ثم قال اهدنا الصراط المستقيم الهداية هي التوفيق والالهام والارشاد الى طريق الحق وهذا يتضمن نوعي الهداية. هداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق والالهام. تطلبها من الله جل وعلا. ومن لم يهده الله فلا احد يهديه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هاديء. اطلب الهداية من الله. وافعل اسباب الهداية وهي سلوك الصراط المستقيم. اما ان تطلب الهداية وتسلك الصراط الاعوج هذا لم يفعل الاسباب. من فعل هذا لم للاسباب ولذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين قال تعالى وهديناه النجدين. فاذا لا بد ان تسلك انت سبيل الرشد انا هديناه السبيل اما باكرا واما كفورا ثم بين هذا الصراط مع انه واضح في قوله المستقيم يعني الذي لا عوج فيه. قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله بينه زيادة على هذا فقال صراط الذين انعمت عليهم يعني انت الان لو ما تعرف حقيقة الصراط المستقيم ابحث عن هؤلاء الذين انعم الله عليهم واسلك سبيلهم من هم هؤلاء الذين انعم الله عليهم قال فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين ها والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. هؤلاء الذين انعم الله عليهم اكثرهم وجودا اليوم الصالحون الصالحون وعلى رأسهم ائمة العلم والهدى من اهل السنة فانت اذا لم يكن عندك علم ولا معرفة ولا ثقافة ولا ابحث عن العلماء الربانيين وسر خلفهم فهم على الصراط المستقيم. واياك ممن واياك ومن حاد عن الصراط المستقيم ثم بينه بيانا اظافيا حتى لا تزل. ولا تظيع قال غير المغضوب عليهم يعني هذا الصراط المستقيم هو صراط هؤلاء الذين انعم الله عليهم. وضده وليس بي هو هذا الصراط المستقيم صراط اقوام غضب الله عليهم. وهم كل من غضب الله عليه بسبب انه عرف الحق ثم حاد عنه وعلى رأس هؤلاء اليهود وقد اجمع السلف على ان ممن غضب الله عليهم ممن يراد بهذه الاية هم اليهود فاياك وسبيل اليهود فمن اتبعه ضل ومن سار عليه زاق عن الصراط المستقيم. ثم قال ولا الضالين. والضالون هم كل جاهل ظل عن صراط الله المستقيم بسبب جهله. وعلى رأس هؤلاء واساسهم النصارى فانهم اعظم الناس جهلا بدينهم. ولذلك لم يعرفوا ربهم وهو اعظم شيء. ولم يعرفوا رسولهم وهو اعظم شيء. وظلوا عن سواء السبيل بجهلهم بالله وجهلهم برسوله عليه الصلاة والسلام. فقالوا انه اله وقال انه اناس وقال بعضهم ان نصفه اله ونصفه الى ناس. بعضهم يسميه جزء من جزء منه لاهوت وجزء منه ناسوت ولذلك قال بعض العلم لعنة الله على النصارى اجمعين اكتعين ابصعين فما ظل قوم في ربهم ولا في رسوله كما ظل هؤلاء النصارى ما عرفوا الرب ولا عرفوا الرسول فزاغوا عن سواء السبيل