السلام عليكم ومرحبا بكم في قناة مدرسة الشعر العربي. مع محمد صالح. اليوم وصلنا الى الحلقة الاخيرة من شرح معلقة عنترة بن شداد. هذه الحلقة هي ذروة معلقة فيها تحتدم المعركة التي تضغط على الرجال. وهي التي يصفها عنترة بابيات خالدة هذا الجزء هو اجمل ما في المعلقة. وفيه اكبر عدد من الابيات. شاهدوا للنهاية واعدك انه سيعجبك. سابدأ به سريعا حتى لا نطيل الحلقة في بداية هذا الجزء ابيات يظهر فيها وجه جاهلي من عنترة. كان القوي يستطيع ظلم الضعيف. يتكلم عن مرأة رآها ويتمناها ولكنه يقول انها محرمة عليه. لا يقدر على الوصول لها. ذكر الشراح انها مرأة غريبة عنه. ويريد ان يختطفها. وذكر شارح على الاقفش انها جارته. نقرأها معا ونرى. ثم سيصف قوة المعركة وشدتها على المحاربين وعلى الاحصنة. يقول يا شاتم قنص لمن حلت له حرمت علي وليتها لم تحرم الشاة معروفة وهي انثى الخراف. ويكنى بها عن المرأة. لانها ضعيفة مثلها. مع قنص لمن حلت له يا ايتها المرأة الضعيفة تحلين لمن يقدر عليك. حرمت علي اي لا اقدر على الوصول لها. ويتمنى لو انها غير محرمة. كما قلت لكم البعض يقول انها غريبة عنه يتمنى اختطافها. ويقول البعض الاخر انها جارته ويمنعه الاخلاق. ولكن انا اظن انها الاحتمال الاول انها غريبة يريد ان يختطفا ويعزز هذا البيتان التاليان اللذان يقول فيهما فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي فتحسسي اخبارها لي واعلمي. يقول انه ارسل جارية له لتعرف الاخبار وتستقصي عنها وتعلمه. وفي رواية اخرى فتجسسي اي تتلصص وتعرف الاخبار في السر ثم تخبره. قالت وهو الحاسم في المعنى قالت رأيت بنا الاعادي غرة والشاة ممكنة لمن هو مرتمي. فقالت له الجارية انها رأت من الاعداء غرة اي غفلة. والشاه اي الفتاة المقصودة لمن هو مرتمي. اي يمكن الحصول عليها لمن يرمي نفسه في هذه المغامرة. اذا معنى الابيات واضح. عنترة يتمنى اختطافها من الاعداء. ويتآمر على ذلك مع خادمة الله. وهذا المعنى صادم في الحقيقة. ولكن اخلاق العرب قبل الاسلام كانت خليطا من الجيد والسيء عنترته نفسه الذي يتباهى بكرمه ويهتم بسمعته كان رجلا سفاحا قاتلا ويتآمر ليخطف فتاه. ولهذا جاءت رسالة الاسلام تكمل مكارم الاخلاق لديهم. تبقي على الجيد وتغير السيئة فيهم. عموما هو يكمل ويقول وكأنها التفتت بجيد جدايل رشأ من الغزلان حر ارثم يصف هذه الفتاة المقصودة كأنها تلتفت برقبة غزالة صغيرة. الجداية هي الغزالة الصغيرة تشبيها لرقبتها. فيشبه رقبة الفتاة في رقبتها رشا من الغزلان هو الذي كبر قليلا واصبح يجري خلف امه. حر يعني حسن كريم وارثم هو الغزال الذي في شقته وانفه بياض. ثم يقول نبأت عمرا غير شاكر نعمتي والكفر مخبثة لنفس المنعمين يقول انه سمع ان رجلا يدعى عمرو تنكر لمعروف عنترة معه. ويقول ان هذا الكفر اي الانكار هو شيء خبيث لنفس المنعم اي انه يحدث في نفسك اثر خبيث عندما تنعم الى احدهم ثم ينكر ذلك الان دعنا من الابيات السابقة الابيات القادمة هي المقصودة وهي حماسية جدا وهي ابيات من قلب المعركة. ولقد حفظت اصوات بالضحى اذ تقلص الشفتان عن وضح الفم. يصف التوتر الشديد وقت القتال فيقول انه تذكر الوصايا او التعليمات التي ذكرها له عمه وقت الضحى قبل القتال. عندما تتقلص الشفات من التوتر. اي تنكمش الشفاة هكذا عن وضح الفم فتكشف الاسنان خلفها. وهذا تصوير بديع يصور نفسية المحارب المتوتر في ارض القتال. حيث يقابل الموت مباشرة في حومة الموت الذي لا يتقي غمراتها الابطال غير تغمغم يحدث هذا في حومة الموت. اي المكان الذي يحوم فيه الموت. اي يدور ويأخذ ارواح الناس. وهذا تصوير مرعب لقلب المعركة حيث يتواجد عنترة وبقية الفرسان. وحومة الموت هذه لا يتقيها الفرسان او يحمون نفسهم منها بغير التغمغم. هذا فقط هو الممكن والتغمغم هو الكلام المنخفض وغير المفهوم. ففي هذا التوتر والموت الشديد لا يعلو صوت الانسان. ولا يخرج منه الا همهمات خافتة مبهمة. ويروى هذا البيت ايضا لا تشتكي. لا تشتكي غمراتها بذرة التقي. وهي تقريبا في نفس المعنى. اذ يتقون بي الاسير لم اخم عنها ولكني تضايق مقدمي. يقول ان الابطال الذين معه يحمون نفسهم بعنترة. فهم يعتبرون انه اقوى رجل فيهم. ويتخذونه الدرع امامهم في اول الصف. يحمون نفسهم به من الاسنة. وهي كلمة عامة تجمع كل انواع الاسلحة. وكل ما له سن يقول لم اقم عنها يعني لم اتراجع ولم اضعف ولم اجبن ولكني تضايق مقدمي اي ضاقت المساحة التي اتحرك فيها في المقدمة من ازدحام المعركة. ولهذا لا يستطيع التقدم اكثر. لما رأيت القوم اقبل جمعهم يتآمرون كررت غير مذممين. يصف ذلك الوقت عندما رأى اعداءه يقبلون باعدادهم ويتذامرون ان يدفعوا ويشجعوا بعضهم بعضا دمر البطل اي حض وشجع نفسه. يقول لما رأيت ذلك تقدمت وهي كررت غير مذمم اي لا يستطيع احد ان لم افعل شيئا اذم عليه. يدعون عنترة والرماح كأنها قشطان بئر في لبان الادهم مدعونا عنتر اي انهم يدعونه ويتحدونه. اقبل وارنى نفسك ورماحهم كانها اشطان بئر وهي الحبال الملقاة في البئر تجلب المياه. وهو تشبيه بليغ. فهذه الاشطان تكون ممتدة في الظلام الاسود. فيشبهها هنا برماحهم. والتشابه في شكلها الرماح والحبال كلاهما رفيع طويل وكلاهما يمتدان في السواد. والطرف الاخر منهما يحمل الموتى ويحمل المجهول كانوا في قاع البئر السحيقة والرماح في لبان الادهم. اي في صدر حصانه الادهم. والادهم هو اسم حصان عنترة. ما زلت ارميهم بغرة في رأسه ولبانه حتى تسربل بالدم. يقول انه ما زال يوجه رأس حصانه ولبانه اي صدره حتى تسربل بالدم اي حتى غطى الدم صدر حصانه كانه يتسربل. اي كأنه يرتديه. السربال هو الرداء او الملابس. فازور من وقع قنابله وشكى الي بعبرة وتحمحم فازور الحصان اي مال الى الجانب تحت تأثير الطعنات. اذ وراء يعني ماله وشكى الى عنترة بعبرة. والعبرة هي الدمعة وتحمحم هو صوت الحصان المتقطع. وهو صوت اقل من الصهيل. تخيلوا قوة المعركة على عنترة وعلى الحصان المسكين. لو كان يدري ما المحاورة ولكان لو عرف الكلام مكلمي. البيت واضح وجميل. لو كان هذا الحصان ينطق لاشتكى لعنترة. من هذا الذي يحدث له. والخيل تقتحم الخضار عوابسا ما بين شيظمة واجرد شيظم. الاقتحام هو الدخول في الشيء بسرعة. الخبر هي الارض اللينة ذات الحجارة التي يصعب على الخيل جريو فيها عوابس جمع عابس. وهو الوجه المكفهر الذي يقطب ما بين عينيه لابداء عدم الرضا. ما بين شيظمة واجرد شيظة هذه كلها صفات للخيل. الشيظة هو الطويل الاجرد هو الحصان المخلوق الشعر. وكان العرب يحرصون على الاعتناء بالحصان وحلاقة شعره فهذه صفة للجمال ومعيار للمدح. واذا تذكرتم فقد ذكرها ايضا امرؤ القيس في معلقته. عندما ذكر ان حصانه اذا تذكرتم عندما قال بمنجرد قيد الاوابد هيكلي ولقد شفى نفسي وابرأ سقمها الفوارس ويك عنتر اقدمي يتحدث هنا عن غاية سعادته وقمة فرحته. وهو ما يشفي الجراحة الداخلية عنده. الجراح الداخلي القديمة السقم هو المرض القديم المزمن. ومرضه القديم المزمن المتوطن داخل نفسه هو كرهه لوضعه ونظرة بعض الناس له. الذي يشفيه من ذلك عندما يناديه الفوارس من صفه ليقولون له اقدم يا عنترة اقدم لتقودنا او حسب بعض التفاسير الاخرى الفوارس الاعداء عندما يقولون له اقدم وتعال لتريني نفسك سواء كان هذا المعنى او ذلك فهو اعتراف من الفرسان بفضله وتقدمه على الاخرين. ويك عنتر ويك كلمة مركبة. هي للنداء والمخطط اه طبعا. وعنتر ترخيم لاسمه وهو عنترة. فاسمه الكامل بالتاء وحذفت للتنخيم. قلنا ان الترخيم هو اسلوب عربي تحذف فيه اواخر الكلمة للتخفيف اقبل يعني تعال او تقدم. ذل ركابي حيث شئت مشايعي. قلبي واحفزه بقلب مبرم يقول ان ركابي اجمال سفري مجهزة مذللة. مطيعة لي حيث شئت ان اذهب مشايعي تعود الى قلبي. يعني يؤيدني ويذهب معي. شيعة المرء هم فريقه او مؤيدوه. احفز اي ادفعه واشجعه بقلب مبرم يعني بقلب محكم. ذكر هذا البيت بعد انتهائه من وصف المعركة فكأنه يقول انه الان يستطيع ان يذهب الى اي مكان ولا يمنعه احد. وقلبه محكم وعازم على امره. لا اعلم تحديدا ماذا يقصد بعد انتهاء المعركة. وهذا اجتهاد مني. فهل يقول الان ان بعد انتهاء المعركة عليه ان يكمل حياته ويشجع نفسه على الخطوات القادمة. الان الابيات النهائية وهي في غاية الجمال. ولقد شئت بان اموت ولم تكن للحرب دائرة على ابني ضمضمي نتحدث هنا عن اثنين من اعدائه بالتحديد يكن لهما كرها شديدا وهما هرم وحصين ابني ضمضم. كان يخاف ان يموت قبل ان يرى الحرب سارت عليهم دارت عليه هو تعبير عن انقلاب الاحوال. اي انه يريد ان يراهم مقتولين قبل ان يموت هو. الشاتمي عرضي ولم اشتمهما والناذرين اذا لم القاهما دامين. عنترة مغتاظ جدا من انهما يسبانه. وهو لم يسبهما من قبل. قد يقتل ويمزق ولكن لا يشتم. الاخلاق يا جماعة قبل اي شيء. وهما نذرا اي اخذا عهدا على نفسهما ان يقتلاه او يرسلان من يقتله. وهذا تهكم منه فيقول اذا لم القهما. يعني اذا قابلتهما فمن المؤكد انني ساقتلهما. فهما لا يقدران على الوقوف امامي. ولكنهما فقط ويريدون قتلي. اذا لماذا يكرهونه الى هذه الدرجة؟ هنا قمة السخرية من عنترة. وبه يختم المعلقة فيقول ان يفعل ولقد تركت اباهما جزر السباع وكل نسر قشعم. يعلن انه اصلا قد قتل اباهما. وتركه جزرا اي ذبيحة للسباع وهي الحيوانات المفترسة والنسور الكبيرة. تركه الاستباع ينهشون ويقطعون جثته. القشعم هو النسر الكبير. يعني قمة السخرية منه هما ومن ابيهما. وهكذا نعرف لماذا يتوعدانه. وهكذا تنتهي المعلقة حسب نسخة الخطيب التبريزي اعرف ان كثيرا منكم كان يتوقع اداة اخرى ويستغرب من عدم ذكري لهذا البيت او ذاك. خاصة ولقد ذكرتك والسيوف نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي. الجميع يتوقع هذا البيت. ولكن على الرغم من شهرته لا يتواجد في اغلب روايات معلقة. ويغلب انه من حول. حاولت اختيار اوثق لا اعرف ارجو تفهم هذا وسامحوني على اي تقصير. شكرا على حسن متابعتكم وسوف اخصص حلقة للرد على الاسئلة التي سوف تأتي في التعليقات لا تنسى الاشتراك في هذه القناة وتفعيل زر الجرس والاعجاب بهذه الحلقة. كان معكم محمد صالح شكرا والى اللقاء في الحلقة القادمة. السلام عليكم ورحمة الله