او ان يكون حالا مؤكدا حال كونه كبيرا ويمكن ان يكون بمعنى كبرت كبيرا كبرت كبيرا هكذا قال بعده بالعطف والحمد لله كثيرا فان هذه الجملة وصلت بما قبلها من التكبير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في باب فضل الذكر اورد المؤلف هذا الحديث وهو حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علمني كلاما اقوله قال قل لا اله الا الله وحده لا شريك له الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم قال فهؤلاء لربي فمالي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني اخرجه مسلم في صحيحه قوله جاء اعرابي الاعرابي هو من سكن البادية سواء كان من العرب او من غيرهم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني كلاما اقوله يعني من الذكر مما يذكر به ربه تبارك وتعالى ولم يقيد ذلك بحال من الاحوال او بموضع من المواضع. يعني ما قال اقوله بعد الصلاة او اقوله طرفي النهار او اقوله اذا اويت الى فراشي او نحو ذلك وانما اراد بذلك الاطلاق علمني كلاما اي ذكرا اقوله اي اذكره قال قل لا اله الا الله وحده لا شريك له وعرفنا مضمون هذه الكلمة وما تدل عليه من التوحيد وان ما بعدها من قوله وحده لا شريك له ان قوله وحده وتأكيد للتوحيد بالاثبات والافراج وان قوله لا شريك له تأكيد بنفي الشريك والا فان هذه الكلمة بشقيها النفي والاثبات تدل على ذلك فقوله لا اله هذا كقوله لا شريك له من حيث المضمون فان قوله لا اله يتضمن نفي الشريك عن الله تبارك وتعالى وان قوله الا الله يتضمن ما في قوله وحده وذلك هو الافراد قدم هذه الكلمة على الجمل التي بعدها باعتبار انها المفتاح وانها الاشرف فهذه كلمة الاسلام وهي مفتاح الجنة كما سبق. واول ما يجب على المكلف هي اول اجب ان يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له فبدأ هنا بهذه الكلمة بالتوحيد الذي هو مبدأ الاعمال فان الاعمال لا تصح الا بذلك كما انه والختم الذي يختم به كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم بان من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة الله اكبر كبيرا لاحظوا انه لم يعطف هذه الجملة على ما قبلها يعني ما قال لا اله الا الله وحده لا شريك له والله اكبر كبيرة وانما افردها فجاء بها مستقلة وفصلها عما قبلها كأن ذلك يشير الى استقلال كل جملة من هذه الجمل بمفردها الله اكبر كبيرا. هنا يحتمل ان يكون ذلك يعني كبيرا انه من قبيل المفعول المطلق لمشاركتها لها في الدلالة على اتصاف الله تبارك وتعالى باوصاف الكمال انه تبارك وتعالى هو الاكبر من كل شيء وهو الذي يستحق الحمد المطلق من كل من كل وجه واعراب كثيرا كما سبق في كبيرا ويعني والحمد لله كثيرا اي حمدا حمدا كثيرا وسبحان الله رب العالمين وعرفنا في الكلام على الاسماء الحسنى وفي شرح هذه الاذكار ان الرب قال للخالق والمالك والسيد والمربي خلقه بانواع النعم الظاهرة والباطنة وما اشبه ذلك كل هذه المعاني داخلة في معنى الرب وهي مفسرة له سبحان الله رب العالمين عرفنا ايضا ان العالمين بالكلام على التفسير ان ما سوى الله فهو داخل في ذلك قال فرعون وما رب العالمين؟ قال رب السماوات والارض وما بينهما فكل ما سوى الله تبارك وتعالى في العالم العلوي والسفلي فهو داخل في ذلك لكن الصيغة في الجمع كما ترون جاءت بصيغة العقلاء تغليبا لهم لانهم الاشرف ولا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم قبل ليلتين تكلمنا على معنى هذه الجملة لا حول ولا قوة الا بالله. قلنا بان الاقرب في تفسيرها ان ذلك بمعنى لا تحول من حال الى حال مطلقا يعني لا يقال فقط من الطاعة الى المعصية او من المعصية الى الطاعة وانما لكي يكونوا في احوال الانسان كلها لا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم. وجاء في بعض الروايات في غير الصحيح العلي العظيم وعلى كل حال العزيز الحكيم مناسب هنا ايضا باعتبار انه ان كان لا تحول من حال الى حال الا به يعني الا باعانته. وذكرنا ما تتضمنه هذه الجملة من الاستعانة وما تدل عليه في هذه من هذه اه وتدل عليه من هذه الجهة فهذه الاستعانة او انه لا تحول من حال الى حال هذا يدل على عزته تبارك وتعالى فهو الذي لا يغال في مراده ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فهذا داخل في معنى العزة وان العزيز ايضا حكيم فهو حكيم مع عزته باعتبار انه يضع الامور في مواضيع ويوقعها في مواقعها فما يحصل من تحولات في احوال هذا العالم سواء كان ذلك بهذه الجمادات او كان ذلك في هؤلاء المخلوقات من الادميين وغيرهم من ذوات الارواح او غير ذلك من احوال النبات او الرياح او غير ذلك. كل هذا انما هو صادر عن عزته وحكمته وعلمه جل جلاله وتقدست اسماؤه فله في ذلك الحكمة البالغة و هذا على كل حال وجه الارتباط فيه لا يخفى قال الاعرابي فهؤلاء يعني هذه الجمل لربي يعني لما فيها من الثناء عليه تبارك وتعالى مع اثبات وحدانيته وما الى ذلك من التنزيه فمالي يعني ما الذي لي ادعو به مما يعود علي بالنفع الديني او الدنيوي كما جاء في الفاتحة اذا قال العبد الحمد لله رب رب العالمين قال حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي. فاذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي. نعم ثم اذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذه بين بيني وبين عبدي نصفين. ولعبدي ولعبدي ما سأل اه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي في قسم الفاتحة وهنا يقول ما لي ما الذي يكون لي مما ادعو به لنفسي فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول اللهم اغفر لي وعرفنا ان الغفر يقتضي او يدل على معنى الستر وكذلك التجاوز عن الاساءة اللهم اغفر لي وبدأ بهذا قبل ما ذكر بعده كان ذلك من باب التخلية ثم ذكر بعده الرحمة وهذا من باب التحلية اغفر لي وارحمني الرحمة هنا بمعنى ان يشمل الله تبارك وتعالى عبده بالطافه في الدنيا وفي الاخرة فاذا غفر له قد ستره ووقاه شؤم ذنوبه وجرائره وجرائمه فاذا رحمه فان ذلك يقتضي ان ينال هذا العبد من الرحمات من الالطاف من الخير في الدنيا وكذلك في الاخرة واخر ذلك يكون بدخول انه النظر الى وجه الله الكريم والتنعم بذلك كله فيكون العبد مرحوما بذلك واهدني فذكر الهداية ايضا بعد الرحمة وهذه الهداية مطلقة ان يهدى لاحسن الاحوال والاقوال والاعمال قال فان العبد لا يمكن ان يهتدي بنفسه وانما يكون هدايته بهداية ربه تبارك وتعالى. فمن يهدي الله فهو المهتدي فلا اهتداء الا بهدايته تبارك وتعالى. والله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء وارزقني يعني هنا يشمل الرزق بالمال الرزق المادي وكذلك بما يغزو به الاجسام ويدخل في ذلك ايضا الرزق بالعلم وهو من اجل الرزق وافضله الى غير ذلك من انواع الرزق وعافني فهنا سؤال المعافاة بعد ذلك كله المعافاة من الابتلاء وما يتخوفه فيما يتصل بدينه ودنياه العافية معنى واسع اه العبد بحاجة الى سؤال ربه تبارك وتعالى العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة. وقد مضى الكلام على هذا فهذه الجمل سؤال الرحمة والهداية والرزق الان الهداية والرزق هي من جملة من جملة الرحمة فان الله تبارك وتعالى اذا رحم العبد فقد هداه ورزقه فكل ذلك من رحمته جل جلاله وتقدست اسماؤه فيكون ذلك من عطف الخاص على العام ولكن افرد كل واحد من هذه يعني الهداية بكوني تلك هي المفتاح لمهمات الدين واما الرزق فهو ايضا المهم من امر دنيا الانسان مما يكون به قوام الابدان وانما تمس حاجة الانسان الى مثل هذين والله تعالى اعلم العبد بحاجة الى هداية وبحاجة الى رزق. فنسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه