كما يتصل بالطعام فله مجلس يختص به. فهذا الذي يلبس ثوبا من لبس ثوبا اي ثوب. فالثوب يقال لكل ملبوس. سواء كان هذا القميص او كان ازارا او كان رداء او غير ذلك من انواع احصل فيها ما يعجز عنه الاخرون وليس ذلك بخبرة ولا باحتراف ولا بصنعة ولا بعلم توصلت به الى هذا المطلوب وانما يقول من غير حول مني ولا قوة. ما مني شيء هذا فضل من الله تبارك وتعالى. قد يقول القائل هو تعب في العمل والاكتساب والذهاب والمجيء حتى حصل هذا المال. نقول هو ذهب وجاء لكن كم من ذاهب وراجع وهو صفر اليدين. وكم من كاسب ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة نتكلم على حديث من الاحاديث الواردة في هذا الكتاب مما يقال من الاذكار حينما يلبس المسلم ثوبا فان هذه الشريعة ايها الاحبة شريعة تحكم حياة الانسان من اولها الى اخرها. فلكل حال حكم. والمكلف ليس يخلو من حكم لله تبارك وتعالى باحواله كلها في كل الملابسات. هذه الشريعة ليست تحكم اتباعها في داخل المسجد حينما يصلون او في العبادات المحضة من صيام وحج وما الى ذلك وانما تحكمهم في بيعهم وشرائهم بل تحكمهم في مشيتهم وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وذكر هذا اول ما ذكر من اوصاف عباد الرحمن المشية وهي تحكمهم ايضا فيما يتعلق باكلهم وشربهم. في انواع المآكل والمشارب مما يحل ويحرم وفي كيفية تعاطيها ما يشرع ويسن فيما يتصل بطريقة الاكل والشرب. وهكذا في نومهم ويقظتهم. اضافة الى انها حاكمة على المكلفين فيما يتصل بالعلاقات مع الاخرين. من جهة الافراد علاقة المسلم والديه باولاده بقراباته بجيرانه باخوانه المسلمين او كان ذلك بالنظر الى المجموع علاقة الامة بغيرها تحكمهم في حال الحرب والسلم فالشريعة مهيمنة على جميع افعال المكلفين صغيرها وكبيرها لا يخرج من ذلك شيء ولا يمكن لاحد ان يخرج عن مقتضى ذلك في قليل او في كثير ومن ظن انه حر يفعل ما يشاء فانه لم يعرف ربه المعرفة الصحيحة ولم يعرف دينه وشرعه معرفة صحيحة. كما انه لم يعرف نفسه. ومن جهل هذه الامور الثلاثة فقد جهل بل استحكمت جهالته. اذا لبس ثوبا هناك اشياء يقولها هناك تعبد هناك امور يذكر بها نفسه حينما يلبس هذا الثوب انه انعام جديد افاضه الله تبارك وتعالى عليه فله فيه عبودية. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من اكل طعاما ثم قال الحمدلله الذي اطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن لبس ثوبا فقال الحمدلله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا الجزء هو الذي يعنينا في هذا المجلس. واما الملابس التي يلبسها الرجال او النساء. يدخل في هذا ما يلبسه الناس من المعاطف او ما يلبسه الانسان من جبة او عباءة او غير ذلك. فهنا يقول متذكرا نعمة الله عز وجل عليه. مقرا بها مذعنا بها قلبه ولسانه وجوارحه الحمدلله وهو يضيف الحمد الى الله تبارك وتعالى لانه المنعم المتفضل وما بكم من نعمة فمن الله هذا الذي اعطاك وحباك واولاك ينبغي ان تكون حامدا له عند هذه النعم المتجددة اذا لبس ثوبا هنا لم يقيده بالجديد ولم يقيد ذلك بكونه يقوله لاول وهلة لاول مرة لبسه فيها. والقاعدة عند الاصوليين ان ما كان من هذا القبيل يعني على شرط فانه يتكرر بتكرره اذا لبس ثوبا من سمع المؤذن من سمع النداء فقال مثل ما قال او نحو ذلك هذه التي تعلق على شرط اذا دخل احدكم كذا مما يطالب به المكلف من قول يقوله او فعل يفعله فان ذلك يقتضي التكرر بتكرر هذا الذي علق به. كل ما حصل هذا افعل هذا. كل ما حصل هذا قل كذا فهنا يقول من لبس ثوبا فقال الحمد لله كل من لبس ثوب لبست رداء لبست قميصا لبست ازارا لبست عباءة المرأة حينما تلبس لباسها الذي يختص بها فانها تقول ذلك والاقرب والله تعالى اعلم ان هذا محمول على ما ذكرت. يعني لا يختص بالجديد. لا يختص بكونه قد لبسه اول مرة كل ما لبس كل ما اردت ان تلبس قل هذا الكلام. تذكر نعمة الله عز وجل عليك واضف ذلك اليه واحمده على ذلك هذا الذي يدل عليه ظاهر الحديث وهو مقتضى القاعدة الاصولية التي ذكرت وهنا حينما يقول المكلف الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه هو الذي البسني هذا وهو الذي رزقنيه من غير حول مني ولا قوة. حول الانسان حول ما يحاوله تحول من حال الى حال لا حول ولا قوة الا بالله تقلب لا تحول من حال الى حال الا بارادة الله وقوته واعانته وتوفيقه وتيسيره. لا يقع في الكون تحريكه ولا تسكينه الا بارادته. ومشيئته تقديره. فهنا حينما يقول الانسان ذلك وقد خرج عن حوله وطوله وقوته يقول ما مني شيء يخرج من ان يضيف ذلك الى نفسه بوجه من الوجوه ليس هذا بقدرة مني على المكاسب. كذاك الذي قال انما اوتيته على علم عندي وليس ذلك لقوة في البدن قد ذهب كسبه قبل ان ينتفع به. وكم من عاجز عن الكسب اصلا. ولا يجد طريقا للتكسب فهو في حال من البؤس فليست تلك المزاولات والاعمال التي نقوم بها هي التي حصلت هذه الاموال التي قد وجدت فيها هذه المقتنيات من اللباس والطعام وغير ذلك انما ذلك من رزق الله تبارك وتعالى الله هو الذي علمك هذا العلم وهذه الصناعة هو الذي وفقك هو الذي عافاك هو الذي هيأ لك هذه الاسباب هو الذي انهض عزيمتك وهمتك وهو الذي قدر لك هذا الكسب وعلمك ما لم تكن تعلم. هذا الانسان الذي مثل البهيمة لا عقل له يمشي في الطرق رأيت مرة في الصباح الباكر في احدى العواصم رجلا يمشي على قدميه والناس يذهبون الى مدارسهم واعمالهم في زحام شديد وهذا يمشي بطريقة عجيبة يمشي بين السيارات فسألت فقالوا هذا اكبر مهندس في البلد واشهر مهندس اصيب في عقله فصار بهذه المثابة زرت احد كبار السن من الوجهاء في احدى النواحي فسمعت صوتا من خارج صراخ انسان يمشي ويصرخ بصوت وكلام غير مفهوم. سألت ما هذا؟ قال هذا من اكبر تجار البلد. كان يثق به التجار ويتعامل معهم بالاجل ويبيع للناس بالاجل فذهبت امواله وصار التجار يطالبون بالديون فعجز عن هذا وذهبت ثروته فاصيب الرجل في عقله وصار يهيم ويخرج في الطرقات ويصيح يصرخ باعلى صوته ويتكلم بهذيان لا يفهم. هذا الكسب يا اخوان هذا اللباس الذي نلبسه هذه الاموال التي نحصلها من اين؟ انظر احيانا حينما اذهب الى مدرسة ابتدائية انظر الى التلاميذ وهم صغار خرجوا على الحياة في الصف الاول الابتدائي او نحو ذلك فاتأمل اقول هؤلاء لا مكاسب لهم ليس عندهم شيء غير هذه الريالات التي اعطاهم ابوهم من اجل ان يشتري له شيئا لكن هؤلاء حينما نقلب هذه الصفحة ويتخرجون ويخرجون الى العمل ويعافسون الحياة يكون لهم مكاسب يكون عندهم حسابات معينة يكون عندهم اموال ايا كانت. منين جاءت الجيل الذين هم الان جيل اباء وما عندهم من الاموال قلت او كثرت حينما كانوا في تلك المرحلة. كان عندهم شيء لم يكن عندهم شيء منين جاءت الله هو الرزاق ولهذا قال ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق فقر. نحن نرزقهم واياكم. فرزقهم يأتي معهم ليس الاب هو الذي ارزقوا الاولاد ولذلك لا يخاف الانسان على رزقه فلان يقطع رزقي فلان هو لا يملك رزقه حتى يقطع رزقك. فالله هو الرزاق كل ما لبست هذا الثوب تذكر هذا المعنى تجدد عندك هذا الفهم السليم الصحيح فيبقى الانسان في حالة من الارتباط مع الله في حمده وشكره وتوكله وثقته بربه وتعالى فهو الذي علمنا وهو الذي وفقنا وهو الذي هيأ لنا زرت مرة بعض الشواطئ في نواحي فقيرة فقر مدقع كان القائمون على جمعية خيرية يقولون اصعب ايام السنة شعبان ورمضان قلت لهم لماذا؟ قالوا تأتي الزكوات ولا تسأل عن المشكلات والالحاح والضغوط التي نعانيها. هذا اعطيته مئة وخمسين وانا اعطيتني مئة هذا احوج المهم هؤلاء سألت بعضهم عن مكاسبهم ونحو ذلك يصيدون اسماك فيذهبون الى مدينة يسافرون اليها يقولون احيانا نصيد واحيانا ما نصيد واحيانا نصيد ونذهب ونبيع جميع ما صدنا واحيانا نذهب ولا نبيع شيئا. الله هو الرزاق هذه الاسماك التي يصيدها من اللي يهيئ له هذا؟ واذا صادها هذا هو نهاية المطاف يصيد ثم يذهب ولا يرجع بشيء يصيد ويذهب ويرجع بها فالرزاق هو الله احد هؤلاء الباعة من اللي يبيعون في الطرق ويتجولون قيل له ليكن لك مكسب ليكن لك كان في حسرة فقال اشتريت هذه البضاعة قضاة والسيارة اشتراها رجل ليكون شريكا له على النصف من الارباح. ويقف من الصباح الباكر يروح الفجر سوق الخضار ويجلس الى وقت متأخر من الليل لا يجلس مع اولاده. يقول بعض الايام لا ابيع شيء قلت كم مجموع ما تحصل في الشهر قال احيانا الصافي لي الف واحيانا اقل الف ماذا تصنع له والرجل صادق يعني الرجل كانت تناقش قضية الولد الذي سيخرج من الجامعة من اجل ان يبحث عن عمل الولد ينبغي ان يكمل الدراسة ما عندنا شي. نريد الولد يعمل فهذا حال الاب وهذا الحل الذي عرظ عليه من قبل عرظه اناس من اجل انه يعمل انه يكتسب فصار يعمل يجلس من الصبح الى الليل الى وقت متأخر لا يجلس مع اولاده لكن كم يبيع؟ احيانا ما يبيع شيء. فهذه الملابس يا اخوة هذه المآكل هذه النعم التي نتقلب فيها صباح مساء لم يتركنا الله عز وجل في عري من منا الذي يبيته جائع ما عنده شيء يأكله لكن الانسان كل ما نظر الى من هو فوقه يشعر بالحسرة وانه محروم بينما هو في نعم عظيمة يتقلب فيها صباح مساء لكن من الذي يشكر؟ فالله تبارك وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه لاحظ الله يرزقنا ويعلمنا ماذا نقول ويوفقنا لشكره ثم غفر له ما تقدم من ذنبه على ماذا؟ كلمة بسيطة هذا يدل على منزلة الحمد والشكر الارتباط بالله عز وجل اضافة النعم الى المنعم المسدي لهذه النعم غفر له ما تقدم من ذنبه ينعم عليك ويوفقك للشكر ثم يجعل ذلك سببا لمغفرة الذنوب وهذا محمول على الصغائر دون الكبائر وفي رواية عند ابي داوود غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكن وما تأخر ضعيفة لا تصح والصحيح غفر له ما تقدم من ذنبه. اكتفي بهذا هذه الليلة واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه