فهل يشرع ان يطلب المؤمن الدعاء من غيره؟ يعني هل نأخذ من هذا انه يشرع لنا ان نطلب الدعاء من غيرنا. قل يا فلان ادعوا لي بالهداية ادعو لي بالجنة لكن من الناس من تكون حياته من اولها الى اخرها متوقفة على الاخرين. فهو لا يدرس الا بهذا ولا يتوظف الا بهذا ولا ينتقل من عمل الى عمل الا بهذا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بقي في الكلام على حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما بقية وذلك فيما يتصل بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم سلوا لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة هنا كون النبي صلى الله عليه وسلم يقول لامته سلوا لي الوسيلة هذا طلب ومن النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من امته الدعاء ونحو ذلك هذا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم فهل هذا اعني قول الانسان ادع لي يقال انه مشروع بناء على ذلك اولى شيخ الاسلام رحمه الله له كلام معروف في هذه المسألة اعني مسألة طلب الدعاء من الغير هو لا شك انه جائز لكن هل هو مشروع بمعنى قدر جائع زائد على الجواز بمعنى ان الشارع قد طلبه يعني هل هو شيء مستحب مثلا هل شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لامته ان يطلب الانسان من غيره ان يدعو له؟ ادعوا لنا يا فلان او ان ذلك خلاف الاولى مع انه جائز وبالاتفاق لا يلحق الانسان في هذا حرج لا اشكال لكن هل الاولى ان يترك ذلك لا يطلب من احد ان يدعو له شيخ الاسلام رحمه الله يرى انه خلاف الاولى باي اعتبار باعتبار انه لا يخلو من نوع افتقار للمخلوق. هذا من جهة. والانسان لا يفتقر الى المخلوقين بشيء ولا يطلب حاجته الا من الله وحده والنبي صلى الله عليه وسلم بايع بعض اصحابه الا يسألوا احدا من الناس شيئا لاحظ الا يسألوا احدا من الناس شيئا ما بايع الجميع بايع البعض يعني دي منزلة عالية فكان بعض اصحابه يسقط الصوت منه يعني وهو على راحلته فلا يقول لصاحبه ناولنيه ينزل تعرفون النزول من الراحلة صعب والركوب صعب يحتاج ان ينيخ الراحلة ثم ينزل ثم بعد ذلك يركب ثم يستحثها فتنهض فلا يقول لصاحبه ناولنيه فيكون توجههم وافتقارهم الى ربهم وخالقهم جل جلاله فهذا اكمل في العبودية ولهذا شيخ الاسلام يذكر العبارة الجميلة المعبرة المؤثرة التي ينبغي ان يجعلها المؤمن شعارا له في الحياة استغني عمن شئت تكن نظيره ما يكون له فضل عليك اليد العليا خير من اليد السفلى استغني عمن شئت تكن نظيرة تستوي معه لا يكون ارفع منك واحتج الى من شئت تكن اسيرة يأسرك بهذا الاحسان يطوق به عنقك واحسن الى من شئت تكن اميره. تكون انت صاحب الفضل عليه بمنزلة الامير اعيدها ثانية استغني عن من شئت تكن نظيره. واحتج الى من شئت تكن اسيرة واحسن الى من شئت تكن اميرة هذي شعار فان استطعت الا تحتاج الى غير الله عز وجل فافعل يكون الفقر والحاجة الى الله وحده تحتاج الى المخلوق لا ان يقرضك ولا ان يعطيك ولا ان يساعدك ولا ان يخدمك ولا ان يفعل لك شيئا من المنافع انما ان استطعت ان تكون انت الذي تبذل وتنفع وتقدم للناس وتحسن اليهم فان اليد العليا خير من اليد السفلى. نعم الانسان قد يضطر والناس خلقهم الله عز وجل على حال من التفاوت يحتاج بعضهم الى بعض ويكمل بعضهم بعضا لكن نحن نتكلم على مراتب عالية عالية جدا ولهذا ذكرت في بعض المناسبات ان بعض السلف كعائشة رضي الله عنها حينما توصل به هدية الى قوم تقول للخادم انظري ماذا يجيبون ماذا يقولون يعني ان قالوا جزاكم الله خيرا فقولي بل انتم جزاكم الله خيرا. من اجل ان لا يكون هناك مكافأة. يكون الانسان يحسن ولا ينتظر من الاخرين شيئا ولذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله بان من احسن واعطى وانتظر من الناس عائدة من شكر وتعظيم وتقدير او نحو ذلك. فانه ليس ممن قال الله انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ما نبغى منكم مقابل ولا نبغى منكم كلمة شكر. هذا كله لله طبعا لو كانت الامة بهذا المستوى بافرادها ومجموعها لاسترحنا من كثير من الشر فيما بين الاهل في الاسرة الواحدة القرابة العشيرة والجماعة والمحيط والبيئة الحي والقبيلة وعلى مستوى الامة بكاملها لا ينتظر الانسان عائدة من احد. فالمقصود هنا انه ينبغي للعبد الا ينتظر من المخلوقين احسانا ولا نفعا ولا بذلا ولا عطاء وانما هو الذي يبذل ويعطي وينفع. اين هذا ممن حياتهم من اولها الى اخرها متوقفة على الاخرين كل شيء حتى الاشياء البسيطة اشياء بسيطة تقدم للجميع ما يعرف يتكلم اذا جاء الا يقول انا من طرف فلان طرف فلان وما الحاجة الى مثل هذا الكلام يا اخي هذه امور مبذولة للجميع والصاع واحد. هو يتكلم مع كل احد مع من يعدل ومن لا يعدل. لابد ان يأتي منة احد او تفضل احد عليه. وهو غير مضطر. يعني هو غير محتاج لكن اصبحت عادة. للاسف ثقافة في المجتمع. نعم النبي صلى الله عليه وسلم يقول اشفعوا تؤجروا. فالانسان يؤجر على الشفاعة وينبغي الا يبخل بذلك. ينفع اخوانه ما استطاع ولغته هي هذه اللغة الركيكة انا اتيتك من طرف ولا والله المستعان. على كل حال هذا استطراد دعا اليه مسألة المبايعة التي ذكرتها حيث بايع النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه الا يسألوا احدا من الناس شيئا. فالشيخ الاسلام رحمه الله يرى ان طلب الدعاء من الغير فيه نوع افتقار يجوز لكن الاولى الا تطلب منهم حتى الدعاء ارفع يديك وادعوا وادعوا لهم. والملك يقول ولك بمثل وايضا فيه نوع تزكية لهذا الانسان اللي طلبت منه ثم تقول له ادع لي هذا نوع تزكية انه يرجى ان تكون دعوته مستجابة انه قريب من الله عز وجل ففيه نوع تزكية وامر ثالث وهو ان العبد مأمور بالدعاء وقد تعبده الله عز وجل بذلك والدعاء عبادة جليلة من اجل العبادات فيكل ذلك الى غيره. ادعوا لي. هنا ينبغي ان نربي الاولاد. نعم نحن نشعرهم اننا ندعوا لهم دائما. ومن حقهم علينا ان ادعوا لهم قائمين وقاعدين في الليل والنهار نسأل الله ان يصلح لنا ولكم الذرية والنية وان يرزقنا ويهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. وان يوفقهم ويسددهم ويجعلهم راشدين لكن ايضا ينبغي ان نعلمهم الدعاء انهم يدعون يعني قد تجد الولد لا يدعو ابدا ولا يرفع يديه لكنه دائما ادعو لي ادعوا لي نعم دعوة الوالد لولده مستجابة لكن ايضا ينبغي ان يكون الولد ان يدعو الله تبارك وتعالى وان يتعود على هذا لان هذه عبادة ولابد من الدعاء واظهار الافتقار الى الله جل جلاله. شيخ الاسلام رحمه الله يقول هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم سلوا لي الوسيلة. ليس من هذا القبيل انه يطلب من امته الدعاء او له حاجة الى المخلوقين. يقول انما هو تعليم لامته ما ينتفعون به في دينهم وبسبب ذلك التعليم والعمل بما علمهم يعظم الله اجره. فاننا اذا صلينا عليه مرة صلى الله علينا عشرا. واذا سألنا الله عز وجل له الوسيلة حلت لنا الشفاعة يوم القيامة. يقول وكل ثواب يحصل لنا على اعمالنا فله مثل اجرنا من غير ان ينقص من اجرنا شيء. فانه صلى الله عليه وسلم قال من دل على هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيء وهنا النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا هذا الخير جميعا. كل ما نعمله من الخير انما عرفناه عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم. فحينما نصلي حينما نصوم حينما نقرأ القرآن حينما نضحي حينما نتصدق. النبي صلى الله عليه وسلم له مثل هذا الاجر هنا يأتي فضل واهمية تعليم الناس الخير. الذي يعلم الناس الخير اذا علمت احدا اية او نحو ذلك يكون لك مثل اجر هذا من علم اية من كتاب الله فله اجرها ما تليت. ولهذا يحسن على الاقل ان يحرص الوالدان على تعليم الولد طفل سورة الفاتحة. لماذا؟ لان هذا الطفل سيقرأها في كل ركعة. طول الحياة فهي اكثر شيء يقرأه ويردده. فيكون للابوين او لمن علمه منهما مثل الاجر الذي يحصل له في قضية احيانا افوتها. وهنا يأتي فضل معلم القرآن ان يحتسب ويريد ما عند الله تبارك وتعالى بهذا التعليم ولا يريد عرضا من الدنيا فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول سلوا الله لي الوسيلة. سلوا لي الوسيلة ليس هذا من باب الافتقار. وانما هو تعليم للامة ما ينتفعون به وصلى الله عليه واله وسلم بعد ذلك اقول هذه الجمل التي علمناها النبي صلى الله عليه وسلم ان نقول مثل ما يقول المؤذن يقول فمن فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا وهكذا سؤال الوسيلة وانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد. والنبي صلى الله عليه وسلم يرجو ان يكون هذا العبد. فبهذا يؤخذ منه استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وانها متأكدة بعد الاذان. بعدما نردد مع المؤذن. وكذلك يستحب ان نسأل الاله الوسيلة واستحباب اجابة المؤذن ان نردد معه وقد مضى الكلام على هذا وانه من الجفاء ان نسمع المؤذن ثم لا نجيب. لا نردد معه وهكذا ايضا ان نقول وانا اشهد ان لا اله الا الله ونقول وانا اشهد ان محمدا رسول الله وان نقول رضيت بالله ربا بالاسلام دينا كل هذا مما يستحب وهكذا ايضا النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الصلاة عليه ورغب الامة فيه ذكر ما يستحث هممهم وينشط عزائمهم عليه وهو صلى الله عليه بها عشرا لما ذكر الوسيلة وسؤال الوسيلة له عليه الصلاة والسلام قال حلت له الشفاعة يعني من سأل الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم. فهنا يؤخذ منه ان من حث غيره على عمل من اعمال الخير والمعروف انه يحسن ان يذكر له ما يرغبه في ذلك وينشطه لفعله والقيام به هذه الاجابة للمؤذن وهذا الدعاء الذي يقال من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة هذا يستوي فيه من حيث المطالبة المتطهر ومن كان عليه الحدث. سواء كان هذا الحدث من قبيل الحدث الاكبر كالجنابة والحيض وما يلحق به من النفاس او كان غير ذلك. فهنا لان النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الجميع. نعم حينما يذكر الانسان ربه وهو متطهر فهذا اكمل وافضل بلا شك لكنه يدع الذكر اذا كان في الخلاء مثلا فانه لا يذكر الله عز وجل فيه كما ذكرنا سابقا هذا ما يتعلق بهذا الحديث وقد انتهى الوقت