ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. في هذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عن ذكر من الاذكار المتعلقة بالاذان وذلك كما اورد المؤلف انه يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. هنا وضع بين معقوفين زيادة انك لا تخلف الميعاد. فهذا الذكر والدعاء جاء من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه وهو مخرج في الصحيح من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة الى قوله وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. حلت له شفاعتي يوم القيامة. واما هذه الزيادة انك لا تخلف الميعاد وهي ليست في الصحيح والعلماء منهم من قبلها وحكم عليها بالصحة او الحسن ومنهم من ردها وضعفها فممن قبلها الحافظ ابن القيم حيث حكم عليها بالصحة وكذلك ايضا سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله قد قال اسنادها حسن وقال مرة اسنادها صحيح وقال مرة اسنادها جيد وكذلك ايضا الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله وممن ضعفها الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله حيث حكم عليها الشذوذ وهي من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. قالوا تفرد بها محمد بن عوف الطائي ولم يرويها غيره ويكون ذلك من قبيل الشاذ هكذا قالوا والاخرون قبلوها وعدوا ذلك من الزيادات الصحيحة واما ما يتصل بالمعنى فان بعض من ردها قالوا ان هذا المعنى لا يحسن ولا يجمل ان يخاطب الله تبارك وتعالى به. فيقال انك لا تخلف الميعاد وهذا غير صحيح لانه قد جاء في القرآن مما علمنا الله تبارك وتعالى من دعاء اهل الايمان كما في سورة ال عمران وفيه انك لا تخلف الميعاد ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فهذا الدعاء لا شيء فيه من جهة المعنى بل هو صحيح ويشهد له القرآن. وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من قال حين يسمع النداء حين يسمع النداء هذا يحتمل انه يقول ذلك بمجرد السماع حينما يطرق سمعه نداء المؤذن حينما يصل الى مسامعه صوت المؤذن حينما يصدح بالاذان. من قال حين يسمع فهذا احتمال ان يكون ذلك قبل فراغ المؤذن ويحتمل ان يكون ذلك بعد فراغ المؤذن من الاذان وهذا الذي يدل عليه ما سبق من حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم امرنا او ارشدنا بان نسأل له الوسيلة بعد اجابة المؤذن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا دليل على ان ذلك يراد به حينما يسمع الاذان بكامله فيردد معه ثم بعد ذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو المناسب ايضا من جهة المعنى وذلك ان هذا من قبيل الدعاء والمسنون ان يقدم بين يدي الدعاء الثناء على الله تبارك وتعالى وكذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يكون بناء على ذلك من قال حين يسمع النداء يعني حين يسمع النداء كاملا. يعني بعد فراغه من سماع النداء والنداء هنا يسمع النداء يحتمل ان يقصد به الكامل في معناه. فان النداء ينتظم جمله من اولها الى اخرها. من قوله الله اكبر الى اخر ما يقوله المؤذن لا اله الا الله فيكون قد سمع النداء لان ذلك جميعا هو الذي يقال له النداء والقاعدة ان المطلق محمول على الكامل. النداء ويقال لي النداء باكمله بصيغته التامة الكاملة وبجمله المعروفة. حينما يقول اللهم اذى مضى الكلام عليه في عدد من المناسبات لا سيما في دروس التفسير ان معنى اللهم يا الله فلما حذفت ياء النداء قامت الميم مقامها ولذلك لا يجمع بين الياء والميم ما يقال يا اللهم وانما يقال يا الله او اللهم لكن ذلك يراد به النداء على كل حال اللهم رب هذه الدعوة التامة احنا عرفنا معنى الرب واطلاقات الرب في بعض هذه المجالس وفي غيرها لا سيما في اسماء الحسنى والمعاني التي يرد لها لكن هنا رب هذه الدعوة التامة يحمل على يعني صاحب هذه الدعوة التامة هو الذي شرعها وهو الذي علمها عباده وهو الذي امر بها وهو الذي يجزي عليها فيكون الرب هنا بمعنى الصاحب ونحو ذلك كما جاء عن جد النبي صلى الله عليه وسلم عبدالمطلب لما جاء ابرهة الى مكة ليهدم الكعبة فجاءه عبدالمطلب يطلب ابلا له اخذها جند ابرهة فلما سأله ابرهة عن هذا الطلب وكيف لا يذكر الكعبة وهدمها؟ فقال انا رب الابل وللبيت رب يحميه. يعني انا صاحب الابل انا مالكها فان من معاني الرب السيد والمالك رب هذه الدعوة الدعوة تقال لما دعوت اليه تقول انا ذاهب الى دعوة فما دعوت اليه فهذه الصلاة دعوة يدعى لها بهذا الاذان. وتقال الدعوة ايضا للدعوة نفسها التي يدعى بها الى شيء او امر من الامور. فتقول مثلا هذه دعوة لحضور زواج يعني هذا الخطاب الذي جاءك او البطاقة التي وصلت هي دعوة فالدعوة تارة تقال لهذا يعني ما يدعى به وتقال لما يدعى اليه. فهنا اللهم رب هذه الدعوة التامة ما المراد به؟ المراد به هذا الاذان هذه الكلمات والجمل التي نسمعها فهي دعوة هنا بهذا الاعتبار دعوة الى ماذا؟ الى هذه الصلاة دعوة الى بيوت الله عز وجل الى اقامة هذه العبادة التي حل وقتها ووجبت فهو يدعوهم ويناديهم بهذه الدعوة التي هي في غاية الكمال والتمام لما اشتملت عليه من هذه المعاني العظيمة التي تكلمنا عليها قبل ليالي. ولذلك وصفها هنا بانها تامة. بمعنى التام يعني الكامل واتممت عليكم نعمتي يعني ان الله تبارك وتعالى اسبغها عليكم واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. يعني اتمها واكملها لها فهي كاملة فهذه الدعوة التامة هي دعوة كاملة من كل وجه فهي مشتملة على اعظم الذكر واجله وافضله كما سبق في الكلام على مضامينها من قبل ويدعى بها الى اشرف واعظم الاشياء وهو هذه الصلاة المشتملة على ذكر الله تبارك وتعالى والله عز وجل يقول واقم الصلاة ان الصلاة فان هنا للتعليل. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر. وقد ذكرنا المعاني في بعض المناسبات في غير هذه المجالس. ولذكر الله اكبر. ما المراد به؟ اكبر من ماذا بعضهم يقول بان ذكر الله في نهيه عن الفحشاء والمنكر ابلغ واكبر من نهي هذه الصلاة عن الفحشاء والمنكر واقم الصلاة. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. يعني في النهي عن الفحشاء والمنكر وبعضهم يقول كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو من اعدل الاقوال بان الصلاة مشتملة على امرين على شيئين. الاول انها تنهى عن الفحشاء والمنكر فهي تؤثر هذا الاثر. الامر الثاني انها مشتملة على ذكر الله. وهذا اكبر واعظم من الاول يعني الصلاة فيها امران لا تزجر عن الفحشاء والمنكر فهذه فائدة من فوائد هذه الصلاة. الامر الثاني ما تضمنته من ذكر الله عز وجل وهذا الاعظم والاهم والمطلوب الاجل هذا ذكره شيخ الاسلام اختاره وقيل غير ذلك لكن المقصود هنا ان هذه الدعوة تامة باعتبار انه يدعى فيها الى هذه الصلاة المشتملة على نهي عن المنكر والفحشاء وهي متضمنة لذكر الله تبارك وتعالى. وانما شرعت الصلاة لاقامة ذكره تبارك وتعالى واقم الصلاة لذكري لا احد المعاني التي فسرت بها هذه الاية. فهنا هذه الامور التي توجد في هذه الدعوة في مضامين الاذان وما يدعى بها اليه كل ذلك من الامور الكاملة والتامة. اما ما سوى ذلك من امور الدنيا مما يدعى اليه الناس فهو دون ذلك بمراحل. هذا اذا سلم من التبعة والمنكر والفساد والاثم والشر فما الذي يمكن ان يدعى اليه الانسان اعظم من طاعة الله عز وجل وعبادته بل الى عبادة هي عمود الاسلام. وركنه الثاني بعد الشهادتين. ما الذي يمكن ان يدعى عليه الانسان اهم من هذا؟ ولذلك لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل العمل اخبر انه الصلاة لاول وقتها افضل العمل ومعلوم ان من خان حي على الصلاة خان حي على الكفاح فالذي لا ينتصر على نفسه ولا يستطيع ان يجاهدها فينهض من فراشه او يترك ما بيده ليذهب الى المسجد هذا عما طلب منه من المهام والعبادات والاعمال الصالحة اقعد. فهو ان ضيع هذه الصلاة فهو لما سواها اضيع. فهذه الدعوة التامة ما سواها ناقص الناس قد يبادرون اذا دعاهم فلان او فلان. قد يبادرون اذا دعوا الى المكان الفلاني. ولكن تجد تلكؤا وتباطؤا احيانا لدى بعضهم اذا دعي الى الصلاة لا يجد استشرافا في نفسه وانبعاثا وسرورا وانشراحا مع ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ارحنا بها يا بلال. وقال فعلت قرة عيني في الصلاة قرة العين يعني انه لا يجد سلوته وراحته وطمأنينته ويجد قلبه ونفسه كما يجدها في الصلاة. فان العين تكون قريرة بما تحب. وتسر به وتلتذ. قال قرت عينه ويدعى له بها هذا اقر الله عينك وهذا من القر يعني البرد فان دموع الفرح تكون باردة. ودموع الحزن تكون ساخنة ولهذا يقال اسخن الله عين البعيد. اسخن الله عين اعداء الله بمعنى انك تدعو عليهم بالمصائب والحزن الذي تسخن معه العين فتكون دموع العين حارة لحرارة الجوف فهنا هذه دعوة تامة ايها الاحبة ينبغي ان نقبل عليها باستشراف وسرور وفرح وارتياح وانشراح والا يكون هناك دعوة نحن اليها صراع اكثر من هذه الدعوة. يعني ينبغي ان ينظر الانسان في نفسه الى اي شيء تهفو والى اي شيء تبادر بالاجابة وتسرع الى هذا الذي دعيت اليه الا يكون ذلك اعظم لا في الظاهر بمعنى في الانطلاق اليها والعمل والسعي ولا في الباطن من اقبال النفس واستشرافها وفرحها. لو دعي الانسان الى مناسبة يحبها ويتطلع اليها لربما ينتظرها شهورا اعد بحفل معين اعد بمناسبة معينة ينتظر يتطلع متى يأتي هذا الموعد وينظر دائما في التاريخ ليتأكد ثم بعد ذلك اذا جاء هذا تجد لربما المرأة وهي غير مطالبة بحضور الجماعة لكن على سبيل المثال لان ذلك يظهر وفيهن اكثر تجد انها لربما قبله بيوم وهي تتهيأ وتلبس وتخرج الوان اللباس وتنظر اليها وتقلبها وتقيسها عيدها مرة وثانية وثالثة ولربما ذهب عليها ليل طويل. وهي تقارن بين هذه الملبوسات وما هو اللائق والمناسب ولربما استعدت وهذا هو الاصل والغالب انها تشتري ذلك باغلى الاثمان وتتهيأ الى حضور هذه المناسبة ولو منعت منها لربما كان ذلك بالنسبة اليها من العظائم الكبار التي لا تحتمل. فهذا التهيؤ وهذا الاستشراف لحضور هذه المناسبة او تلك انا اقول ينبغي ان يكون حرص الرجال على حضور الصلاة اذا دعوا الى ذلك اعظم واكمل بمراحل. فكيف نفوسنا مع هذه الصلاة حينما يدعون الداعي اعني داعي الله بهذا الاذان والدعوة التامة هذا بالاضافة الى ان امور الدنيا هذه التي قد يدعى اليها الانسان انه لا تخلو من كدر ونقص وما الى ذلك فهو قد يقابل في هذه الدعوة من لا يحب قد يواجه بما يكره قد يقع في شيء من الحرج مع الاخرين قد لا يلائمه المكان قد لا يلائمه الزمان قد لا يلائمه الطعام قد لا يلائمه الحديث الذي يسمعه ان كان ثمة حديثا فكل ذلك مما يعرض لتلك الامور التي يدعى اليها. وبعض اهل العلم يفسر التامة بغير هذا. يقولون بان التامة يعني انها التي يحصل بها الالزام وقيام الحجة لظهورها وجلائها ووضوحها فليس فيها ادنى لبس. قد يدعى الانسان بدعوة ولكنها تبقى فيها بعض الغموض في بعض الجوانب غموض في التاريخ التبس عليه التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري ليلة كذا وهو يظن انه يوم كذا لكن هذه الدعوة لا يتطرق اليها شيء من ذلك فالالزام بها حاصل فعمى عليه الا ان يسارع في الاجابة وبعضهم يقول معنى تامة ان الشركة فيها لا تتأتى لان ذلك انما يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى وبعضهم يقول قيل لها تامة لانها تشتمل على اتم القول واوفاه وهو قول لا اله الا الله فهذه اكمل كلمة واعدل كلمة واشرف كلمة على الاطلاق وبعضهم يقول انها كذلك يعني تامة لانه ليس في عباراتها والفاظها خلل ولا يتطرق اليها نقص الناس يجتهدون ما هي العبارة التي يصوغونها للدعوة الى الزواج مثلا ما هي العبارة المناسبة؟ احيانا تكون العبارة فيها شيء من الخشونة فيها عبارة قد لا تكون لائقة قد تكون العبارة لربما غير مناسبة في هذا المقام قد تكون مشتملة على محظور شرعي يعني بعظ الناس يكتب دعوة وكذا وبعدين يقول او رسالة وبعدين يقول تحية يأتي اليكم تحيات تحياتي لكم ولكم تحياتي التحيات لله. وليست لاحد من خلقه تحيات هنا جمع مضاف الى معرفة الياء. كل تحياتي لكم. وانما التحيات تكون لله. فمن غير الصحيح ان يقول الانسان مثلا في اذيل الرسالة او يزيل الدعوة او او الخطاب او البطاقة او غير ذلك يقول وتقبلوا تحياتي. تحياتي لكم ولكم تحياتي لكني اقول لكم مني تحية مثلا او نحو ذلك لكن تحياتي كلها هكذا لكم؟ لا. تحياتي لله. التحيات لله وليست لاحد من المخلوقين لكن المخلوق له تحية طيبة نحييه بها فان التحية هي والاصل ما يقال في اول اللقاء ايا كان القول. السلام ونحو ذلك مثل كيف اصبحت كيف امسيت؟ فكل هذا يقال له تحية وبعضهم يقول انها تامة باعتبار انها ليست مما يتطرق اليه التبديل والتغيير والنسخ بل هي باقية الى يوم القيامة وهذا معنى قول من قال بان ذلك يعني انها تامة بمعنى انها لا تنقطع. فهي دعوة باقية اهو بمعنى قول من يقول انها لا يتطرق اليها النسخ. هذه الدعوة التامة بعض اهل العلم يقول انها الى قوله الى اخر الشهادتين. واشهد ان محمدا رسول الله. ان هذا كلمة التوحيد وهذه هي الدعوة التامة ولكن الواقع ان هذا لا دليل عليه فان ذلك ينتظم جميع ما ذكر ومنه الدعوة الى الصلاة وهذه هي الدعوة الله تبارك وتعالى له دعوة الحق مما فسر به ذلك التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ولكن ايضا هذه دعوة الى الى الصلاة مع ما فيها من توحيد الله عز وجل وتوحيد الرسول عليه الصلاة والسلام اشهد ان محمدا رسول الله ولكن ذلك من جملة ما تضمنته ولا يقال انه يقتصر على ذلك والله اعلم. اكتفي بهذا انتهى الوقت واسأل الله ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه