الجواب لا وقد مضى الكلام على هذا المعنى في مناسبات سابقة مثل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في من صلى بمسجد قباء صلى ركعتين من غير الفريضة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث فيما اورده المؤلف من الاذكار وفضائلها في هذا الباب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير الحديث الثاني هو حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك ملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن اعتق اربعة انفس من ولد اسماعيل اخرجه الشيخان البخاري ومسلم. فقوله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله عرفنا معنى هذه الكلمة كلمة التوحيد وما تضمنته من النفي والاثبات وان المعنى لا معبود بحق الا الله فشطرها الاول النفي نفي لكل ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى وما يتصل بذلك وما يرتبط به من العابدين وما يخالف شرع الله تبارك وتعالى من مساخطه والمعاصي والاثام كل ذلك متفرع عن شجرة الشرك ثم اكد ذلك بقوله وحده فهذا لا اله الا الله فهذا هو الاثبات اكده بقوله وحده ثم ايضا اكده بتأكيد اخر بقوله لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله لا في الهيته ولا في ربوبيته تبارك وتعالى له الملك الملك الحقيقي واللام هذه للملك الملك كله لله تبارك وتعالى فله التصرف المطلق قل اللهم مالك الملك يملكه تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير وله الحمد تضاف اليه اوصاف الكمال والمحامد لكماله في ذاته وصفاته وافعاله فان الحمد المطلق لا يكون الا للكامل المطلق الكمال المطلق من كل وجه وهو على كل شيء قدير فهو بالغ القدرة لا يمتنع عليه شيء ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن هنا قال في هذا الحديث انه من قال ذلك عشر مرار يعني عشر مرات كان كمن اعتق اربعة انفس من ولد اسمعي اربعة انفس من ولد اسماعيل فمثل هذا فضل عظيم وقد جاء بهذه الرواية المشهورة انه كمن اعتق اربعة انفس وجاء في روايات اخرى غير ذلك من العدد لكن اكثر الروايات واشهر الروايات في ذكر الاربعة قد جاء ايضا في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في قولها مئة مرة انه كمن اعتق عشرة عشرة من الرقاب فيكون مقابل كل عشر مرات رقبة من قبل المضاعفة كما يقول بعض اهل العلم كالحافظ بن حجر رحمه الله تعالى. فيكون لكل مرة بالمضاعفة رقبة يقول وهي مع ذلك لمطلق الرقاب ومع وصف كون الرقبة من بني إسماعيل يكون مقابل العشرة من غيرهم أربعة منهم لأنهم أشرف من غيرهم من العرب فضلا عن العجب وعلى كل حال المشهور اربع رقاب في مثل هذا الحديث من قالها عشرا مرار وجمع غيره كالقرطبي في المفهم بين اختلاف الروايات ان ذلك يكون بحسب اختلاف الذاكرين احوال الذاكرين من جهة حضور القلب وعقل المعنى والخشوع وما يحصل في القلب من اخبات ونحوه فيتفاوت بسبب ذلك الثواب والجزاء عند الله تبارك وتعالى بخلاف من اجرى ذلك على لسانه دون ان يعقله قلبه او ان يفهم هذه معاني هذه الاذكار فيتفاوت الثواب بهذا الاعتبار كما يقوله صاحب المفهم وهذا يحتمل ولكن قد يقال بان ذلك لا يخلو من اشكال وان كان هذا ورد في جملة من الاعمال الصالحة في ذكر التفاوت بينها في روايات واحاديث مختلفة وعلى كل حال بعضهم يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم خص كون هذه الرقاب من ولد اسماعيل باعتبار انها الانفس والاكمل والاشرف والارفع قدرا ودرجة وهم الاكثر سماحة وحسبا وشجاعة وفهما وفصاحة وعفة ونزاهة. هذا كله في صافي هؤلاء من ولد اسماعيل هذه الاوصاف موجودة في العرب اكثر من غيرهم وهي موجودة في ولد اسماعيل اكثر من غيرهم من العرب. فان العرب يتفاضلون كذلك ايضا الناس يتفاضلون يتفاضلون اذا استووا في التقوى فانهم يكون من كان من ولد اسماعيل فانه يكون له مزية بهذا الاعتبار فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لام المؤمنين اعتقيها فانها من ولدي اسماعيل وكان ذلك من سبي تميم وقد قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه احب تميما لثلاث وذكر منها انه لما جاءت صدقاتهم يعني زكاتهم قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومي. مع ان تميما ليسوا من قريش كما هو معلوم وقال ايضا اعتقيها فانها من ولد من ولد اسماعيل والثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في تميم بانهم اشد الامة على الدجال اشد امتي على الدجال وهم تميم فدل هذا على التفاضل والتفاوت بين الناس. وهذا لا يعارض قول الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وكذلك ايضا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى. الكلام فيما اذا استووا بالتقوى هل هناك مزية؟ فيقال من كان له نسب شريف يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذه لا شك انها مزية ومن كان من قريش فهذه مزية ومن كان من العرب فهذه مزية على الاعاجم اذا استووا بالتقوى لكن اذا وجد اعجمي وهو تقي لله تبارك وتعالى مؤمن ووجد من ال هاشم وهو فاجر او لربما يكون كافرا ولا شك ان الاعجمي اكرم وافضل وارفع ولذلك انظروا فيما قال الله تبارك وتعالى في حق ابي لهب وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو من نسب لا شك انه في غاية الشرف تبت يدا ابي لهب وتب اما زيد ابن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ذكره في القرآن وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن وهو مولى مولى ولو نظرتم في ترجمته ومن زوجه النبي صلى الله عليه وسلم من اشراف العرب زوجه بنت عقبة ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط وهو من اشراف قريش وزوجه ابنة عمته البيضاء زوجه زينب بن جحش وتزوجها بعده النبي صلى الله عليه وسلم. تزوج عددا من النساء على كل حال فالتقوى هي المعتبر والمعول وانما الكلام اذا استوى الناس في التقوى هل لقريش مزية؟ هل لبني تميم مثلا؟ مزية على غيرهم؟ هل للعرب مزية على الاعاجم؟ او لا في هذا القدر فقط واما اتخاذ ذلك للعصبيات والنعرات الجاهلية فهذا لا يجوز والله عز وجل يقول لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ففرق بين الكلام في التفاضل اذا استوى الناس بالتقوى وبين اتخاذ ذلك على سبيل الفخر والعصبيات الجاهلية فهذا لا يجوز بحال من الاحوال وهذا الحديث يؤخذ منه كما قال شيخ الاسلام رحمه الله ان بني اسماعيل يعتقون اذا كانوا كذلك فهذا يدل على ثبوت الرق في حقهم فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بعتقها واخبر انها من ولدي اسماعيل هذا الحديث هل يقال بانه من كان عليه عتق رقبة بالكفارات مثلا ثم قال هذا الذكر عشر مرات قال لا اله الا الله الى اخره عشر مرات كانما اعتق اربعا من ولد اسماعيل اشرف الرقاب هل يقال هذا يجزئه عن الرقبة التي عليه فهذا يكون عمرة لكن من كان عليه نذر وعلى القول الراجح ان العمرة واجبة في العمر مرة فهل يجزئه ذهابه الى قبا يصلي فيه ركعتين؟ عن نذره او عن عمرته الواجبة الفرض؟ الجواب لا ذلك لا يجزئه كذلك الحديث في من جلس بعد الصبح يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان كان له اجر حجة وعمرة تامتان تامتان عند من حسن هذا الحديث كذلك قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن لو انه نذر ان يقرأ ثلث القرآن او ان يقرأ القرآن في ليلة فقرأ قل هو الله احد ثلاث مرات هل يجزئه؟ الجواب لا. هل يكون هذا كمن قرأ ختمة ذاك الذي قرأها ثلاث مرات او هذا الذي صلى في قباء ركعتين كمن مشى وذهب وسافر وانفق وخطأ ثم جاء بعمرة وصلى في المسجد الحرام الجواب لا هو غاية ما هنالك انه يكون له كاجر عمرة لكن تبقى اعمال هذا وتعب هذا ومشي هذا وسفره ونفقاته وما الى ذلك يختلف ذلك فيها. كذلك هذا الذي يقرأ القرآن قرأ القرآن كاملا والقرآن بالاجماع ست الاف اية وكسور. فمثل هذا الذي قرأ اكثر من ست الاف اية مثل هذا هل كالذي قرأ قل هو الله احد ثلاث مرات في الوقت الذي قضاه والجهد الذي بذله والحروف التي نطق بها؟ الجواب ليس كذلك وانما المقصود والله اعلم انه يكون بقدر ثلث القرآن بعض اهل العلم حمله على ان ذلك باعتبار ما تضمنه القرآن من الموضوعات او يكون له من الاجر بقدر ثلث القرآن لكن هذا قضى وقتا طويلا ونطق بحروف كثيرة وهكذا على كل حال فمثل هذا لا يجزئه في عتق الرقاب مثلا فيما نحن فيه عن نذره او عن كفارته الواجبة والله تعالى اعلم. هذا ما يتعلق بهذا الحديث والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه السلام عليكم