ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا شروع ايها الاحبة بالكلام على اذكار الاذان والاذان معروف وهو الاعلام بالصلاة ويعبرون عنه كثيرا الاعلام بدخول وقت الصلاة ولم اذكر هذا ابتداء لانه يوهم معنى وهو ان الاذان لا يكون الا للاعلام بدخول وقت الصلاة والواقع ان الصلاة يؤذن لها ولو كان ذلك بعد دخول الوقت بمدة كالمسافر مثلا فانهم لو اذنوا بعد دخول الوقت بمدة كما في صلاة العشاء اخروها فاذنوا بعد ذلك بعد دخوله بساعتين او نحو هذا هذا لا اشكال به وليس بلازم ان يكون في وقت الدخول وهكذا ايضا لو ان هؤلاء اذنوا عند دخول الوقت وهكذا فان الاذان يكون واجبا حيث يؤذن في البلد واما بقية المؤذنين فان اذانهم في هذه المساجد ليس بواجب المقصود ان البلد لا يخلو من الاذان ومن ثم فان تقييده بالاعلام بدخول الوقت يشكل من جهة انه اذا تأخر فلم يؤذن لسبب او لاخر فهل معنى ذلك انه يترك الاذان؟ الجواب لا لانه عبادة مقصودة بين يدي الصلاة. وهكذا ايضا اذا كان وحده في فلاة فانه يؤذن مع انه ليس هناك من يدعوهم الى حضورها وانما يشهد له كل من سمعه من انس وجن والشجر وحجر يشهد لهذا المؤذن يوم القيامة هذه عبادة مطلوبة فهو اعلام الصلاة والمشهور انهم يقولون اعلام بدخول وقت الصلاة المؤلف هنا ذكر الاذكار التي تتعلق بالاذان ولكني رأيت انه يحسن ان اشير بعض الاشارات الى بعض المعاني التي يتضمنها الاذان الذي نسمعه بكل يوم وليلة خمس مرات. حتى صار مألوفا ومن ثم لم يعد يحرك في نفوسنا ساكنا الا ما شاء الله تبارك وتعالى فهذا الاذان له شأن عظيم ويتضمن الفاظا ومعاني وهدايات لو ان الناس تأملوها وتفكروا فيها لما وسعهم التخلف او التأخر عن اجابته وانما يعرف المؤمن اثر فقده اذا غاب فسافر الى بلاد لا يسمع فيها الاذان فاذا سمعه وجد وقعه واثره في قلبه. فنحن نحتاج الى تأمل في معنى هذه الجمل التي نسمعها تردد على مسامعنا في كل يوم وليلة. فحينما يهتف المؤذن ويقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر فهذا تصريح واعلان واعلام بان الله تبارك وتعالى اكبر من كل شيء فهو اكبر من العمل واكبر من الاختبار واكبر من الدراسة واكبر من البيع والشراء. واكبر من الزوجة والاولاد واكبر من مجالس الانس التي يقضي الناس اوقاتهم فيها وهو اكبر منه سائر الاعمال والاشغال والشهوات واللذات. فاذا سمع المؤمن الله اكبر فانه مباشرة ذلك في قلبه فلا يقدم شيئا دونه عليه. الله اكبر من كل شيء فكيف يقدم عليه اشتغال بالاولاد والاموال او يكون الانسان في فراشه ويسمع الاذان ثم لا يجيب فالله اكبر من النوم اكبر من الراحة اكبر من كل المتع وما تهفو اليه النفوس وتتطلبه اذا استشعرنا هذا بادرنا الى الاجابة قد كان السلف رضي الله تعالى عنهم مع هذا في حال عجيبة تميم الدار يذكر انه منذ اسلم ما دخل وقت صلاة الا وقد تهيأ لها. وما اذن المؤذن الا وهو في المسجد. منذ اسلم. ونحن كم نسمع من المواعظ والخطب ونقرأ من الكتب ونسمع من الصوتيات ومع ذلك لا يغير ذلك فينا كثيرا. منذ اسلم وهو بهذه المثابة وهكذا ايضا سعيد ابن المسيب رحمه الله واخبره في هذا مشهورة لما اوذي وضرب وحبس بمسألة معروفة جاء وقد صلى الناس فالى المسجد مباشرة قال هذه وجوه ما نظرت اليها منذ خمسين سنة. يعني لما استقبله الناس وهم خارجون من المسجد يقول هذه وجوه ما نظرت اليها منذ خمسين سنة نحن كم يمضي على الواحد منا لا تفوته صلاة الجماعة خمسة ايام او خمسة فروض هذا منذ خمسين سنة ما نظر الى هذه الوجوه وجاء عنه انه قال ما نظرت الى قفا مصلي منذ خمسين سنة يعني ما صلى في الصف الثاني وجاء عنه انه ما فاتته تكبيرة الاحرام منذ اربعين سنة تكبيرة الاحرام هل يمضي علينا اربعة فروض او خمسة فروض لا تفوتنا تكبيرة الاحرام فلدينا من التأخر والضعف ما يحتاج معه الى معالجة ومجاهدة ومصابرة على الاجابة بهذه الصلاة لاولادنا في تربيتنا لهم هل يبادرون الى الصلاة منذ سماع المؤذن او انهم يتشاغلون بهذه الاجهزة التي في ايديهم وفي غيرها فتقام الصلاة وهو يسمعها وهو في البيت لم يخرج بعد ثم يذهب يتوضأ فما يصل الى المسجد الا وقد صلوا او لربما ادرك التشهد او الركعة الاخيرة. ولربما كان فرحا مغتبطا مسرورا انه ادرك الركوع الاخير ويزعم بذلك انه قد حصل امرا عظيما حيث ادرك الجماعة بهذا الادراك هذه مشكلة حقيقية نعاني منها. متى نصل بتربية اولادنا الى الحد الذي نراهم يؤذن المؤذن وينطلقون الى المسجد ونأتي صلاة الفجر ونجد انهم قد استيقظوا وتهيأوا لها من انفسهم او انهم يوقظون اهلهم بدلا من المعاناة الطويلة المتكررة في كل يوم لايقاظهم لهذه الصلاة والرجل لربما كادت الصلاة ان تفوته وهو لا زال يعالج هؤلاء الاولاد من اجل حفزهم ودفعهم الى حضورها وهنا حينما يسمع المؤمن الله اكبر مهما كان مرهقا متعبا الرجل كان يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وما يتخلف عنها الا منافق وقد ذكرت في مجلس قديم في الكلام على عبادة السلف ذكرت من صلاتهم اشياء فقد كان الواحد منهم وهو في مرض مرض الموت يسمع الاذان ثم يدعو من حوله الى انهاضه حتى يقوم ثم يذهب الى المسجد بين رجلين ويقول حينما يقال له ان الله قد عذرك يقول اسمع النداء ثم لا اجيب وهكذا ايضا بعضهم كان في خبره وسيرته وترجمته انه اذا كان على راحلته فسمع النداء بركة في مكانه. لا يتقدم خطوة واما نحن فللاسف الشديد اننا نمضي قدما في طريقنا ومشاويرنا فاذا سمعنا النداء سمعنا الاذان اراد الواحد منا بزعمه ان يستغل الوقت كان استغلال الوقت بالشرود عن المسجد الا يأتي الا بعد الاقامة فننطلق ونسير حتى نصل الى اماكن لربما لا نجد فيها مسجدا وقد اقيمت الصلاة فيتلفت الواحد يمنة ويسرة واحيانا يجد نفسه في وسط ازدحام ويحبس بين السيارات لا يستطيع ان يتوقف. ولا ينزل ثم تبدأ المساجد من هنا وهناك يسمع الاقامة ثم بعد ذلك يسمع التكبير ثم يسمع الركوع والرفع من الركوع ثم الثانية ثم الركعة الثالثة ثم بعد ذلك يتوجه الى مسجد ويجد ان الناس قد خرجوا ينطلق الى الثاني ويجد ان الناس قد خرجوا ثم ينطلق الى الثالث فيجدها حسرة من البداية اذن توقف هذا اهم من هذا الاستغلال المزعوم ان الانسان يريد ان يقطع شوطا في طريقه فقطع الشوط في طريق الاخرة اهم واولى من هذه الدقائق التي تعطل سيرك الى الله والدار الاخرة هذه المعايير الصحيحة ايها الاحبة والمقاييس متى نربي انفسنا على هذا متى نصل الى هذا المستوى كم مضى على الواحد منا من العمر وهو لا زال بنفس المربع من التأخر تباطؤ الكسل التسويف لا زال على نفس الحال. فهنا ايها الاحبة الله اكبر اكبر من كل شيء عندي مذاكرة عندي قراءة عندي دراسة الله اكبر من هذا عندي مشروع عندي اجتماع الله اكبر نتوقف ويرددها على المسامع اربع مرات باذنه صمم يسمعها شاء ام ابى ربما ما سمع الاولى فيسمع الثانية فان لم فالثالثة فان لم فالرابعة الذي لا يسمع الرابعة ماذا عسى ان يسمع ثم بعد ذلك تأتي كلمة التوحيد اشهد ان لا اله الا الله التي هي اجل كلمة واعظم كلمة هذه الشهادة حينما يشهد ان لا اله الا الله يعني لا معبود بحق الا الله فهذا اولا يدعوه الى الاخلاص الا يرائي بصلاته وذهابه الى المسجد وتبكيره ولا يخطر له ذلك على بال. ثم ايضا اشهد ان لا اله الا الله. حينما تنازعه النفس والهوى الى النوم ودعه الراحة والقعود والتأخر والتباطؤ فايهما يتبع داعي النفس والهوى والشيطان ام داعي الله تبارك وتعالى فان المألوه هو المعبود فهل يكون عبدا لهواه او يكون عبدا لربه وخالقه جل جلاله وهو يسمع اشهد ان لا اله الا الله. هنا تتحقق العبودية فعلا الو عبد لله او عبد للهوى. والهوى كما قال ابن عباس رضي الله عنهما اله يعبد فالذي يقدم طاعة الهوى يكون قد عبده افرأيت من اتخذ الهه هواه اشهد ان لا اله الا الله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فتكون العبادة لله لا يخطر في باله قبل الصلاة ولا اثناء الصلاة ولا بعد الصلاة ان يتوجه قلبه الى احد سوى الله تبارك وتعالى من يسمع هذا كيف يمكن ان يزين صلاته من اجل نظر زيد او عمر ثم يسمع الشهادة الاخرى اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله اذا هو القدوة والاسوة الشهادة الاولى ان الله هو المعبود وحده فيجافي كل من سواه وكل من يرتبط بمن سواه هنا يأتي موضوع الولاء والبراء لا اله الا الله فالبراء يتعلق بالنفي الشق الاول نفي للمعبودات وللعابدين ولكل ما يرتبط بذلك بوجه من الوجوه والا الله اثبات العبودية لا معبود بحق الا الله اثبات العبودية الحقة لله عز وجل وما يتصل بذلك ويرتبط به من تقريب ما قربه الله عز وجل وابعاد ما ابعده يوالي اولياء الله ويحبهم ويقربهم بحسب طاعتهم وتوحيدهم وعبادتهم. واذا قال اشهد ان محمدا رسول الله ومعنى ذلك انه يطيعه في كل ما امر. ويترك ما نهاه عنه وكذلك ايضا يكون هو القدوة له في كل شيء في صلاته هذه التي يذهب ليصلي يتعرف كيف يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم لانه قال كما رأيتموني اصلي. وكذلك ايضا في سائر شؤونه واعماله ابتداء من مظهره وهيئته الى ما يتصل بقلبه واعمال القلوب وما الى ذلك. كل ذلك يقتدي فيه برسول الله الله عليه وسلم لانه المتبوع القدوة والاسوة الكاملة. اشهد ان محمدا رسول الله. والا فما معنى هذه الشهادة اذا كان لا يطيعه ويقتدي بغيره ويعظم اعداءه ويتولاهم ويقربهم ويثني عليهم ويطريهم هذا لم يحقق شهادة ان محمدا رسول الله بل لم يحقق شهادة ان لا اله الا الله. ومن هنا يكون هديه الظاهر والباطن على ووفق هذه الشهادة التي يسمعها وليس يسمعها فقط كما سيأتي في الاذكار الاذان هو يردد معه هذه الكلمات لتستقر وترسخ وتتعمق فيتشربها قلبه فتظهر على جوارحه فيعجن بهذه الهدايات والمعاني فيكون ذلك في سمته طاهر وهديه الباطن ثم بعد ذلك يسمع النداء الى الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح. يسمع حي على الصلاة مرتين وحي على الفلاح مرتين. فيناديه الى الصلاة هلموا الى حضورها اقبال عليها الى المساجد حيث ينادى بهن كما جاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لما ذكر سنن الهدى وان هذه الصلوات من سنن الهدى وانها انما تكون هذه الصلاة حيث ينادى بها واين ينادى بها بالمساجد واثر بن مسعود رضي الله عنه هذا قد اخرجه الامام مسلم في صحيحه. فهو مما يستدل به على وجوب صلاة الجماعة حيث ينادى بهن وذلك في المساجد ثم بعد ذلك حينما يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح. الفلاح هو ادراك المطلوب والنجاة من المرهوب. هذا اصله في كلام العرب اذا الفلاح بماذا؟ بحضور هذه الصلاة هي ليست تعطيل ليست اشغال ليست اعاقة عن انجاز الاعمال انما هي الفلاح الحقيقي فمن رام ادراك الفلاح وعليه بهذه الصلاة يكون مفلحا. ومن ضيع هذه الصلاة ضيع حبل الفلاح وطريق النجاة وصار امره فرطا صار ضائعا مضيعا لا يهتدي الى سبيل ولا طريق يكون سببا لخلاصه ونجاته بحال من الاحوال ثم بعد ذلك يسمع مرة اخرى التكبير مرتين. الله اكبر الله اكبر فمن فاته الاول تذكر في الثاني ثم يسمع الشهادة مرة اخرى لا اله الا الله فكل هذا يبعث في النفس الوان الهدايات والمعاني التي ينبغي على العبد ان يستحضرها وان يفتح سمعه وقلبه من اجل استجلائها والتفكر فيها في ظهر اثر ذلك عليه متجددا في كل يوم وليلة خمس مرات فهذا لا يمكن ان يظهر بصورة اعداء الله عز وجل في لباسه شعره وهيئته ولا يمكن ان يصدر منه ما ينافي هذه الكلمات او ان يكون معطلا من هذه الصلاة نسأل الله العافية عفيف الجبهة لا يسجد لله سجدة او يصلي مع امرأته في بيته لا يخرج الى المسجد. لا يمكن لمن يفقه هذه الكلمات الهاديات ان يحصل له هذا التلكؤ والتباطؤ والتراجع هذا واسأل الله عز وجل ان يلهمنا رشدنا وان يعيننا على انفسنا وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه