبث ان ينقطع ويتلاشى اما ما كان لله تبارك وتعالى فهو الذي يدوم وعلى العبد على المؤمن ان يربط قلبه بربه تبارك وتعالى ويتوجه اليه بكليته ولا يلتفت لاحد من المخلوقين يرجيهم اي يعطوه او ان يمنعوه فان تعلق القلب بمخلوق يكون سببا الخذلان الخيبة وهذا يؤخذ منه ايضا ان المشروع ان يذبح المؤمن من الاضاحي اضحية واحدة تكفي عنه وعن اهل بيته. اما هذا الذي توسع فيه الناس فانه غير مشروع الزوجة تضحي والبنت تضحي والولد يضحي وكل هؤلاء ويذبح بالبيت خمس او ست او اكثر هذا غير مشروع واحدة عن الجميع عن الرجل وعن اهل بيته هذا حيث يشتركون في الاجر لا يشتركون في تملكها فان الشاة لا يشترك في ملكيتها اكثر من واحد وما يسأل عنه الناس كثير من الناس في ايام الاضحى يريد هذا ان يدفع جزءا من قيمتها والاخر يدفع جزءا والثالث والرابع هو شاة يشتركون فيها اهل البيت هذا غير صحيح. انما تكون ملكا لواحد ولكن هؤلاء يشتركون معه في الثواب والاجر فحسب لكن هذا هي اضحيته هو الذي يمسك عن قص الشعر والاخذ من البشرة لانها تعلقت به اما البقية فانهم يقصون ونحو ذلك واذا سئلوا هل ظحيت هل لك اضحية؟ قل لا ولكنها اضحية واحدة لي ابيهم مثلا او نحو ذلك تكفي عن الجميع اما الاشتراك بعينها برأسها تملكا فان ذلك يكون في سبع البدنة البدنة سبعة. الابل وكذلك البقر فهذا هو المشروع ان تكون واحدة وهذا اللي ذهب اليه جمع من الائمة كالامام احمد والليث ابن سعد والاوزاعي واسحاق بن راهوية وجاء هذا عن جمع من الصحابة كابن عمر وابي هريرة رضي الله عنهم اجمعين وهذا ما يتعلق بهذا الحديث. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه