معنى الشهادتين ومقتضاهما وحقيقة الايمان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه اجمعين اما بعد. فان اول الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله والشهادة لله تعالى بالوحدانية ولنبيه بالرسالة هي اصل الدين واساس الملة اسلام ان تنطق الشهادتين بلسانك وتصدق بمعناهما بقلبك وتقر وتعترف وتعمل بمقتضاهما بجوارحك. فاذا نطقت بالشهادتين واقررت وصدقت وعملت بمقتضاهما فاديت الاوامر وتركت النواهي. فهذا هو الاسلام ولا تصح احدى شهادتين الا بالاخرى. فمن شهد لله تعالى بالوحدانية ولم يشهد لنبيه بالرسالة لم تقبل. ومن شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ولم يشهد لله بالوحدانية لن تقبل. فلابد من الشهادتين واذا اطلقت احداهما دخلت فيها الاخرى ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله. ان تشهد انه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني هو عبدالله ورسوله وانه رسول الله حقا وانه رسول الله الى العرب والعجم من الجن والانس الى الثقافة وانه خاتم النبيين فلا نبي بعده. فمن اعتقد ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة للعرب او اعتقد ان بعده نبيا فهو كافر باجماع المسلمين. قال الله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وقال سبحانه وارسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا. وقال سبحانه وما ارسلناك الا افة للناس بشيرا ونذيرا. وقال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهود ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا دخل النار. وقال عليه الصلاة والسلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس كافة. رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة للثقلين الجن والانس العرب والعجم هو خاتم النبيين. قال سبحانه ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وحقيقة الايمان تشمل اولا قول اللسان وهو النطق. فلا بد ان يتلفظ المسلم الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ثانيا قول القلب وهو الاقرار والاعتراف والتصديق. ثالثا عمل القلب وهو النية والاخلاص والصدق والمحبة والانقياد. رابعا عمل الجوارح كالصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين وصلة الرحم والامر بالمعروف النهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والاحسان الى الجيران. وكف المسلمين السهو عن المحرمات التي اعظمها واغلطها الشرك بالله عدوان على النفس في الدماء والعدوان على الناس في الاموال. والعدوان على الناس في الاعراض فينتهي عن المحرمات تدينا وايمانا وبما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك المحرمات فهذا معنى الشهادتين ومقتضاهما ذلك وهذه هي حقيقة الايمان التي دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. واقوى للصحابة التابعين ومن بعدهم اسأل الله ان يتوفانا على الاسلام غير مبدلين. وان يوفقنا للايمان انه ولي ذلك والقادر صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين